باسكال في كاليفورنيا -7- مستحيل

0
مستحيل  ولما استنار الصباح ، خرج بيلي من غرفته ليجد أمه تتكلم في الهاتف ويدها على صدرها .. وما إن أكملت الحديث حتى التفتت إلى بيلي وقالت : أم بول في المستشفى ... (جحظت عينا بيلي) .. ما الذي حدث لها ..؟ أصيبت بجلطة في الدماغ ليلة البارحة، أخذت على إثرها إلى المستشفى .. بني .. يجب ان أذهب لأراها فورا .. أرجوك أن تلزم البيت .(ثم ما لبثت أن جهزت نفسها وخرجت) وبقي بيلي في البيت غير مصدق ، يراجع ما رآه البارحة في منامه ... ثم عزم على الذهاب إلى محل العجوز ريتشارد ... ولما أخبره بحال أم بول ، تأسف ريتشارد وقال : المسكينة .. لكم كانت متعلقة بابنها .. لقد حضرتُ جنازة بول ولمحتها .. كانت منهارة تماما .. بالكاد كانت تستطيع الوقوف .. أم بول ستموت .. (قال بيلي وأخذ يحدق في العجوز) .. لقد رأيتها البارحة مع بول في منامي .. (سكت ريتشارد قليلا وهو ينظر إلى بيلي) .. ما الذي رأيته بالضبط ..؟ فسرد عليه بيلي ما رآه من عجب في نومه هذه الأيام ، وكيف أن ما رآه كان كالحقيقة .. فاستدركه العجوز مستفسرا: الرجل الذي رأيته ، هو نفسه الذي كان مع بول أول الأمر ..؟ نعم هو ذاته .. كيف كان يبدو .. ماذا عن ملامحه، هل تعرفه ..؟ لا ... لا أعرفه ... كان حسن الوجه ...ثيابه بيضاء مشعة ... وشعره شديد السواد .. ألم يتكلم بشيء ..؟ لا .. لا أذكر ذلك .. أول الامر ابتسم لي ثم كلّم بول .. والبارحة ناول بول وأمه شيئا ككوب الماء .. باسكال يا صغيري .. لست أدري ما أقول لك .. لكن هذا يبدو لي شيئا عظيما .. يبدو أبعد ما يكون عن إدراكي ...  وفي المساء جاء الخبر يقينا ، أم بول فارقت الحياة ، وفي الغد أقيمت لها جنازة مهيبة ودفنت بجانب ابنها .. حضر بيلي الجنازة وكذلك العجوز ريتشارد .. وعندما انفض الناس تقدم ريتشارد نحو أم بيلي واستأذنها في أخذ بيلي في جولة فقبلت .. أخذ العجوز ريتشارد بيلي إلى المتنزه العام ، واختار مكانا جميلا خاليا ، وجلس يحدثه : باسكال .. أخشى أنه علي أن اناديك منذ الآن بالقديس ..(وهو يبتسم) لا أعتقد .. أنه يجب عليك ذلك ، مستر ريتش .. على حسب علمي .. لا يرى هذه الأشياء إلا القديسون الطاهرون .. باسكال كان كذلك فعلا .. كان شخصا صادقا مخلصا ... تَعلم ريتشارد !... أحس انني في حاجة إلى المزيد من المعرفة بأسرار العالم الآخر ... بذاك العالم الخفي عن اعيننا ... البعيد عن مدى رصد تلسكوباتنا الجبارة ... تلك الأسرار التي لا تستطيع التكنلوجيا كشفها ... باسكال قال بأن الكتب المقدسة تحتويها ... نعم .... لأنها تحمل الرسائل التي بعثت من السماء منذ آلاف السنين ... الرسائل التي كذّبها أغلب الناس وكذبوا الذين تكلموا بها ... حدثني عنها ريتشارد .. حقا أريد معرفتها .. أعذرني باسكال ... فلست أهلا لذلك ... الأسرار المقدسة لها أصحابها .. إذن فأنا أطلب مستحيلا .. لا ... باسكال ... فأنت واحد منهم ... اسمع ، اعرف واحدا ، وواحدا فقط من هؤلاء في هذا البلد يحوز على ثقتي وتقديري ... إنه صديق قديم، يعود له الفضل في هدايتي إلى الحقيقة ... اسمه الأب توماس .. أين أجده ..؟ أخشى يا صغيري إن أصريت .. أن يكون سفرك طويلا .. لا تهم المسافات في طلب الحقيقة ، مستر ريتش.. هذا الصديق القديم يستقر حاليا في ضواحي فانكوفر ... هل ما تزال مصرا على لقائه؟ نعم مستر ريتش .. سأفكر في الأمر ... بعد أيام فاتح بيلي أمه برغبته في السفر مع أصدقائه لقضاء إجازة في مونتانا ، فرفضت الأم الفكرة متحججة بصحته : يجب أن تداوم على تناول دوائك بيلي ، وأعلم أنك لن تحرص عليه في غيابي .. ثم إني قد برمجت لك موعدا مع دكتور متخصص ، لقد درس حالتك وحدثني عن فرصة لشفائك إن تكفل بك ... وبعد إلحاح أمه عليه تنازل عن فكرة السفر كليا .. وعاد إلى غرفته ليغط في نوم ثقيل ... فعاودته عصرات الأحلام تهجم عليه .. أفاق في منتصف الليل .. ثم عاد وغلبه النعاس ، ليرى وكأن الدنيا ، كل الدنيا أظلمت من حوله ، فشعر بضيق في صدره يكاد يخنق أنفاسه .. حتى بزغ نور أمامه وإذا بالرجل المستنير يقبل عليه مبتسما ... حتى إذا لم يبقى بينهما إلا امتار معدودات توقف ، ثم أومأ لبيلي بيده ان أقبل علي .. وبيلي مصمر في كرسيه المتحرك لا يقوى على النهوض .. لكن الرجل بقي مبتسما واستدار ثم أخذ يمشي مبتعدا .. فاستبد ببيلي القلق وهو ينازع نفسه يريد اللحاق به .. وإذا به تحمله قدماه واقفا تاركا كرسيه .. ثم أخذ يسير مقتفيا أثر الرجل ... في الصباح عزم بيلي في نفسه على الذهاب إلى فانكوفر.. وعلم ان شيئا ما ينتظره هناك وأن روحا تدعوه إلى المغامرة من اجل الحقيقة ... فتريث حتى أنجز مع أمه موعد الطبيب الخاص ، ثم اخبر امه بأن الفريق في معهد كاليفورنيا يحتاجونه لأمر عاجل ، ويجب عليه العودة ... فأصرت امه على مرافقته لكنه استطاع اقناعها بأن لا داعي لذلك ، وأن آنا ستكون في انتظاره في المطار .. ثم عمد إلى غرفته واتصل بآنا : آنا عزيزتي ... أحتاجك في أمر هام  ما الأمر بيلي ... هل جد جديد عندك ..؟ اسمعي آنا ... لقد اخبرت امي بأني سأعود بمفردي إلى كاليفورنيا غدا ، وبانكم تحتاجونني عندكم ... ولما أصرت على مرافقتي ، أخبرتها بأنك ستكونين في انتظاري في المطار.. والحقيقة آنا ... أنني سوف أعرج أولا على فانكوفر لأمر مهم ولم أخبرها بذلك .... إلى فانكوفر ..؟ (استطردت آنا باستغراب) نعم آنا ..لأمر خاص فعلا ... أرجوك ... أعلم انني أضعك في موقف محرج .. لكنه شديد الاهية بالنسبة لي .. لو علمتُ ان امي ستتركني اذهب لما كلفتك معي هذا العناء .. لكنك تعرفين أمي جيدا ... هل أستطيع أن أطلع على هذا الأمر المهم ، بيلي...؟  لا آنا ... ليس الآن ... ربما في وقت آخر ... أرجوك آنا .. حاولي أن تتفهمي حالتي .. حسننا بيلي .. يبدو انك نجحت في اقحامي في فلمك الذي تعده .. لكنني لست ممثلة بارعة كما تعرف .. شكرا جزيلا آنا ... لا تخافي ستحوزين على الأوسكار هذا العام (وهو يبتسم)

