ذاكرة : أخلاق فاضلة

0

 سنوات 1994 – 1995 

السن: 13 سنوات

أخلاق فاضلة

الفكرة:

في هذه الفترة بدا جليا طغيان صبغة التدين على حياتي وذلك نتيجة الظرف العام الذي مرت بها البلاد حينها، كيف لا وقد كان والدي حينها مناضلا متحمسا في حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ، حيث كان يأخذني معه إلى المساجد وتجمعات رفاقه فيها، وكنت أرتدي مثله عباءة بيضاء وقبعة على هيئة الإسلاميين يومها، كان شديد الحرص على مرافقتي له في نشاطه معهم، وأذكر زياراتنا المتكررة لمكتبهم السياسي البسيط وتصفحي لجرائدهم وكتبهم التي لم أكن أفهم منها الشيء الكثير، بل كان يحبطني في سري منها غياب الصور والألوان، مجرد أعمدة من الكتابة وعناوين فقط لا غير.

لكن الحس الإسلامي العام كان يغمرني فاستبدلت أحلام المغامرات الساذجة بحلم الدولة الإسلامية القريبة التي كنت أتخيلها ناطحات سحاب بيضاء وشوارع نقية خضراء وأناس جميعهم يرتدون الزي الإسلامي يعيشون في عدل وسلام.

كان والدي رجلا متدينا وكثير المحافظة، كان يعد نفسه خريج زاوية أدرار وتلميذا للمرحوم الشيخ سيدي أحمد بن لكبير، ورغم ذلك لا أزال أتذكر كم كنا نستمتع بمشاهدة التلفاز مجتمعين كعائلة حول برامج التلفزة الوطنية، من أفلام ومسلسلات ومباريات في جو حميمي ممتع، لكن ذلك كله تغير فجأة مع بداية التسعينيات حيث بدأ والدي يظهر تذمره من كل مظاهر الحياة المعاصرة رغم قلتها في بيتنا، وكان التلفاز ضحيته اليومية ينتقد مظاهر الفساد التي كان يراها مقصودة في برامجه، ويشتاط غضبا كلما يرى مذيعة متبرجة أو حتى رياضيا يرتدي شرطا قصيرا، ولكم صار بعدها يطفئ التلفاز في وجوهنا ويمنعنا من مشاهدة برامجنا المفضلة، فصرنا لذلك نتحين غيابه لنشاهدها خلسة.

كما يلاحظ اهتمامي الجديد بالخط العربي ولعله بضغط من فكرة تحريم الرسم بكل أشكاله. 

النص الأصلي مع الأخطاء:

الايمان بالله يجعلنا لا نخاف من أى شيء كان إلا الله ومن هذا نكون شجعان ...

ومن خلال هذه القصة المتواضعة نعرف قيمة الايمان وفائدته.

بطل هذه القصة سميته عليُ أبوا محمد بن إبراهيم

الإيمان بالله:

(يحكى أن حطاباً يحتطبُ من الغابة ويكسب منه رزقه.

ذات يوم ذهب كلعادة لعمله وقد نزل المطر في اليل وكانت التربة طينية أو وحلة وعندما هو مارٌ من الطريق إذى بدرهم ذهبي واقعٌ على الارض فحمله وأخذ يبحث عن مالكه فلم يجد أحداً فقال: ربما يكون لأحد من أصحاب المدينة، فحمله وأخذه معه وعندما احتطب ورجع إذى به يجد صندوقا مملوأً بالنقود الذهبية فحملها إلى بيته ثم ذهب إلى المدينة وسأل كل من في المدينة فلم يجد أي أحد له هذا الصندوق.

لم يجد ماذا يفعل بها المبلغ الكبير من المال للعله حرام فسأل القاضي ما يفعل به فقال له القاضي: يمكنك أن تصدقها على السائل والمحتاج وابن السبيل ...

فصدقها على كل من وجده فب المدينة

أخذ اللصوص يبحثون عن الصندوق في الغابة فوجدوا مكانه فارغاً عقربهُ آثار أقدام فتبعوها حتى وصلو إلى منزل الحطاب علي فسألوه عن الصندوق فقال لهم: قد سدقته على الفقراء ... أأنتم مالكوه؟

فقالوا: نعم نحن أصحاب الصندوق. قال: بحثت عنكم في الغابة فلم أجدكم! ... 

فأخذ اللصوص الحطب (الحطاب) علي معهم إلى مخبإهم وسألوه مجموعة من الأسئلة ليأخذوا منه كل الحقيقة وأن كان قد أبلغ الشرطة أم لا.

وعندما أجابهم بكل شيء وعرف حقيقتهم سجنوه في مخبئ آخر وتركوه.

مضت أسابيع وعلي فب المخبئ ولما يئس من الحياتي كما يئس الكفار من أصحاب القبورْ قال:

" للهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك مستطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت" وأنقذني ربي من هذه الزنزانة.

في الليل مرَت عاصفة كسرة البيوت والأشجار وفي الصباح استيقط علي فوجد غصناً غليضاً يتدلى نت الجدار ويتصل بشجرة فتسلقهُ وقفز ثم فرّ إلى منزله وهو يقول: " الحمد لك يا رب كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك"

وهكذا نعتبر أن الايمان مسلك للنجات في الدنيا والاخارة.)

