الشيطان والإنسان: القصة -4- شهاب مظلم

0

الفصل الرابع  شيطان مريد يخطط .. وآدم وزوجته عبر أدغال الجنة ، في عيش رغيد وسعادة لا توصف ... تهتز السماوات على وقع معصية آدم وزوجته .. والشيطان يعوي ضاحكا من فرط نشوته ...  يخر الثلاثة جميعا من أعلى عليين إلى أسفل سافلين .. من الجنة إلى الأرض ...  على الأرض .. لا أحد يصدق ..!! .. الجن والخلائق تتابع في دهشة وفضول .. كوكبة الملائكة تنزل ومعها هذان الكائنان الغريبان ... مشهد مهيب ... شيء ما يخر من السماء ..!! .. شهاب مظلم .. ويرتطم بالأرض .. تفر المخلوقات في هلع ... .. تتسارع الجن نحو الموقع ... أي هول هذا ...؟؟ .. ينتصب مخلوق مخيف .. يفتح اجنحته السوداء الضخمة .. أسبال مهترأة .. ورائحة الجحيم ... يرمق السماء بنظرة تتقد .. يفغر فاه بأنياب بشعة ، ويجأر صارخا صراخا ذو عواء وزئير فظيع ..!!... تنفض الجن من حوله في ذعر شديد ... جن خلف الأشجار ترقب .. آدم وحواء ينصتان في ندم إلى جبريل ،ملَك الروح الأمين، ... -إنهما سيدا الأرض ..!!؟ -قيل أن الملائكة سجدت له ..!! -ما الذي سيحل بالأرض ياترى ..؟؟؟ إبليس .. ذاك الشيطان المريد .. يخترق الوهاد وحيدا .. تفزغ بشاعته المخلوقات من حوله.. .. عفاريت جن تحاول الاقتراب منه .. . فيصرعها جميعا .. صرعا عنيفا ..!! .. ويجأر برعب .. .. تخر العفاريت عند قدميه ساجدة في خضوع وذلة .. يرفع رأسه نحو السماء .. ويعوي ضاحكا .. تردد الوهاد والجبال ذلك الصراخ ، تلك القهقهات ... آدم يرتقي صخرة عظيمة .. يتأمل هذه الأرض .. موطنه الجديد .. حمل ثقيل ، عليه أن يكون خليفة لله .. ستملأ ذريته يوما ما سكون هذه السهول ضجيجا .. وستجري المقادير بأحداث جسام .. يدرك ذلك تماما الإدراك .. تتغير ملامح آدم .. العدو اللدود .. يختفي خلف هذه الوهاد .. لا يعلم متى سيعود ولا كيف ، ولكنه حتما سيعاود الهجوم .. إنه يتوجس لحظات الغفلة .. حقير ..!!  قبائل الجن في لغط كبير .. - هذا الذي خر من السماء ، يجمع صعاليك العفاريت من حوله .. ويعيث بهم فسادا في الأرض ..!! -ولقد أغاروا على مساكن الجن الآمنة .. أكثر من مرة .. -هذا الذي خر .. نصب نفسه إله من دون الله يعبد ..!! .. والويل لم أبى الخضوع له .. -ما العمل إذا ..؟؟ -نقاتله .. أجل .. فنحن أكثر منه نفيرا ... هكذا قالت الجن . رغم انشغاله بالغارات ، لم ينسى غريمه الأبدي .. الشيطان يترك معسكره من حين إلى حين ، ويعتلي قمة الجبل في دجى ظلمة اليل .. ومن خلفه القمر .. يمد جناحيه تتقلب عيناه في أقاصي الأرض .. يقلع محلقا في الجو وله هدير ... آدم لم ينم .. يجلس على ركبتيه وهو يناجي ربه ... و للدموع تألق بهي على خديه ... إحساس غريب ..!! يتفطن .. يستوي قائما .. يلتفت من حوله في وقار .. إنه ليس وحده .. يستهل لسانه بذكر الله الملك الجبار .. يتراجع الشيطان من بين الأشجار .. تواريه غياهب الغابة ، ولأسنانه صرير غيض .. -آدم تبدل ..!! صار أمتن ... وحواء أيضا ..!!  -لم يعد يجدي معهما شيء ..!! ينزوي غير بعيد .. لكنه لن ينثني وعزمه لن يلين .. إن عز عليه إغواءهما  -فالأيام ستأتي بمن هم أسهل وقوعا في الشرك ... ينصرف مخذولا .. تغيبه الظلمة .

