ركام أشجان -5- أقدام ضخمة

0
اخترق أذناه خبط أقدام ضخمة قرب الباب وماهي إلا أن دق الباب دقا عنيفا أفزع الجميع فهبوا كالعصافير المذعورة من مضاجعهم والتفوا حول الفلاح وعيناه جاحظتان مسمرتان في الباب لا ينبز بشيء ..  ... يسود الصمت قليلا ...  يعاود الدق وتصاحبه نبرة خشنة تطالب بفتح الباب في سباب قبيح ... عندها اطمأن الفلاح إلى أن الأجل قد دنى وعلى الدنيا السلام .. وأي سلام ...؟ لم يمهل المسكين أن التفت نحو الأهل ورمقهم بنظرة رحمة وحزن وهم كالعصافير الفزعة ، طارت عقولهم وتناثرت قلوبهم وهم يواجهون يومهم الذي كانوا يوعدون ... ثم ما لبث أن قام وتناول الفأس واستعد لتنفيذ دوره الذي طالما انتظره ، وهم بالخروج .. لكنه عاود الالتفات ... علّه قال : "اصبروا .. سوف نلتقي" ، لكنه لم ينبز ببنت شفة .. تقطع قلبه .. تحامل على نفسه .. ثم اخترق الباب ... والتفت كومة الأجساد الصغيرة حول الأم عند زاوية البيت وهي تنصت إلى اللّغط خارجا في رعب لا يوصف ... وماهي إلا لحظات حتى داهم الباب "وحش" .."فالآخر" .."فالثالث" ..ثم ها هو الكوخ الصغير يعج بهم .. وتنفجر منه صرخات مؤلمة صدّعت أرجاء الغابة.. في استنجاد ... انتشر ذلك النواح ولم يعده غير صدى الوادي الذي أخذ يردده في أنحائه ..  وابتلعت الظلمة هول الفاجعة .. وأكل الليل الخبر.

كتبت يوم ما من أيام أبريل من عام 2002 م

اخترق أذناه خبط أقدام ضخمة قرب الباب
وماهي إلا أن دق الباب دقا عنيفا أفزع الجميع فهبوا كالعصافير المذعورة من مضاجعهم والتفوا حول الفلاح وعيناه جاحظتان مسمرتان في الباب لا ينبز بشيء ..

... يسود الصمت قليلا ...

يعاود الدق وتصاحبه نبرة خشنة تطالب بفتح الباب في سباب قبيح ...
عندها اطمأن الفلاح إلى أن الأجل قد دنى وعلى الدنيا السلام .. وأي سلام ...؟
لم يمهل المسكين أن التفت نحو الأهل ورمقهم بنظرة رحمة وحزن وهم كالعصافير الفزعة ، طارت عقولهم وتناثرت قلوبهم وهم يواجهون يومهم الذي كانوا يوعدون ...
ثم ما لبث أن قام وتناول الفأس واستعد لتنفيذ دوره الذي طالما انتظره ، وهم بالخروج .. لكنه عاود الالتفات ... علّه قال : "اصبروا .. سوف نلتقي" ، لكنه لم ينبز ببنت شفة .. تقطع قلبه .. تحامل على نفسه .. ثم اخترق الباب ...
والتفت كومة الأجساد الصغيرة حول الأم عند زاوية البيت وهي تنصت إلى اللّغط خارجا في رعب لا يوصف ...
وماهي إلا لحظات حتى داهم الباب "وحش" .."فالآخر" .."فالثالث" ..ثم ها هو الكوخ الصغير يعج بهم .. وتنفجر منه صرخات مؤلمة صدّعت أرجاء الغابة.. في استنجاد ...
انتشر ذلك النواح ولم يعده غير صدى الوادي الذي أخذ يردده في أنحائه .. 
وابتلعت الظلمة هول الفاجعة .. وأكل الليل الخبر.

#ركام #أشجان #-5- #أقدام #ضخمة #  #قصة #رواية
يتم التشغيل بواسطة Blogger.