الصدق:

إن كنت صادقاً يحبك كل الناس لانهم ألف فيك هذا السلوك فإن تكلمت يصدقوك وإن تشاورو يكلموك والعكس صحيح

(يحكى أن رجلاً كان مشهوراً بالصدق عند الناس وذات ليلة احس بحركة في مزرعته فخرج إذى برجل فهر الرجل ولحقهُ صاحب البيت فخذى يجريان حتى وصل اللص إلى بيت أحد الفلاحين ووصل إليه صاحب المزرعة قتل اللص معْزات الفلاح وهرب فأراد أن يلحقه لكن سرعان ما فتح الفلاح الباب ووجد صاحب المزرعة أمام المعزات وهي مقتولة فأمسكهُ وإعتقد أنه هو الفاعل وفي الصباح أخذهُ إلى لسلطان ...)

حياة الرسول صلى الله عليه وسلم:

(أشرقت شمس الإسلام في 12 ربيع الأول يوم الاثنين في عام الفيل حينها كان العرب يغوصون في عاصفة الجهل بين أمواج الظلام الدامس قاصدين لا شيء وهم يتلاهون كل الكلاب الضالة يظنون أنفسهم على صواب بل هم ******

كانت مساماتاً خيوطاً طفيفة لضوء الفجر الآتي تتخلل رحابة مكة في صمت راكد لا صوتا إلى صوت الجمال الهيم تردد صداه جبال مكة، 

لكن مإن بزغ الفجر وارتفعة الشمس قليلا تخللة أشعتها إلى الخيم والبيوت فأيقضة النائمين، لا كنهم كانو قليلا فالباقون أغلقو الستائر والابواب وعادو للنوم. 

لكن ضوع الشمس تخلل في الثقب التي على الجدران وحواف النوافذ وأبواب أخذ يتصبب بلطوفة على النائم حتى أفاق البعض والبعض الآخر لا م يفق بل غطى نفسه وأغلق الثقب، 

لكن الشمس لم تستسلم فأخذت تعلو وتعلو حتى أطلت على المدينة من فوقها وأخذة تلقي قذائف الدفإ والحر إلى سقوف البيوت وجدرانها، 

بعد حين شعر النائم البيف (بالدفء) ثم البلحر الثم أخذ يتصبب منه العرق فرمى الغطاء فشعر ببعض الرطوب لا كن هذا لم يدم فبعد لحضات أخذ يتصبب منه العرق فشكل وديانا وهكذا حتى لم يطق النائم البقاء مغمراً بأوحال النوم ووديان العرق، فأفاق وخرج فهبب عليه نسيم الصباح.) 


الملف بصيغة PDF

أخلاق فاضلة

ذاكرة : أولى الذكريات

0


في صورة حلم بريء جميل يعبق بأحاسيس لا تكاد توصف، أراني أقف على مقربة باب كما لو كان حديديا يميل إلى البياض لونه، في رفقة صغار معي ثم إذا بي أتذوق نكهة حليب شهي ومعه شكلاطة من ألذ ما أذكر، حتى أخبرتني أمي رحمها الله بعد ما كبرت أنني كنت حينها لا أتعدى الرابعة أو الخامسة من عمري يوم كنا نحن الأطفال نسرع نحو مدرسة قريبة ساعة الوجبات، حيث كان حارسها العجوز الطيب يكرمنا بما كان يجود به مطعم المدرسة، صدقني، لا تزال نكهة ذلك الحليب الدافئ تراود حلقي كلما تذكرتها.
وأذكر في الفترة ذاتها كيف حُشرنا في شاحنة، وكيف دخلنا بيتنا الجديد، كلها لمحات وومضات متقطعة للحظات أشبه بالحلم.
كما أذكر جو المستشفى وإناء واسعا لونه بين الخضرة والزرقة مليء بالحقن بعضها معدني، كان يثير فزعي وبكائي كلما رأيته، وتلك فترة مرض مررت بها وأنا صغير، وأذكر فيها لعبة مطاطية صفراء أهداها لي ابن عمي البشير.

و لا أزال أذكر رمضان، عبقه، رائحته، أجواءه و حتى مسلسلاته،   
هل تتذكر كيف تربينا معا على رائعة فيلم الرسالة لمخرجه مصطفى العقاد الذي كنت أحفظ اسمه دون أن أعرف وجهه أو لعلها رابطة الاسم بيننا هي التي جعلتني أشعر كما لو كنت أتقاسم الكثير من المواهب معه حتى أني إلى وقت قريب بقيت متمسكا بحلم أن أصير يوما مخرجا سينمائيا مثله.
فيلم الرسالة الذي كانت التلفزة الوطنية تعرضه ليلة كل مناسبة دينية، كنا نجتمع حوله ونتابع جميع فصوله في خشوع، كنت ساذجا لدرجة أني صدقت كل مشاهده كما لو كانت رحلة زمنية إلى ذلك العصر، ولم أعي إلا بعد مدة أنها مجرد تمثيليات وأبطالها أشخاص يعيشون في زمننا هذا، كانت تخيفني مشاهد القتال فيه تحديدا لحظة استشهاد حمزة، حيث كنت أختبئ خلف أمي أو جدتي رحمهما الله كلما حانة اللحظة، وكم كان سلوكي هذا يجلب علي الكثير من الضحك والتهكم من طرف العائلة جميعا.