كتبت يوم ما من أيام عام 2011 م

مستحيل

ولما استنار الصباح ، خرج بيلي من غرفته ليجد أمه تتكلم في الهاتف ويدها على صدرها .. وما إن أكملت الحديث حتى التفتت إلى بيلي وقالت :
أم بول في المستشفى ...
(جحظت عينا بيلي) .. ما الذي حدث لها ..؟
أصيبت بجلطة في الدماغ ليلة البارحة، أخذت على إثرها إلى المستشفى .. بني .. يجب ان أذهب لأراها فورا .. أرجوك أن تلزم البيت .(ثم ما لبثت أن جهزت نفسها وخرجت)
وبقي بيلي في البيت غير مصدق ، يراجع ما رآه البارحة في منامه ... ثم عزم على الذهاب إلى محل العجوز ريتشارد ... ولما أخبره بحال أم بول ، تأسف ريتشارد وقال :
المسكينة .. لكم كانت متعلقة بابنها .. لقد حضرتُ جنازة بول ولمحتها .. كانت منهارة تماما .. بالكاد كانت تستطيع الوقوف ..
أم بول ستموت .. (قال بيلي وأخذ يحدق في العجوز) .. لقد رأيتها البارحة مع بول في منامي ..
(سكت ريتشارد قليلا وهو ينظر إلى بيلي) .. ما الذي رأيته بالضبط ..؟
فسرد عليه بيلي ما رآه من عجب في نومه هذه الأيام ، وكيف أن ما رآه كان كالحقيقة .. فاستدركه العجوز مستفسرا:
الرجل الذي رأيته ، هو نفسه الذي كان مع بول أول الأمر ..؟
نعم هو ذاته ..
كيف كان يبدو .. ماذا عن ملامحه، هل تعرفه ..؟
لا ... لا أعرفه ... كان حسن الوجه ...ثيابه بيضاء مشعة ... وشعره شديد السواد ..
ألم يتكلم بشيء ..؟
لا .. لا أذكر ذلك .. أول الامر ابتسم لي ثم كلّم بول .. والبارحة ناول بول وأمه شيئا ككوب الماء ..
باسكال يا صغيري .. لست أدري ما أقول لك .. لكن هذا يبدو لي شيئا عظيما .. يبدو أبعد ما يكون عن إدراكي ... 
وفي المساء جاء الخبر يقينا ، أم بول فارقت الحياة ، وفي الغد أقيمت لها جنازة مهيبة ودفنت بجانب ابنها .. حضر بيلي الجنازة وكذلك العجوز ريتشارد .. وعندما انفض الناس تقدم ريتشارد نحو أم بيلي واستأذنها في أخذ بيلي في جولة فقبلت ..
أخذ العجوز ريتشارد بيلي إلى المتنزه العام ، واختار مكانا جميلا خاليا ، وجلس يحدثه :
باسكال .. أخشى أنه علي أن اناديك منذ الآن بالقديس ..(وهو يبتسم)
لا أعتقد .. أنه يجب عليك ذلك ، مستر ريتش ..
على حسب علمي .. لا يرى هذه الأشياء إلا القديسون الطاهرون ..
باسكال كان كذلك فعلا .. كان شخصا صادقا مخلصا ... تَعلم ريتشارد !... أحس انني في حاجة إلى المزيد من المعرفة بأسرار العالم الآخر ... بذاك العالم الخفي عن اعيننا ... البعيد عن مدى رصد تلسكوباتنا الجبارة ... تلك الأسرار التي لا تستطيع التكنلوجيا كشفها ... باسكال قال بأن الكتب المقدسة تحتويها ...
نعم .... لأنها تحمل الرسائل التي بعثت من السماء منذ آلاف السنين ... الرسائل التي كذّبها أغلب الناس وكذبوا الذين تكلموا بها ...
حدثني عنها ريتشارد .. حقا أريد معرفتها ..
أعذرني باسكال ... فلست أهلا لذلك ... الأسرار المقدسة لها أصحابها ..
إذن فأنا أطلب مستحيلا ..
لا ... باسكال ... فأنت واحد منهم ... اسمع ، اعرف واحدا ، وواحدا فقط من هؤلاء في هذا البلد يحوز على ثقتي وتقديري ... إنه صديق قديم، يعود له الفضل في هدايتي إلى الحقيقة ... اسمه الأب توماس ..
أين أجده ..؟
أخشى يا صغيري إن أصريت .. أن يكون سفرك طويلا ..
لا تهم المسافات في طلب الحقيقة ، مستر ريتش..
هذا الصديق القديم يستقر حاليا في ضواحي فانكوفر ... هل ما تزال مصرا على لقائه؟
نعم مستر ريتش .. سأفكر في الأمر ...
بعد أيام فاتح بيلي أمه برغبته في السفر مع أصدقائه لقضاء إجازة في مونتانا ، فرفضت الأم الفكرة متحججة بصحته :
يجب أن تداوم على تناول دوائك بيلي ، وأعلم أنك لن تحرص عليه في غيابي .. ثم إني قد برمجت لك موعدا مع دكتور متخصص ، لقد درس حالتك وحدثني عن فرصة لشفائك إن تكفل بك ...
وبعد إلحاح أمه عليه تنازل عن فكرة السفر كليا .. وعاد إلى غرفته ليغط في نوم ثقيل ... فعاودته عصرات الأحلام تهجم عليه .. أفاق في منتصف الليل .. ثم عاد وغلبه النعاس ، ليرى وكأن الدنيا ، كل الدنيا أظلمت من حوله ، فشعر بضيق في صدره يكاد يخنق أنفاسه .. حتى بزغ نور أمامه وإذا بالرجل المستنير يقبل عليه مبتسما ... حتى إذا لم يبقى بينهما إلا امتار معدودات توقف ، ثم أومأ لبيلي بيده ان أقبل علي .. وبيلي مصمر في كرسيه المتحرك لا يقوى على النهوض .. لكن الرجل بقي مبتسما واستدار ثم أخذ يمشي مبتعدا .. فاستبد ببيلي القلق وهو ينازع نفسه يريد اللحاق به .. وإذا به تحمله قدماه واقفا تاركا كرسيه .. ثم أخذ يسير مقتفيا أثر الرجل ...
في الصباح عزم بيلي في نفسه على الذهاب إلى فانكوفر.. وعلم ان شيئا ما ينتظره هناك وأن روحا تدعوه إلى المغامرة من اجل الحقيقة ... فتريث حتى أنجز مع أمه موعد الطبيب الخاص ، ثم اخبر امه بأن الفريق في معهد كاليفورنيا يحتاجونه لأمر عاجل ، ويجب عليه العودة ... فأصرت امه على مرافقته لكنه استطاع اقناعها بأن لا داعي لذلك ، وأن آنا ستكون في انتظاره في المطار .. ثم عمد إلى غرفته واتصل بآنا :
آنا عزيزتي ... أحتاجك في أمر هام 
ما الأمر بيلي ... هل جد جديد عندك ..؟
اسمعي آنا ... لقد اخبرت امي بأني سأعود بمفردي إلى كاليفورنيا غدا ، وبانكم تحتاجونني عندكم ... ولما أصرت على مرافقتي ، أخبرتها بأنك ستكونين في انتظاري في المطار.. والحقيقة آنا ... أنني سوف أعرج أولا على فانكوفر لأمر مهم ولم أخبرها بذلك ....
إلى فانكوفر ..؟ (استطردت آنا باستغراب)
نعم آنا ..لأمر خاص فعلا ... أرجوك ... أعلم انني أضعك في موقف محرج .. لكنه شديد الاهية بالنسبة لي .. لو علمتُ ان امي ستتركني اذهب لما كلفتك معي هذا العناء .. لكنك تعرفين أمي جيدا ...
هل أستطيع أن أطلع على هذا الأمر المهم ، بيلي...؟ 
لا آنا ... ليس الآن ... ربما في وقت آخر ... أرجوك آنا .. حاولي أن تتفهمي حالتي ..
حسننا بيلي .. يبدو انك نجحت في اقحامي في فلمك الذي تعده .. لكنني لست ممثلة بارعة كما تعرف ..
شكرا جزيلا آنا ... لا تخافي ستحوزين على الأوسكار هذا العام (وهو يبتسم)  

