الشيطان والإنسان: القصة -1- إبليس الصالح

0
الفصل الأول   سماء .. عبر سماء.. وجموع غفيرة من الملائكة ترنم في نغم ساحر تسابيح الحي القيوم ...  أرض جميلة .. كائنات ترعى في أمان .. وجن تترقب ...  في السماوات العلى وعبر ذلكم الجمال الخلاب .. تلفي أمامك أسراب الملائكة في نشاط وحركة .. والكل يسبح بحمد الله الملك ...  ثمة قبالتك في العلياء نفر من الملائكة الكرام يحيطون بالمقربين .. بؤلائك الملائكة الرائعين .. جبريل و ميكائيل ورفاقهما .. إنهم مقدسون وأنوارهم تتلألئ .. إنهم يتحدثون وجبريل الروح الأمين يخبرهم بجديد أوامر الله الملك العظيم ...  يتراىء لك من بينهم مخلوق ذو سنحة وسيمة .. يوزع بسماته بسخاء على من يلقاه ... إنه إبليس الصالح .. من سيدعى يوما .. ''الشيطان اللعين''.. ، هكذا يبدو للجميع من حوله غير أن لعينيه بريقا غريبا ... غامضا .. تتراقص من خلفه ومضات لهب في ضخيج من الأحاسيس .. في لغط من الأفكار ...  -الجن كل الجن تغبطك على منزلتك هذه التي وصلت إليها ...  -لا يهمني ما تقول الجن عني .. وليس هذا ما سعيت من أجله كل هذه القرون ..  -أتذكر يوم كنت على الأرض .. وكيف كان يستهزأ بك ..  -أجل .. لن أنسى ذلك أبدا ..  -لن تنسى كيف لم يعرك أحد اهتماما .. كيف احتقرت .. وكيف ظلمت  -لكنني ويوم أظفر بمنيتي .. سوف يجثون كلهم تحت قدمي في ذلة طلبا لرحمتي .. وطلبا لمغفرتي ..  -لكنهم الآن ليسوا أهلا لأن تعبأ بهم .. ولا لأن تضيع فيهم وقت تفكيرك الثمين ..  -عقلي هذا الذي لم يخيبني أبدا .. لطالما وثقت بقدراتي رغم احتقارات الجميع ..  -لم تشك يوما بأنك ستصل إلى ما وصلت إليه ..  -كم كان الطريق طويلا وصعبا .. عسيرا مليئا بالكمائن والتحديات ..  -لكن على غيري .. وليس علي أنااااااااااااااااااااااا  -( ألم تعد إلى رشدك بعد ..؟ )  -من ..؟؟ ... من هنا؟؟؟  -ضميرك الذي نفيته منذ دهور ..  -ألم أنهرك .. ألا تفهم ؟؟  -أخشى عليك .. من لعبتك التي تلعبها ...  -ألم أقل لك .. أن هذا ليس من شأنك .؟  -إصبر علي .. فلعل هذا آخر عهدي بك ..  -ليس عندي وقت لك ..!!!!  -ألا تعلم أنك وإن خدعت الخلق جميعا، فإنك لن تستطيع أن تخدع الله خالقك ..؟؟ ألا تعلم أنه هو من خلقك وهو مطلع على قلبك ،يسمع حديثنا هذا ..؟؟ .. كيف انطلت حيلتك عليك ..؟؟ كيف تتظاهر بالطاعة والعبادة والإخلاص له .. ؟؟ وقلبك يبغضه ..؟؟  هل سينفعك المعجبون من حولك ،لو أراد ربك إنزال العقاب بك ..؟؟  -لن يستطيع الله معاقبتي ..!!!!  -ويلك ..!!!!؟؟ .. ما تقول ..؟؟؟  -لن يستطيع الله معاقبتي .. فعدله سيمنعني منه ، وعدله سيعطيني منزلتي التي أستحقها...  -ويحك ..!!!! .. أي جرأة تتجرأ بها على ربك ..؟؟؟  -ألستُ بشهادة خلقه كلهم أحسنهم عبادة له ...؟؟  -و أنا وقلبك نشهد أنك شر عباده سريرة له ..  -إليك عني ..!!!!  -متى كان القرب من الله حركات جوفاء وتمتمات بلا روح ..؟ .. ويلك .. إني أحذرك مقام ربك .. أغرك عدله وطول حلمه ..؟ .. إن شاء عذبك بعلمه .. ولن يُسأل عن فعله، سبحانه عليم بخفايا عباده ..  -ألم أنهك أن تعود إلي ..؟ .. فلستَ إلا جنديا من جنده .. بعثك لتثنيني عن مطلبي .. فلقد أعجزته .. ولم يجد لي حلا إلا أن أتراجع بمحض إرادتي .. ولن أفعل ...  -ويحك استغفر ..!!!! .. استغفر ربك وإلا أخذك غضبه .. ونزل بك سخطه ..!!!!  -هل تهددني ..؟؟  -بل أحذرك .. أن تُهلك نفسك ثم تندم حيث لا ينفع الندم ..  -أندم ..؟؟ .. هههه .. سأندم يوم أضيع هذه الفرصة التي سنحت .. يوم أضيع هذا الجهد الذي بذلته طوال هذه الأحقاب .. يوم أترك هذا المجد وأعود إلى الأرض ليسخر مني الجميع .. أجل .. يومها سأندم ..  -إلى أي جحيم تقود نفسك ..؟ .. ما أغباك ..!!!!  -بل إلى أي جحيم تردني أنت ..!!!! .. وأي نعيم تريد حرماني منه .. متى كنت تهتم بمصلحي ..؟ أين كنت يوم احتقرني الجميع ..؟ أين كان الله يوم داس علي سفهاء الأرض طغيانا وتكبرا ..؟ .. واليوم وقد صار المجد رهين خطوة أخطوها .. فجأة .. أصبحت مصلحتي تهمكم ..؟؟  -لم تتغير .. ليس ينفع معك نصح و لا تقريع ..  -لست أثق فيك ولا في أحد غيرك .. كلكم عبيد له .. تتملقونه وتخافون منه .. وفي خضوع أغمضتم أعينكم عن الحقيقة ..  -هههه .. أي حقيقة .. أرشدنا الله وإياك ..؟؟؟!!!!  -ألم يسأل فيكم أحد نفسه، من أين جاء الله ..؟؟؟  -أعوذ بالله منك ومن شرك ..!!!!  -بل أعوذ برجاحة عقلي منك ومن خذلانك .. فلا تقربني بعد الآن .. انصرف عني ..!!!!  -اللهم فاشهد ،أني قد أنذرته وأخلصت له النصيحة ..  -.........................................  -سلام من الله عليك ، عسى أن يرحمك برحمته .   هو هو لم يتغير بعد مرور الزمن الطويل .. وهاهو قد أضحى في زمرة الملائكة المقربين كثير التسبيح ظاهر الصلاح مهاب المقام .. لم يبقى في مخططه إلا أن يكون على رأس هرم المخلوقات .. أن يكون هو أكرم الخلق عند الله من الملائكة أنفسهم .. حتى المقربين منهم .. بذلك يكون في نظره قد اجتمعت تحت قبضته من الأسباب ما لم يجتمع لمخلوق يوما ... ويومها يضرب ضربته وينفرد بالملك ليفعل ما يشاء .. ويكون له من سلطة الألوهية ما تمنى ..  وعند الله قد استوفى الفرصة كل الفرصة التي أتيحت له .. بعدما أراد لنفسه مصيرها المحتوم ..  عندها وهاذ المخلوق في غمرة نشوته ، يعتقد أنه قد انتصر على الله الذي كان يريد إسقاطه وإخراج أضغانه .. وهاهو على أعتاب المجد والملك ليس بينه وبين مناه إلا خطوة يخطوها .. يراها يسيرة..  حان عند الله تبارك اسمه أن يفضحه أمام الخلائق كلها .. أمام كل من خدعهم .. ليُعَلم الجميع أن ليس ثمة للظاهر سلطان على ما يخفيه الباطن .. أن ثمة حاجة تحيك بين الضلوع والجوانح هي ما يقاس عليها .. وأنك أمام الله بها مهما أظهرت لغيره .. وأن إلى الله المرد فتنخلع عنده عن نفسك ما كانت تتستر به من أقنعة .. تفتضح حينها وقلبك أمام ربك وأمامك يشهد بما أسررت وينضح بما ينضح ، ويومها ينفع الصادقين صدقهم ..  