ذاكرة : كتاب القصص

0


سنوات 1993 – 1994 

السن: 12 سنوات

كتاب القصص

الفكرة:

كنت مولعا فأفلام مغامرات الصبيان خصوصا " The Goonies - 1985"، الذي بدى تأثيره واضحا على قصة علي وامتزجت مشاهده ببعض فصولها، لم أستطيع أن أخفي شغفي بالحياة التي صورها الفلم، تلك الحياة الأمريكية من البيت الخشبي في أحياء الضواحي وسط الأشجار الكثيفة إلى ركوب الدراجة مع الرفاق و التجول عبر الطرقات الريفية وصولا إلى المنازل المهجورة والطرق السرية والمغارات وكل المجاهل والأسرار التي تخطف لب صبي مثلي لا يجد لها مثيلا في حياته البسيطة الرتيبة، وكنت على الدوام أسائل نفسي لماذا ليس لدينا منازل مثل منازلهم ولا طرقات مثل طرقاتهم ولا غابات ولا أرياف ولا نمط عيش يشبه الذي نراه عندهم في التلفاز، لم أكن أعرف أين تقع أمريكا، ولم أكن أفرق بين أمريكا وأوروبا، حيث كانت كل الأفلام مدبلجة بالفرنسية التي كنت أجهلها وأكرهها لعدة أسباب، كان ذلك العالم الأجنبي مثل كوكب خرافي بعيد عنا نحن الذين نسكن هنا في قاع الأرض، كان بالنسبة لي عالما مثالياً أقرب ما يكون إلى الجنة، لكن هذا الفلم تحديدا غرس في قلبي شغفاً آخر بكل مجلّد سميك عتيق وبالخرائط الجلدية القديمة، وكأنما نبّه عقلي الصغير بأن التراث القديم قد يحمل بين دفّاته كنوزاً وأسراراً مثيرة، ولعلّها بذرة غُرست فيه منذ ذلك الحين فأنبتت شغفاً بالتاريخ لا أزال أتتبعه إلى اليوم. 

الكتاب:

لطالما رغبت في أن يكون لي مجلد سميك من تأليفي واسمي مكتوب فوق غلافه الجلدي، تلك رغبة لم تتحقق إلى الآن على كل حال، لكنها تبدو جلية من الغلاف الكرتوني الذي اخترته لهذه القصة وطريقة زخرفته على بساطتها، لا أزل أتذكر خيبتي من قلة عدد صفحاته رغم حشري لثلاث قصص بين دفاته، فلا يزال حجم الكتاب هاجسا يرافقني في محاولاتي ولعل آخرها مذكرات والدي التي لم تتجاوز الخمسين صفحة، ربما مرجع ذلك إلى ميلي نحو الاختزال بدل الاسترسال وإلى الإيحاء بدل التفصيل في كتاباتي وإن لم تكن كلها على الحقيقة كذلك.

مغامرة علي:  محاولة اقتباس لفلم الجونيس وتكييفه ليناسب حياتي البسيطة، كيف انطلق من المدرسة والروتين الذي شكل أهم محاور حياتي آن ذاك، كيف شاركت العائلة من أم وأخت في الحدث، كيف تحول الكنز المادي إلى كتب عتيقة، كيف كان البطل وحيداً بلا أصدقاء، كلها ملاحظات تشد انتباهي الآن وأنا أتبين من خلالها ملامح شخصيتي في مراحل الصبا تلك، من الواضح أن الأحداث هنا يعوزها في الغالب المنطق والواقعية حيث تقفز بين الحين والآخر بلا أسباب ودون تفسير، تماما كالخيال الطفولي الخام، لكنني أذكر جيداً كيف استولت علي أحداثها وأنا أنسجها في عقلي قبل كتابتها حتى عشتها بتفاصيلها التي لم أستطع تدوين جميعها، كنت أكتب عن نفسي وكان علي يلعب دوري الخيالي الذي حلمت به،   

مغامرة سمير: دعني أسميها غفوة، فهي على الأرجح كذلك، ويبدو أنها أول تعبير عن تجربة الحالة بين اليقظة والنوم التي كنت أختبر فيها هذا التباين العجيب بين العالمين لا أكثر، ربما أسجل هنا أن فكرة تتبع النمل للعسل سمعتها من والدي أو من شخص آخر لا أذكره الآن.

اللصوص: هي فعليا محاولة يائسة لحشو الكتاب بقصة أخرى بعدما تبين لي أنه لن يتعدى بضع أوراق.      

