ظاهرة التكلس

0
مثلما يتبخر الماء تاركا من خلفه كتلا صخرية من الكلس .. كذلك تتبخر القيم والأفكار الصالحة من الضمير الفردي والجماعي لتترك خلفها كتلا من الأشخاص والأشياء . إن التحول من الإيمان إلى الشرك، ومن الإسلام إلى كفر.. يتخذ مسارا متشعبا ومركبا عبر مراحل زمنية ليست بالقصيرة ؛ هناك مساران متوازيان يضمنان هذه الإنقلابة: - التغير النفسي الداخلي - التغير الاجتماعي الخارجي  التغير النفسي الداخلي: هو عملية التحول من حالة الإيمان الأولى وصولا إلى حالة الشرك النهائية،  ضمان هذا التحول، هو تقهقر الحالة الوجدانية للإنسان من التعلق بالأفكار المطلقة إلى التعلق بالأشخاص، ومن ثمة تتعلق في النهاية بالأشياء البحتة. هذه المعركة الوجدانية ، هي معركة تحولية ، يحاول فيها الشيطان استدراج الإنسان فكريا إلى منطقة المحظور ايمانيا ، وذلك بتغطية المقاصد الكبرى للإيمان بغايات أقل بعدا : كأن يركز على تعظيم الداعية أو النبي كشخص ، لتغيب خلف هذا التعظيم حقيقة رسالته ، وأن تعظم الشعائر والأحكام وتغيب المقاصد والغايات ..

كتبت يوما ما من أيام عام 2012

(طرحت هذه الموضوعات ببعد تاريخي لاستخلاص قاعدة تفسر تقهقر الحالة الإيمانية للأمم عبر القرون من صفاء الإيمان إلى درك الشرك ومقاومة الأنبياء والدعاة)

مثلما يتبخر الماء تاركا من خلفه كتلا صخرية من الكلس ..
كذلك تتبخر القيم والأفكار الصالحة من الضمير الفردي والجماعي لتترك خلفها كتلا من الأشخاص والأشياء .
إن التحول من الإيمان إلى الشرك، ومن الإسلام إلى كفر.. يتخذ مسارا متشعبا ومركبا عبر مراحل زمنية ليست بالقصيرة ؛
هناك مساران متوازيان يضمنان هذه الإنقلابة:
- التغير النفسي الداخلي
- التغير الاجتماعي الخارجي

التغير النفسي الداخلي: هو عملية التحول من حالة الإيمان الأولى وصولا إلى حالة الشرك النهائية، 
ضمان هذا التحول، هو تقهقر الحالة الوجدانية للإنسان من التعلق بالأفكار المطلقة إلى التعلق بالأشخاص، ومن ثمة تتعلق في النهاية بالأشياء البحتة.
هذه المعركة الوجدانية ، هي معركة تحولية ، يحاول فيها الشيطان استدراج الإنسان فكريا إلى منطقة المحظور ايمانيا ، وذلك بتغطية المقاصد الكبرى للإيمان بغايات أقل بعدا :
كأن يركز على تعظيم الداعية أو النبي كشخص ، لتغيب خلف هذا التعظيم حقيقة رسالته ، وأن تعظم الشعائر والأحكام وتغيب المقاصد والغايات .. 
فإذا ما وصل الوجدان الإنساني إلى هذه الحال ، سهل الانتقال به إلى المرحلة التي تليها ، بالانتقال من الشخصانية إلى الشيئية البحثة ، عندها تغدوا الكتابات والحروف ذاتها مقدسة لا معانيها ، ويغدوا لباس الشخص وأشياءه مقدسة لا حقيقته ، وتغدوا جدران المعابد وصخورها جليلة مهابة تبخر وتعطر وتطلى لذاتها لا لمعنى خلفها ...
عندها تصير لهذه الأشياء قوة وقدرة في وجدان الإنسان يخشاها ويرجوها، وهذا عين الشرك بالله تعالى.
(أذكر هنا اعتقادا ساد في مجتمعاتنا المغاربية غداة الغزو الفرنسي مفاده أن فرسان الزوايا المقاومون يمتلكون تعاويذ تجعل من رصاص العدو ينزل بردا وسلاما على صدورهم، كذلك ظاهرة تقديس قبور الأولياء التي تفطن لأهميتها دهاة المعمرين حتى أضحى بناء "قبة" في كل حقل ومزرعة يغني هؤلاء الأوربيين عن مراقبة عبيدهم العرب، وهي أثقال في جملة من أساطير الإرث "ما بعد الموحدين" بحسب وصف الأستاذ مالك بن نبي)
لكن الحفاظ على هذه الحالة، ببقاء العقل الإنساني مكبلا بالحواس الشيئية من حوله، يحتاج لحالة اجتماعية من حول الفرد تدعم مسار التقهقر وترفض كل دعوة للاستيقاظ.

- التغير الاجتماعي الخارجي: هو عملية التحول من حالة الإسلام الأولى إلى حالة الكفر النهائية،
ضمان هذا التحول، هو انقلاب المؤسسة الدينية في المجتمع من الولاء للحق، إلى الولاء للقوة ...
بداية وتماهيا مع التحول النفسي الداخلي نحو الشخصانية، يتحول الولاء داخل المؤسسة الدينية من التوجه نحو الأفكار، إلى التمحور حول الأشخاص بشيوع ثقافة الشخصانية وقبولها وعدم مقاومتها، شيوع هذه الثقافة في حد ذاته منكر يحتاج إلى نهي، لأنها تنافي التوحيد العقائدي والتوحيد الاجتماعي:
- بأن لا عصمة إلا لله وحده
- و أن جميع البشر متساوون أمام أحكامه
لأن المؤسسة الدينية هي الأمينة على سلامة المناخ العام والثقافة العامة من الانحراف نحو الباطل، فهي أمينة على بقاء الضمير الجماعي حيا بممارستها الحرة من كل قيد لفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر...
فإذا ما شاعت ثقافة الشخصانية في المؤسسة الدينية، وقاومت هي ذاتها أي محاولة للنهي عنها، كان نتيجة لذلك شيوع المظالم وظهور الفساد انطلاقا من المؤسسة ليعم المجتمع ككل أو العكس بأن يعم المجتمع ثم يجتاح المؤسسة المتقاعسة في مقاومته، ومن نتائج هذه الثقافة ، شيوع الصراع على المناصب والسلطة داخل المؤسسة ، مما يدفع العناصر الصالحة التي لا تحبذ هذا الشكل من التهالك على أعراض الدنيا .. إلى الانسحاب، وبالمقابل تجتذب هذه الفراغات الطامحين لهذه الأغراض ولو كانوا من غير أهل الدين وأمانته ..
في النهاية يتم إفراغ المؤسسة من محتواها الفكري ومن طاقتها البشرية، لتُعبأ بالأشخاص والأشياء،
ختاما، وبعد ضياع الدور الحقيقي للمؤسسة وانحراف مسارها، يتم التحالف بينها وبين السلطة السياسية للمجتمع من أجل ضمان بقاء كليهما ..
عندها تتم مواجهة أي دعوة للإصلاح بقوة وعنف، لأنها تعني لكلا الحليفين، دعوة إلى الفناء.

(أسجل هنا تحفظي على إطلاق مصطلح الشرك والكفر، وانما حاولت توضيح سلسلة من الأفكار، فلست بأي حال من الأحوال في مقام التبديع والتكفير ولا يحق ذلك لي)

أشباه البشر

0
يقول علماء الأنثروبولوجيا أن من أهم الخصائص التي تميز الإنسان العاقل عن أشباه البشر الذين عاشوا على هذه الأرض قبل زهاء مليونين من السنوات ، هي الروح الجمالية والفنية والقدرة على الإبداع التي ترك الانسان العاقل منها آثارا ملهمة حيث ما حل ، تتجلى روعتها في فن الرسم على جدران الصخور والكهوف وفي الدقة والاتقان الذي كان يعالج به أدوات صيده ومعيشته ، تلك الروح الإنسانية المتفاعلة مع جمال خلق الله، المستنطقة لروح هذا الابداع الرباني و المحاكية في تواضع وإخبات لدقة خلق الله وصنعته ... روح افتقدها أشباه البشر رغم تعميرهم على الأرض دهورا أكثر وآماد أطول ... لكن المتمعن لحال مجتمعاتنا اليوم قد يخلص في الأخير إلى أن أغلب من يعيشون على سطح هذه الأرض ، هم أشباه بشر.

كتبت يوم 28 يناير من عام 2013 م

أشباه البشر:

يقول علماء الأنثروبولوجيا أن من أهم الخصائص التي تميز الإنسان العاقل عن أشباه البشر الذين عاشوا على هذه الأرض قبل زهاء مليونين من السنوات ، هي الروح الجمالية والفنية والقدرة على الإبداع التي ترك الانسان العاقل منها آثارا ملهمة حيث ما حل ، تتجلى روعتها في فن الرسم على جدران الصخور والكهوف وفي الدقة والاتقان الذي كان يعالج به أدوات صيده ومعيشته ، تلك الروح الإنسانية المتفاعلة مع جمال خلق الله، المستنطقة لروح هذا الابداع الرباني و المحاكية في تواضع وإخبات لدقة خلق الله وصنعته ... روح افتقدها أشباه البشر رغم تعميرهم على الأرض دهورا أكثر وآماد أطول ...
لكن المتمعن لحال مجتمعاتنا اليوم قد يخلص في الأخير إلى أن أغلب من يعيشون على سطح هذه الأرض ، هم أشباه بشر.

نور الصباح

0
كانت خيوط لطيفة لضوء الفجر الآتي تتخلل رحاب مكة في صمت راكد لا صوت إلا صوت الجمال الهيم تردد صداه جبال مكة ،  لكن ما إن بزغ الفجر وارتفعت الشمس قليلا حتى تخللت أشعتها إلى الخيم والبيوت فأيقظت النائمين ، لكنهم كانوا قليلا فالباقون أغلقوا الستائر والأبواب وعادوا للنوم ،  لكن ضوء الشمس تخلل في الثقوب التي على الجدران وحواف النوافذ والأبواب وأخذ يتصبب بلطافة على النائم حتى أفاق البعض والبعض الآخر لم يستفق بل غطى نفسه وأغلق الثقوب،  لكن الشمس لم تستلم فأخذت تعلوا وتعلوا حتى أطلت على المدينة من فوقها وأخذت تلقي قذائف الدفء والحر على سقوف البيوت وجدرانها ،  بعد حين شعر النائم بالدفء ثم بالحر ثم أخذ يتصبب منه العرق فرمى الغطاء ليشعر ببعض الرطوبة لكن هذا لم يدم طويلا فبعد لحظات أخذ يتصبب منه العرق فشكل وديانا وهكذا حتى لم يطق النائم البقاء مغمورا بأوحال النوم ووديان العرق ، فأفاق وخرج ليهب عليه نسيم الصباح.  مصطفى محاوي 1995م

كتبت يوما ما من أيام عام 1995م 

نور الصباح 

كانت خيوط لطيفة لضوء الفجر الآتي تتخلل رحاب مكة في صمت راكد لا صوت إلا صوت الجمال الهيم تردد صداه جبال مكة ، 
لكن ما إن بزغ الفجر وارتفعت الشمس قليلا حتى تخللت أشعتها إلى الخيم والبيوت فأيقظت النائمين ، لكنهم كانوا قليلا فالباقون أغلقوا الستائر والأبواب وعادوا للنوم ، 
لكن ضوء الشمس تخلل في الثقوب التي على الجدران وحواف النوافذ والأبواب وأخذ يتصبب بلطافة على النائم حتى أفاق البعض والبعض الآخر لم يستفق بل غطى نفسه وأغلق الثقوب، 
لكن الشمس لم تستلم فأخذت تعلوا وتعلوا حتى أطلت على المدينة من فوقها وأخذت تلقي قذائف الدفء والحر على سقوف البيوت وجدرانها ، 
بعد حين شعر النائم بالدفء ثم بالحر ثم أخذ يتصبب منه العرق فرمى الغطاء ليشعر ببعض الرطوبة لكن هذا لم يدم طويلا فبعد لحظات أخذ يتصبب منه العرق فشكل وديانا وهكذا حتى لم يطق النائم البقاء مغمورا بأوحال النوم ووديان العرق ، فأفاق وخرج ليهب عليه نسيم الصباح.

مصطفى محاوي 1995م 

شعائر أم مشاعر ؟

0
في ليلة من ليالي الزمن الغابر، في برية الأردن، جلس الحواريون من حول المسيح عليه السلام وهو يعلمهم معنى الإيمان، ويزكي قلوبهم حتى فاضت أعينهم من الدمع وخشعت أرواحهم فتاقت أنفسهم إلى الصلاة...  عندها بادر يوحنا بالقول: يا معلم ، فلنغتسل كما أمر الله على لسان موسى ...  فأجابه السيد المسيح قائلا: لا تظنوا أني قد أتيت لأبطل الشريعة وكلام الأنبياء من قبلي، لعمر الله إنما بعثت لأحفظها... والذي تقف نفسي بحضرته ، لن يرضى الله عمن يخالف وصية من وصاياه ... لكني أحب ان تفقهوا جيدا كلام الله على لسان النبي أشعيا حين قال(اغتسلوا وكونوا طاهرين ، أبعدوا أفكاركم عن عيني)  الحق أقول لكم، إن ماء البحر كله لن يغسل من كان قلبه يحب الآثام...1  للشعائر والمناسك مقصد في قلب الانسان إن بلغته فقد حققت ما فرضت من أجله ، فقلب الإنسان وضميره الخفي هو ما جاءت من أجله الرسالات وبعث في سبيله الأنبياء ، ذلك السر الباطن الذي لا يطلع عليه إلا اثنان ، العبد وربه ، ومن ثمة فلا رقيب عليه سواهما ...  ربما... من أثر العادة والاعتياد قد يظن العبد أن مبتغى الرب منه أن يتعب جسده الضعيف في طقوس غامضة لا يفهم كنهها، أو أن يقرب إليه قربانا يقتطعه من ماله وعرق جبينه ، كل ذلك لأن الرب يرجوا شقاءه في هذه الدنيا وأن شقاء الدنيا ونكدها لازم إن رغب العبد في نعيم الآخرة ..

