الشيطان والإنسان: القصة -2- مخلوق ضعيف

0
الفصل الثاني  يتداول بين الملائكة اسم هذا الضيف الجديد الغريب وما له من شأن عن الله الملك .. وكيف اختاره خليفة له على الأرض .. يشتد الخلاف والجدل بعدما علم الجميع أن هذا المخلوق لن يفي الأمانة حقها وأن مسيرته على الأرض سيشوبها فساد وسفك دماء .. يشتد الجدل وقد سمعوا من راجع الله الخالق العظيم و ناقش أمر توليت هذا المفسد زمام خلافة الأرض ...  -كيف يتولى الأمانة التي أشفقت من حملها السماوات والجبال ، مخلوق ضعيف ..؟؟  -وظلوم جهول فوق ذلك ..؟؟  الجميع أدرك أن أمرا عظيما قد أقبل ، وأن الحياة لن تبقى على حالها ... اضطراب عظيم ..الكل يستفتي والكل مختلف .. وإبليس يذكي جذوة الخلاف . لايزال على حاله ظاهر الصلاح ، لكنه و في أعماق نفسه يدير الفكر في أمره وأمر هذا الجديد يحاول حل مشكلته ، كيف يمكنه استدراك الحالة وتجاوزها ..  إذا بالله الملك العظيم يجمع الملائكة ، كل الملائكة في الساحة العظيمة أين يرقد جسد الإنسان يابسا باردا .. وينضم إبليس في من انضم إلى الجمع الرهيب .. -إنها لحظة الخلق .. لحظة النفخ .. ويسود الصمت المهيب .. في حضرة صاحب الجلالة المطلقة والتقديس اللانهائي .. فلا تنبس شفة. ويتكلم الحق جل جلاله مخاطبا الملائكة: فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين  الجميع ينصت للأمر بإذعان شديد ، وإبليس لا يملك حينها غير الصمت والترقب .. وهاهي ذي النفخة تغرس الروح في آدم ، تسري في أوصاله، تنبت الحياة .. وإذا بالجم الغفير من الملائكة الأطهار ينحني ويخر ساجدا سجدة واحدة هائلة مهيبة .. إلا شخصا واحدا .. و واحدا فقط. تجمدت الدماء في عروقه .. عيناه جاحظتان يقدح منهما الشرر.. وأنفاسه مضطربة .. الخطب بدد حلمه .. هاهو ذاك الذي استضعفه واحتقر خلقته يسجد له الجميع .. الكل حتى المقربين منهم .. بل وقد أمر هو نفسه بالسجود له. لا يحتمل ... لايطيق كل هذا ... بلغ به الغيض أوج مبلغه .. تشنجت نفسه وتناثر تركيزه وتشوشت أفكاره ... لقد أصيب في الصميم .. في مقتله. يقف مرتبكا لا يقدر على شيء ... لأن الحالة أكبر منه .. عظم ما يخفيه استفحل وبلغ حد الإنفجار وهو الآن يضغط على حلقومه في آخر محاولات التمثيل والتظاهر .. ولا يملك غير الصمت .. لأنه لو تكلم لانفجر وفضح كل شيء .. لقد كشفت المعادلة .. ولأول مرة يوشك أن يخسر الإمتحان .. أمام كل من خدعهم .. لعمري إن الملائكة لأشد اندهاشا لصنيعه .. لهذا العصيان ..  ويستوي آدم قائما يتأمل الحياة والجميع سجدا له .. إلا شخص واحد يرمقه بنظرات حاقدة .. فلا يمهلهما الله الملك الحكيم غير قليل حتى يبدأ إبليس بالسؤال : يا إبليس .. ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي ..؟ وكان أشد شيء على نفسه سؤال كهذا ، أمام جمع كهذا ، وفي موقف مثل هذا ... لكم تمنى أن يعاقبه الله قبل أن يسأله .. لأنه يدرك تمام الإدراك أن الله سبحانه بهذا استوفى فيه العدل كل العدل وأنما جريرته تكون قد عولجت بكل قسط فلا يملك أمامها من سبيل ... أما وقد سؤل .. فبأي شيء يجيب ؟... ما عساه قول ؟؟.. هو يدرك أن الله يعلم ما يخفيه .. لكن ما عساه يقول أمام هؤلاء الملا ئكة ؟ أمام هؤلاء المندهشين الذين طالما رأو منه الصلاح والطاعة ..؟ بأي حق فعل هذا ..؟ .. بأي حق عصى الرب العظيم خالقه ..؟ كل هذا وكلكل من الغيظ عظيم يضغط على أنفاسه مجتمعا حول حلقه .. يمنع لسانه .. يخشى أن تندلق عبره أدران الغيض والحقد والكره .. تحامل على نفسه .. حاول ضبط لسانه .. وشدد التركيز ، فلم يجد أمامه من حجة إلا أن قال: أنا خير منه .. خلقتني من نار وخلقته من طين ... حينها وبعد أن انفلتت من ثنايا لسانه تعابير الطغيان والكبر ، وأبانت للجميع ماكان يخفيه .. إذا بالحقيقة الساطعة تقدح ، وإذا بالباطل المقنع يفضح ، وتصيبه اللعنة فتمسخه شيطانا رجيما..  عندها لم يطق النظر إليه غير قليل ...  -إلى أي حال بشعة صيرت نفسك يا إبليس ...؟ خاطب الجميع أنفسهم غير مصدقين .. -إلى أي قاع ألقى بك كبرياءك ..؟ هي الحقيقة لابد ظاهرة مهما طال أمد الخديعة والباطل ... فصبرا صبرا أهل الحق.