استمع إلى البودكاست الإذاعي للحلقة من هنا :


 #قصة #رواية # #باسكال #في #كاليفورنيا #-7- #مستحيل

باسكال في كاليفورنيا -6- المخلص باسكال

0
المخلص باسكال   في الصباح لم يتمالك بيلي نفسه حتى حكي لأمه ما رآه البارحة ... لم تجد الأم ما تقوله غير أنها سألت بيلي :  كنت متأثرا بالأمس ... هل فكرت ببول قبل النوم ؟  لا وإن كنت حقيقة تأثرت بزيارته ... لكن ما رأيته كان كالحقيقة ...  كل الناس يرون في الأحلام ما يخالجهم من أحاسيس في الواقع .. يا بني ..  نعم وأنا كذلك تراودني بعض هذه الأشياء .. لكن صدقيني .. ما رأيته البارحة كان مختلفا ..  وبعدما آنس من أمه عدم الاهتمام، غير الموضوع ... ثم عاد إلى غرفته وتناول كتاب باسكال، تأمل مواضيعه وإذا به يجد "الرهان" الذي تكلم عنه العجوز ريتشارد، وإذا بباسكال يقول فيه  إذا أضيف الواحد إلى اللانهاية لم يزدها شيئا ، شأنه في ذلك شأن وحدة الطول القياسية بالنسبة إلى المدى اللامتناهي ، فالمحدود يتلاشى أمام اللانهاية ويصبح عدما محضا . هذه هي حال فكرنا أمام الذات الإلهية ، وعدالتنا أمام العدالة الربانية . إن الاختلاف بين عدالتنا وعدالته كالاختلاف بين الواحد واللانهاية ...  إننا نعرف وجود المحدود وماهيته ، لأننا مثله محدودون منتهون .  ونعرف وجود اللانهاية ونجهل ماهيتها ، لأن لها بداية مثلنا ، وليست محدودة مثلنا.  بيد أننا لا نعرف وجود الله ولا نعلم ماهيته ، لأنه بلا امتداد ولا حدود .  ولكننا نعرف وجوده بالإيمان.  إذا كان هنالك إله فإن العقول لا تدركه اطلاقا لأنه بلا أعضاء وبلا حدود . إنه لا يملك أي علاقة تجانس معنا . نحن عاجزون عن أن نعرف ما هو ، وهل هو موجود .. فمن يجرؤ إذن على الشروع بحل هذه المسألة ؟  إننا لا نجرؤ ، لأننا لا نملك أي علاقة تجانس معه.  "الله موجود أو غير موجود" . ولكن إلى أي اتجاه نميل ؟.. إن العقل لا يستطيع أن يعين شيئا .. هناك احتمالان في نهاية هذا الشوط اللامتناهي ، فعلام تراهن..؟  بالعقل لا تستطيع أن تفعل لا هذا ولا ذاك ، بالعقل لا تستطيع أن تدافع عن أي منهما ... فلا تلم إذن من اختاروا لأنك لا تعلم عن الامر شيئا.  كلا .. إنني لا ألومهم على الاختيار (قال بيلي) ، لكن الأصح أن لا نراهن إطلاقا على شيء مجهول ..  أجل بيلي ، ولكن لابد من الرهان . ليس الأمر رهانا بإرادتنا ، إنك مضطر ، فأيهما تختار ..؟ .. وبما أنه لا مفر من الاختيار فيجب أن نرى ما هو أقل استرعاء لاهتمامك ، ولنوازن بين الربح والخسارة اذا قلنا بوجود الله..  هناك حالتان : اذا ربحت فزت بكل شيء ، واذا خسرت فانك لا تخسر شيئا على الإطلاق ..  راهن إذن على وجوده دون تردد ..  هذا رائع ، حقا يجب ان أراهن .. ولكن لعلني أغامر بالكثير..  بما أن احتمال الخسران كاحتمال الربح فمن الغفلة أن لا تغامر بحياتك لتفوز بالأبدية وتحظى بالسعادة ... كل مراهن يغامر عن يقين ليربح دون يقين  أعترف بذلك .. لكن ألا توجد وسيلة لرؤية خوافي الأمور..؟  بلى ، الكتب المقدسة وغيرها ...  بيلي .. إذا أعجبك هذا الكلام وبدا لك قوي الأثر فاعلم أنه من قلب شخص خر على ركبتيه ليتوجه بصلواته من أجلك إلى الله العزيز القدير . (المخلص باسكال)  في المساء عاود بيلي الاتصال بآنا وهو يقول في نفسه (هل ترانا حقا نبحث عن الله من غير أن نشعر) ، ثم أطلت عليه آنا عبر الشاشة ، تبادلا معا أطراف الحديث عن جديد الأبحاث والأصدقاء ،غير أن لا جديد مثيرا حتى الساعة بشأن الإشارة  هناك جديد من نوع آخر (قالت آنا) .. ويبدو أنه خبر غير سار .. تناهى إلى علمنا أن معهد باسادينا يكون قد تلقف الإشارة ذاتها ...  كيف ذلك ...؟ .. إلا إذا ظفروا ببرنامج شبيه بالذي لنا ..؟  ممكن جدا ... تعلم مدى شدة التنافس بيننا وبينهم .. لا يبعد أن يطوروا برنامجا مشابها  لعلها قرصنة .. أو لعل أحدا قد سرب أسرار برنامجنا لهم ..؟  لا .. لا تقل هذا بيلي ... هذا مستحيل ... ثم، ليس غريبا على المعهد الذي حقق النجاح الباهر في مهمة روبوتات الجوال العالمي على المريخ سنة 2004 ... تذكر ذلك .. بل ليس مستحيلا على ذلك الفريق ان يتمكن من التقاط إشارة من الفضاء ...  إذن .. سيزداد الضغط على فريقنا ..  أجل بيلي .. هذا سيعقد نوعا ما حالتنا ... إذا تأخرنا عنهم بخطوة واحدة .. قد يضيع كل هذا الجهد هباء ...  ثم أخلد إلى النوم متعبا .. وإذا به تتمثل أمامه صحراء مترامية الاطراف، والحر شديد ، وجم غفير من الناس يهيم بها .. وإذا بول بينهم يشكو الجفاف والعطش ، ثم يلمح من بعيد والدة بول وهي تبحث وسط الناس عن ابنها .. حتى إذا لمحته أقبلت عليه وضمته إليها وهي تبكي ... ثم إذا بالرجل صاحب الرداء النوراني يقف عليهما ويناولهما شيئا كان بيده ، كأنه كوب ماء .. أو شيئا يشبهه ... ثم أفاق بيلي وهو يتصبب عرقا حتى ظن أن الحمى أصابته ... لم يرد تفقد المنبه ، أنار مصباحه الصغير وتناول كتاب باسكال في سكون اليل من حوله، لعله يجد تفسيرا :  إن الصمت الدائم الذي يلزمه هذا الفضاء اللامتناهي يشيع في نفسي الرهبة  كم من عوالم تجهلنا ...؟  حينما أمعن النظر في قصر حياتي الغارقة في امتداد الأزل ، وحينما أتأمل في حيز جسمي المحدود الغارق في الفضاء اللامتناهي ، في الفضاء الذي أجهله ويجهلني ، أحس بالذعر والدهشة لرؤية نفسي ههنا لا هنالك ، لأنه لا شيء يبرر وجودي هنا لا هناك ، اليوم لا آنذاك . من ذا الذي وضعني في هذا المجال ..؟ بمشيئة من وتوجيه من خصص لي هذا الزمان ، وعين لي هذا المكان ..؟  ما الذي يدعوهم إلى القول بأننا غير مبعوثين ..؟ أيهما أشق : الولادة أم البعث ..؟ الوجود بعد العدم أم الوجود بعد الوجود ..؟ إن العادة تجعل احدهما يسيرا ، ونقص العادة يجعل الأمر مستحيلا . يا لها من محاكمة مبتذلة..!