كتبت يوما ما من أيام عام 2012م

شعائر أم مشاعر ؟.. 

في ليلة من ليالي الزمن الغابر، في برية الأردن، جلس الحواريون من حول المسيح عليه السلام وهو يعلمهم معنى الإيمان، ويزكي قلوبهم حتى فاضت أعينهم من الدمع وخشعت أرواحهم فتاقت أنفسهم إلى الصلاة... 
عندها بادر يوحنا بالقول: يا معلم ، فلنغتسل كما أمر الله على لسان موسى ... 
فأجابه السيد المسيح قائلا: لا تظنوا أني قد أتيت لأبطل الشريعة وكلام الأنبياء من قبلي، لعمر الله إنما بعثت لأحفظها... والذي تقف نفسي بحضرته ، لن يرضى الله عمن يخالف وصية من وصاياه ... لكني أحب ان تفقهوا جيدا كلام الله على لسان النبي أشعيا حين قال(اغتسلوا وكونوا طاهرين ، أبعدوا أفكاركم عن عيني) 
الحق أقول لكم، إن ماء البحر كله لن يغسل من كان قلبه يحب الآثام...1 
للشعائر والمناسك مقصد في قلب الانسان إن بلغته فقد حققت ما فرضت من أجله ، فقلب الإنسان وضميره الخفي هو ما جاءت من أجله الرسالات وبعث في سبيله الأنبياء ، ذلك السر الباطن الذي لا يطلع عليه إلا اثنان ، العبد وربه ، ومن ثمة فلا رقيب عليه سواهما ... 
ربما... من أثر العادة والاعتياد قد يظن العبد أن مبتغى الرب منه أن يتعب جسده الضعيف في طقوس غامضة لا يفهم كنهها، أو أن يقرب إليه قربانا يقتطعه من ماله وعرق جبينه ، كل ذلك لأن الرب يرجوا شقاءه في هذه الدنيا وأن شقاء الدنيا ونكدها لازم إن رغب العبد في نعيم الآخرة ... 
ثم إن صنفا آخر من الناس ، ممن كان منهم في درك الشيئية البحثة ، ليظن أن لله نصيبا مما ينفق في سبيله أو أن الله في حاجة إلى جهد عضلاته ، تعالى الله سبحانه عما يظنون علوا كبيرا 
كلا ، وألف كلا ... فلن ينال الله لحومها ولا دماؤها، ولكن يناله التقوى منكم 
إن مقصد الإنفاق هو الإيثار في النفس وتزكية ما بها عن النهم والطمع والتمسك بالأشياء 
ومقصد الجهد والمجاهدة تمحيص القلب من كل عوالق الأنا التي تشده إلى الأرض شدا 
فالشعائر بذلك رياضة تنطلق بفعلها من أعماق القلب تطهره من كل ما يشوه إنسانيته و يخون حبه المقدس لخالقه، لأن محور هذه التعاليم كلها هو امتحان مقدار هذا الحب وصدقه، فمن لم تتحقق لديه هذه الغاية في شعائر عبادته فقدت الشعائر معناها عنده بل وتفقد قيمتها حتى: 
" من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له "2 محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) 
" رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، "3 محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) 
------------------------------------------------
1 : إنجيل برنابا الفصل الثامن والثلاثون (بتصرف) 
2 : رواه ابن أبي حاتم عن عمران بن حصين (تفسير ابن كثير) 
3 : (أخرجه ابن ماجة : برقم 1690، و أحمد في المسند 2/373، 441).

كيف تختزن أغنية واحدة مشاعر جيل بأكمله

0
عنوان أغنية راب للفنان الجزائري لطفي دوبل كانون من ألبومه الأول "كاميكاز" الذي أصدره مع رفيقه وهاب في ديسمبر من سنة 1997 م   (جيب الطرف) الحـــالة :  من قاع الإحباط , ومن ظلمة التهميش، تتعالى آهات الملايين من الشباب الرازح تحت وطأة القفر والبطالة… عندما تُصَدُ في وجوههم الأبواب كل الأبواب, عندما يعرض المستقبل عنهم ..عندما تطردهم الحياة ويتنكر لهم المجتمع .. (جيب الطرف) هو الحل عند الغالبية…ليس حلا للمشكلات وإنما هو الحل للعقل الواعي المدرك اليقظ, إنه الحل المتحلل الذي يحلل بقايا الوعي ويذيبها في رحيق أشبه بالعلقم لكنه أرحم, إنها فضاءات اللاوعي و اللا إدراك الواسعة التي تسع الهموم والطموحات جميعا.. ذلك أن عقل الشاب الواعي والمثقف سيعجز عن فهم وتفسير الحياة من حوله بالمنطق وحتى باللا منطق , سوف يعجز ثم يعجز ثم.. وفي خاتمة المطاف تصاب خلايا دماغه بعقدة تجاه كل ما هو منطقي في هذه الحياة, تجاه المفروض والمستحسن … يساوره الشك دائما كلما قابله القبيح والحسن وكأنما تلاشت الفروقات وذوت الملامح في مجاري الحياة التي لا ترحم وتصرف كل الأشياء مهما اختلفت إلى نهاية واحدة…

كتبت يوما ما من أيام عام 2010

عنوان أغنية راب للفنان الجزائري لطفي دوبل كانون من ألبومه الأول "كاميكاز" الذي أصدره مع رفيقه وهاب في ديسمبر من سنة 1997 م 

(جيب الطرف) الحـــالة :

من قاع الإحباط , ومن ظلمة التهميش، تتعالى آهات الملايين من الشباب الرازح تحت وطأة القفر والبطالة… عندما تُصَدُ في وجوههم الأبواب كل الأبواب, عندما يعرض المستقبل عنهم ..عندما تطردهم الحياة ويتنكر لهم المجتمع .. (جيب الطرف) هو الحل عند الغالبية…ليس حلا للمشكلات وإنما هو الحل للعقل الواعي المدرك اليقظ, إنه الحل المتحلل الذي يحلل بقايا الوعي ويذيبها في رحيق أشبه بالعلقم لكنه أرحم, إنها فضاءات اللاوعي و اللا إدراك الواسعة التي تسع الهموم والطموحات جميعا.. ذلك أن عقل الشاب الواعي والمثقف سيعجز عن فهم وتفسير الحياة من حوله بالمنطق وحتى باللا منطق , سوف يعجز ثم يعجز ثم.. وفي خاتمة المطاف تصاب خلايا دماغه بعقدة تجاه كل ما هو منطقي في هذه الحياة, تجاه المفروض والمستحسن … يساوره الشك دائما كلما قابله القبيح والحسن وكأنما تلاشت الفروقات وذوت الملامح في مجاري الحياة التي لا ترحم وتصرف كل الأشياء مهما اختلفت إلى نهاية واحدة…

(جيب الطرف) الأغـــنية :

يجب أن لا ننسى تلك الفترة السوداء من تاريخ البلد (الجزائر) حيث انضاف إلى سلة الهموم الثقيلة فتنة عمياء صعب على العالم في الخارج فهمها وتصور فظاعتها, فما بالك بمن عايشها وذاق مرارتها في الداخل …الفقر , البطالة , التهميش , والظلم جميعا كأنها لا تكفي لتطل أشباح الموت والغدر والقتل والاعتقال والتعذيب والاغتيال والرعب …. وهل هناك ما هو أسوء من ذلك كله ؟؟
….أجل … بربك جد لي من المسوغات ما استطعت تبيح لعقلي تقبل استهدافك لا لشيء إلا لكونك شابا.. تغدو مطاردا أين ماكنت حللت ام ارتحلت وفي الحافلة, وأنت عائد إلى والدتك الثكلى ينصب بينك وبينها حاجز مزيف ولأنك شاب لست متهما بل أنت التهمة,.. تُجَر إلى قارعة الممر ثم وبعد التكبير تُنحر كما تنحر البهائم.. .! .! .!
هي الفتنة العمياء خلطت ما كان في الأصل مبعثرًا … والشاب المثقف, العاري والجائع والمتشرد, مات إحساسه من شدة الخوف فلم يعد يخشى شيئا يجلس عند شاطئ البحر يرقب الضفة الأخرى حيث العالم الآخر بكل ما فيه, تجسدت الأحلام في صخور شاطئه وتوالدت الآمال بعدد حصى رمله أو هكذا يخيل إليه , برغم كل ما مر عليها لاتزال تلك النفس النابضة تحلم….

(جيب الطرف) النهـــــاية :

وفي الختام, أن تتواجد وسط التحديات ليس مهما بقدر وجود التحديات ذاتها بداخلك أنت, تحدي (جيب الطرف) لوحده يعتبر إنجازا , فمواجهة تناقضات الواقع بعقل واع يقظ بدلا من الهروب إلى مغارات اللاوعي هي شجاعة كبيرة تستحق لأجلها التقدير و الاحترام… ولأن الحياة تمر, سريعة كانت أم بطيئة, فالمعركة في النهاية معركة وقت, الظافر فيها من كان أكثر صبرا وجلدا..
أعتقد أن تاريخ تحديات الشباب الجزائري لا يختلف كثيرا عنه عند بقية الشباب العربي, خصوصا في العراق وفلسطين...


ماهو الشيطان في الضمير الإنساني؟

0
هل هو قيمة معنوية تفسر الشر في الحياة؟    القصة، تخبرنا أنه كيان وذات لا مجرد فكرة، تخبرنا أنه شخصية متمردة على الأمر الإلهي. والقصة تكشف أيضا، أنه ليس إله مطلقا للشر في الحياة، لكنه فاعل مهم في مجرى التاريخ الإنساني.  الشيطان؛ مخلوق آخر يختلف عن الإنسان شكلا ومضمونا، لكنه مجرد مخلوق فاني. هذا ما تؤكده أديان السماء، تخالف غيرها من وثنيات الأرض التي تعتبره إله للشر. وما اختلف علماء المسلمين واليهود والمسيحيين إلا في حقيقة جنسه: عندما يؤكد القرآن الكريم أنه كان من الجن تقول التوراه والإنجيل (الحاليين) أنه كان ملاكا من القربين  ولعل ابن عباس رضي الله عنه، ذهب للتوفيق بين التفسيرين؛ لما ذكر أن الجن حي من الملائكة، أي صنف منهم. لكنهم في العموم متفقون على رفعة مقامه عند الله تعالى.  كيف وصل الشيطان إلى ذلك المقام الرفيع؟  يوحي الكتاب المقدس أنه خلق ملاكا كاملا بمقام رفيع  ويسكت القرآن الكريم، بعد بيان خلقه من مارج من نار فاختلف لذلك المفسرون، بين قائل بخلقه في منزلته، وقائل بوصوله إليها بعمله.  فكيف سقط إذا ؟؟   الكتاب المقدس يقول: أن الخطيئة كانت في ضمير الشيطان؛ حين حدث نفسه بإمكانية تجاوز منزلته، وإدراك مقام الألوهية العالي. فتدنست نفسه، فطرده الله تعالى من حضرته السماوية، وسقط إلى الأرض ...  قال النبي أشعياء عليه السلام في مرثاته للشيطان:  كَيْفَ سَقَطْتِ مِنَ السَّمَاءِ يَا زُهَرَةُ، بِنْتَ الصُّبْحِ؟ كَيْفَ قُطِعْتَ إِلَى الأَرْضِ يَا قَاهِرَ الأُمَمِ؟ 13وَأَنْتَ قُلْتَ فِي قَلْبِكَ: أَصْعَدُ إِلَى السَّمَاوَاتِ. أَرْفَعُ كُرْسِيِّي فَوْقَ كَوَاكِبِ اللهِ، وَأَجْلِسُ عَلَى جَبَلِ الاجْتِمَاعِ فِي أَقَاصِي الشَّمَالِ. 14أَصْعَدُ فَوْقَ مُرْتَفَعَاتِ السَّحَابِ. أَصِيرُ مِثْلَ الْعَلِيِّ. 15لكِنَّكَ انْحَدَرْتَ إِلَى الْهَاوِيَةِ، إِلَى أَسَافِلِ الْجُبِّ. 16اَلَّذِينَ يَرَوْنَكَ يَتَطَلَّعُونَ إِلَيْكَ، يَتَأَمَّلُونَ فِيكَ. أَهذَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي زَلْزَلَ الأَرْضَ وَزَعْزَعَ الْمَمَالِكَ، 17الَّذِي جَعَلَ الْعَالَمَ كَقَفْرٍ، وَهَدَمَ مُدُنَهُ، الَّذِي لَمْ يُطْلِقْ أَسْرَاهُ إِلَى بُيُوتِهِمْ؟     أشعياء الأصحاح الرابع عشر  والقرآن الكريم يذكر: أن الشيطان عصى أمر الله له بالسجود مع الملائكة الكرام، لآدم لحظة خلقه تكبرا. فاستحق بذلك اللعنة والطرد من حضرة المولى عز وجل، ومن ثمة أهبط إلى الأرض ...  قال الله تعالى لرسوله الكريم:  قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (67) أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (68) مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (69) إِن يُوحَىٰ إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ (70) إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (74) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ ۖ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (76) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ (78) قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (79) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ (80) إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (81) قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83) قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85) قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (86) إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (87) وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (88) ص : (67 - 88)   عند الحديث عن تاريخ التصور الإنساني للشر والشيطان، تواجهك أطروحة تطور الفكرة الدينية عبر الزمن، والتي لم تُتَجاهل من بعض الكتاب المسلمين، كما العقاد وحتى حديثا عند هشام يحي الملاح؛ حيث تذهب الفكرة في باب مقارنة الأديان، إلى أن التصور الإنساني للشيطان بدأ متدرجا من الخوف من الأذى والضرر، وصولا إلى الفصل التام ما بين مفهومي الخير والشر، وذلك عبر أحقاب طويلة من الأديان والحضارات. كما ترمي إلى أن الأديان السماوية اقتبست مفهوم الشيطان عصر الحضارة البابلية، أيام الأسر اليهودي، وأن أحبار اليهود تأثروا بمناخ الثقافة ''الزرادشتية'' هناك، فعمدوا إلى إعادة صياغة التوراة متضمنة أفكارا جديدة عن الشيطان والمسيح المنتظر والقيامة بعد الموت. وتذهب الفكرة نزولا بالشيطان من ألوهية ''الثنوية''، تنقص من قدره كلما تناوته أديان التوحيد السماوية، مرورا باليهودية والمسيحية، حتى حطه الإسلام في الدرك الأسفل من النار مخلوقا ضعيفا لا يقدر على شيء.  الفكرة التطورية هذه؛ من مجمل إرتدادات نظرية داروين في العقل الغربي، الذي درج على قراءة الحياة وهو مكب يعبث بتراب الأرض، بعد أن كف عن التطلع إلى السماء. وعاد يحط من كل قيمة نبيلة أو فكرة راقية، برد أصلها إلى جذور الغريزة الحيوانية أو الضرورة المنفعية.  هذا، وإن كان ذلك مما يسعفهم، فإنه في أصول الأمر لا يسعفنا؛ لأن إيماننا بحقيقة النص القرآني، وبصدقية الرسالة المحمدية، يفرض علينا التعامل مع آيات الكتاب الكريم، كوثائق تاريخية ثابتة الصحة. وعندما يقول القرآن، إن الإنسان الأول عرف الشيطان حقيقة مجسدة في مخلوق فاني، فإنها بذلك تكون أصلا ينبني عليه الإدراك الإنساني فيما بعد:   وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ (116) فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ طه : (116 - 117)   ثم إن الفكرة التطورية ذاتها ، لا تستند على حقيقة ثابتة ، إلا اتباع الظن و قراءة الظواهر مع الربط مابين المتشابهات ؛ فإذا كان ''أهرمان'' إله للظلام عند الزردشتيين فنسخته العبرية إذا ''عزازيل'' ربا للقفار عند اليهود.. لكن، لم لا تكون الفكرة أصلا قد قلبت رأسا على عقب؟؛ بأن ترقت فكرت الشيطان في الضمير الإنساني، من عدو متوجس لأذاه، إلى إله للشر ينافس رب الخير في ملكه، يستحق العبادة والقرابين.   على شاكلة تحول الشجرة المحرمة رديئة الطعم، إلى شجرة الخلد والملك الذي لا يبلى. ولم لا تكون أديان السماء، قد أعادت الأمور إلى نصابها، ووضعت كلا في مكانه، تمسح عن ضمير الإنسانية ما ران عليه بعد دهور من التحريف والتجذيف ...   فإن قيل، إن تدرج الفكرة جلي في الأديان السماوية ذاتها؛ فالتوراة لم تحط من قيمة الشيطان كما حط الإنجيل والقرآن من بعده.  قلنا، أنها آفة الأفكار نفسها، التي أحالت المصلح بوذا إلها بعد قرون، والمسيح ابن مريم ربا بعد سنوات، تفعل فعلها في كل تراث روحي أو معرفي. فالتوراة هذه التي تدرس، لم تسغ إلا بعد موسى عليه السلام بما ناهز الألف سنة. وبشهادة علمائها لا تسلم من تحريف؛ فلا يبعد أن يعلوها غبار الزمن، وأن يعتريها صدأ الأهواء، يخفت من نورها الرباني الأصيل. وحتى الإنجيل، الذي زاد عليه القديس ''بولس'' من زخرفة قوله ما عكر صفوه وصدع به بنيان اتباعه، أثار بلبلة لم تفك حبائلها إلى يوم الناس هذا .. وحده القرآن، ظل صافيا ناصعا بنور الله؛ لأن الله العظيم الذي تكلم به، تكفل بحفظه.