  

النص الأصلي مع الأخطاء:

مغامرة علي:

(في يوم من الأيام الدراسية كان علي في المدرسة، إنتهى درس الرياضيات ودخلوا درس القراءة وبينما كانت المعلمة تقرأ النص فجأة قطعته وقالت: 

وفي مدينتنا هذه توجد اَحدى المخابأ التي تحتوي على كتب عن التحنيط للإنسان والمواد المستعملة والخريطة موجودة في كتاب القراءة

أخذت هذه النقطة تفكير علي إلى حين خروجه من المدرسة وليس إلى هذا الحد بل واصل إهتمامه إلى حين أخبر أخته بأنه سيغامر حتى ولو بحياته من اجل تلك الكتب وفي منتصف الليل أعدة الأخة والأم لعلي الطعام والشراب وإنارة وبينما كانت الاخة تملأ الحقيبة كان علي ينقل الخريطة. (ينسخ الخريطة)

إنطلق علي في طريقه مملوء بكل الشجاعة. ولما وصل دخل الكهف 2 وتعمق فيه إلى ان وصل إلى بقعة ماء، كان علي لا يعلم أن هذه البقعة عميقة فتقدم قليلا فغطس فيها وإن فتح عينيه حتى رأى وحش الأعماق قادم إلتفت علي يميناً وشمالاً فرأى غاراً، أسرع إليه فصعد ووجد هذا الغار يمتد الى الامام ويبعث منه النور ولما اخرج منه وجد نفسه في نصف الكهف الثاني

إذ أن بقعة الماء أصبحت وراأه وبقعة الطين أمامه إنزعج علي ثم تشجع وخطى خطوتان في الطين إذا به يغرق وصل الطين إلى عنق علي ولكنه أمسك بالحقيبة وعندما غطس جسم علي كله ظن أنه مات بل أنه تدلل ثم سقط في سجن وراء القضبان

ويوجد في دلك القفص هياكل عظمية وهذا يعني أن شيءً ما سيحدث. أحس علي أن أحداً ما قادم ووجد نفسه ملطخاً بالطين فالتسق في الجدار كي لا يرى ولما وصلى الضخم لم يجد شيء فقال لا يوجد أحد؟.. ربما كنت أتخيل الصوت ثم ذهب.

وبعدما اطمأن علي ولتفت أخد يبحث عن مخرج حتى لفت نظره فتحة صغيرة وبها طريق إلى الامام صعد علي الى تلك الفتحة ثم قدم حقيبته أمامه ليختبىء خلفها وبدأ يزحف إلى أن وصل الى

إلى آخر المسار فوجد الضخم جالساً أمام الباب، خطرة لعلي فكرة فرجع الى الفقص ونزع قبعته وقميصه ووضعهماَ فوق هيكل عظمي وصاح، ثم أسرع إلى الرجوع وبينما كان راجعاً كان الضخم قد سمع الصراخ وتأكد منه فإتجه إلى القفص وبعد أن غاب الضخم عن الأنظار نزل علي وبدأ بحث عن مفتاح الباب فلم يجده وكاد ييأس لسماع الضخم قادم فمدّ يده للباب ليجلس فدفعت يده صخرة كانت خارجة عن الباب 

فتح الباب فدخل علي و وانغلق فإذا بجهنم أمامه. بدأ علي يمشي بين العظام وينظر ذات يمين وذات شمال حتى وصل إلى واد عميق في وصطه نار. بدأ علي يعبر الواد بالحبل حتى وصل ثم تنفس صعداء 

. بدأ علي يمشي إلى أن وصل إلى الباب فدفع حجرة فإنفتح الباب ودخل علي وقال: وأخيراً وصلت، ملأ علي حقيبته وخرج فوجد الضخم يعبر الوادي فقطع علي الحبل وسقط الضخم والحبل معاً رمي علي حقيبته إلى الطرف الاخر تم قفز وأغمض عنيه وعندما أدرك أنه في أمان

فتح عينيه فوجد قيصه (قميصه) معلقاً في الجدع ويكاد يسقط تمكن علي أن يصعد إلى الجانب تم حمل حقيبته ورجع عل طريقه إلى أن وصل القفص نظر علي أمامه فوجد طريقاً ممتدّتاً إلى نور فأسرع إليه وإذا به المدخل الول (الأول) فخرج سعيداً بمغامرته.)

مغامرة سمير:

(كان في يوم من الأيام طفل إسمه سمير يسكن في الغابة وكان دائما يتجول فيها، وفي ذات يوم وكل عادة تسلق سميرٌ شجرة وأخذ ينظر إلى نسر يحوم وبينما هو هكذا فجأة أغمي عليه وحين استيقظ وجد نفسه في كهف أخذ سمير يمشي ويمشي إلى ان وصل الى منعطف سمع فيه أصواتً أطل فرأى مخلوقات غريبة ، بقى سمير في ذلك المكان وأصبح يتسلل إلى داخل مدينة المخلوقات ليلاً فيسرق ما يشتهي وينام وفي إحداها كان سمير نائماً ولماَّ فتح عيناهُ على صوت صراخ رأى تلك المخلوقات منزعجة هاربة من شيء ما وبينما هو هكذا سمع صوةً آخر ورأهُ إلتفت سمير وإذا بنملة عملاقة تلتهم الجدران وما أمامها إلتهاماً وقف سمير يصرخُ ويجري مثل تلك المخلوقات 

أخذ سمير يفكر في مهمة تبعدُ هذه المجموعة من النمل الضخم عن هذه المدينة فرأى مجموعة من القلال فيها عسل فحمل اثنتين منها، أخذ يقطرُ قطراً من العسل في إتجاه طريقه رأت النملات العسل فتبعته وصل سمير إلى وادٍ عميق فأفرغ فيه العسل وإختبأ

وصلت النملاتُ إلى الوادي وشمت رائحة العسل بدأت النملات تقفز في الوادي واحدة تلوى الأخرى 

إنتهى سمير من هذه المشكلة. وأخذ يسير في طريق العودة وصل إلى كهف يمتد إلى الأعلى فصعد ومائن خرج منها وجد نفسهُ على جذع الشجرة ورفع رأسهُ فوجدَ النسرَ مازال يحوم.)