كتبت يوم ما من أيام عام 2011 م

المخلص باسكال 

في الصباح لم يتمالك بيلي نفسه حتى حكي لأمه ما رآه البارحة ... لم تجد الأم ما تقوله غير أنها سألت بيلي : 
كنت متأثرا بالأمس ... هل فكرت ببول قبل النوم ؟ 
لا وإن كنت حقيقة تأثرت بزيارته ... لكن ما رأيته كان كالحقيقة ... 
كل الناس يرون في الأحلام ما يخالجهم من أحاسيس في الواقع .. يا بني .. 
نعم وأنا كذلك تراودني بعض هذه الأشياء .. لكن صدقيني .. ما رأيته البارحة كان مختلفا .. 
وبعدما آنس من أمه عدم الاهتمام، غير الموضوع ... ثم عاد إلى غرفته وتناول كتاب باسكال، تأمل مواضيعه وإذا به يجد "الرهان" الذي تكلم عنه العجوز ريتشارد، وإذا بباسكال يقول فيه 
إذا أضيف الواحد إلى اللانهاية لم يزدها شيئا ، شأنه في ذلك شأن وحدة الطول القياسية بالنسبة إلى المدى اللامتناهي ، فالمحدود يتلاشى أمام اللانهاية ويصبح عدما محضا . هذه هي حال فكرنا أمام الذات الإلهية ، وعدالتنا أمام العدالة الربانية . إن الاختلاف بين عدالتنا وعدالته كالاختلاف بين الواحد واللانهاية ... 
إننا نعرف وجود المحدود وماهيته ، لأننا مثله محدودون منتهون . 
ونعرف وجود اللانهاية ونجهل ماهيتها ، لأن لها بداية مثلنا ، وليست محدودة مثلنا. 
بيد أننا لا نعرف وجود الله ولا نعلم ماهيته ، لأنه بلا امتداد ولا حدود . 
ولكننا نعرف وجوده بالإيمان. 
إذا كان هنالك إله فإن العقول لا تدركه اطلاقا لأنه بلا أعضاء وبلا حدود . إنه لا يملك أي علاقة تجانس معنا . نحن عاجزون عن أن نعرف ما هو ، وهل هو موجود .. فمن يجرؤ إذن على الشروع بحل هذه المسألة ؟ 
إننا لا نجرؤ ، لأننا لا نملك أي علاقة تجانس معه. 
"الله موجود أو غير موجود" . ولكن إلى أي اتجاه نميل ؟.. إن العقل لا يستطيع أن يعين شيئا .. هناك احتمالان في نهاية هذا الشوط اللامتناهي ، فعلام تراهن..؟ 
بالعقل لا تستطيع أن تفعل لا هذا ولا ذاك ، بالعقل لا تستطيع أن تدافع عن أي منهما ... فلا تلم إذن من اختاروا لأنك لا تعلم عن الامر شيئا. 
كلا .. إنني لا ألومهم على الاختيار (قال بيلي) ، لكن الأصح أن لا نراهن إطلاقا على شيء مجهول .. 
أجل بيلي ، ولكن لابد من الرهان . ليس الأمر رهانا بإرادتنا ، إنك مضطر ، فأيهما تختار ..؟ .. وبما أنه لا مفر من الاختيار فيجب أن نرى ما هو أقل استرعاء لاهتمامك ، ولنوازن بين الربح والخسارة اذا قلنا بوجود الله.. 
هناك حالتان : اذا ربحت فزت بكل شيء ، واذا خسرت فانك لا تخسر شيئا على الإطلاق .. 
راهن إذن على وجوده دون تردد .. 
هذا رائع ، حقا يجب ان أراهن .. ولكن لعلني أغامر بالكثير.. 
بما أن احتمال الخسران كاحتمال الربح فمن الغفلة أن لا تغامر بحياتك لتفوز بالأبدية وتحظى بالسعادة ... كل مراهن يغامر عن يقين ليربح دون يقين 
أعترف بذلك .. لكن ألا توجد وسيلة لرؤية خوافي الأمور..؟ 
بلى ، الكتب المقدسة وغيرها ... 
بيلي .. إذا أعجبك هذا الكلام وبدا لك قوي الأثر فاعلم أنه من قلب شخص خر على ركبتيه ليتوجه بصلواته من أجلك إلى الله العزيز القدير . (المخلص باسكال) 
في المساء عاود بيلي الاتصال بآنا وهو يقول في نفسه (هل ترانا حقا نبحث عن الله من غير أن نشعر) ، ثم أطلت عليه آنا عبر الشاشة ، تبادلا معا أطراف الحديث عن جديد الأبحاث والأصدقاء ،غير أن لا جديد مثيرا حتى الساعة بشأن الإشارة 
هناك جديد من نوع آخر (قالت آنا) .. ويبدو أنه خبر غير سار .. تناهى إلى علمنا أن معهد باسادينا يكون قد تلقف الإشارة ذاتها ... 
كيف ذلك ...؟ .. إلا إذا ظفروا ببرنامج شبيه بالذي لنا ..؟ 
ممكن جدا ... تعلم مدى شدة التنافس بيننا وبينهم .. لا يبعد أن يطوروا برنامجا مشابها 
لعلها قرصنة .. أو لعل أحدا قد سرب أسرار برنامجنا لهم ..؟ 
لا .. لا تقل هذا بيلي ... هذا مستحيل ... ثم، ليس غريبا على المعهد الذي حقق النجاح الباهر في مهمة روبوتات الجوال العالمي على المريخ سنة 2004 ... تذكر ذلك .. بل ليس مستحيلا على ذلك الفريق ان يتمكن من التقاط إشارة من الفضاء ... 
إذن .. سيزداد الضغط على فريقنا .. 
أجل بيلي .. هذا سيعقد نوعا ما حالتنا ... إذا تأخرنا عنهم بخطوة واحدة .. قد يضيع كل هذا الجهد هباء ... 
ثم أخلد إلى النوم متعبا .. وإذا به تتمثل أمامه صحراء مترامية الاطراف، والحر شديد ، وجم غفير من الناس يهيم بها .. وإذا بول بينهم يشكو الجفاف والعطش ، ثم يلمح من بعيد والدة بول وهي تبحث وسط الناس عن ابنها .. حتى إذا لمحته أقبلت عليه وضمته إليها وهي تبكي ... ثم إذا بالرجل صاحب الرداء النوراني يقف عليهما ويناولهما شيئا كان بيده ، كأنه كوب ماء .. أو شيئا يشبهه ... ثم أفاق بيلي وهو يتصبب عرقا حتى ظن أن الحمى أصابته ... لم يرد تفقد المنبه ، أنار مصباحه الصغير وتناول كتاب باسكال في سكون اليل من حوله، لعله يجد تفسيرا : 
إن الصمت الدائم الذي يلزمه هذا الفضاء اللامتناهي يشيع في نفسي الرهبة 
كم من عوالم تجهلنا ...؟ 
حينما أمعن النظر في قصر حياتي الغارقة في امتداد الأزل ، وحينما أتأمل في حيز جسمي المحدود الغارق في الفضاء اللامتناهي ، في الفضاء الذي أجهله ويجهلني ، أحس بالذعر والدهشة لرؤية نفسي ههنا لا هنالك ، لأنه لا شيء يبرر وجودي هنا لا هناك ، اليوم لا آنذاك . من ذا الذي وضعني في هذا المجال ..؟ بمشيئة من وتوجيه من خصص لي هذا الزمان ، وعين لي هذا المكان ..؟ 
ما الذي يدعوهم إلى القول بأننا غير مبعوثين ..؟ أيهما أشق : الولادة أم البعث ..؟ الوجود بعد العدم أم الوجود بعد الوجود ..؟ إن العادة تجعل احدهما يسيرا ، ونقص العادة يجعل الأمر مستحيلا . يا لها من محاكمة مبتذلة..! 