هل هو قيمة معنوية تفسر الشر في الحياة؟ 


القصة، تخبرنا أنه كيان وذات لا مجرد فكرة، تخبرنا أنه شخصية متمردة على الأمر الإلهي. والقصة تكشف أيضا، أنه ليس إله مطلقا للشر في الحياة، لكنه فاعل مهم في مجرى التاريخ الإنساني.

الشيطان؛ مخلوق آخر يختلف عن الإنسان شكلا ومضمونا، لكنه مجرد مخلوق فاني. هذا ما تؤكده أديان السماء، تخالف غيرها من وثنيات الأرض التي تعتبره إله للشر. وما اختلف علماء المسلمين واليهود والمسيحيين إلا في حقيقة جنسه:
عندما يؤكد القرآن الكريم أنه كان من الجن
تقول التوراه والإنجيل (الحاليين) أنه كان ملاكا من القربين

ولعل ابن عباس رضي الله عنه، ذهب للتوفيق بين التفسيرين؛ لما ذكر أن الجن حي من الملائكة، أي صنف منهم. لكنهم في العموم متفقون على رفعة مقامه عند الله تعالى.

كيف وصل الشيطان إلى ذلك المقام الرفيع؟

يوحي الكتاب المقدس أنه خلق ملاكا كاملا بمقام رفيع 
ويسكت القرآن الكريم، بعد بيان خلقه من مارج من نار
فاختلف لذلك المفسرون، بين قائل بخلقه في منزلته، وقائل بوصوله إليها بعمله.

فكيف سقط إذا ؟؟ 

الكتاب المقدس يقول: أن الخطيئة كانت في ضمير الشيطان؛ حين حدث نفسه بإمكانية تجاوز منزلته، وإدراك مقام الألوهية العالي. فتدنست نفسه، فطرده الله تعالى من حضرته السماوية، وسقط إلى الأرض ...

قال النبي أشعياء عليه السلام في مرثاته للشيطان:

كَيْفَ سَقَطْتِ مِنَ السَّمَاءِ يَا زُهَرَةُ، بِنْتَ الصُّبْحِ؟ كَيْفَ قُطِعْتَ إِلَى الأَرْضِ يَا قَاهِرَ الأُمَمِ؟ 13وَأَنْتَ قُلْتَ فِي قَلْبِكَ: أَصْعَدُ إِلَى السَّمَاوَاتِ. أَرْفَعُ كُرْسِيِّي فَوْقَ كَوَاكِبِ اللهِ، وَأَجْلِسُ عَلَى جَبَلِ الاجْتِمَاعِ فِي أَقَاصِي الشَّمَالِ. 14أَصْعَدُ فَوْقَ مُرْتَفَعَاتِ السَّحَابِ. أَصِيرُ مِثْلَ الْعَلِيِّ. 15لكِنَّكَ انْحَدَرْتَ إِلَى الْهَاوِيَةِ، إِلَى أَسَافِلِ الْجُبِّ. 16اَلَّذِينَ يَرَوْنَكَ يَتَطَلَّعُونَ إِلَيْكَ، يَتَأَمَّلُونَ فِيكَ. أَهذَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي زَلْزَلَ الأَرْضَ وَزَعْزَعَ الْمَمَالِكَ، 17الَّذِي جَعَلَ الْعَالَمَ كَقَفْرٍ، وَهَدَمَ مُدُنَهُ، الَّذِي لَمْ يُطْلِقْ أَسْرَاهُ إِلَى بُيُوتِهِمْ؟    
أشعياء الأصحاح الرابع عشر

والقرآن الكريم يذكر: أن الشيطان عصى أمر الله له بالسجود مع الملائكة الكرام، لآدم لحظة خلقه تكبرا. فاستحق بذلك اللعنة والطرد من حضرة المولى عز وجل، ومن ثمة أهبط إلى الأرض ...

قال الله تعالى لرسوله الكريم:

قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (67) أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (68) مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (69) إِن يُوحَىٰ إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ (70) إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (74) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ ۖ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (76) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ (78) قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (79) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ (80) إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (81) قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83) قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85) قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (86) إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (87) وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (88) ص : (67 - 88) 

عند الحديث عن تاريخ التصور الإنساني للشر والشيطان، تواجهك أطروحة تطور الفكرة الدينية عبر الزمن، والتي لم تُتَجاهل من بعض الكتاب المسلمين، كما العقاد وحتى حديثا عند هشام يحي الملاح؛ حيث تذهب الفكرة في باب مقارنة الأديان، إلى أن التصور الإنساني للشيطان بدأ متدرجا من الخوف من الأذى والضرر، وصولا إلى الفصل التام ما بين مفهومي الخير والشر، وذلك عبر أحقاب طويلة من الأديان والحضارات. كما ترمي إلى أن الأديان السماوية اقتبست مفهوم الشيطان عصر الحضارة البابلية، أيام الأسر اليهودي، وأن أحبار اليهود تأثروا بمناخ الثقافة ''الزرادشتية'' هناك، فعمدوا إلى إعادة صياغة التوراة متضمنة أفكارا جديدة عن الشيطان والمسيح المنتظر والقيامة بعد الموت. وتذهب الفكرة نزولا بالشيطان من ألوهية ''الثنوية''، تنقص من قدره كلما تناوته أديان التوحيد السماوية، مرورا باليهودية والمسيحية، حتى حطه الإسلام في الدرك الأسفل من النار مخلوقا ضعيفا لا يقدر على شيء.

الفكرة التطورية هذه؛ من مجمل إرتدادات نظرية داروين في العقل الغربي، الذي درج على قراءة الحياة وهو مكب يعبث بتراب الأرض، بعد أن كف عن التطلع إلى السماء. وعاد يحط من كل قيمة نبيلة أو فكرة راقية، برد أصلها إلى جذور الغريزة الحيوانية أو الضرورة المنفعية.

هذا، وإن كان ذلك مما يسعفهم، فإنه في أصول الأمر لا يسعفنا؛ لأن إيماننا بحقيقة النص القرآني، وبصدقية الرسالة المحمدية، يفرض علينا التعامل مع آيات الكتاب الكريم، كوثائق تاريخية ثابتة الصحة. وعندما يقول القرآن، إن الإنسان الأول عرف الشيطان حقيقة مجسدة في مخلوق فاني، فإنها بذلك تكون أصلا ينبني عليه الإدراك الإنساني فيما بعد: 

وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ (116) فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ طه : (116 - 117) 

ثم إن الفكرة التطورية ذاتها ، لا تستند على حقيقة ثابتة ، إلا اتباع الظن و قراءة الظواهر مع الربط مابين المتشابهات ؛ فإذا كان ''أهرمان'' إله للظلام عند الزردشتيين فنسخته العبرية إذا ''عزازيل'' ربا للقفار عند اليهود.. لكن، لم لا تكون الفكرة أصلا قد قلبت رأسا على عقب؟؛ بأن ترقت فكرت الشيطان في الضمير الإنساني، من عدو متوجس لأذاه، إلى إله للشر ينافس رب الخير في ملكه، يستحق العبادة والقرابين. 

على شاكلة تحول الشجرة المحرمة رديئة الطعم، إلى شجرة الخلد والملك الذي لا يبلى. ولم لا تكون أديان السماء، قد أعادت الأمور إلى نصابها، ووضعت كلا في مكانه، تمسح عن ضمير الإنسانية ما ران عليه بعد دهور من التحريف والتجذيف ... 

فإن قيل، إن تدرج الفكرة جلي في الأديان السماوية ذاتها؛ فالتوراة لم تحط من قيمة الشيطان كما حط الإنجيل والقرآن من بعده.

قلنا، أنها آفة الأفكار نفسها، التي أحالت المصلح بوذا إلها بعد قرون، والمسيح ابن مريم ربا بعد سنوات، تفعل فعلها في كل تراث روحي أو معرفي. فالتوراة هذه التي تدرس، لم تسغ إلا بعد موسى عليه السلام بما ناهز الألف سنة. وبشهادة علمائها لا تسلم من تحريف؛ فلا يبعد أن يعلوها غبار الزمن، وأن يعتريها صدأ الأهواء، يخفت من نورها الرباني الأصيل. وحتى الإنجيل، الذي زاد عليه القديس ''بولس'' من زخرفة قوله ما عكر صفوه وصدع به بنيان اتباعه، أثار بلبلة لم تفك حبائلها إلى يوم الناس هذا .. وحده القرآن، ظل صافيا ناصعا بنور الله؛ لأن الله العظيم الذي تكلم به، تكفل بحفظه.

