الشيطان والإنسان: القصة -3- محاولة ثانية

0
الفصل الثالث  اللعنة العظيمة .. إبليس المقرب أضحى شيطانا رجيما .. والغريم مخلوق جديد من طين .. كرمه الله الملك وسجدت له الملائكة .. يدعى آدم . الشيطان يقف أمام الجميع مبهوتا بهيأة بشعة ، وقد ازداد غيضا .. واشتد كرها وشرا.. عيناه الملتهبتان تفترس الجميع من حوله في حقد .. ولصرير أسنانه صدى يسمع ، ينم عن تميز بالغيض دفين .. كشفت اللعبة .. إنتهى عصر الخداع ذاك كله ... ماعساه يفعل الآن ..؟؟  أبعد كل هذه الآماد وكل هذا الجهد الجهيد ... بعد أن وصل إلى ما وصل إليه ... يستسلم ويستغني عن طموحه المثير .. ؟؟  -لالالالالالالالالالالالا ..!!!! .. يصرخ في أعماقه .. لن يتنازل عن طموحه ..  هكذا استقر في روعه .. لكن ثمة مشكلة ... لقد كتب الله لكل حي نهاية .. وشبح الموت يخيم في تفكيره لا يدع أمامه من سبيل إلا قطعه ... إنه الموت لا محالة غاصبه قبل اختمار تخطيطه ..  .. وهو قلق .. هل يطيق بناء خطة أخرى ..؟ .. محاولة ثانية ..؟ .. هل يكفيه ما بقي من عمره ..؟ .. تتفطن سريرته الخبيثة ..!!!! .. يتوجه إلى الله خالقه .. ويبادره بالسؤال طالبا : ربي .. فأنظرني إلى يوم يبعثون .. فأجابه الله الخالق الكريم : فإنك من المنظرين * إلى يوم الوقت المعلوم .. عندها .. وكأنما ذي الأيام تطاولت أمامه .. هي ذي الفرصة قد سنحت واتسع الوقت لخطة ثانية .. لمحاولة أخرى وتكيف جديد مع الظروف المستجدة .. لابد أن يعيد حساباته كلها من جديد .. أمامه اليوم هذا الغريم .. تضطرم نار الكره في جوفه كلما فكر في أمره .. بسببه حصل ما حصل .. ولولاه لما انثنى عن مطلبه ..  -هذه الطينة يجب أن تدمر .. علي أن أبيدها من الوجود ...  -لا..!!! عليه أن يصبح ذليلا مهانا .. وما أسعد يوما تستطيع فيه قهر هذا الآدمي .. -بل .. ليتني بيوم يأتي .. يسجد لي فيه هذا الإنسان ذلا وخضوعا ..  -أجل .. ليعيد لك كرامتك التي انتزعها منك بغير وجه حق ... -خلق ليكون خليفة في الأرض ..!!! .. لن ينعم بهذا أبدا ما حييت ..  -بل .. لن ينعم بلحظة من الأمان والدعة .. ما دام يتنسم الحياة -لن يكون في الأرض خليفة غيري ... -بل لن يكون لها .. كلها .. إله غيري .. أنااااااااااااااااااااااااااا  إنه في سكرته يعمه .. أنى له الاستفاقة .. تتبختر نفسه متهالكة بين جوانحه .. تنشر فيه الخراب ألم يتضح أمامه .. أن لا غنى بدهاء .. ولا بدقة تدبير .. ولا غير ذلك من الله الملك العظيم ، إن أراد فضيحته .. أو أراد به هلاكا..؟؟؟ وأنه سبحانه خالقه عالم به أكثر من نفسه ..؟؟ لكنه ، وبعدما افتك عمرا ثقيلا .. يرى الطريق أمامه طويلا سانحا لخطة جديدة .. لن تثنيه عنها أكدار الزمن .. ولا تناوب الأجيال .. سوف يبني لنفسه صرح عز ، بصبر وأناة هذه المرة .. هكذا يرى .. -إن كنتَ قد خسرت معركتك الأولى .. فالحرب لا تزال مديدة .. حافلة بالجديد .. -لن تفتر لي عزيمة هذه المرة .. وضلاله البعيد يقذف في روعه ، أنه هذه المرة .. لا محالة واصل إلى مطلبه ..