استمع إلى البودكاست الإذاعي للحلقة من هنا :


  #قصة #رواية # #باسكال #في #كاليفورنيا #-6- #المخلص #باسكال
 

الشيطان والإنسان: القصة -4- شهاب مظلم

0

الفصل الرابع  شيطان مريد يخطط .. وآدم وزوجته عبر أدغال الجنة ، في عيش رغيد وسعادة لا توصف ... تهتز السماوات على وقع معصية آدم وزوجته .. والشيطان يعوي ضاحكا من فرط نشوته ...  يخر الثلاثة جميعا من أعلى عليين إلى أسفل سافلين .. من الجنة إلى الأرض ...  على الأرض .. لا أحد يصدق ..!! .. الجن والخلائق تتابع في دهشة وفضول .. كوكبة الملائكة تنزل ومعها هذان الكائنان الغريبان ... مشهد مهيب ... شيء ما يخر من السماء ..!! .. شهاب مظلم .. ويرتطم بالأرض .. تفر المخلوقات في هلع ... .. تتسارع الجن نحو الموقع ... أي هول هذا ...؟؟ .. ينتصب مخلوق مخيف .. يفتح اجنحته السوداء الضخمة .. أسبال مهترأة .. ورائحة الجحيم ... يرمق السماء بنظرة تتقد .. يفغر فاه بأنياب بشعة ، ويجأر صارخا صراخا ذو عواء وزئير فظيع ..!!... تنفض الجن من حوله في ذعر شديد ... جن خلف الأشجار ترقب .. آدم وحواء ينصتان في ندم إلى جبريل ،ملَك الروح الأمين، ... -إنهما سيدا الأرض ..!!؟ -قيل أن الملائكة سجدت له ..!! -ما الذي سيحل بالأرض ياترى ..؟؟؟ إبليس .. ذاك الشيطان المريد .. يخترق الوهاد وحيدا .. تفزغ بشاعته المخلوقات من حوله.. .. عفاريت جن تحاول الاقتراب منه .. . فيصرعها جميعا .. صرعا عنيفا ..!! .. ويجأر برعب .. .. تخر العفاريت عند قدميه ساجدة في خضوع وذلة .. يرفع رأسه نحو السماء .. ويعوي ضاحكا .. تردد الوهاد والجبال ذلك الصراخ ، تلك القهقهات ... آدم يرتقي صخرة عظيمة .. يتأمل هذه الأرض .. موطنه الجديد .. حمل ثقيل ، عليه أن يكون خليفة لله .. ستملأ ذريته يوما ما سكون هذه السهول ضجيجا .. وستجري المقادير بأحداث جسام .. يدرك ذلك تماما الإدراك .. تتغير ملامح آدم .. العدو اللدود .. يختفي خلف هذه الوهاد .. لا يعلم متى سيعود ولا كيف ، ولكنه حتما سيعاود الهجوم .. إنه يتوجس لحظات الغفلة .. حقير ..!!  قبائل الجن في لغط كبير .. - هذا الذي خر من السماء ، يجمع صعاليك العفاريت من حوله .. ويعيث بهم فسادا في الأرض ..!! -ولقد أغاروا على مساكن الجن الآمنة .. أكثر من مرة .. -هذا الذي خر .. نصب نفسه إله من دون الله يعبد ..!! .. والويل لم أبى الخضوع له .. -ما العمل إذا ..؟؟ -نقاتله .. أجل .. فنحن أكثر منه نفيرا ... هكذا قالت الجن . رغم انشغاله بالغارات ، لم ينسى غريمه الأبدي .. الشيطان يترك معسكره من حين إلى حين ، ويعتلي قمة الجبل في دجى ظلمة اليل .. ومن خلفه القمر .. يمد جناحيه تتقلب عيناه في أقاصي الأرض .. يقلع محلقا في الجو وله هدير ... آدم لم ينم .. يجلس على ركبتيه وهو يناجي ربه ... و للدموع تألق بهي على خديه ... إحساس غريب ..!! يتفطن .. يستوي قائما .. يلتفت من حوله في وقار .. إنه ليس وحده .. يستهل لسانه بذكر الله الملك الجبار .. يتراجع الشيطان من بين الأشجار .. تواريه غياهب الغابة ، ولأسنانه صرير غيض .. -آدم تبدل ..!! صار أمتن ... وحواء أيضا ..!!  -لم يعد يجدي معهما شيء ..!! ينزوي غير بعيد .. لكنه لن ينثني وعزمه لن يلين .. إن عز عليه إغواءهما  -فالأيام ستأتي بمن هم أسهل وقوعا في الشرك ... ينصرف مخذولا .. تغيبه الظلمة .