#ماهو #الشيطان #في #الضمير #الإنساني؟

وســــــــــــــــط الزعــــــــــــــــــيق

0
#instafashion #instahair #hairofinstagram #eyewear #hairstyle #eyebrow #text #red #feelingpretty #glasses #lookinggood #contour #wisdom #interesting #positive #quotestoliveby #enoughsaid #qotd #visioncare #forehead #facialexpression #jaw #hairstyled #eyewearstyle #bebold #missedyouguys #hairdressers #hairtips #hairfashion #esthetician     سلمت عليه ثم جلست ، رد السلام بأدب ومسحة الحزن بادية خلف نظّاراته السميكة ثم التفتَ في هــــــــدوء ليكمل تـــــــأمله عبـــــر النــــــافذة غيــــر مهتم بوجــــودي  كنت محرجا لكن إلحاح السؤال أعطاني الجرأة اللازمة فكلمته : - ( سيد بن نبي ، ألم تكن قاسيا جدا على جمعية العلمـــــــــاء .. ؟... أعني .. أن شخصا مثلك يدرك حجم الفروقات بينكم أنتم المثقفون وبين خريجي الأزهر و الزيتونة ... ) سمعني لكنه لم يلتفت تنفس بعمق ولم يجب ، فأكملت كلامي : - ( أقر بأنك كنت تمتلك منظورا أعمق .. لكنهم ملأوا مساحات أخرى بحسب فهمهم واستعداداتهم ... )  التفت إلي ، رمقني بنظرة ثم عاد ليتأمل ما خلف النافذة على يساري ، لكنه تكلم هذه المرة :  - ( يتعاظم الفراغ الذي أحس به عندما أغوص في المشكلات ، كنت أدرك أنني المسلم الوحيد الذي يخوض مثل هذه القضايا ، حتى العلماء الذين كانوا الأقرب إلي كانوا بعيدين جدا ، لم يستطيعوا النظر إلى الأمور بعمق ، كان جوهر المأساة الدنيوية غائبا عنهم تماما ، كانوا هم أنفسهم صيغا من الزعامات الجديدة في ثوب إصلاحي خفيف كانوا يريدون الإصلاح بصدق لكنهم ظنوا أنه سوف يتحقق بالفصاحة العربية والنحو ، بقي المشكل الإنساني بعيدا عن ادراكهم ، يبدوا أن الهوس بالرجل الأوحد فكرة مشتركة لدى الشيوخ  هذا الأمر أوحى إلي بأن مناهج التكوين الديني فيها عاهة أصيلة ... )  أردت أن أقاطعه لكنني تريثت ، لعله فهمني عندما أكمل كلامه :  - ( كانت الجزائر تسلك بتأن لكن بثبات سبيل الحضارة تحت راية الإصلاح منذ عام 1925 و عندما عدت بعد 1937 لم أجد ذلك الجو ، تُركت المشاكل الواضحة من قبيل القضاء على الأمية بكل أشكالها وبناء كل ما يسمو بروح هذا المجتمع فوق وضع « ما بعد الموحدين » ، تُركت القابلية الاستعمار

سلمت عليه ثم جلست ، رد السلام بأدب ومسحة الحزن بادية خلف نظّاراته السميكة ثم التفتَ في هــــــــدوء ليكمل تـــــــأمله عبـــــر النــــــافذة غيــــر مهتم بوجــــودي
كنت محرجا لكن إلحاح السؤال أعطاني الجرأة اللازمة فكلمته :
- ( سيد بن نبي ، ألم تكن قاسيا جدا على جمعية العلمـــــــــاء .. ؟... أعني .. أن شخصا مثلك يدرك حجم الفروقات بينكم أنتم المثقفون وبين خريجي الأزهر و الزيتونة ... )
سمعني لكنه لم يلتفت تنفس بعمق ولم يجب ، فأكملت كلامي :
- ( أقر بأنك كنت تمتلك منظورا أعمق .. لكنهم ملأوا مساحات أخرى بحسب فهمهم واستعداداتهم ... )
التفت إلي ، رمقني بنظرة ثم عاد ليتأمل ما خلف النافذة على يساري ، لكنه هذه المرة تكلم  :
- ( يتعاظم الفراغ الذي أحس به عندما أغوص في المشكلات ، كنت أدرك أنني المسلم الوحيد الذي يخوض مثل هذه القضايا ، حتى العلماء الذين كانوا الأقرب إلي كانوا بعيدين جدا ، لم يستطيعوا النظر إلى الأمور بعمق ، كان جوهر المأساة الدنيوية غائبا عنهم تماما ، كانوا هم أنفسهم صيغا من الزعامات الجديدة في ثوب إصلاحي خفيف
كانوا يريدون الإصلاح بصدق لكنهم ظنوا أنه سوف يتحقق بالفصاحة العربية والنحو ، بقي المشكل الإنساني بعيدا عن ادراكهم ، يبدوا أن الهوس بالرجل الأوحد فكرة مشتركة لدى الشيوخ
هذا الأمر أوحى إلي بأن مناهج التكوين الديني فيها عاهة أصيلة ... )
أردت أن أقاطعه لكنني تريثت ، لعله فهمني عندما أكمل كلامه :
- ( كانت الجزائر تسلك بتأن لكن بثبات سبيل الحضارة تحت راية الإصلاح منذ عام 1925 و عندما عدت بعد 1937 لم أجد ذلك الجو ، تُركت المشاكل الواضحة من قبيل القضاء على الأمية بكل أشكالها وبناء كل ما يسمو بروح هذا المجتمع فوق وضع « ما بعد الموحدين » ، تُركت القابلية الاستعمار
وجدتُ الجميع يتكلمون عن « الانتخابات »
كانت فوضى عارمة فر الإصلاح منها هاربا ومعه بذرة المستقبل ، كنت أعلم أن الحركة الجزائرية ستنقلب وتنتكس وتتراجع ، لقد سجلت ذلك في كتابي شروط النهضة لكن l'esprit indigènes لم يفهموا كلامي ... ) لم أرد نحر معنوياته المثيرة للشفقة أصلا ، كنت سأخبره بأن الوضع على حاله يسوء ، بعد قرابة القرن لم يتغير شيء و إسلاميو الجزائر يعيدون غلطة العلماء ولكن بأداء أسوأ :
( سيد بن نبي ، ألم يكن جيدا لك و للعلماء لو بحثتم عن نقاط تلاقي تمكنك من اختبار أفكارك على الأقل ..؟ )
ابتسم ابتسامة خفيفة :
- ( كانت
la Mentalité indigènes et La colonisabilité
تعوقان أفكاري في هذا المجتمع ، منذ تلك الفترة لم يعد « البوليتيك » الجزائري ومن ضمنه الإصلاح - رغم حسن النية – إلا لعبة في متناول الاستعمار
فالشعب الذي تم إقناعه بعد جهــــــــــــــــــود مضنية بأن « الولي الصالح » لا ينفعه ولا يستطيع تخفيف معاناته وحظه البائس
الشعب الذي تخلص بالكاد من أحبولة الزوايا ، عاود السقوط في شرك « المنتخب الصالح » القــــــــــــــــــــــــــــادر على كـل شيء وشــــــــــــــــرك « بركة ورقة الفوط » التي تحدث المعجزات ...
كانوا يحدثون الشعب عن حقوقه ويدعونه للانتخاب ، وكنت أنا أكلم الشعب عن واجباته وعن العمل
فطبعا لم يسمعني أحد
لم أقل للناس انتخبوني وارقدوا في سلام ، كنت أدعوهم أن لا ينتخبوا أحدا بالمطلق ، كنت أدعوهم للاستيقاظ من سباتهم ... )
تنهد بعمق ثم استرسل قائلا :
- ( سبق أن رأيت في احتيال بعض المرشحين نوعا من القرحة الانتخابية التي بدأت تخمر الوعي الشعبي وسط ذلك الزعيق
الإسلام ذاته أصبح لافته انتخابية
حتى الانتخابات البلدية التي خاضتها MTLD في 1947 باسم الإسلام ، مكنت أميين وخونة وتجار مرتزقين ووصوليين من الفوز
رأيت كيف تدثرت أبشع الممارسات والخيانات بلحاف الإسلام و الوطن
والحاصل أن التقاليد الجديدة للبوليتيك الجزائري بدأت تترسخ منذ ذلك الحين ... )
---------------------------------------
حوار تخيلي مستوحى من أفكاره رحمه الله
راجع كتاب العفن لمالك بن نبي
مصطفى محــــــــاوي
---------------------------------
---------------------------------
( l'esprit indigènes - la Mentalité indigènes ) = وصف يطلقه مالك بن نبي
على الأثر الرهيب للقهر الاستعماري الذي تعمق في روح وعقلية "الأهالي" الشعب
(La colonisabilité ) = مصطلح مالك المشهور بالقابلية للاستعمار
(Bolitique) = مصطلح صكه مالك تهكما على هواة السياسية السطحية العرجاء بعيدا عن العمق والفهم

#مالك #بن #نبي #وســــــــــــــــط #الزعــــــــــــــــــيق

ذاكرة : أول كتاب في حياتي

0

#hair #face #head #nose #human #eye #lovehair #mouth #lip #cheek #ilovehair #humanrace #hairlove #facesoftheworld #facesobsessed #headspace #boopmynose #beautyshoot #humanspirit #humankind #beautyshot #bebold #makeupoftheday #lipsense #peoplephotography #thatglow    إذا أردت أن أتذكر بداية رحلتي الطويلة عبر مجاهل المجلدات وكيف تناولت بين يدي أولى الكتب، كيف قرأت أولى الأسطر وطويت أولى الصفحات فلابد أن أتذكر الطفولة. في البيت لم تكن لدى والدي كتب كثيرة، كانت دينية بامتياز وبالكاد تعد على الأصابع لم تكن الظروف المادية تسمح للوالد باقتناء سلاسل الكتب رغم كونه شغوفا بمطالعة الدينية منها فقد كان معلما بالصف الابتدائي كما كان يعتبر نفسه خريج زاوية صوفية لكنني إذا اعتبرت شغفي الطفولي أول دوافعي نحو عالم المطالعة فإني أسجل لحظة ذهابي مع أختي الكبرى إلى محل يبيع الكتب في إحدى المناسبات ونحن نحمل ما جمعناه من دنانير قليلة ليقتني كلانا كتابه المفضل، كان ذلك في بداية التسعينات لا أتذكر بالتحديد ربما بين 1992 و1994 وكان أول كتاب اشتريه في حياتي كتابا للأطفال يتحدث عن الطاقة الكهربائية وتاريخها، لم أكن أدري يومها أنني بعد عشرين عاما سوف أغدو مهندسا في الكهرباء التقنية وإطارا في الشركة الوطنية للكهرباء مما اتذكره من تلك الأيام أني كنت شغوفا بعالم الاختراعات وعالم التقنية والروبوتات على وجه التحديد لعل ذلك يرجع إلى تأثير برامج التلفزيون "الوطني" يومها كمسلسل MacGyver وأفلام الكرتون اليابانية من غرينديزر إلى جنغر وجومارو وغيرها، كما كنت شديد الولع بأفلام الخيال والمغامرات خصوصا فيلم The Goonies 1985 ومما أقف عنده مندهشا رغبتي الشديدة في الرسم والكتابة منذ سن مبكرة ، أستطيع تذكر أول قصة رسمتها وكتبت حوارها وهي تتحدث عن مغامرة ثعلب في قصاصات ورق صغيرة جمعتها معا لتشكل كتيبا أو ما شابه ولعلها ذات القصة التي شكتني لأجلها أمي إلى معلمتي "وكانت جارتنا" حيث عبرت لها عن خشيتها من أن تأثر هذه الرغبة الجامحة في قضاء الوقت الطويل في الرسم ونسج القصص على اهتمامي بدراستي، فلم يكن من معلمتي الفاضلة التي ربتني طوال ست سنوات كاملة إلا أن طمأنتها ونبهتها بأن ابنها موهوب بل ويجب أن يشجع أكثر وتوفر له الوسائل، لكننا لم نكن في سعة العيش التي توفر لي فيها عائلتي هذه الوسائل كم كنت أحب صفحات كراريسي البيضاء المتبقية في آخر الموسم الدراسي من كل سنة، كانت مشروع قصة جديدة في كل عطلة أرسمها وأكتب أحداثها ثم اعطيها لأمي حتى تخيط صفحاتها معا لتخرج قصتي في طبعتها الجديدة، كانت أمي دار النشر وكنت انا كاتبها الوحيد.
إذا أردت أن أتذكر بداية رحلتي الطويلة عبر مجاهل المجلدات وكيف تناولت بين يدي أولى الكتب، كيف قرأت أولى الأسطر وطويت أولى الصفحات فلابد أن أتذكر الطفولة.
في البيت لم تكن لدى والدي كتب كثيرة، كانت دينية بامتياز وبالكاد تعد على الأصابع لم تكن الظروف المادية تسمح للوالد باقتناء سلاسل الكتب رغم كونه شغوفا بمطالعة الدينية منها فقد كان معلما بالصف الابتدائي كما كان يعتبر نفسه خريج زاوية صوفية
لكنني إذا اعتبرت شغفي الطفولي أول دوافعي نحو عالم المطالعة فإني أسجل لحظة ذهابي مع أختي الكبرى إلى محل يبيع الكتب في إحدى المناسبات ونحن نحمل ما جمعناه من دنانير قليلة ليقتني كلانا كتابه المفضل، كان ذلك في بداية التسعينات لا أتذكر بالتحديد ربما بين 1992 و1994 وكان أول كتاب اشتريه في حياتي كتابا للأطفال يتحدث عن الطاقة الكهربائية وتاريخها، لم أكن أدري يومها أنني بعد عشرين عاما سوف أغدو مهندسا في الكهرباء التقنية وإطارا في الشركة الوطنية للكهرباء
مما اتذكره من تلك الأيام أني كنت شغوفا بعالم الاختراعات وعالم التقنية والروبوتات على وجه التحديد لعل ذلك يرجع إلى تأثير برامج التلفزيون "الوطني" يومها كمسلسل MacGyver وأفلام الكرتون اليابانية من غرينديزر إلى جنغر وجومارو وغيرها، كما كنت شديد الولع بأفلام الخيال والمغامرات خصوصا فيلم The Goonies 1985
ومما أقف عنده مندهشا رغبتي الشديدة في الرسم والكتابة منذ سن مبكرة ، أستطيع تذكر أول قصة رسمتها وكتبت حوارها وهي تتحدث عن مغامرة ثعلب في قصاصات ورق صغيرة جمعتها معا لتشكل كتيبا أو ما شابه ولعلها ذات القصة التي شكتني لأجلها أمي إلى معلمتي "وكانت جارتنا"
حيث عبرت لها عن خشيتها من أن تأثر هذه الرغبة الجامحة في قضاء الوقت الطويل في الرسم ونسج القصص على اهتمامي بدراستي، فلم يكن من معلمتي الفاضلة التي ربتني طوال ست سنوات كاملة إلا أن طمأنتها ونبهتها بأن ابنها موهوب بل ويجب أن يشجع أكثر وتوفر له الوسائل، لكننا لم نكن في سعة العيش التي توفر لي فيها عائلتي هذه الوسائل
كم كنت أحب صفحات كراريسي البيضاء المتبقية في آخر الموسم الدراسي من كل سنة، كانت مشروع قصة جديدة في كل عطلة أرسمها وأكتب أحداثها ثم اعطيها لأمي حتى تخيط صفحاتها معا لتخرج قصتي في طبعتها الجديدة، كانت أمي دار النشر وكنت انا كاتبها الوحيد.