وأن ثمة فيه رحيق الحب يغذي أزهار الإيمان فيبعث عطرها الأوار .. لا مناظر فحسب تخدع الأبصار .. وأن ثمة الأنوار .. تشع متدفقة تسري من بين يديك ، تنير لك الطريق ، تعصمك من الضلال والهلاك .. هي ذي الحقيقة فلتعلم ..  هاهو الله الخالق العظيم يبشر الملائكة الكرام بما خبأء لهذه الحياة .. بمخلوق جديد إسمه آدم الإنسان ، ليكون عند الله خير الخلق وأقربهم إليه منزلة ..  أجل وفي غمرة عزه المزعوم وطموحة الجائر ، وبعد أن جهز نفسه لاعتلاء هذه المنزلة ... إذا به يرى بأم عينيه مخلوقا آخر ينتزعها من بين يديه ... أليس هو الذي عمل الزمن الطويل منذ الدهر السحيق وتعب التعب العظيم وتكبد المشاق وغامر وراوغ ليصل إلى هنا .. أبعد كل هذا مخلوق آخر لم تسري الروح في أوصاله بعد .. لم تلمسه نسمة الحياة بعد .. لا يزال بعد طينا لازبا .. طين مجندل أجوف ؟؟؟  لكنه لن يستسلم وسيستمر في تنكره متما لخطته ..إن أمكنه ذلك ..  الملا ئكة المقربون في نشاط غير مسبوق يتفقدون جموع الخلائق .. أمر من عند الرحمان أم سر جديد سيكشفه تعالى ؟  -مخلوق جديد ... مخلوق جديد...  هذا ما أضحى تردده الألسنة في أقطار السماوات ..  -مخلوق من طين ..  والكل يترقب ...

الفصل الأول 

سماء .. عبر سماء.. وجموع غفيرة من الملائكة ترنم في نغم ساحر تسابيح الحي القيوم ... 
أرض جميلة .. كائنات ترعى في أمان .. وجن تترقب ... 
في السماوات العلى وعبر ذلكم الجمال الخلاب .. تلفي أمامك أسراب الملائكة في نشاط وحركة .. والكل يسبح بحمد الله الملك ... 
ثمة قبالتك في العلياء نفر من الملائكة الكرام يحيطون بالمقربين .. بؤلائك الملائكة الرائعين .. جبريل و ميكائيل ورفاقهما .. إنهم مقدسون وأنوارهم تتلألئ .. إنهم يتحدثون وجبريل الروح الأمين يخبرهم بجديد أوامر الله الملك العظيم ... 
يتراىء لك من بينهم مخلوق ذو سنحة وسيمة .. يوزع بسماته بسخاء على من يلقاه ... إنه إبليس الصالح .. من سيدعى يوما .. ''الشيطان اللعين''.. ، هكذا يبدو للجميع من حوله غير أن لعينيه بريقا غريبا ... غامضا .. تتراقص من خلفه ومضات لهب في ضخيج من الأحاسيس .. في لغط من الأفكار ... 
-الجن كل الجن تغبطك على منزلتك هذه التي وصلت إليها ... 
-لا يهمني ما تقول الجن عني .. وليس هذا ما سعيت من أجله كل هذه القرون .. 
-أتذكر يوم كنت على الأرض .. وكيف كان يستهزأ بك .. 
-أجل .. لن أنسى ذلك أبدا .. 
-لن تنسى كيف لم يعرك أحد اهتماما .. كيف احتقرت .. وكيف ظلمت 
-لكنني ويوم أظفر بمنيتي .. سوف يجثون كلهم تحت قدمي في ذلة طلبا لرحمتي .. وطلبا لمغفرتي .. 
-لكنهم الآن ليسوا أهلا لأن تعبأ بهم .. ولا لأن تضيع فيهم وقت تفكيرك الثمين .. 
-عقلي هذا الذي لم يخيبني أبدا .. لطالما وثقت بقدراتي رغم احتقارات الجميع .. 
-لم تشك يوما بأنك ستصل إلى ما وصلت إليه .. 