الفصل الرابع

شيطان مريد يخطط .. وآدم وزوجته عبر أدغال الجنة ، في عيش رغيد وسعادة لا توصف ...
تهتز السماوات على وقع معصية آدم وزوجته .. والشيطان يعوي ضاحكا من فرط نشوته ... 
يخر الثلاثة جميعا من أعلى عليين إلى أسفل سافلين .. من الجنة إلى الأرض ... 
على الأرض .. لا أحد يصدق ..!! .. الجن والخلائق تتابع في دهشة وفضول .. كوكبة الملائكة تنزل ومعها هذان الكائنان الغريبان ... مشهد مهيب ...
شيء ما يخر من السماء ..!! .. شهاب مظلم .. ويرتطم بالأرض .. تفر المخلوقات في هلع ...
.. تتسارع الجن نحو الموقع ...
أي هول هذا ...؟؟ .. ينتصب مخلوق مخيف .. يفتح اجنحته السوداء الضخمة .. أسبال مهترأة .. ورائحة الجحيم ... يرمق السماء بنظرة تتقد .. يفغر فاه بأنياب بشعة ، ويجأر صارخا صراخا ذو عواء وزئير فظيع ..!!... تنفض الجن من حوله في ذعر شديد ...
جن خلف الأشجار ترقب .. آدم وحواء ينصتان في ندم إلى جبريل ،ملَك الروح الأمين، ...
-إنهما سيدا الأرض ..!!؟
-قيل أن الملائكة سجدت له ..!!
-ما الذي سيحل بالأرض ياترى ..؟؟؟
إبليس .. ذاك الشيطان المريد .. يخترق الوهاد وحيدا .. تفزغ بشاعته المخلوقات من حوله..
.. عفاريت جن تحاول الاقتراب منه .. .
فيصرعها جميعا .. صرعا عنيفا ..!! .. ويجأر برعب ..
.. تخر العفاريت عند قدميه ساجدة في خضوع وذلة ..
يرفع رأسه نحو السماء .. ويعوي ضاحكا .. تردد الوهاد والجبال ذلك الصراخ ، تلك القهقهات ...
آدم يرتقي صخرة عظيمة .. يتأمل هذه الأرض .. موطنه الجديد .. حمل ثقيل ، عليه أن يكون خليفة لله .. ستملأ ذريته يوما ما سكون هذه السهول ضجيجا .. وستجري المقادير بأحداث جسام .. يدرك ذلك تماما الإدراك ..
تتغير ملامح آدم ..
العدو اللدود .. يختفي خلف هذه الوهاد .. لا يعلم متى سيعود ولا كيف ، ولكنه حتما سيعاود الهجوم .. إنه يتوجس لحظات الغفلة .. حقير ..!!

قبائل الجن في لغط كبير ..
- هذا الذي خر من السماء ، يجمع صعاليك العفاريت من حوله .. ويعيث بهم فسادا في الأرض ..!!
-ولقد أغاروا على مساكن الجن الآمنة .. أكثر من مرة ..
-هذا الذي خر .. نصب نفسه إله من دون الله يعبد ..!! .. والويل لم أبى الخضوع له ..
-ما العمل إذا ..؟؟
-نقاتله .. أجل .. فنحن أكثر منه نفيرا ...
هكذا قالت الجن .
رغم انشغاله بالغارات ، لم ينسى غريمه الأبدي .. الشيطان يترك معسكره من حين إلى حين ، ويعتلي قمة الجبل في دجى ظلمة اليل .. ومن خلفه القمر .. يمد جناحيه تتقلب عيناه في أقاصي الأرض .. يقلع محلقا في الجو وله هدير ...
آدم لم ينم .. يجلس على ركبتيه وهو يناجي ربه ... و للدموع تألق بهي على خديه ...
إحساس غريب ..!! يتفطن .. يستوي قائما .. يلتفت من حوله في وقار ..
إنه ليس وحده .. يستهل لسانه بذكر الله الملك الجبار ..
يتراجع الشيطان من بين الأشجار .. تواريه غياهب الغابة ، ولأسنانه صرير غيض ..
-آدم تبدل ..!! صار أمتن ... وحواء أيضا ..!! 
-لم يعد يجدي معهما شيء ..!!
ينزوي غير بعيد .. لكنه لن ينثني وعزمه لن يلين .. إن عز عليه إغواءهما 
-فالأيام ستأتي بمن هم أسهل وقوعا في الشرك ...
ينصرف مخذولا .. تغيبه الظلمة .   


*** 
مصطفى محاوي - أوت 2004

إستمع إلى البودكاست الإذاعي للحلقة من هنا :


#قصة #رواية # #الشيطان #والإنسان: #القصة #-4- # #شهاب #مظلم # # #

ركام أشجان -2- الجلوس

0
ذلكم ما حملني على الجلوس .. المشاعر التي تجيش بداخلي  جناح الموت الأسود مسح الأرض هنا .. ترك بصمته على الجدار ، بل على الأشجار .. المنحدر يشهد .. تلك الحفر هناك كانت يوما ستغرس .. الفأس على قارعة الممر أكله الصدأ .. كان يهوي على تلك الحفر ، لكنه هوى آخر مرة على صدر صاحبه وأخذ التقاعد. عله لم يبرح مكانه ذاك منذ الذي حدث .. ربما وعدت إلى نفسي وأنا على التل أجلس القرفصاء .. ضممت ركبتي إلى صدري .. شددت على ذراعي .. ورمقت البيت بنظرة ... كانت يوما ما هنا حياة .. أجل .. الفلاح بالفأس يهوي على تلك الحفر .. البيت يعج بالحركة .. علهم كانوا يعدون طعاما .. والأطفال تحت الجدار .. هناك شيء ؟.. علب وصحون و قارورات ... أجل جمعها الأولاد .. كانوا يلعبون  الدجاج في حملة على الديدان والحشرات يسيح في الحقل ، والكلب الجاثم عند مربضه .. الفلاح يستوي قائما ، ينظر إلى الفتية وقد مسح بذراعه من على جبينه العرق .. العصافير تكاد تملأ المكان زقازيقها .. والسماء الزرقاء وتلك الغيوم البيضاء .. والغابة .. أجل الغابة بنسيمها الرطب العليل واخضرارها الفاتن ... .. كانت يوما هكذا ... وجاء الليل ... الفلاح داخل البيت جالس إلى مائدة العشاء ومن حوله الأهل .. يرمق الأبناء بنظرة وربة البيت بأخرى ... لم يكن الأمر هكذا من قبل ... كانت الجلسة ألطف وأسعد .. أما هذه .. فلا وجه الفلاح العابس والوجوم الذي اجتاح البيت نغص على الجميع العيش .. لا احد يمد يده إلى صحون الطعام البسيط .. إلا الأولاد .. هم وحدهم البعيدون عما يحدث .. لكنهم لن يكونوا كذلك بعد اليوم ... فهم ذلك الفلاح ... وأم الأولاد كذلك . راحت عينا الفلاح الغائرتان تتفحص الأولاد وهم يلهون بالطعام .. بكل أسى وحزن ، قرأت ذلك أم الأولاد من وجهه فازدادت نكدا و قامت إلى زاوية البيت فجلست وغطت وجهها .. علها كانت تبكي ... غير أن لا حسيس .