الصوص:

(يحكى أنهُ في أحد الأريافِ كان يسكنُ رجلٌ بعائلتهِ سعيداً، وفي إحدى الليالي سمع الرجلُ ضجة في خمهِ الصغير فخرجَ إذا بشخصانِ صرقا دجاجةً وهربا دحوى (نحو) الجبل تكرت (تكررت) هذه الفعلة عدة ليالي فقرَّ (فقرر) الولدُ وأباهُ اللحاق باللصان فلحقاهما حتى وصلا إلى المخبإ في إحدى المنعطفات كان اللصوصُ يتشاورون على كيفية الإستلاء على المدينة. قال أحد اللصوص: لقد جمعنا دجاجاً كثيراً للأكل وما علينا اللا العمل. والثاني: أوافق ولكن ماهو الوقت المحدّد للبدإ. فقال قائدهم: الوقت في الأسبوع القادم.

أعدّ الأب وإبنهُ ووأهلُ المدينة خطة صارمة فحاصرو الجبلَ. واستطاعوا إمساك اللصوصْ.)


ذاكرة : قصة الأسرة المفقودة

0

الفكرة:  كنت على الأرجح في الصف الخامس ابتدائي، ولا بد أن أقر أن هذا العنوان تحديدا، وربما فكرة القصة العامة، قمت "باقتباسها" بتعبير لطيف والأصح بسرقتها من صديق يدعى مطراني محمد وكان وافدا جديدا على قسمنا في المدرسة اكتشفنا سريعا أنا إياه شغفنا بنسج القصص وتأليفها، فكنا نتحدث عن أفكارنا في ساحة المدرسة، ولعلي أعجبت بفكرته وظل عنوانها "الأسرة  المفقودة" يرن في عقلي، حتى انتهيت إلى نسج هذه القصة كاملة مع صياغتها بأسلوبي الخاص، طبعا وربما كان ذلك في عطلة قصيرة من عطل المدرسة، ساعدتني أمي رحمها الله في توضيبها وإخراجها على بساطتها، وأذكر أنني أخذتها معي إلى المدرسة، لست متأكدا إن كان التصحيح الإملائي بالأحمر عليها من معلمتي أم من أختي كريمة ، الأكيد والذي أذكره حقا سخط وانزعاج صديقي مطراني محمد وهو يرى فكرته وقد سرقت منه، وكيف أنني جنيت بدلا عنه الإعجاب والاهتمام بين الأصحاب، كانت بحق أول سرقة أدبية أقترفها رغم براءة السن ، أو لعلي أسميها الآن لحظة اقتباس، امتص فيها عقلي فكرة ثم أنتحلها في سلوك سوف يتكرر معي عبر السنوات، وإن بأشكال مختلفة.   المشاهد:  تحدثت عن مشاهد لم أكن قد رأيتها إلا على شاشة التلفاز:  شاطئ البحر، حيوان الفقمة، الغابة، الذئاب، كوخ، نهر جاري، مدينة مزدحمة، عمارات عالية.  العقل الطفولي:  -	العلاقة الإنسانية بين عائلة الفقمة (الحديث، البكاء)  -	وصف صغير الفقمة بالطفل   -	وجود ولد يعيش وحيدا في غابة دون تفسيرات  -	تكرار وصف الولد بالطفل  -	قدرة الحيوان على فهم عواطف الإنسان  -	قدرة صغير الفقمة على تعلم الكلام في وقت وجيز  -	ظهور المنقذ الفارس ذو اللباس الأسود  تأثير التلفاز:  بدا جليا أثر أفلام الكرتون وحتى أفلام المغامرة والعنف على الأفكار الصغيرة في القصة.

سنوات 1992 – 1993 

السن: 10 سنوات

أحلام اليقظة:

مما أذكره من هذه المرحلة، استغراقي في أحلام اليقظة لدرجة تصديقي لها، من ذلك مثلا كيف كنت أضطر أنا وأختي كريمة لاختلاق القصص المزيفة عن ذهابنا في الصيف للبحر وتمضية وقت رائع في العوم واللعب ونحن لم نره قط في حياتنا، لا لشيء إلا مجاراة لأبناء الجيران حين يعودون من عطلة الصيف، حتى لا نشعر نحن ولا نشعرهم أننا أقل منهم حظا، فكنا نتشارك أنا وهي في تأليف الذكريات وسردها بشغف، لدرجة كنت معها أعيشها في خيالي فأصدقها كما لو كانت حقيقة، ثم بعد مدة شعرت أختي بالسوء من كثرة كذبنا، وطلبت مني أن نتوقف عن هذه العادة فتوقفنا، لكنها مع ذلك بقيت عالقة في ذهني. 