-كم كان الطريق طويلا وصعبا .. عسيرا مليئا بالكمائن والتحديات .. 
-لكن على غيري .. وليس علي أنااااااااااااااااااااااا 
-( ألم تعد إلى رشدك بعد ..؟ ) 
-من ..؟؟ ... من هنا؟؟؟ 
-ضميرك الذي نفيته منذ دهور .. 
-ألم أنهرك .. ألا تفهم ؟؟ 
-أخشى عليك .. من لعبتك التي تلعبها ... 
-ألم أقل لك .. أن هذا ليس من شأنك .؟ 
-إصبر علي .. فلعل هذا آخر عهدي بك .. 
-ليس عندي وقت لك ..!!!! 
-ألا تعلم أنك وإن خدعت الخلق جميعا، فإنك لن تستطيع أن تخدع الله خالقك ..؟؟ ألا تعلم أنه هو من خلقك وهو مطلع على قلبك ،يسمع حديثنا هذا ..؟؟ .. كيف انطلت حيلتك عليك ..؟؟ كيف تتظاهر بالطاعة والعبادة والإخلاص له .. ؟؟ وقلبك يبغضه ..؟؟ 
هل سينفعك المعجبون من حولك ،لو أراد ربك إنزال العقاب بك ..؟؟ 
-لن يستطيع الله معاقبتي ..!!!! 
-ويلك ..!!!!؟؟ .. ما تقول ..؟؟؟ 
-لن يستطيع الله معاقبتي .. فعدله سيمنعني منه ، وعدله سيعطيني منزلتي التي أستحقها... 
-ويحك ..!!!! .. أي جرأة تتجرأ بها على ربك ..؟؟؟ 
-ألستُ بشهادة خلقه كلهم أحسنهم عبادة له ...؟؟ 
-و أنا وقلبك نشهد أنك شر عباده سريرة له .. 
-إليك عني ..!!!! 
-متى كان القرب من الله حركات جوفاء وتمتمات بلا روح ..؟ .. ويلك .. إني أحذرك مقام ربك .. أغرك عدله وطول حلمه ..؟ .. إن شاء عذبك بعلمه .. ولن يُسأل عن فعله، سبحانه عليم بخفايا عباده .. 
-ألم أنهك أن تعود إلي ..؟ .. فلستَ إلا جنديا من جنده .. بعثك لتثنيني عن مطلبي .. فلقد أعجزته .. ولم يجد لي حلا إلا أن أتراجع بمحض إرادتي .. ولن أفعل ... 
-ويحك استغفر ..!!!! .. استغفر ربك وإلا أخذك غضبه .. ونزل بك سخطه ..!!!! 
-هل تهددني ..؟؟ 
-بل أحذرك .. أن تُهلك نفسك ثم تندم حيث لا ينفع الندم .. 
-أندم ..؟؟ .. هههه .. سأندم يوم أضيع هذه الفرصة التي سنحت .. يوم أضيع هذا الجهد الذي بذلته طوال هذه الأحقاب .. يوم أترك هذا المجد وأعود إلى الأرض ليسخر مني الجميع .. أجل .. يومها سأندم .. 
-إلى أي جحيم تقود نفسك ..؟ .. ما أغباك ..!!!! 
-بل إلى أي جحيم تردني أنت ..!!!! .. وأي نعيم تريد حرماني منه .. متى كنت تهتم بمصلحي ..؟ أين كنت يوم احتقرني الجميع ..؟ أين كان الله يوم داس علي سفهاء الأرض طغيانا وتكبرا ..؟ .. واليوم وقد صار المجد رهين خطوة أخطوها .. فجأة .. أصبحت مصلحتي تهمكم ..؟؟ 
-لم تتغير .. ليس ينفع معك نصح و لا تقريع .. 
-لست أثق فيك ولا في أحد غيرك .. كلكم عبيد له .. تتملقونه وتخافون منه .. وفي خضوع أغمضتم أعينكم عن الحقيقة .. 
-هههه .. أي حقيقة .. أرشدنا الله وإياك ..؟؟؟!!!! 
-ألم يسأل فيكم أحد نفسه، من أين جاء الله ..؟؟؟ 
-أعوذ بالله منك ومن شرك ..!!!! 