مصطفى محاوي

الصيغة الإذاعية للمقال على الفيديو التالي:


#أول #كتاب #في #حياتي

THE GODFATHER

0
#instahair #face #head #nose #hairstyle #skin #eye #facialhair #feelingpretty #skincareroutine #mouth #lip #cheek #headspace #hairstylez #butfirstletmetakeaselfie #facesoftheworld #boopmynose #lips #lipsense #beautyshot #freshhair #hairgoals #bebold #hairstylist #wonderlocks #hairposts #thatglow     ربما يشعر اتباع الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله بشيء من الحرج وهم يتابعون المشهد المصري على اختلاف فرقهم التي تشتت من رحم حمس ، يشتركون كلهم في تبعيتهم لمنهج الشيخ و انتمائهم للفكر الإخواني المصري حرج ينتاب من فقهوا جيدا سنة نحناح ولاحظوا بدقة توافقات ردود فعل إخوان مصر سنة 2013 مع ردود فعل إنقاذ الجزائر سنة 1992 لأن موقف الجماعة من إنقلاب « السيسي » يصادم فلسفة الشيخ في حل الأزمات التي أسسها على مبدأ الرفض القطعي لمنهج المغالبة و لي الأذرع ورمي كراة السياسيين الملتهبة إلى الشارع « ليحتضنها الشعب » حرج لأنهم إذا ما أرادوا البر بمنهج الأب الروحي فعليهم أن يدينوا سلوك الجماعة مثلما أدان نحناح سلوك الفيس أما إذا ما رضوا بالمشهد على ما هو عليه من التباكي على شرعية « مرسي » ورفع شعارات « رابعة » فعليهم أن يمتلكوا شجاعة البراءة علنا من منهج الشيخ مثلما يتبرؤون من «عبد المنعم أبو الفتوح و كمال الهلباوي و عمرو خالد » ثم عليهم بعد ذلك تقديم الاعتذار الصريح لكل مناضلي الحزب المنحل الذين طالما نعتوهم بالسذاجة وضعف الوعي السياسي والتهور فمن تراه يمتلك الشجاعة الأدبية ليواجه بها مثل هذه التناقضات على حقيقتها ويحدد منها موقفا صريحا ؟ أم أن الانتماء مجرد نزوة عابرة في لحظة حماس طائش خالي من العمق الواعي فاقد لإدراك تفاصيل الأفكار   للانتماء ضريبة لا يدركها البعض ولا يريد دفعها آخرون  على خلاف هذا التردد كان الشيخ رحمه الله واضحا صريحا دفع ضريبة موقفه دما و دموعا ووقف بشجاعة مع قناعاته وواجه الجميع في الداخل والخارج وواجه إخوان مصر ...  لو لم يكن للشيخ إلا هذه الشجاعة وهذا الوفاء لمبادئه لكفاه كي ينال احترام مخالفه قبل محبه لأجل ذلك أعتبره من بين من وقفوا سدا منيعا أمام جرف الجزائر يوما ما لتكون مثالا سابقا لليبيا وسوريا   رحم الله الشيخ وغفر له ولجميع من قضوا في أيام الجزائر المريرة وجمعهم ربنا في مقعد صدق عنده في دار السلام فلا خوف ولا ظلم ولا إرهاب ألحقنا الله الكريم بهم برحمته آمــــــــــــــــــــينربما يشعر اتباع الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله بشيء من الحرج وهم يتابعون المشهد المصري على اختلاف فرقهم التي تشتت من رحم حمس ، يشتركون كلهم في تبعيتهم لمنهج الشيخ و انتمائهم للفكر الإخواني المصري
حرج ينتاب من فقهوا جيدا سنة نحناح ولاحظوا بدقة توافقات ردود فعل إخوان مصر سنة 2013 مع ردود فعل إنقاذ الجزائر سنة 1992
لأن موقف الجماعة من إنقلاب « السيسي » يصادم فلسفة الشيخ في حل الأزمات التي أسسها على مبدأ الرفض القطعي لمنهج المغالبة و لي الأذرع ورمي كراة السياسيين الملتهبة إلى الشارع « ليحتضنها الشعب »
حرج لأنهم إذا ما أرادوا البر بمنهج الأب الروحي فعليهم أن يدينوا سلوك الجماعة مثلما أدان نحناح سلوك الفيس
أما إذا ما رضوا بالمشهد على ما هو عليه من التباكي على شرعية « مرسي » ورفع شعارات « رابعة » فعليهم أن يمتلكوا شجاعة البراءة علنا من منهج الشيخ مثلما يتبرؤون من «عبد المنعم أبو الفتوح و كمال الهلباوي و عمرو خالد »
ثم عليهم بعد ذلك تقديم الاعتذار الصريح لكل مناضلي الحزب المنحل الذين طالما نعتوهم بالسذاجة وضعف الوعي السياسي والتهور
فمن تراه يمتلك الشجاعة الأدبية ليواجه بها مثل هذه التناقضات على حقيقتها ويحدد منها موقفا صريحا ؟
أم أن الانتماء مجرد نزوة عابرة في لحظة حماس طائش خالي من العمق الواعي فاقد لإدراك تفاصيل الأفكار

للانتماء ضريبة لا يدركها البعض ولا يريد دفعها آخرون

على خلاف هذا التردد كان الشيخ رحمه الله واضحا صريحا دفع ضريبة موقفه دما و دموعا ووقف بشجاعة مع قناعاته وواجه الجميع في الداخل والخارج وواجه إخوان مصر ...

لو لم يكن للشيخ إلا هذه الشجاعة وهذا الوفاء لمبادئه لكفاه كي ينال احترام مخالفه قبل محبه
لأجل ذلك أعتبره من بين من وقفوا سدا منيعا أمام جرف الجزائر يوما ما لتكون مثالا سابقا لليبيا وسوريا

رحم الله الشيخ وغفر له ولجميع من قضوا في أيام الجزائر المريرة وجمعهم ربنا في مقعد صدق عنده في دار السلام فلا خوف ولا ظلم ولا إرهاب
ألحقنا الله الكريم بهم برحمته آمــــــــــــــــــــين

مصطفى محاوي
18 - 09 - 2017

#THE #GODFATHER

ذاكرة : مراحـــــــل تســـــــــاقــــطي !

0
#quotestagram #nose #text #eyebrow #line #font #qotd #writerscommunity #knowledge #thoughts #wordstoliveby #beauty #collared #quoteoftheday #lip #mouth #forehead #collar #jaw #beautyshoot #makeupoftheday #thatglow #beautyshot #fete #beautysecret #makeuponfleek #esthetics #makeupartistworldwide #makeuprevolution #benefitbrows    عادة ما تكون البدايات ملهمة  وكذلك كانت معي  رغم أن هوى والدي كان مع « الفيس » إلا أنني خففت الجرعة قليلا مع سنوات الجامعة الأولى  أعجبتني الأفكار، فلم تكن غريبة عني  كانت كتب أعلام الإخوان تملأ أدرج مكتبة أبي المتواضعة  « الفيسيون » الذين عرفتهم كانوا يعتبرون حسن البنا قدوة وسيد قطب رمزا  كانوا يقرؤون الرسائل ويطالعون الظلال  كما كانت لهم أوراد القرآن وأدعية الرابطة  لم يكن ثمة فرق ـ في نظري ـ بينهم وبين الجماعة إلا في موقفهم من ‘ النظــــــــــــــام ’ الذي اعتادوا نعته هكذا بجرعة من التضخيم والاحتقار في آن معا  موقف هو عينه الذي تتبنـــــــــاه الجمـــــــــــــاعة تجاه « السيسي » الآن بعد عشرين سنة  ظننت أن هذا التحول قد يدعو أنصار ‘ فكر ’ الإخوان إلى إعادة النظر في موقفهم من جماعة الفيس  لكنهم لم يفعلوا  بل يصرون على التناقض بين موقفين لحدث واحد : انقلاب مصر وانقلاب الجزائر  على كل طالعت حينها الأفكار القديمة بعمق أكثر هذه المرة  تأملت ابجديات الجماعة من مؤسسها ورموزها ثم طالعت تاريخها عبر السلاسل و المذكرات  كان كل شيء براقا وملهما  لم يكن هناك بون بعيد بين سيرة الجماعة وسير الصحابة التي كنا نطالعها  إلى هنا انتهت مرحلتي الأولى  بعد ذلك بدأت آليا بغير قصد أحاول اسقاط كل هذا اللمعان على النموذج الواقعي الذي أراه أمامي  كنت أنتظر أن أرى كل تلك الأفكار تترجم إلى سلوك و أن تتحرك هذه الجماعة على خطى ذلك المثال  هنا بدأت المشاكل معي  وهنا انتهت مرحلتي الثانية  بعد ذلك طبعا بيني وبين نفسي ابتلعت حقيقة مغايرة الواقع للمثال وواسيتها  أن هذا طبع الأمور ودأب الدنيا فلا شيء يكمل والنقص رفيق الإنسان  ساعدني هذا المسكن غير مرة وخفف عني آلام مطبات كثيرة  لكن مفعوله تلاشى مع مرور الزمن  وعندما انتهت آخر قطرة منه تمت معها مرحلتي الثالثة  في مرحلتي الرابعة تردد هذا الخاطر عندي حتى أربكني : إلى أي مدى نستطيع التساهل مع الفارق بين المثال والواقع ؟ وإلى أي حد ينقلب الفارق إلى تناقض ؟  هذا الخاطر « الرديء » اختصر لي الجماعة في مؤسسات وهياكل صورية ورقية يسهل للماهر نشرها وطيها واعدادها لتكون حينا منبرا له وفي الحين الآخر سلما يتسلقه  هذا الخاطر « الرديء » حدد لي الخط الفاصل بين أن تكون الأخوة هدفا تفنى لأجله المصالح أو أن تكون الأخوة في الله والأسرة استثمارا انتخابيا  هذا الخاطر « الرديء » هو الذي ظل يصرخ في ضميري كل مرة : أيهما أهم ؟  الغاية أم الوسيلة ؟  فإذا ما أردت أن أجيب أجاب سلوك جماعتي قبلي : الوسيلة أهم وأولى ...  إلى هنا تم سقوطي لأنني صدقته  فقد كنت أرى واقع الحال يصدقه  لكن التعميم ظلم  فلا انكر أنني لقيت في مسيرتي عبر الجماعة رجالا ونساء طيبين بحق يعملون لآخرتهم ولا ينتظرون في هذه الدنيا جزاء ولا شكورا  هم بحق من يدفعون بصبرهم عربتها ويغذون بطاقتهم زحفها  عيبهم الوحيد أنهم جند لمن غلب  وتعلمون في العادة من يجيد التسلق وكيف يضمن اللقب  لكنهم ليسوا حكرا على الجماعة ، فلكل جيش مناضلون مخلصون  وكل عمران في هذه الأرض إنما شيد على أكتاف الصابرين  والآخرة خير للمتقين .

عادة ما تكون البدايات ملهمة
وكذلك كانت معي
رغم أن هوى والدي كان مع « الفيس » إلا أنني خففت الجرعة قليلا مع سنوات الجامعة الأولى
أعجبتني الأفكار، فلم تكن غريبة عني
كانت كتب أعلام الإخوان تملأ أدرج مكتبة أبي المتواضعة
« الفيسيون » الذين عرفتهم كانوا يعتبرون حسن البنا قدوة وسيد قطب رمزا
كانوا يقرؤون الرسائل ويطالعون الظلال
كما كانت لهم أوراد القرآن وأدعية الرابطة
لم يكن ثمة فرق ـ في نظري ـ بينهم وبين الجماعة إلا في موقفهم من ‘ النظــــــــــــــام ’ الذي اعتادوا نعته هكذا بجرعة من التضخيم والاحتقار في آن معا
موقف هو عينه الذي تتبنـــــــــاه الجمـــــــــــــاعة تجاه « السيسي » الآن بعد عشرين سنة
ظننت أن هذا التحول قد يدعو أنصار ‘ فكر ’ الإخوان إلى إعادة النظر في موقفهم من جماعة الفيس
لكنهم لم يفعلوا
بل يصرون على التناقض بين موقفين لحدث واحد : انقلاب مصر وانقلاب الجزائر
على كل طالعت حينها الأفكار القديمة بعمق أكثر هذه المرة
تأملت ابجديات الجماعة من مؤسسها ورموزها ثم طالعت تاريخها عبر السلاسل و المذكرات
كان كل شيء براقا وملهما
لم يكن هناك بون بعيد بين سيرة الجماعة وسير الصحابة التي كنا نطالعها
إلى هنا انتهت مرحلتي الأولى
بعد ذلك بدأت آليا بغير قصد أحاول اسقاط كل هذا اللمعان على النموذج الواقعي الذي أراه أمامي
كنت أنتظر أن أرى كل تلك الأفكار تترجم إلى سلوك و أن تتحرك هذه الجماعة على خطى ذلك المثال
هنا بدأت المشاكل معي
وهنا انتهت مرحلتي الثانية
بعد ذلك طبعا بيني وبين نفسي ابتلعت حقيقة مغايرة الواقع للمثال وواسيتها
أن هذا طبع الأمور ودأب الدنيا فلا شيء يكمل والنقص رفيق الإنسان
ساعدني هذا المسكن غير مرة وخفف عني آلام مطبات كثيرة
لكن مفعوله تلاشى مع مرور الزمن
وعندما انتهت آخر قطرة منه تمت معها مرحلتي الثالثة
في مرحلتي الرابعة تردد هذا الخاطر عندي حتى أربكني : إلى أي مدى نستطيع التساهل مع الفارق بين المثال والواقع ؟
وإلى أي حد ينقلب الفارق إلى تناقض ؟
هذا الخاطر « الرديء » اختصر لي الجماعة في مؤسسات وهياكل صورية ورقية يسهل للماهر نشرها وطيها واعدادها لتكون حينا منبرا له وفي الحين الآخر سلما يتسلقه
هذا الخاطر « الرديء » حدد لي الخط الفاصل بين أن تكون الأخوة هدفا تفنى لأجله المصالح أو أن تكون الأخوة في الله والأسرة استثمارا انتخابيا
هذا الخاطر « الرديء » هو الذي ظل يصرخ في ضميري كل مرة : أيهما أهم ؟
الغاية أم الوسيلة ؟
فإذا ما أردت أن أجيب أجاب سلوك جماعتي قبلي : الوسيلة أهم وأولى ...
إلى هنا تم سقوطي لأنني صدقته
فقد كنت أرى واقع الحال يصدقه
لكن التعميم ظلم
فلا انكر أنني لقيت في مسيرتي عبر الجماعة رجالا ونساء طيبين بحق يعملون لآخرتهم ولا ينتظرون في هذه الدنيا جزاء ولا شكورا
هم بحق من يدفعون بصبرهم عربتها ويغذون بطاقتهم زحفها
عيبهم الوحيد أنهم جند لمن غلب
وتعلمون في العادة من يجيد التسلق وكيف يضمن اللقب
لكنهم ليسوا حكرا على الجماعة ، فلكل جيش مناضلون مخلصون
وكل عمران في هذه الأرض إنما شيد على أكتاف الصابرين
والآخرة خير للمتقين .