الفصل الثالث

اللعنة العظيمة .. إبليس المقرب أضحى شيطانا رجيما .. والغريم مخلوق جديد من طين .. كرمه الله الملك وسجدت له الملائكة .. يدعى آدم .
الشيطان يقف أمام الجميع مبهوتا بهيأة بشعة ، وقد ازداد غيضا .. واشتد كرها وشرا..
عيناه الملتهبتان تفترس الجميع من حوله في حقد .. ولصرير أسنانه صدى يسمع ، ينم عن تميز بالغيض دفين ..
كشفت اللعبة .. إنتهى عصر الخداع ذاك كله ... ماعساه يفعل الآن ..؟؟ 
أبعد كل هذه الآماد وكل هذا الجهد الجهيد ... بعد أن وصل إلى ما وصل إليه ... يستسلم ويستغني عن طموحه المثير .. ؟؟ 
-لالالالالالالالالالالالا ..!!!! .. يصرخ في أعماقه .. لن يتنازل عن طموحه .. 
هكذا استقر في روعه .. لكن ثمة مشكلة ... لقد كتب الله لكل حي نهاية .. وشبح الموت يخيم في تفكيره لا يدع أمامه من سبيل إلا قطعه ... إنه الموت لا محالة غاصبه قبل اختمار تخطيطه .. 
.. وهو قلق .. هل يطيق بناء خطة أخرى ..؟ .. محاولة ثانية ..؟ .. هل يكفيه ما بقي من عمره ..؟ .. تتفطن سريرته الخبيثة ..!!!! .. يتوجه إلى الله خالقه .. ويبادره بالسؤال طالبا :
ربي .. فأنظرني إلى يوم يبعثون ..
فأجابه الله الخالق الكريم :
فإنك من المنظرين * إلى يوم الوقت المعلوم ..
عندها .. وكأنما ذي الأيام تطاولت أمامه .. هي ذي الفرصة قد سنحت واتسع الوقت لخطة ثانية .. لمحاولة أخرى وتكيف جديد مع الظروف المستجدة .. لابد أن يعيد حساباته كلها من جديد ..
أمامه اليوم هذا الغريم .. تضطرم نار الكره في جوفه كلما فكر في أمره .. بسببه حصل ما حصل .. ولولاه لما انثنى عن مطلبه .. 
-هذه الطينة يجب أن تدمر .. علي أن أبيدها من الوجود ... 
-لا..!!! عليه أن يصبح ذليلا مهانا .. وما أسعد يوما تستطيع فيه قهر هذا الآدمي ..
-بل .. ليتني بيوم يأتي .. يسجد لي فيه هذا الإنسان ذلا وخضوعا .. 
-أجل .. ليعيد لك كرامتك التي انتزعها منك بغير وجه حق ...
-خلق ليكون خليفة في الأرض ..!!! .. لن ينعم بهذا أبدا ما حييت .. 
-بل .. لن ينعم بلحظة من الأمان والدعة .. ما دام يتنسم الحياة
-لن يكون في الأرض خليفة غيري ...
-بل لن يكون لها .. كلها .. إله غيري .. أنااااااااااااااااااااااااااا 
إنه في سكرته يعمه .. أنى له الاستفاقة ..
تتبختر نفسه متهالكة بين جوانحه .. تنشر فيه الخراب
ألم يتضح أمامه .. أن لا غنى بدهاء .. ولا بدقة تدبير .. ولا غير ذلك من الله الملك العظيم ، إن أراد فضيحته .. أو أراد به هلاكا..؟؟؟ وأنه سبحانه خالقه عالم به أكثر من نفسه ..؟؟
لكنه ، وبعدما افتك عمرا ثقيلا .. يرى الطريق أمامه طويلا سانحا لخطة جديدة .. لن تثنيه عنها أكدار الزمن .. ولا تناوب الأجيال .. سوف يبني لنفسه صرح عز ، بصبر وأناة هذه المرة .. هكذا يرى ..
-إن كنتَ قد خسرت معركتك الأولى .. فالحرب لا تزال مديدة .. حافلة بالجديد ..
-لن تفتر لي عزيمة هذه المرة ..
وضلاله البعيد يقذف في روعه ، أنه هذه المرة .. لا محالة واصل إلى مطلبه ...

*** 
مصطفى محاوي - أوت 2004

إستمع إلى البودكاست الإذاعي للحلقة من هنا :


#قصة #رواية # #الشيطان #والإنسان: #القصة #-3- # #محاولة #ثانية # # # # #
يتم التشغيل بواسطة Blogger.