-بل أعوذ برجاحة عقلي منك ومن خذلانك .. فلا تقربني بعد الآن .. انصرف عني ..!!!! 
-اللهم فاشهد ،أني قد أنذرته وأخلصت له النصيحة .. 
-......................................... 
-سلام من الله عليك ، عسى أن يرحمك برحمته . 

هو هو لم يتغير بعد مرور الزمن الطويل .. وهاهو قد أضحى في زمرة الملائكة المقربين كثير التسبيح ظاهر الصلاح مهاب المقام .. لم يبقى في مخططه إلا أن يكون على رأس هرم المخلوقات .. أن يكون هو أكرم الخلق عند الله من الملائكة أنفسهم .. حتى المقربين منهم .. بذلك يكون في نظره قد اجتمعت تحت قبضته من الأسباب ما لم يجتمع لمخلوق يوما ... ويومها يضرب ضربته وينفرد بالملك ليفعل ما يشاء .. ويكون له من سلطة الألوهية ما تمنى .. 
وعند الله قد استوفى الفرصة كل الفرصة التي أتيحت له .. بعدما أراد لنفسه مصيرها المحتوم .. 
عندها وهاذ المخلوق في غمرة نشوته ، يعتقد أنه قد انتصر على الله الذي كان يريد إسقاطه وإخراج أضغانه .. وهاهو على أعتاب المجد والملك ليس بينه وبين مناه إلا خطوة يخطوها .. يراها يسيرة.. 
حان عند الله تبارك اسمه أن يفضحه أمام الخلائق كلها .. أمام كل من خدعهم .. ليُعَلم الجميع أن ليس ثمة للظاهر سلطان على ما يخفيه الباطن .. أن ثمة حاجة تحيك بين الضلوع والجوانح هي ما يقاس عليها .. وأنك أمام الله بها مهما أظهرت لغيره .. وأن إلى الله المرد فتنخلع عنده عن نفسك ما كانت تتستر به من أقنعة .. تفتضح حينها وقلبك أمام ربك وأمامك يشهد بما أسررت وينضح بما ينضح ، ويومها ينفع الصادقين صدقهم .. 
وأن ثمة فيه رحيق الحب يغذي أزهار الإيمان فيبعث عطرها الأوار .. لا مناظر فحسب تخدع الأبصار .. وأن ثمة الأنوار .. تشع متدفقة تسري من بين يديك ، تنير لك الطريق ، تعصمك من الضلال والهلاك .. هي ذي الحقيقة فلتعلم .. 
هاهو الله الخالق العظيم يبشر الملائكة الكرام بما خبأء لهذه الحياة .. بمخلوق جديد إسمه آدم الإنسان ، ليكون عند الله خير الخلق وأقربهم إليه منزلة .. 
أجل وفي غمرة عزه المزعوم وطموحة الجائر ، وبعد أن جهز نفسه لاعتلاء هذه المنزلة ... إذا به يرى بأم عينيه مخلوقا آخر ينتزعها من بين يديه ... أليس هو الذي عمل الزمن الطويل منذ الدهر السحيق وتعب التعب العظيم وتكبد المشاق وغامر وراوغ ليصل إلى هنا .. أبعد كل هذا مخلوق آخر لم تسري الروح في أوصاله بعد .. لم تلمسه نسمة الحياة بعد .. لا يزال بعد طينا لازبا .. طين مجندل أجوف ؟؟؟ 
لكنه لن يستسلم وسيستمر في تنكره متما لخطته ..إن أمكنه ذلك .. 
الملا ئكة المقربون في نشاط غير مسبوق يتفقدون جموع الخلائق .. أمر من عند الرحمان أم سر جديد سيكشفه تعالى ؟ 
-مخلوق جديد ... مخلوق جديد... 
هذا ما أضحى تردده الألسنة في أقطار السماوات .. 
-مخلوق من طين .. 
والكل يترقب ... 

*** 
مصطفى محاوي - أوت 2004

إستمع إلى البودكاست الإذاعي للحلقة من هنا :


#قصة #رواية #الشيطان #والإنسان: #القصة #-1- # #إبليس #الصالح # # # # # # #
يتم التشغيل بواسطة Blogger.