#مراحـــــــل #تســـــــــاقــــطي #!

لحديث قياس المقال 03

0
#quotestagram #text #line #font #paper #document #number #news #colorful #doc #affirmations #successquotes #liveyourbestlife #inspirationalquotes #wordsofwisdom #lettering #letteringart #typedesign #jaw #colorfulness #parallel #paralleluniverse #quotesandsayings #paperlove    عين على أحشاء حزب إسلامي جزائري  مصطفى محاوي  كنت مشوشا وأنا أجتر مسيرتي منذ بدايتها،  فحاولت الاسترخاء،  تساءلت وأنا انظر عبر النافذة عن هذا التعارض الصارخ بين الأولويات الهيكلية والتنظيمية من جهة وترجيح المبادئ والأهداف من جهة اخرى  وكيف وصل بنا الحال إلى القبول ببقاء هرمية غايتنا مقلوبة ... كيف اضحت الوسائل أهم من أهدافها ؟ كنت ولا زلت أتساءل عن الجدوى من وراء كل هذا ..  عن الثمار .. وعن المستقبل ..  كانت الفكرة الأولى أشمل من أن نبقى اليوم حبيسي قفس السياسة ...  كانت فكرتنا أكبر من الدولة ..  كانت خريطة أمة ومشروع مجتمع ... لكنني تركت رفاقي خلفي يُمنون النفس بمقعد أو اثنين في البرلمان ...  تركتهم يكيلون اللكمات لإخوة الفكرة ويسارعون للتحالف مع أعداء المشروع ...  تركتهم ينادون أعداء الأمس من وراء الحجرات أن تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم، وإذا خلو بأبناء التنظيم حذروهم من خطر الأخ المؤمن الحاسد ... ربما هناك من عذر ... لست أدري ... ثلاثون سنة أو أربعون من نكد الدعوة أضرت بأرزاق الكثيرين،  شابَ بعضهم الآن وهو يحاول تدارك ما فاته من نصيب الدنيا .. ذاك حقهم مادام في حلال الله ...  لكنني لست عن هؤلاء أتحدث ولا أحمل همهم حتى ..  ما يقض مضجعي همّ مشروع تبعثرت ملفاته في أروقة السياسة ... هل تراها الجزائر تستحق رجالا خيرا منا ...؟  "حبيبتي أنت .. متى تقفين شامخة غنية لا تتسولين الأغراب وإرثك ثروات مخزنة في بنوكهم ..؟  متى يتسع حضنك الدافئ ليجد كل شاب مأوى يأوي إليك فيه ..؟ حبيبتي ... تتزين شقيقاتك لتجلب إليهن قوافل المعجبين، وانت جمالك الباهر لا يحتاج إلى تزيين ... أمي الحبيبة انت، عقّك أبناءك ولطخوا وجهك الصّبح بأدران الإهمال ... سرقوا مهرك ... وباعوا ذهبك ... وانت بنت الأشراف ومهرك لا يقدر بالآلاف ...  وبذّروا حليبك .. وتركوا عيالك جوعى لا تجدين لهم قوتا ...  ثم ... ذبحوا أطفالك على صدرك وحذروك من البكاء عليهم ... لقد أذلوك يا حبيبتي ... فهل يكفينا الاعتذار ...؟" أستسمحكَ عذرا ... فنحن كلنا نرضع حب الجزائر مع حليب أمهاتنا ... فمنا من يصدق ومنا من يخون ...  على كل، لا أستطيع إلا أن أغازل بلدا بمثل هذا الجمال، ولا أستطيع إلا أن أرثيه على مثل هذه الحال ... هناك من يعتقد أن الإسلاميين بحكم أيديولوجيتهم ينفرون من البعد الوطني وينزعون دائما إلى مفهوم الأمة بحذف الحدود ... قد يكون هذا جانبا من الحقيقة، لكن خصوصية الجزائري، تجعل من ترسيخ عدم أولوية وطنه لديه عسيرا على أية فكرة ... عموما بدأ الحديث عن الأفكار والأيديولوجيا يخفت ويفقد مفعوله، ليس عند الإسلاميين فقط ...  أظن أن للأيديولوجيا حيوية وشبابا قد لا يتجاوز في بعض الأحيان عشر سنوات أو عشرين سنة على أقصى تقدير، تصير بعدها في حكم التخريف ... نعم ... لقد لمسنا هنا عصبا حساسا ...  هل تعلم ... نحن في الجزائر نعوم في شظايا أفكار بالية، بالية للغاية ... آسنة، تفوح منها رائحة العفن ... لأن أصحابها لم يفكروا يوما في تنظيفها من أوساخ أخطائهم ولا فكروا حتى في تجديدها بحلل تليق بجيل يطالع خفايا البيت الأبيض بكبسة زر، ويتابع مسلسلات السياسة العالمية على جوّاله ... فعلا ... نحن الآن وأكثر من أي وقت مضى، نحتاج في الجزائر إلى أفكار جديدة ...  هههه ...  لكن صدقني ممن ننتظر الأفكار الجديدة ...؟  من وزراء لا يحسنون قراءة خطاب مكتوب على ورقة في محفل دولي ...؟ أم من نواب لا نعرف متى طردوا من المدارس ...؟ أم من جنرالات لم يتعلموا في حياتهم إلا فنون القتل والتخابر في مدرسة ال KGB  ينتابني ضحك جنوني ... بكل أسى ... هذه هي النخبة التي سمح لها بالتناسل في جزائر اليوم ... واذهب أنت لتبحث عن أصحاب العقول والأفكار في سويسرا ومونتريال ..  لقد طاردوهم حتى طردوهم ...  لا يمكن لعقل صاحي أن يعيش في وسط مسموم ... لأجل ذلك وجدتني الآن في هذا القطار وفي ضميري سؤال كبير: كيف وصل بنا الحال إلى هنا ...؟
لحديث قياس : 03
عين على أحشاء حزب إسلامي جزائري 
مصطفى محاوي

كنت مشوشا وأنا أجتر مسيرتي منذ بدايتها،
فحاولت الاسترخاء،
تساءلت وأنا انظر عبر النافذة عن هذا التعارض الصارخ بين الأولويات الهيكلية والتنظيمية من جهة وترجيح المبادئ والأهداف من جهة اخرى
وكيف وصل بنا الحال إلى القبول ببقاء هرمية غايتنا مقلوبة ...
كيف اضحت الوسائل أهم من أهدافها ؟
كنت ولا زلت أتساءل عن الجدوى من وراء كل هذا ..
عن الثمار .. وعن المستقبل ..
كانت الفكرة الأولى أشمل من أن نبقى اليوم حبيسي قفس السياسة ...
كانت فكرتنا أكبر من الدولة ..
كانت خريطة أمة ومشروع مجتمع ...
لكنني تركت رفاقي خلفي يُمنون النفس بمقعد أو اثنين في البرلمان ...
تركتهم يكيلون اللكمات لإخوة الفكرة ويسارعون للتحالف مع أعداء المشروع ...
تركتهم ينادون أعداء الأمس من وراء الحجرات أن تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم، وإذا خلو بأبناء التنظيم حذروهم من خطر الأخ المؤمن الحاسد ...
ربما هناك من عذر ... لست أدري ... ثلاثون سنة أو أربعون من نكد الدعوة أضرت بأرزاق الكثيرين،
شابَ بعضهم الآن وهو يحاول تدارك ما فاته من نصيب الدنيا .. ذاك حقهم مادام في حلال الله ...
لكنني لست عن هؤلاء أتحدث ولا أحمل همهم حتى ..
ما يقض مضجعي همّ مشروع تبعثرت ملفاته في أروقة السياسة ...
هل تراها الجزائر تستحق رجالا خيرا منا ...؟
"حبيبتي أنت .. متى تقفين شامخة غنية لا تتسولين الأغراب وإرثك ثروات مخزنة في بنوكهم ..؟
متى يتسع حضنك الدافئ ليجد كل شاب مأوى يأوي إليك فيه ..؟
حبيبتي ... تتزين شقيقاتك لتجلب إليهن قوافل المعجبين، وانت جمالك الباهر لا يحتاج إلى تزيين ...
أمي الحبيبة انت، عقّك أبناءك ولطخوا وجهك الصّبح بأدران الإهمال ...
سرقوا مهرك ... وباعوا ذهبك ... وانت بنت الأشراف ومهرك لا يقدر بالآلاف ...
وبذّروا حليبك .. وتركوا عيالك جوعى لا تجدين لهم قوتا ...
ثم ... ذبحوا أطفالك على صدرك وحذروك من البكاء عليهم ...
لقد أذلوك يا حبيبتي ... فهل يكفينا الاعتذار ...؟"
أستسمحكَ عذرا ... فنحن كلنا نرضع حب الجزائر مع حليب أمهاتنا ... فمنا من يصدق ومنا من يخون ...
على كل، لا أستطيع إلا أن أغازل بلدا بمثل هذا الجمال، ولا أستطيع إلا أن أرثيه على مثل هذه الحال ...
هناك من يعتقد أن الإسلاميين بحكم أيديولوجيتهم ينفرون من البعد الوطني وينزعون دائما إلى مفهوم الأمة بحذف الحدود ... قد يكون هذا جانبا من الحقيقة، لكن خصوصية الجزائري، تجعل من ترسيخ عدم أولوية وطنه لديه عسيرا على أية فكرة ...
عموما بدأ الحديث عن الأفكار والأيديولوجيا يخفت ويفقد مفعوله، ليس عند الإسلاميين فقط ...
أظن أن للأيديولوجيا حيوية وشبابا قد لا يتجاوز في بعض الأحيان عشر سنوات أو عشرين سنة على أقصى تقدير، تصير بعدها في حكم التخريف ...
نعم ... لقد لمسنا هنا عصبا حساسا ...
هل تعلم ... نحن في الجزائر نعوم في شظايا أفكار بالية، بالية للغاية ... آسنة، تفوح منها رائحة العفن ... لأن أصحابها لم يفكروا يوما في تنظيفها من أوساخ أخطائهم ولا فكروا حتى في تجديدها بحلل تليق بجيل يطالع خفايا البيت الأبيض بكبسة زر، ويتابع مسلسلات السياسة العالمية على جوّاله ...
فعلا ... نحن الآن وأكثر من أي وقت مضى، نحتاج في الجزائر إلى أفكار جديدة ...
هههه ...
لكن صدقني ممن ننتظر الأفكار الجديدة ...؟
من وزراء لا يحسنون قراءة خطاب مكتوب على ورقة في محفل دولي ...؟ أم من نواب لا نعرف متى طردوا من المدارس ...؟ أم من جنرالات لم يتعلموا في حياتهم إلا فنون القتل والتخابر في مدرسة ال KGB
ينتابني ضحك جنوني ... بكل أسى ...
هذه هي النخبة التي سمح لها بالتناسل في جزائر اليوم ...
واذهب أنت لتبحث عن أصحاب العقول والأفكار في سويسرا ومونتريال ..
لقد طاردوهم حتى طردوهم ...
لا يمكن لعقل صاحي أن يعيش في وسط مسموم ...
لأجل ذلك وجدتني الآن في هذا القطار وفي ضميري سؤال كبير:
كيف وصل بنا الحال إلى هنا ...؟