كان الميل للاستغراق في الأحلام والخيال يرافق جل أوقاتي وأنا ألعب، وأنا مستلقي قبل النوم، وأحيانا في المدرسة، كانت أحلامي جسرا أمتطيه فينتشلني من واقع لم أكن أفهم بعد لما هو بهذا الشكل، ثم يلقي بي في جنة مُشكّلة من برامج التلفاز.

الخيال الجامح:

كان الفرق بين الخيال والواقع بسيطا للغاية في طفولتي، كنت أعيش خيالاتي بشكل يثير دهشتي حاليا، حينما أتابع التلفاز أعيش مشاهده وأرى عالم البحار العميقة عبره، فإذا ما أدخلتني أمي "الدوش" للاستحمام وأفرغت الماء فوق رأسي، أشعر في الحين أنني غريق في قاع المحيط فأتمسك بها، كانت في كل مرة تأمرني بإغماض عيناي فلا أغمضهما إلا وتطل مخيلتي على محيط عميق من حولي مليء بالأسماك والقروش، فإذا ما فتحت عيناي بعدها عُدت على الفور إلى البلاط المربع الأبيض "للدوش" وأمان حضن أمي، وما إن تُفرغ -رحمها الله- الماء فينساب فوق رأسي حتى تنقطع أنفاسي وأشعر مجددا كأني غريق في أعماق ذلك المحيط الخيالي، وأن ثمة أمواجا عالية متراكمة فوقي، وكلما طال قليلا زمن سكبها لذلك السطل من الماء إلا وخيل إلي أنني أغوص في الأعماق مكتوم الأنفاس وسطحُ المحيط الخيالي يبتعد من فوقي أميالا ثم أميالا، فأصاب بذعر شديد فأتمسك بها وأنا أطلب النجدة "شدوني .. شدوني"، فلا تنتهي مغامرة "الدوش" الخيالية حتى يحظى كل من فيه بحفلة من الماء والصراخ، في مشهد طريف لطالما أصبح بعدها ذكرى من بين المضحكات عني في العائلة.   

الأسرة المفقودة:

الفكرة:

كنت على الأرجح في الصف الخامس ابتدائي، ولا بد أن أقر أن هذا العنوان تحديدا، وربما فكرة القصة العامة، قمت "باقتباسها" بتعبير لطيف والأصح بسرقتها من صديق يدعى مطراني محمد وكان وافدا جديدا على قسمنا في المدرسة اكتشفنا سريعا أنا إياه شغفنا بنسج القصص وتأليفها، فكنا نتحدث عن أفكارنا في ساحة المدرسة، ولعلي أعجبت بفكرته وظل عنوانها "الأسرة  المفقودة" يرن في عقلي، حتى انتهيت إلى نسج هذه القصة كاملة مع صياغتها بأسلوبي الخاص، طبعا وربما كان ذلك في عطلة قصيرة من عطل المدرسة، ساعدتني أمي رحمها الله في توضيبها وإخراجها على بساطتها، وأذكر أنني أخذتها معي إلى المدرسة، لست متأكدا إن كان التصحيح الإملائي بالأحمر عليها من معلمتي أم من أختي كريمة ، الأكيد والذي أذكره حقا سخط وانزعاج صديقي مطراني محمد وهو يرى فكرته وقد سرقت منه، وكيف أنني جنيت بدلا عنه الإعجاب والاهتمام بين الأصحاب، كانت بحق أول سرقة أدبية أقترفها رغم براءة السن ، أو لعلي أسميها الآن لحظة اقتباس، امتص فيها عقلي فكرة ثم أنتحلها في سلوك سوف يتكرر معي عبر السنوات، وإن بأشكال مختلفة. 

المشاهد:

تحدثت عن مشاهد لم أكن قد رأيتها إلا على شاشة التلفاز:

شاطئ البحر، حيوان الفقمة، الغابة، الذئاب، كوخ، نهر جاري، مدينة مزدحمة، عمارات عالية.

العقل الطفولي:

- العلاقة الإنسانية بين عائلة الفقمة (الحديث، البكاء)

- وصف صغير الفقمة بالطفل 

- وجود ولد يعيش وحيدا في غابة دون تفسيرات

- تكرار وصف الولد بالطفل

- قدرة الحيوان على فهم عواطف الإنسان

- قدرة صغير الفقمة على تعلم الكلام في وقت وجيز

- ظهور المنقذ الفارس ذو اللباس الأسود

تأثير التلفاز:

بدا جليا أثر أفلام الكرتون وحتى أفلام المغامرة والعنف على الأفكار الصغيرة في القصة.

النص الأصلي مع الأخطاء:

(في ذات يوم على شاطئ البحر تجمعة أسراب من الفقم منها الكبير والصغير وكان اليوم حارا جدّ مناسبا لتجول السواح،

وكان الفقم يعرف أن الإنسان عدوه لذا لا يحبه وكانت من المجموعة عائلة لونها أبيض للأسف أن كل عائلة لونها أسود.