الفصل الرابع

شيطان مريد يخطط .. وآدم وزوجته عبر أدغال الجنة ، في عيش رغيد وسعادة لا توصف ...
تهتز السماوات على وقع معصية آدم وزوجته .. والشيطان يعوي ضاحكا من فرط نشوته ... 
يخر الثلاثة جميعا من أعلى عليين إلى أسفل سافلين .. من الجنة إلى الأرض ... 
على الأرض .. لا أحد يصدق ..!! .. الجن والخلائق تتابع في دهشة وفضول .. كوكبة الملائكة تنزل ومعها هذان الكائنان الغريبان ... مشهد مهيب ...
شيء ما يخر من السماء ..!! .. شهاب مظلم .. ويرتطم بالأرض .. تفر المخلوقات في هلع ...
.. تتسارع الجن نحو الموقع ...
أي هول هذا ...؟؟ .. ينتصب مخلوق مخيف .. يفتح اجنحته السوداء الضخمة .. أسبال مهترأة .. ورائحة الجحيم ... يرمق السماء بنظرة تتقد .. يفغر فاه بأنياب بشعة ، ويجأر صارخا صراخا ذو عواء وزئير فظيع ..!!... تنفض الجن من حوله في ذعر شديد ...
جن خلف الأشجار ترقب .. آدم وحواء ينصتان في ندم إلى جبريل ،ملَك الروح الأمين، ...
-إنهما سيدا الأرض ..!!؟
-قيل أن الملائكة سجدت له ..!!
-ما الذي سيحل بالأرض ياترى ..؟؟؟
إبليس .. ذاك الشيطان المريد .. يخترق الوهاد وحيدا .. تفزغ بشاعته المخلوقات من حوله..
.. عفاريت جن تحاول الاقتراب منه .. .
فيصرعها جميعا .. صرعا عنيفا ..!! .. ويجأر برعب ..
.. تخر العفاريت عند قدميه ساجدة في خضوع وذلة ..
يرفع رأسه نحو السماء .. ويعوي ضاحكا .. تردد الوهاد والجبال ذلك الصراخ ، تلك القهقهات ...
آدم يرتقي صخرة عظيمة .. يتأمل هذه الأرض .. موطنه الجديد .. حمل ثقيل ، عليه أن يكون خليفة لله .. ستملأ ذريته يوما ما سكون هذه السهول ضجيجا .. وستجري المقادير بأحداث جسام .. يدرك ذلك تماما الإدراك ..
تتغير ملامح آدم ..
العدو اللدود .. يختفي خلف هذه الوهاد .. لا يعلم متى سيعود ولا كيف ، ولكنه حتما سيعاود الهجوم .. إنه يتوجس لحظات الغفلة .. حقير ..!!

قبائل الجن في لغط كبير ..
- هذا الذي خر من السماء ، يجمع صعاليك العفاريت من حوله .. ويعيث بهم فسادا في الأرض ..!!
-ولقد أغاروا على مساكن الجن الآمنة .. أكثر من مرة ..
-هذا الذي خر .. نصب نفسه إله من دون الله يعبد ..!! .. والويل لم أبى الخضوع له ..
-ما العمل إذا ..؟؟
-نقاتله .. أجل .. فنحن أكثر منه نفيرا ...
هكذا قالت الجن .
رغم انشغاله بالغارات ، لم ينسى غريمه الأبدي .. الشيطان يترك معسكره من حين إلى حين ، ويعتلي قمة الجبل في دجى ظلمة اليل .. ومن خلفه القمر .. يمد جناحيه تتقلب عيناه في أقاصي الأرض .. يقلع محلقا في الجو وله هدير ...
آدم لم ينم .. يجلس على ركبتيه وهو يناجي ربه ... و للدموع تألق بهي على خديه ...
إحساس غريب ..!! يتفطن .. يستوي قائما .. يلتفت من حوله في وقار ..
إنه ليس وحده .. يستهل لسانه بذكر الله الملك الجبار ..
يتراجع الشيطان من بين الأشجار .. تواريه غياهب الغابة ، ولأسنانه صرير غيض ..
-آدم تبدل ..!! صار أمتن ... وحواء أيضا ..!! 
-لم يعد يجدي معهما شيء ..!!
ينزوي غير بعيد .. لكنه لن ينثني وعزمه لن يلين .. إن عز عليه إغواءهما 
-فالأيام ستأتي بمن هم أسهل وقوعا في الشرك ...
ينصرف مخذولا .. تغيبه الظلمة .   


*** 
مصطفى محاوي - أوت 2004

إستمع إلى البودكاست الإذاعي للحلقة من هنا :


#قصة #رواية # #الشيطان #والإنسان: #القصة #-4- # #شهاب #مظلم # # #

يتم التشغيل بواسطة Blogger.