كتبت يوم ما من أيام أبريل من عام 2002 م

ذلكم ما حملني على الجلوس
.. المشاعر التي تجيش بداخلي 
جناح الموت الأسود مسح الأرض هنا .. ترك بصمته على الجدار ، بل على الأشجار .. المنحدر يشهد .. تلك الحفر هناك كانت يوما ستغرس .. الفأس على قارعة الممر أكله الصدأ .. كان يهوي على تلك الحفر ، لكنه هوى آخر مرة على صدر صاحبه وأخذ التقاعد.
عله لم يبرح مكانه ذاك منذ الذي حدث .. ربما
وعدت إلى نفسي وأنا على التل أجلس القرفصاء .. ضممت ركبتي إلى صدري .. شددت على ذراعي .. ورمقت البيت بنظرة ...
كانت يوما ما هنا حياة .. أجل .. الفلاح بالفأس يهوي على تلك الحفر .. البيت يعج بالحركة .. علهم كانوا يعدون طعاما .. والأطفال تحت الجدار .. هناك شيء ؟..
علب وصحون و قارورات ... أجل جمعها الأولاد .. كانوا يلعبون 
الدجاج في حملة على الديدان والحشرات يسيح في الحقل ، والكلب الجاثم عند مربضه .. الفلاح يستوي قائما ، ينظر إلى الفتية وقد مسح بذراعه من على جبينه العرق ..
العصافير تكاد تملأ المكان زقازيقها .. والسماء الزرقاء وتلك الغيوم البيضاء .. والغابة .. أجل الغابة بنسيمها الرطب العليل واخضرارها الفاتن ...
.. كانت يوما هكذا ... وجاء الليل ...
الفلاح داخل البيت جالس إلى مائدة العشاء ومن حوله الأهل .. يرمق الأبناء بنظرة وربة البيت بأخرى ... لم يكن الأمر هكذا من قبل ... كانت الجلسة ألطف وأسعد .. أما هذه .. فلا
وجه الفلاح العابس والوجوم الذي اجتاح البيت نغص على الجميع العيش .. لا احد يمد يده إلى صحون الطعام البسيط .. إلا الأولاد .. هم وحدهم البعيدون عما يحدث .. لكنهم لن يكونوا كذلك بعد اليوم ... فهم ذلك الفلاح ... وأم الأولاد كذلك .
راحت عينا الفلاح الغائرتان تتفحص الأولاد وهم يلهون بالطعام .. بكل أسى وحزن ، قرأت ذلك أم الأولاد من وجهه فازدادت نكدا و قامت إلى زاوية البيت فجلست وغطت وجهها .. علها كانت تبكي ... غير أن لا حسيس .

#ركام #أشجان #-2- # #الجلوس #قصة #رواية

حب فـــــاطمة ربـــــاني

0
هذا قطعة من عمري قطعة من قلبي أهديك دمعها ودمها أستوفيه أقساطا من مهرك يا غالية أرجوا الظفر بك يا حس نة الدنيا والآخرة


هذا
قطعة من عمري
قطعة من قلبي
أهديك
دمعها ودمها
أستوفيه أقساطا من مهرك
يا غالية
أرجوا الظفر بك
يا حس نة الدنيا والآخرة
الإثنين 19 – 09 - 2005


#حب #فـــــاطمة #ربـــــاني

ذاكرة : مراحـــــــل تســـــــــاقــــطي !

0
#quotestagram #nose #text #eyebrow #line #font #qotd #writerscommunity #knowledge #thoughts #wordstoliveby #beauty #collared #quoteoftheday #lip #mouth #forehead #collar #jaw #beautyshoot #makeupoftheday #thatglow #beautyshot #fete #beautysecret #makeuponfleek #esthetics #makeupartistworldwide #makeuprevolution #benefitbrows    عادة ما تكون البدايات ملهمة  وكذلك كانت معي  رغم أن هوى والدي كان مع « الفيس » إلا أنني خففت الجرعة قليلا مع سنوات الجامعة الأولى  أعجبتني الأفكار، فلم تكن غريبة عني  كانت كتب أعلام الإخوان تملأ أدرج مكتبة أبي المتواضعة  « الفيسيون » الذين عرفتهم كانوا يعتبرون حسن البنا قدوة وسيد قطب رمزا  كانوا يقرؤون الرسائل ويطالعون الظلال  كما كانت لهم أوراد القرآن وأدعية الرابطة  لم يكن ثمة فرق ـ في نظري ـ بينهم وبين الجماعة إلا في موقفهم من ‘ النظــــــــــــــام ’ الذي اعتادوا نعته هكذا بجرعة من التضخيم والاحتقار في آن معا  موقف هو عينه الذي تتبنـــــــــاه الجمـــــــــــــاعة تجاه « السيسي » الآن بعد عشرين سنة  ظننت أن هذا التحول قد يدعو أنصار ‘ فكر ’ الإخوان إلى إعادة النظر في موقفهم من جماعة الفيس  لكنهم لم يفعلوا  بل يصرون على التناقض بين موقفين لحدث واحد : انقلاب مصر وانقلاب الجزائر  على كل طالعت حينها الأفكار القديمة بعمق أكثر هذه المرة  تأملت ابجديات الجماعة من مؤسسها ورموزها ثم طالعت تاريخها عبر السلاسل و المذكرات  كان كل شيء براقا وملهما  لم يكن هناك بون بعيد بين سيرة الجماعة وسير الصحابة التي كنا نطالعها  إلى هنا انتهت مرحلتي الأولى  بعد ذلك بدأت آليا بغير قصد أحاول اسقاط كل هذا اللمعان على النموذج الواقعي الذي أراه أمامي  كنت أنتظر أن أرى كل تلك الأفكار تترجم إلى سلوك و أن تتحرك هذه الجماعة على خطى ذلك المثال  هنا بدأت المشاكل معي  وهنا انتهت مرحلتي الثانية  بعد ذلك طبعا بيني وبين نفسي ابتلعت حقيقة مغايرة الواقع للمثال وواسيتها  أن هذا طبع الأمور ودأب الدنيا فلا شيء يكمل والنقص رفيق الإنسان  ساعدني هذا المسكن غير مرة وخفف عني آلام مطبات كثيرة  لكن مفعوله تلاشى مع مرور الزمن  وعندما انتهت آخر قطرة منه تمت معها مرحلتي الثالثة  في مرحلتي الرابعة تردد هذا الخاطر عندي حتى أربكني : إلى أي مدى نستطيع التساهل مع الفارق بين المثال والواقع ؟ وإلى أي حد ينقلب الفارق إلى تناقض ؟  هذا الخاطر « الرديء » اختصر لي الجماعة في مؤسسات وهياكل صورية ورقية يسهل للماهر نشرها وطيها واعدادها لتكون حينا منبرا له وفي الحين الآخر سلما يتسلقه  هذا الخاطر « الرديء » حدد لي الخط الفاصل بين أن تكون الأخوة هدفا تفنى لأجله المصالح أو أن تكون الأخوة في الله والأسرة استثمارا انتخابيا  هذا الخاطر « الرديء » هو الذي ظل يصرخ في ضميري كل مرة : أيهما أهم ؟  الغاية أم الوسيلة ؟  فإذا ما أردت أن أجيب أجاب سلوك جماعتي قبلي : الوسيلة أهم وأولى ...  إلى هنا تم سقوطي لأنني صدقته  فقد كنت أرى واقع الحال يصدقه  لكن التعميم ظلم  فلا انكر أنني لقيت في مسيرتي عبر الجماعة رجالا ونساء طيبين بحق يعملون لآخرتهم ولا ينتظرون في هذه الدنيا جزاء ولا شكورا  هم بحق من يدفعون بصبرهم عربتها ويغذون بطاقتهم زحفها  عيبهم الوحيد أنهم جند لمن غلب  وتعلمون في العادة من يجيد التسلق وكيف يضمن اللقب  لكنهم ليسوا حكرا على الجماعة ، فلكل جيش مناضلون مخلصون  وكل عمران في هذه الأرض إنما شيد على أكتاف الصابرين  والآخرة خير للمتقين .