وفي ذلك اليوم خرج الصيادون للصيد وقد جاء بعضهم برا والبعض الآخر عل القوارب

وعندما وصلو فاق الفقم أن الصيادون حاصروهم فبدأ كل واحد منهم يصيح إلا العائلة البيضاء.

فقتل الصيادون تقريبا كل الفقم وعندم سمعة العائلة البيضاء الرصاص هربة إلى مكان آمن من الصيادون وللحض أن الصيادون لم يرو منهم أحد.

وقالة الأم لإبنها: إذهب يا بني لا تبقى هنا الأمر خطير.

وقال الأب: نعم يا بني إذهب لتنجو بنفسك

إستجاب الطفل لأبويه و إنطلق يعدوا وهو يبكي.

وعندما أظلم الليل ذهب الطفل يزحف نحو الحشائش في الغابة ونام هناك وبعد قليل سمع أصواتا غريبة فأطل فأذا هي حيوانات موحشة ومخيفة فإرتعش الطفل من الخوف ولم يصدر صوتا حتى الصباح،

وعندما تأكد من أن الوحوش ذهبو إندفع هاربا إلى مكان آمن أكثر فوجد كوخا صغيرا وبقربه واد صغير ورأى شخصا بقربه وعلى وجهه اللطوفة فذهب إليه وغذا هو إنسان صغير يصطد السمك،

رأى الطفل الفقم الصغير فأسرع إليه وأخذه إلى كوخه وأعطهُ سمكة مما إصطدا ورباه حتى صار كبيرا ودربه على إسطياد السمك من الواد 

وفي يوم من الأيام حزن الطفل حزنا حتى بدأ يبكي رآه الفقم وقال في نفسه «لو كنت أصتطيع التكلم لساعته»

وفكر في حيلة

إسطض سمكتا وشواها وأعطاها لأطفل فلم يأكلها،

فقال بالحركات «: علمني الكلام»

فهم الطفل قصد الفقم فدربه على الكلام،

وبدهشة تعلم مدة نصف شهر وقال لطفل «: لماذا أنت حزين»

أجاب الطفل «: لأن ليس لي والدين»

فصقطت دمعة من عين الفقم،

فقال الولد «: لماذا أنت تبكي هل أثر عليك كلام.»

فال الفقم «لا لم يؤثر بل فقدت والديا وأنا أبحث عنهم.»

بعد شهور بدأ أطفل والفقم بلبحث عن العاإلة المفقودة.

فصعدو الجبال وقطعوا البحار حتى وصلوا إلى المدينة فوجدواها مليأة بالناس والسيارات والعمارات الكبراى

فأعجب الطفلا ****** را في شوارعها فدهش الناس لغرابة الطفل والفقم وبدؤو ينذرون إليهم بلا توقف

وعندما وصلوا إلى شارع ضيق مقفر ومظلم دخلو إليه وسارُ قليلا

بعد قليل إقتحمهم مجموعة من اللصوص 

كان الطفل يعتقد أن موته حان لكن فجأتا ظ******* يرتدي لباسا أسودا لا يراى م********* إلا العينين وبدء معركته مع اللصوص.

فأبتعد الولد عن المجموعة مبد *** يتفرج

أخد الفارس الطفل إلى ************* لبسه ملابس جديدة ****** له

«لماذا أتيت إلى المدين و ما هو الهدف»

*** الولد «جأت باحثا أن أبوي الفقم ******** غير (خير) هل ترشدني إلى مكا الفقم»

قال الرجل «أعرفه سندهب غدا إليه»

في الصباح فطر الطفل وقال للرجل، «هل نذهب ***** أو حتى الغذاء» 

قال الرجل «نذهب بعد أن نجهز كل شيء»

جهز الرجل ما يلزم من المواد ثم إنطلق من والطفل ، وعندما دخلو الخابة ***** 

«لا تصدر صوتا يوجد حيوانات متوحشة»).  

#مذكرة #قصة #الأسرة #المفقودة

A-lost-family-story-memo

ذاكرة : كتاب غرائب وعجائب العالم - ميشال مراد

0
كانت كتب أبي الدينية صفراء الصحف عصية علي لغة ومضمونا بل وأتذكر يوم كنت أشاهد نشرة الاخبار مع والدي ولا أكاد أفهم شيئا مما تقوله المذيعة كانت تتكلم بلغة عربية غريبة غير تلك التي كنت أفهمها بسهولة في أفلام الكرتون   ومما أتذكره مجلد سميك مليء بالصور والألوان عنوانه "عجائب وغرائب العالم" كانت أمي تخبئه في أعلى الخزانة وكنت أتحين غفلتها لأقوم بتصفحه خلسة   لا زالت عالقة بذهني صور منه كذاك الرجل الصيني الذي يجر ابنه الغريق بحبل وسط الوحل بعد فيضان عظيم وأخرى لإفريقي نحيف مات من شدة الجوع وصور أطول رجل في العالم وأقصر امرأة وبرج بيزا المائل وأضخم أشجار العالم وغيرها   لم أكن اعرف شيئا عن الفضاء لكنني كنت أعرف نيل ارمسترونغ ورحلة أبولو من هذا الكتاب طبعا ومن قسم الحضانة الذي كنت فيه، فقد اعتادت مربيتنا أن تعرض علينا تمثيلية رحلة القمر بواسطة لعب صغيرة لرواد الفضاء بمركبتهم وعربتهم القمرية كانت ممتعة وملهمة، لا أكاد أذكر من لعب الحضانة إلا هذه اللعبة وأخرى كنا نجتمع فيها لنصطاد سمكات بلاستيكية في صندوق أزرق على شكل حوض بواسطة عود صغير يتدلى منه خيط ينتهي بصنارة صغيرة، كان علينا ادخال الصنارة في حلقة بفم السمكة وكنا نتبارى اينا يصطاد أكثر، كلما أتذكر تلك الأيام أحس بعبير من الثمانينات، إنه شعور لا أعرف له وصفا، كانه شيء من أحلام الطفولة أو لعلها أيام سلام وطيبة ...  أو ربما فقط لكونها سبقت أياما عصيبة وقاسية عرفناها من بعد باسم العشرية السوداء "التسعينات".