الفصل الثاني

يتداول بين الملائكة اسم هذا الضيف الجديد الغريب وما له من شأن عن الله الملك .. وكيف اختاره خليفة له على الأرض ..
يشتد الخلاف والجدل بعدما علم الجميع أن هذا المخلوق لن يفي الأمانة حقها وأن مسيرته على الأرض سيشوبها فساد وسفك دماء .. يشتد الجدل وقد سمعوا من راجع الله الخالق العظيم و ناقش أمر توليت هذا المفسد زمام خلافة الأرض ... 
-كيف يتولى الأمانة التي أشفقت من حملها السماوات والجبال ، مخلوق ضعيف ..؟؟ 
-وظلوم جهول فوق ذلك ..؟؟ 
الجميع أدرك أن أمرا عظيما قد أقبل ، وأن الحياة لن تبقى على حالها ... اضطراب عظيم ..الكل يستفتي والكل مختلف .. وإبليس يذكي جذوة الخلاف .
لايزال على حاله ظاهر الصلاح ، لكنه و في أعماق نفسه يدير الفكر في أمره وأمر هذا الجديد يحاول حل مشكلته ، كيف يمكنه استدراك الحالة وتجاوزها .. 
إذا بالله الملك العظيم يجمع الملائكة ، كل الملائكة في الساحة العظيمة أين يرقد جسد الإنسان يابسا باردا ..
وينضم إبليس في من انضم إلى الجمع الرهيب ..
-إنها لحظة الخلق .. لحظة النفخ ..
ويسود الصمت المهيب .. في حضرة صاحب الجلالة المطلقة والتقديس اللانهائي .. فلا تنبس شفة.
ويتكلم الحق جل جلاله مخاطبا الملائكة:
فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين 
الجميع ينصت للأمر بإذعان شديد ، وإبليس لا يملك حينها غير الصمت والترقب ..
وهاهي ذي النفخة تغرس الروح في آدم ، تسري في أوصاله، تنبت الحياة .. وإذا بالجم الغفير من الملائكة الأطهار ينحني ويخر ساجدا سجدة واحدة هائلة مهيبة .. إلا شخصا واحدا .. و واحدا فقط.
تجمدت الدماء في عروقه .. عيناه جاحظتان يقدح منهما الشرر.. وأنفاسه مضطربة ..
الخطب بدد حلمه .. هاهو ذاك الذي استضعفه واحتقر خلقته يسجد له الجميع .. الكل حتى المقربين منهم .. بل وقد أمر هو نفسه بالسجود له.
لا يحتمل ... لايطيق كل هذا ... بلغ به الغيض أوج مبلغه .. تشنجت نفسه وتناثر تركيزه وتشوشت أفكاره ... لقد أصيب في الصميم .. في مقتله.
يقف مرتبكا لا يقدر على شيء ... لأن الحالة أكبر منه .. عظم ما يخفيه استفحل وبلغ حد الإنفجار وهو الآن يضغط على حلقومه في آخر محاولات التمثيل والتظاهر .. ولا يملك غير الصمت .. لأنه لو تكلم لانفجر وفضح كل شيء .. لقد كشفت المعادلة .. ولأول مرة يوشك أن يخسر الإمتحان .. أمام كل من خدعهم ..
لعمري إن الملائكة لأشد اندهاشا لصنيعه .. لهذا العصيان .. 
ويستوي آدم قائما يتأمل الحياة والجميع سجدا له .. إلا شخص واحد يرمقه بنظرات حاقدة .. فلا يمهلهما الله الملك الحكيم غير قليل حتى يبدأ إبليس بالسؤال :
يا إبليس .. ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي ..؟
وكان أشد شيء على نفسه سؤال كهذا ، أمام جمع كهذا ، وفي موقف مثل هذا ... لكم تمنى أن يعاقبه الله قبل أن يسأله .. لأنه يدرك تمام الإدراك أن الله سبحانه بهذا استوفى فيه العدل كل العدل وأنما جريرته تكون قد عولجت بكل قسط فلا يملك أمامها من سبيل ...
أما وقد سؤل .. فبأي شيء يجيب ؟... ما عساه قول ؟؟.. هو يدرك أن الله يعلم ما يخفيه .. لكن ما عساه يقول أمام هؤلاء الملا ئكة ؟ أمام هؤلاء المندهشين الذين طالما رأو منه الصلاح والطاعة ..؟
بأي حق فعل هذا ..؟ .. بأي حق عصى الرب العظيم خالقه ..؟
كل هذا وكلكل من الغيظ عظيم يضغط على أنفاسه مجتمعا حول حلقه .. يمنع لسانه .. يخشى أن تندلق عبره أدران الغيض والحقد والكره ..
تحامل على نفسه .. حاول ضبط لسانه .. وشدد التركيز ، فلم يجد أمامه من حجة إلا أن قال:
أنا خير منه .. خلقتني من نار وخلقته من طين ...
حينها وبعد أن انفلتت من ثنايا لسانه تعابير الطغيان والكبر ، وأبانت للجميع ماكان يخفيه .. إذا بالحقيقة الساطعة تقدح ، وإذا بالباطل المقنع يفضح ، وتصيبه اللعنة فتمسخه شيطانا رجيما.. 
عندها لم يطق النظر إليه غير قليل ... 
-إلى أي حال بشعة صيرت نفسك يا إبليس ...؟ خاطب الجميع أنفسهم غير مصدقين ..
-إلى أي قاع ألقى بك كبرياءك ..؟
هي الحقيقة لابد ظاهرة مهما طال أمد الخديعة والباطل ... فصبرا صبرا أهل الحق.


*** 
مصطفى محاوي - أوت 2004

إستمع إلى البودكاست الإذاعي للحلقة من هنا :


#قصة #رواية # #الشيطان #والإنسان: #القصة #-2- # #مخلوق #ضعيف # # # # # #
يتم التشغيل بواسطة Blogger.