ركام أشجان -6- الظلمة

0
لمع في الظلمة نصل سكين حاد لطّخ شفرته دم ساخن يقطر ... أغمده الوحش في لباسه ، ثم انعطف نحو الباب تاركا خلفه أجسادا مقطعة وبرك دم غطت الأرض والجدار .. بعض الأجساد لازال يخور ويرتجف .. بعضها يتخبط ..بعضها الآخر ساكن .. ارتاح .. نعم ارتاح من الدنيا ... وانحنى الوحش وأمسك بقبضته الخشنة ذراع البنت - مازالت حية - وهي جاثية على ركبتيها ودموعها سيول من عينيها قد بح صوتها وهي تنادي تلك الأشلاء المقطعة ... جذبها إليه بشدة ، فقامت وساقاها لا يحملانها ... خرج بها يجرها ... اجتمعت الوحوش ... ها هي تتسرب داخل الغابة ... ويسدل الليل ستاره على الكوخ وقد ساده الصمت والوجوم ...  وأنا عند التل أرقب ذلك البيت الذي خلا من أهله فذهبت عنه الروح واستحال هيكلا ... أرقب الغابة وقد غادرتها رقتها وغدت مناظر بلا طعم ...  أرقب العشب .. الأزهار .. الصخور .. كل شيء أضحى لا معنى له ... كل سيّان .. الأبيض والأسود .. والألوان ... وضعت رأسي بين ركبتي .. أغمضت عيناي بعد ان فقدت الرغبة في التأمل .. ليجتاحني الألم مع الأمل ... هل ستعود الرقة إلى الغابة يوما ..؟ هل سيحيى البيت ..؟

كتبت يوم ما من أيام أبريل من عام 2002 م

لمع في الظلمة نصل سكين حاد
لطّخ شفرته دم ساخن يقطر ... أغمده الوحش في لباسه ، ثم انعطف نحو الباب تاركا خلفه أجسادا مقطعة وبرك دم غطت الأرض والجدار .. بعض الأجساد لازال يخور ويرتجف .. بعضها يتخبط ..بعضها الآخر ساكن .. ارتاح .. نعم ارتاح من الدنيا ...
وانحنى الوحش وأمسك بقبضته الخشنة ذراع البنت - مازالت حية - وهي جاثية على ركبتيها ودموعها سيول من عينيها قد بح صوتها وهي تنادي تلك الأشلاء المقطعة ...
جذبها إليه بشدة ، فقامت وساقاها لا يحملانها ...
خرج بها يجرها ... اجتمعت الوحوش ... ها هي تتسرب داخل الغابة ...
ويسدل الليل ستاره على الكوخ وقد ساده الصمت والوجوم ...

وأنا عند التل أرقب ذلك البيت
الذي خلا من أهله فذهبت عنه الروح واستحال هيكلا ... أرقب الغابة وقد غادرتها رقتها وغدت مناظر بلا طعم ... 
أرقب العشب .. الأزهار .. الصخور .. كل شيء أضحى لا معنى له ...
كل سيّان .. الأبيض والأسود .. والألوان ...
وضعت رأسي بين ركبتي .. أغمضت عيناي بعد ان فقدت الرغبة في التأمل .. ليجتاحني الألم مع الأمل ...
هل ستعود الرقة إلى الغابة يوما ..؟
هل سيحيى البيت ..؟ 
هل ستغادرنا الوحوش والأشباح وليالي الظلام ..؟
هل سينجلي سحاب الرعب ..؟
أيها الغد القادم ... كيف أنت ..؟؟؟ .

(كتبتها بعد أن زرت جبال الشريعة المطلة على البليدة غداة افتتاحها لأول مرة أمام الزوار بعد سنوات من الغلق الأمني، وراعني ما انتابني من حزن وشجون فيها ... فكانت كأنها تبوح لي بأساها حيث ما التفت، فعزمت على تدوين تلك المشاعر من يومها)

مصطفى محاوي
أبريل 2002م

#ركام #أشجان #-6- # #الظلمة #  #قصة #رواية
يتم التشغيل بواسطة Blogger.