مصطفى محاوي
الجمعة 06 سبتمبر 2013 م

#لحديـــــــــــث #قيــــــاس #المقال #

لحديـــــــــــث قيــــــاس المقال 02

0
#quotestagram #text #line #font #paper #document #number #news #colorful #doc #affirmations #successquotes #liveyourbestlife #inspirationalquotes #wordsofwisdom #lettering #letteringart #typedesign #jaw #colorfulness #parallel #paralleluniverse #quotesandsayings #paperlove   عين على أحشاء حزب إسلامي جزائري  مصطفى محاوي  لقد فكرت في الرحيل  وبعد التفكير عزمت ..  لكنني وأنا أوظب أمتعتي قررت أن أقوم بجولة أخيرة،  فالتقيت بأحدهم، وكان زعيما صغيرا،  حاولت أن أفتح معه موضوعا عن مدى جدوى هذا المنهج وهذه الطريقة،  لكن وبين طيات الحديث أدركت أن الرجل يدور في دوامة أخرى من عراك الإخوة الأعداء ..  ومن شدة انشغاله عن موضوعي أظهر موافقتي في كل ما خلصت إليه من سوء حال الجماعة،  بل زاد في مداهنتي بقوله أنه على استعداد لفراقها بعد تصفية حسابه مع أخ لدود ... فتركته ...  ثم وجدتني بعدها أمام منظر مزري لأحد ضباطنا الصغار وهو يتحين الفرصة للقاء رئيس الحزب، فلما خلا به أخذ يتوسل صِلاته ومعارفَه لقضاء حاجته ..  كان شابا يافعا طيب الخُلق، متزوجا وأبا، وكان يشكوا من بطالة مزمنة رغم شهادته الجامعية .. أعاد هذا المنظر أوجاعي الدفينة فلم أتمالك نفسي، تقدمت وشاركتهما الحوار ...  بادرت رئيس الحزب بالسؤال عن مدى اهتمام القيادة العليا بأوجاع القاعدة وحاجاتها اليومية وهل ثمة إحصاء لنسبة البطالة المتفشية بين شباب الحزب ..؟ فأجابني بكل برودة: .. لا..  كان في طياتها ضِمنا، أن هذا ليس من مسؤوليات الحزب وأن على الشباب الطاعة في المنشط والمكره وأن على الجميع التضحية في سبيل أهداف الجماعة وأن صالح الجماعة فوق صالح الفرد وأن الحزب مشغول حتى الدّجر بحَبك السياسة ولا يجد وقتا لهذه الأمور الشكلية، بلا بلا بلا ... على كل، كنت قد ألقيت بهذه المبررات خلف ظهري قبل أن ألقاه ...  لكنني علمت بعد ذلك أن الشاب البطّال قد أزعجه تدخلي وعكر عليه طلبيته،  في الحقيقة أرجوا أن يسامحني فقد شعرت فعلا بأنني أخطأت في التوقيت ...  أخيرا وبعد أن لاحت لي فرصة أخرى اجتمع فيها شمل من الضباط الشباب تحت رعاية ولي العهد وكان ثمة جدل كبير وخلاف ظاهر، بدى الأمر كأن عدوى الشقاق والفرقة قد تسربت عبر الطبقات حتى لطخت القاعدة ...  كان ولي العهد منفعلا وصرخ في وجه أحدهم بعد أن أظهر الأخير امتعاضه ورفضه ...  بعد الصراخ سكن الجميع .. هل ظن ولي العهد أنه أعاد إمساك زمام الأمر ..؟ ربما ..  لكنني شككت في ذلك ...  هذه المرة لم أكرر خطئي السابق،  سكنت مع الجميع ثم لما خلى الجو انفردت بولي العهد وحدثته عن مدى جدوى هذا التظاهر بأن كل شيء على ما يرام ثم حاولت أن أدخل في لب الموضوع فقلت له:  هل يجب أن ننظر دائما إلى من يختار غير سبيلنا نظرة المتساقط على الطريق ...؟  ثم عرجت على حقيقة الفروق بين كل هذه التنظيمات وعن الاختلاف الحقيقي بين أهدافها،  لم أكن يومها أستسيغ هذا التشرذم في التيار الإسلامي الجزائري حيث لا فرق على الإطلاق بينها في الفكر والممارسة ... هناك مفرّق واحد، هو الزعامة ...  حاولت أن أسترضيه حقا عندما قلت له: إن الساحة الجزائرية لم تعد تطيق مزيدا من التفرقة ... هي متعطشة اليوم لمن يجمع .. فلتكن أنت. فلما حشره كلامي في الزاوية أكد على انفتاحه ورغبته في التعاون مع كل طاقة خيرة في هذا البلد، لكنه عاد واعترف بأنه لا يستطيع التحلّل من انتمائه الحزبي والتنظيمي وأنه لايزال يرى حزبه أفضل الموجود ...  هل يكفيك هذا حتى تفهم لم حملت حقائبي ..؟  اسمع ... عند ذلك الحد كان استمراري يعني المجاملة والتصنّع .. لكنني لم احبذ فكرة ارتداء قناع النفاق، لأنني ممثل فاشل ... أنا واحد من الذين لا يقدِمون على العمل من غير رغبة وعلى غير اقتناع ...   دعنا من هذه العنتريات ... أين كنا ...؟  نعم .. لقد هاجرت، وهنا يجب أن أقول لك شيئا ... هههه،  كنت يومها متأكدا أنني سوف أترك خلفي فراغا كبيرا داخل الجماعة وأن هذه الحركة مني سوف تهز الكثير من الرفاق ...  لكنني سرعان ما اكتشفت حقيقة حجمي وكم كنت غارقا في خداع نفسي ... مرت الشهور الطوال ولم يسأل عني أحد ... لم يتحرك جفن ... ولم أرِد على خاطر ... استمرت القافلة في المسير، وكنت أنا كلبا منسيا في الفلاة بينما الكلاب الأخرى من حولهم تنبح ...  في الحقيقة ساعدت الصدمات الأولى على تخفيف هذه، وإن كانت بوجه آخر نعمة ...  فلأن تعاقر مرارة الحقيقة خير لك من معاشرة محاسن الخداع ...
لحديـــــــــــث قيــــــاس : 02
عين على أحشاء حزب إسلامي جزائري 
مصطفى محاوي

لقد فكرت في الرحيل
وبعد التفكير عزمت ..
لكنني وأنا أوظب أمتعتي قررت أن أقوم بجولة أخيرة،
فالتقيت بأحدهم، وكان زعيما صغيرا،
حاولت أن أفتح معه موضوعا عن مدى جدوى هذا المنهج وهذه الطريقة،
لكن وبين طيات الحديث أدركت أن الرجل يدور في دوامة أخرى من عراك الإخوة الأعداء ..
ومن شدة انشغاله عن موضوعي أظهر موافقتي في كل ما خلصت إليه من سوء حال الجماعة،
بل زاد في مداهنتي بقوله أنه على استعداد لفراقها بعد تصفية حسابه مع أخ لدود ... فتركته ...

ثم وجدتني بعدها أمام منظر مزري لأحد ضباطنا الصغار وهو يتحين الفرصة للقاء رئيس الحزب، فلما خلا به أخذ يتوسل صِلاته ومعارفَه لقضاء حاجته ..
كان شابا يافعا طيب الخُلق، متزوجا وأبا، وكان يشكوا من بطالة مزمنة رغم شهادته الجامعية .. أعاد هذا المنظر أوجاعي الدفينة فلم أتمالك نفسي، تقدمت وشاركتهما الحوار ...
بادرت رئيس الحزب بالسؤال عن مدى اهتمام القيادة العليا بأوجاع القاعدة وحاجاتها اليومية وهل ثمة إحصاء لنسبة البطالة المتفشية بين شباب الحزب ..؟ فأجابني بكل برودة: .. لا..

كان في طياتها ضِمنا، أن هذا ليس من مسؤوليات الحزب وأن على الشباب الطاعة في المنشط والمكره وأن على الجميع التضحية في سبيل أهداف الجماعة وأن صالح الجماعة فوق صالح الفرد وأن الحزب مشغول حتى الدّجر بحَبك السياسة ولا يجد وقتا لهذه الأمور الشكلية، بلا بلا بلا ...
على كل، كنت قد ألقيت بهذه المبررات خلف ظهري قبل أن ألقاه ...

لكنني علمت بعد ذلك أن الشاب البطّال قد أزعجه تدخلي وعكر عليه طلبيته،
في الحقيقة أرجوا أن يسامحني فقد شعرت فعلا بأنني أخطأت في التوقيت ...

أخيرا وبعد أن لاحت لي فرصة أخرى اجتمع فيها شمل من الضباط الشباب تحت رعاية ولي العهد وكان ثمة جدل كبير وخلاف ظاهر، بدى الأمر كأن عدوى الشقاق والفرقة قد تسربت عبر الطبقات حتى لطخت القاعدة ...
كان ولي العهد منفعلا وصرخ في وجه أحدهم بعد أن أظهر الأخير امتعاضه ورفضه ...
بعد الصراخ سكن الجميع .. هل ظن ولي العهد أنه أعاد إمساك زمام الأمر ..؟ ربما ..
لكنني شككت في ذلك ...
هذه المرة لم أكرر خطئي السابق،
سكنت مع الجميع ثم لما خلى الجو انفردت بولي العهد وحدثته عن مدى جدوى هذا التظاهر بأن كل شيء على ما يرام ثم حاولت أن أدخل في لب الموضوع فقلت له:
هل يجب أن ننظر دائما إلى من يختار غير سبيلنا نظرة المتساقط على الطريق ...؟
ثم عرجت على حقيقة الفروق بين كل هذه التنظيمات وعن الاختلاف الحقيقي بين أهدافها،
لم أكن يومها أستسيغ هذا التشرذم في التيار الإسلامي الجزائري حيث لا فرق على الإطلاق بينها في الفكر والممارسة ... هناك مفرّق واحد، هو الزعامة ...

حاولت أن أسترضيه حقا عندما قلت له: إن الساحة الجزائرية لم تعد تطيق مزيدا من التفرقة ... هي متعطشة اليوم لمن يجمع .. فلتكن أنت.
فلما حشره كلامي في الزاوية أكد على انفتاحه ورغبته في التعاون مع كل طاقة خيرة في هذا البلد، لكنه عاد واعترف بأنه لا يستطيع التحلّل من انتمائه الحزبي والتنظيمي وأنه لايزال يرى حزبه أفضل الموجود ...

هل يكفيك هذا حتى تفهم لم حملت حقائبي ..؟

اسمع ... عند ذلك الحد كان استمراري يعني المجاملة والتصنّع .. لكنني لم احبذ فكرة ارتداء قناع النفاق، لأنني ممثل فاشل ... أنا واحد من الذين لا يقدِمون على العمل من غير رغبة وعلى غير اقتناع ...

دعنا من هذه العنتريات ... أين كنا ...؟

نعم .. لقد هاجرت، وهنا يجب أن أقول لك شيئا ... هههه،
كنت يومها متأكدا أنني سوف أترك خلفي فراغا كبيرا داخل الجماعة وأن هذه الحركة مني سوف تهز الكثير من الرفاق ...
لكنني سرعان ما اكتشفت حقيقة حجمي وكم كنت غارقا في خداع نفسي ...
مرت الشهور الطوال ولم يسأل عني أحد ... لم يتحرك جفن ... ولم أرِد على خاطر ...
استمرت القافلة في المسير، وكنت أنا كلبا منسيا في الفلاة بينما الكلاب الأخرى من حولهم تنبح ...

في الحقيقة ساعدت الصدمات الأولى على تخفيف هذه، وإن كانت بوجه آخر نعمة ...

فلأن تعاقر مرارة الحقيقة خير لك من معاشرة محاسن الخداع ...

مصطفى محاوي
الجمعة 06 سبتمبر 2013 م

#لحديـــــــــــث #قيــــــاس #المقال #

لحديـــــــــــث قيــــــاس المقال 01

0
#quotestagram #text #line #font #paper #document #number #news #colorful #doc #affirmations #successquotes #liveyourbestlife #inspirationalquotes #wordsofwisdom #lettering #letteringart #typedesign #jaw #colorfulness #parallel #paralleluniverse #quotesandsayings #paperlove     عين على أحشاء حزب إسلامي جزائري  لحديث قياس مصطفى محاوي لحديـــــــــــث قيــــــاس : 01  من أين سأبدأ ...؟ بل أين انتهيت ..؟ هههه .. حتى مجرد توصيف الحال أضحى صعبا ... أجل .. إنها الحيرة والتيه .. إنه تشتت الأوراق وتبعثر الأفكار في يوم عاصف ...  آه كم أغبطني في تلك الأيام التي كنت فيها واثقا متأكدا مما أفعله ، لا ينتابني أدنى شك في قناعاتي وأفكاري .. ولا تتجرأ الريبة على الاقتراب من منهجي ... كم كنت ساذجا .. لكنني كنت مخلصا .. أو أظن أنني كنت فيها مخلصا .. ولقد تعلمت أخيرا أن الثقة إذا سافرت فسوف يهاجر معها الإخلاص .. عموما، في خضم مثل هذه الفوضى يجب على المرء أن يبتعد ثم يجلس ويستذكر شريط حياته، يقلب صفحات عمره علّه يجد مفاتيحه التي أضاعها في زاوية من زواياه ... عندما كنت غارقا في السياسة لم أكن أجد وقتا لألتقط فيه أنفاس أفكاري،  كنت أطارد الجميع بينما كان الجميع يطاردونني ..  وعندما تكون الفريسةُ تركُض فإنها تظن أن توقفها للحظة يوقعها بين مخالب العدو ...  أنا الآن أراقب رفاق الأمس وهم يمخرون الحلبة في عدوهم وأتعجب كيف لم يتعبوا بعد، ألا تنقطع أنفاس أفكارهم ..؟  كنت إسلاميا متحمسا .. أتذكر ذلك جيدا ..  وكل الجزائريين إسلاميون متحمسون في ظاهر الأمر ..  كنت أؤمن بأن ثورة التحرير ثورة إسلامية وبأن السلطة في الجزائر افتُكت من أيدي أبناء المشروع الإسلامي، لأجل ذلك كان مشروع حياتي أن أوظف هذه النفس في رأس مال التيار الذي سيعيد الحق المغتصب ... ولا أزال لحد الآن أحس بطعم من عتب الضمير وكأنني تخاذلت عن هذا المشروع العظيم،  لكنه إحساس يتناقص شيئا فشيئا كلما شدّدت العزلة وأمعنت التفكير، وكلما تذكرت ما حملني أصلا على العزلة والتفكير ... عجبا .. كنا بيادق فعّالة ..  سمع وطاعة، ثقة وثبات، وطاقة متدفقة بعطر الشباب .. ننجز العمل بروح التعبّد، ... سحقا .. لماذا ضيعونا..؟؟ لكنني أحيانا أحمد الله على ضياعي ... فهو أرحم من عبودية مقنعة بالمبادئ والقيم ...  على كل .. أعذرني فقد بدأت اعتكافي في عزلتي بسخط عميق ...  كنت محبطا، حزينا .. وغاضبا ... ولست أعرف كيف أمكنها كلها أن تمتزج في قاع صدري ... ولا كيف تحملتها ...؟  قبل ذلك كنت أسخر، داخليا طبعا، ممن كانا نسميهم حركيا (بالمتساقطين على الطريق)  كانت نظراتنا في الغالب تزدريهم و ضمائرنا تتهمهم،  كنا كتائب في ساحة حرب والمنسحب منا خائن جبان .. والاستبسال والطاعة العمياء شجاعة ... كان الأعداء كثرا من حولنا بعدد التنظيمات والأحزاب ..  والشك معششا في عقولنا يهاجم كل تحركاتهم ونواياهم ..  كان شكنا دقيقا في متابعتهم ويكتشف صغائر التناقضات ولمم السقطات، طبعا ممن كان على غير مذهبنا وطريقتنا المثلى ... لكنني أخطأت خطيئة عظمى يوم أطعتُ أحدهم ووجّهت عدسات هذه الآلة نحو صفوفنا الأولى ... كان خطأ فادحا ...  كنت أظن أننا في معركة، وبينما كنا نتساقط في خنادق الحملات، كان جنرالاتنا يرتشفون القهوة على موائد العدو ويستلمون الهدايا من تحت الطاولة مع كل تنازل ... الحقيقة مرة ... علقم ... يصعب بلعها  يومها علمت أن المبادئ قربان يضحى به عند أولى عتبات السياسة، وعلمت أن القيم سلعة لا يتعدى رواجها طبقة الجنود ...  نحن جيل الانفتاح السياسي في الجزائر، بكل آلامه وأوجاعه، وكل أسلابه وأطماعه ... تعبنا .. حقا لقد تعبنا ...  بعد عشرين سنة من الركض ما من شيء يروي الظمأ ... هل يجب أن أصف لك الإحباط ..؟ إنه خيبة أمل كبيرة يتبعها شعور بالعجز مريع ... إنه فشل رهيب يغلّفك ...  كان يجب أن ألقي سلاحي وكان يجب أن أنسحب،  وفي عودتي إلى شوارع المجتمع المسحوق لم أستطع أن أرفع عيناي في وجوه أولئك البسطاء الذين آمنوا بنا ولا يزالون، لكننا نحن الذين كفرنا بهم ... كانوا يعتقدون أننا لا نزال نحارب، فكانوا ينتزعون لقمة العيش من أفواه أطفالهم ويطعمون بها باروناتنا ...  انعقد لساني وضيّعت الكلام، وأشعل حال هؤلاء البؤساء وحالي نيران صدري فتحول الإحباط شيئا فشيئا إلى حزن عميق ثم انتهى إلى غضب صامت ...  ... يتبـــــــــــــــــع ...عين على أحشاء حزب إسلامي جزائري
لحديث قياس
مصطفى محاوي
لحديـــــــــــث قيــــــاس : 01