عادة ما تكون البدايات ملهمة
وكذلك كانت معي
رغم أن هوى والدي كان مع « الفيس » إلا أنني خففت الجرعة قليلا مع سنوات الجامعة الأولى
أعجبتني الأفكار، فلم تكن غريبة عني
كانت كتب أعلام الإخوان تملأ أدرج مكتبة أبي المتواضعة
« الفيسيون » الذين عرفتهم كانوا يعتبرون حسن البنا قدوة وسيد قطب رمزا
كانوا يقرؤون الرسائل ويطالعون الظلال
كما كانت لهم أوراد القرآن وأدعية الرابطة
لم يكن ثمة فرق ـ في نظري ـ بينهم وبين الجماعة إلا في موقفهم من ‘ النظــــــــــــــام ’ الذي اعتادوا نعته هكذا بجرعة من التضخيم والاحتقار في آن معا
موقف هو عينه الذي تتبنـــــــــاه الجمـــــــــــــاعة تجاه « السيسي » الآن بعد عشرين سنة
ظننت أن هذا التحول قد يدعو أنصار ‘ فكر ’ الإخوان إلى إعادة النظر في موقفهم من جماعة الفيس
لكنهم لم يفعلوا
بل يصرون على التناقض بين موقفين لحدث واحد : انقلاب مصر وانقلاب الجزائر
على كل طالعت حينها الأفكار القديمة بعمق أكثر هذه المرة
تأملت ابجديات الجماعة من مؤسسها ورموزها ثم طالعت تاريخها عبر السلاسل و المذكرات
كان كل شيء براقا وملهما
لم يكن هناك بون بعيد بين سيرة الجماعة وسير الصحابة التي كنا نطالعها
إلى هنا انتهت مرحلتي الأولى
بعد ذلك بدأت آليا بغير قصد أحاول اسقاط كل هذا اللمعان على النموذج الواقعي الذي أراه أمامي
كنت أنتظر أن أرى كل تلك الأفكار تترجم إلى سلوك و أن تتحرك هذه الجماعة على خطى ذلك المثال
هنا بدأت المشاكل معي
وهنا انتهت مرحلتي الثانية
بعد ذلك طبعا بيني وبين نفسي ابتلعت حقيقة مغايرة الواقع للمثال وواسيتها
أن هذا طبع الأمور ودأب الدنيا فلا شيء يكمل والنقص رفيق الإنسان
ساعدني هذا المسكن غير مرة وخفف عني آلام مطبات كثيرة
لكن مفعوله تلاشى مع مرور الزمن
وعندما انتهت آخر قطرة منه تمت معها مرحلتي الثالثة
في مرحلتي الرابعة تردد هذا الخاطر عندي حتى أربكني : إلى أي مدى نستطيع التساهل مع الفارق بين المثال والواقع ؟
وإلى أي حد ينقلب الفارق إلى تناقض ؟
هذا الخاطر « الرديء » اختصر لي الجماعة في مؤسسات وهياكل صورية ورقية يسهل للماهر نشرها وطيها واعدادها لتكون حينا منبرا له وفي الحين الآخر سلما يتسلقه
هذا الخاطر « الرديء » حدد لي الخط الفاصل بين أن تكون الأخوة هدفا تفنى لأجله المصالح أو أن تكون الأخوة في الله والأسرة استثمارا انتخابيا
هذا الخاطر « الرديء » هو الذي ظل يصرخ في ضميري كل مرة : أيهما أهم ؟
الغاية أم الوسيلة ؟
فإذا ما أردت أن أجيب أجاب سلوك جماعتي قبلي : الوسيلة أهم وأولى ...
إلى هنا تم سقوطي لأنني صدقته
فقد كنت أرى واقع الحال يصدقه
لكن التعميم ظلم
فلا انكر أنني لقيت في مسيرتي عبر الجماعة رجالا ونساء طيبين بحق يعملون لآخرتهم ولا ينتظرون في هذه الدنيا جزاء ولا شكورا
هم بحق من يدفعون بصبرهم عربتها ويغذون بطاقتهم زحفها
عيبهم الوحيد أنهم جند لمن غلب
وتعلمون في العادة من يجيد التسلق وكيف يضمن اللقب
لكنهم ليسوا حكرا على الجماعة ، فلكل جيش مناضلون مخلصون
وكل عمران في هذه الأرض إنما شيد على أكتاف الصابرين
والآخرة خير للمتقين .

#مراحـــــــل #تســـــــــاقــــطي #!

لا تاسى على الدنيا حبيبي

0
لا تاسى على الدنيا حبيبي  فما ضيعت شيئا ولا افتقدت عمرا و لا افتقدت أجرا لا تاسى على الدنيا ولا تاسى علينا منها نلت قبرا ومنا نلت هجرا لا تاسى حبيبي علينا فانت عند الله ومن خير من الله ذخرا لا تاسى علينا وعزنا نحن من نحتاج العزاء والعبرة لا تاسى بني إلياس فلا بأس عليك عند الله ولا مرا لا تاسى على الدنيا حبيبي فما ضيعت منها شيئا  عمرك الصغير يفوح فيما هاهنا عطرا لا تاسى على الفناء فينا واذكر لنا عند الباقي يا حبيب عذرا واشفع في الحبيبين عنده بيديك الصغيرتين اطلب لنا خيرا ثم نم قرير العين في حنانه فغدا بحول من أحياك نلقاك فجراًلا تاسى على الدنيا حبيبي

فما ضيعت شيئا
ولا افتقدت عمرا
و لا افتقدت أجرا
لا تاسى على الدنيا
ولا تاسى علينا
منها نلت قبرا
ومنا نلت هجرا
لا تاسى حبيبي علينا
فانت عند الله
ومن خير من الله ذخرا
لا تاسى علينا وعزنا
نحن من نحتاج العزاء والعبرة
لا تاسى بني إلياس
فلا بأس عليك عند الله ولا مرا
لا تاسى على الدنيا حبيبي
فما ضيعت منها شيئا
عمرك الصغير يفوح فيما هاهنا عطرا
لا تاسى على الفناء فينا
واذكر لنا عند الباقي يا حبيب عذرا
واشفع في الحبيبين عنده
بيديك الصغيرتين اطلب لنا خيرا
ثم نم قرير العين في حنانه
فغدا بحول من أحياك نلقاك فجراً

#لا #تاسى #على #الدنيا #حبيبي

يتم التشغيل بواسطة Blogger.