من أين سأبدأ ...؟
بل أين انتهيت ..؟ هههه .. حتى مجرد توصيف الحال أضحى صعبا ...
أجل .. إنها الحيرة والتيه .. إنه تشتت الأوراق وتبعثر الأفكار في يوم عاصف ...
آه كم أغبطني في تلك الأيام التي كنت فيها واثقا متأكدا مما أفعله ، لا ينتابني أدنى شك في قناعاتي وأفكاري .. ولا تتجرأ الريبة على الاقتراب من منهجي ...
كم كنت ساذجا ..
لكنني كنت مخلصا .. أو أظن أنني كنت فيها مخلصا ..
ولقد تعلمت أخيرا أن الثقة إذا سافرت فسوف يهاجر معها الإخلاص ..
عموما، في خضم مثل هذه الفوضى يجب على المرء أن يبتعد ثم يجلس ويستذكر شريط حياته، يقلب صفحات عمره علّه يجد مفاتيحه التي أضاعها في زاوية من زواياه ...
عندما كنت غارقا في السياسة لم أكن أجد وقتا لألتقط فيه أنفاس أفكاري،
كنت أطارد الجميع بينما كان الجميع يطاردونني ..
وعندما تكون الفريسةُ تركُض فإنها تظن أن توقفها للحظة يوقعها بين مخالب العدو ...

أنا الآن أراقب رفاق الأمس وهم يمخرون الحلبة في عدوهم وأتعجب كيف لم يتعبوا بعد، ألا تنقطع أنفاس أفكارهم ..؟

كنت إسلاميا متحمسا .. أتذكر ذلك جيدا ..
وكل الجزائريين إسلاميون متحمسون في ظاهر الأمر ..
كنت أؤمن بأن ثورة التحرير ثورة إسلامية وبأن السلطة في الجزائر افتُكت من أيدي أبناء المشروع الإسلامي، لأجل ذلك كان مشروع حياتي أن أوظف هذه النفس في رأس مال التيار الذي سيعيد الحق المغتصب ...
ولا أزال لحد الآن أحس بطعم من عتب الضمير وكأنني تخاذلت عن هذا المشروع العظيم،
لكنه إحساس يتناقص شيئا فشيئا كلما شدّدت العزلة وأمعنت التفكير، وكلما تذكرت ما حملني أصلا على العزلة والتفكير ...
عجبا .. كنا بيادق فعّالة ..
سمع وطاعة، ثقة وثبات، وطاقة متدفقة بعطر الشباب .. ننجز العمل بروح التعبّد، ...
سحقا .. لماذا ضيعونا..؟؟
لكنني أحيانا أحمد الله على ضياعي ... فهو أرحم من عبودية مقنعة بالمبادئ والقيم ...

على كل .. أعذرني فقد بدأت اعتكافي في عزلتي بسخط عميق ...
كنت محبطا، حزينا .. وغاضبا ... ولست أعرف كيف أمكنها كلها أن تمتزج في قاع صدري ... ولا كيف تحملتها ...؟

قبل ذلك كنت أسخر، داخليا طبعا، ممن كانا نسميهم حركيا (بالمتساقطين على الطريق)
كانت نظراتنا في الغالب تزدريهم و ضمائرنا تتهمهم،
كنا كتائب في ساحة حرب والمنسحب منا خائن جبان .. والاستبسال والطاعة العمياء شجاعة ...
كان الأعداء كثرا من حولنا بعدد التنظيمات والأحزاب ..
والشك معششا في عقولنا يهاجم كل تحركاتهم ونواياهم ..
كان شكنا دقيقا في متابعتهم ويكتشف صغائر التناقضات ولمم السقطات، طبعا ممن كان على غير مذهبنا وطريقتنا المثلى ...
لكنني أخطأت خطيئة عظمى يوم أطعتُ أحدهم ووجّهت عدسات هذه الآلة نحو صفوفنا الأولى ...
كان خطأ فادحا ...

كنت أظن أننا في معركة، وبينما كنا نتساقط في خنادق الحملات، كان جنرالاتنا يرتشفون القهوة على موائد العدو ويستلمون الهدايا من تحت الطاولة مع كل تنازل ...
الحقيقة مرة ... علقم ... يصعب بلعها

يومها علمت أن المبادئ قربان يضحى به عند أولى عتبات السياسة، وعلمت أن القيم سلعة لا يتعدى رواجها طبقة الجنود ...

نحن جيل الانفتاح السياسي في الجزائر، بكل آلامه وأوجاعه، وكل أسلابه وأطماعه ...
تعبنا .. حقا لقد تعبنا ...

بعد عشرين سنة من الركض ما من شيء يروي الظمأ ... هل يجب أن أصف لك الإحباط ..؟
إنه خيبة أمل كبيرة يتبعها شعور بالعجز مريع ... إنه فشل رهيب يغلّفك ...

كان يجب أن ألقي سلاحي وكان يجب أن أنسحب،

وفي عودتي إلى شوارع المجتمع المسحوق لم أستطع أن أرفع عيناي في وجوه أولئك البسطاء الذين آمنوا بنا ولا يزالون، لكننا نحن الذين كفرنا بهم ...
كانوا يعتقدون أننا لا نزال نحارب، فكانوا ينتزعون لقمة العيش من أفواه أطفالهم ويطعمون بها باروناتنا ...
انعقد لساني وضيّعت الكلام، وأشعل حال هؤلاء البؤساء وحالي نيران صدري فتحول الإحباط شيئا فشيئا إلى حزن عميق ثم انتهى إلى غضب صامت ...

... يتبـــــــــــــــــع ...

مصطفى محاوي
الجمعة 06 سبتمبر 2013 م

#لحديـــــــــــث #قيــــــاس #المقال #01

مع نذير مصمودي

0
#instafashion #hairofinstagram #eyewear #face #head #nose #hairstyle #skin #glasses #lovehair #optometry #lookinggood #skincareroutine #visioncare #mouth #lip #cheek #headspace #hairstylez #eyewearstyle #modelscout #facialexpressions #glowingskin #beautyshoot #lips #bebold #makeuponpoint #missedyouguys #excellent #dreamhair    بعد الحوار الصريح الذي خصني به الأستاذ الفاضل نذير مصمودي حول حال الأحزاب السياسية في الجزائر وجدتني أحوال تلقف تفسيرات تشفي غليل الاسئلة التي انهالت علي ، عن سر نفور المفكرين من النضال داخل الهياكل الحزبية و ضيق صدر الأخيرة بهم ، هل يستقيم حال هذه الأحزاب عندما يغادرها آخر مفكر حر ؟  و هل يستقيم نضال هذا المفكر الحر أصلا إذا ما انكفأ على نفسه واعتزل معترك السياسة ؟؟   ثم تدخلت كلمات الدكتور القدير بشير مصيطفة التي أفادتني بأن : (جل الأحزاب الجزائرية التي ولدت من رحم التعددية الحزبية العام 1989 تفتقر للتكوين السياسي لكوادرها لأنها لم تستثمر في ذلك واستثمرت أكثر في المشاركة الانتخابية وبعضها في المشاركة الحكومية ، والنتيجة مع الزمن هو ضعف المحتوى من الخبرة  فأيقنت أننا امام حالة من خلط الأدوار أصابت الوعي السياسي العام عندنا ، عندما يطلب من المفكر حشر عقله داخل زاوية المنصب السياسي ، ليس تكريما لقدره ، ولكن إسكاتا (لهدره) الفكري الزائد عن الحد في نظرهم ،ثم تذكرت مالك ابن الني رحمه الله وكيف لم يطق صبرا بوزارة التعليم العالي وقد وضعت بين يديه، فغادرها ولم يطل المكوث بها ، ليتفرغ مدرسا ومعلما في بيته  كيف يطلب من المهندس ان يلقي بقلمه و حاسوبه ليعمل عمل (الطاشرون) ..؟؟؟  نعم قد يطلب (الطاشرون) منه ذلك إذا ما (كثر عليه ) فيقول له (هاك نتا خدمها درك...) ..هذا هو الحال عندنا ذاك ان سيدي (الطاشرون) وكعادته يريد دائما توفير "الوقت" و "الجهد" ... ولو على حساب الجودة وهي جوهر الصراع القائم بينه وبين المهندس، عندها لا يكون امام المهندس المسكين غير واحد من خيارين  - أن يداهن سيده (الطاشرون) .. ويغض الطرف عن الرداءة  -أو ان ينسحب من المشهد غير شاهد بالزور   وهكذا ... تنتصب من حولنا هياكل التنظيمات والأحزاب والمؤسسات مهترأة مليئة بالعيوب ، مستهلكة الشكل والمنظر ، قديمة الطراز ، خالية من الإبداع ومن الروح ومن الجمال ، شعارها واحد لا شريك له "الربح بأقل التكاليف الممكنة"...   لكن ما يعاب على مهندسي الفكر عندنا ، عدم تفكيرهم في خيار ثالث ، يمكنهم من فضح فساد الهياكل الحالية وكشف عيوبها مع إيقاظ روح الرقابة والوعي لدى جميع المجتمع حتى يأنف المواطن البسيط رؤية عيوب بهذا الشكل من حوله، بأن لا يبقى نضال مهندسي الفكر حبيس مكاتب دراساتهم ، أن ينزل إلى الشارع وتبسط لغته ليفهمها العامي قبل المتخصص   نحن أحوج ما نكون إلى جبهة جديدة للنضال رديفة لجبهة المجتمع المدني سمها إن شئت جبهة المجتمع المثقف.
بعد الحوار الصريح الذي خصني به الأستاذ الفاضل نذير مصمودي حول حال الأحزاب السياسية في الجزائر وجدتني أحوال تلقف تفسيرات تشفي غليل الاسئلة التي انهالت علي ، عن سر نفور المفكرين من النضال داخل الهياكل الحزبية و ضيق صدر الأخيرة بهم ،
هل يستقيم حال هذه الأحزاب عندما يغادرها آخر مفكر حر ؟
و هل يستقيم نضال هذا المفكر الحر أصلا إذا ما انكفأ على نفسه واعتزل معترك السياسة ؟؟

ثم تدخلت كلمات الدكتور القدير بشير مصيطفة التي أفادتني بأن : (جل الأحزاب الجزائرية التي ولدت من رحم التعددية الحزبية العام 1989 تفتقر للتكوين السياسي لكوادرها لأنها لم تستثمر في ذلك واستثمرت أكثر في المشاركة الانتخابية وبعضها في المشاركة الحكومية ، والنتيجة مع الزمن هو ضعف المحتوى من الخبرة 
فأيقنت أننا امام حالة من خلط الأدوار أصابت الوعي السياسي العام عندنا ، عندما يطلب من المفكر حشر عقله داخل زاوية المنصب السياسي ، ليس تكريما لقدره ، ولكن إسكاتا (لهدره) الفكري الزائد عن الحد في نظرهم ،ثم تذكرت مالك ابن الني رحمه الله وكيف لم يطق صبرا بوزارة التعليم العالي وقد وضعت بين يديه، فغادرها ولم يطل المكوث بها ، ليتفرغ مدرسا ومعلما في بيته 
كيف يطلب من المهندس ان يلقي بقلمه و حاسوبه ليعمل عمل (الطاشرون) ..؟؟؟ 
نعم قد يطلب (الطاشرون) منه ذلك إذا ما (كثر عليه ) فيقول له (هاك نتا خدمها درك...) ..هذا هو الحال عندنا ذاك ان سيدي (الطاشرون) وكعادته يريد دائما توفير "الوقت" و "الجهد" ... ولو على حساب الجودة وهي جوهر الصراع القائم بينه وبين المهندس، عندها لا يكون امام المهندس المسكين غير واحد من خيارين 
- أن يداهن سيده (الطاشرون) .. ويغض الطرف عن الرداءة 
-أو ان ينسحب من المشهد غير شاهد بالزور 

وهكذا ... تنتصب من حولنا هياكل التنظيمات والأحزاب والمؤسسات مهترأة مليئة بالعيوب ، مستهلكة الشكل والمنظر ، قديمة الطراز ، خالية من الإبداع ومن الروح ومن الجمال ، شعارها واحد لا شريك له "الربح بأقل التكاليف الممكنة"...

لكن ما يعاب على مهندسي الفكر عندنا ، عدم تفكيرهم في خيار ثالث ، يمكنهم من فضح فساد الهياكل الحالية وكشف عيوبها مع إيقاظ روح الرقابة والوعي لدى جميع المجتمع حتى يأنف المواطن البسيط رؤية عيوب بهذا الشكل من حوله، بأن لا يبقى نضال مهندسي الفكر حبيس مكاتب دراساتهم ، أن ينزل إلى الشارع وتبسط لغته ليفهمها العامي قبل المتخصص

نحن أحوج ما نكون إلى جبهة جديدة للنضال رديفة لجبهة المجتمع المدني سمها إن شئت جبهة المجتمع المثقف.

#مع #نذير #مصمودي

يتم التشغيل بواسطة Blogger.