كانت كتب أبي الدينية صفراء الصحف عصية علي لغة ومضمونا، بل وأتذكر يوم كنت أشاهد نشرة الأخبار مع والدي ولا أكاد أفهم شيئا مما تقوله المذيعة، كانت تتكلم بلغة عربية غريبة غير تلك التي كنت أفهمها بسهولة في أفلام الكرتون 

ومما أتذكره مجلد سميك مليء بالصور والألوان عنوانه "عجائب وغرائب العالم"، كانت أمي تخبئه في أعلى الخزانة وكنت أتحين غفلتها لأقوم بتصفحه خلسة 

لا زالت عالقة بذهني صور منه، كذاك الرجل الصيني الذي يجر ابنه الغريق بحبل وسط الوحل بعد فيضان عظيم، وأخرى لإفريقي نحيف مات من شدة الجوع، وصور أطول رجل في العالم وأقصر امرأة وبرج بيزا المائل وأضخم أشجار العالم وغيرها

 لم أكن أعرف شيئا عن الفضاء، لكنني كنت أعرف نيل أرمسترونغ ورحلة أبولو من هذا الكتاب طبعا ومن قسم الحضانة الذي كنت فيه، فقد اعتادت مربيتنا أن تعرض علينا تمثيلية رحلة القمر بواسطة لعب صغيرة لرواد الفضاء بمركبتهم وعربتهم القمرية، كانت ممتعة وملهمة، لا أكاد أذكر من لعب الحضانة إلا هذه اللعبة وأخرى كنا نجتمع فيها لنصطاد سمكات بلاستيكية في صندوق أزرق على شكل حوض بواسطة عود صغير يتدلى منه خيط ينتهي بصنارة صغيرة، كان علينا إدخال الصنارة في حلقة بفم السمكة وكنا نتبارى أينا يصطاد أكثر، كلما أتذكر تلك الأيام أحس بعبير من الثمانينيات، إنه شعور لا أعرف له وصفا، كأنه شيء من أحلام الطفولة أو لعلها أيام سلام وطيبة ...

أو ربما فقط لكونها سبقت أياما عصيبة وقاسية عرفناها من بعد باسم العشرية السوداء "التسعينيات". 


بشار - جانفي - 2015

#مذكرة #كتاب #غرائب #وعجائب #العالم #ميشال #مراد

Memoir-of-the-book-Strange-and-Wonders-of-the-World-by-Michael-Murad


التفاعل الثقافي حتمية إنسانية

0
أعني بالثقافة هنا ما عناه الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله عندما تحدث عن الثقافة في التاريخ حيث قال : والثقافة بما تتضمنه من فكرة دينية انتظمت الملحمة الانسانية في جميع أدوارها من لدن آدم عليه السلام , لا يسوغ أن تعد علما يتعلمه الانسان بل هي محيط يحيط به و إطار يتحرك داخله , فهو يغذي جنين الحضارة في أحشائه , وإنها الوسط الذي تتكون فيه جميع خصائص المجتمع المتحضر وهي الوسط الذي تتشكل فيه كل جزئية من جزئياته تبعا للغاية العليا التي رسمها المجتمع لنفسه1. (1: مالك بن نبي – مشكلة الثقافة) والسؤل المحفز هنا هو: كيف ارتدت أقوام كعاد وثمود وغيرها عن دين نوح عليه السلام..؟؟؟ , سؤال عن الكيف وعن الآلية التي انتظمت الأفكار والتصورات في سلسلة من التقهقريات المتدرجة من علياء التوحيد الخالص إلى قاع الشرك البواح.. وجانب من الإجابة في نظري شديد التعلق بظاهرة التفاعل الثقافي بين المجموعات الانسانية , تلك الظاهرة الحتمية في مسار تاريخ كل الحضارات

" الصورة للملك شهرو أحد ملوك لحيان آثار مملكة لحيان الحجاز خلفاء المعينيين الثموديين"

كتبت يوما ما من أيام عام 2012

التفاعل الثقافي حتمية إنسانية

أعني بالثقافة هنا ما عناه الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله عندما تحدث عن الثقافة في التاريخ حيث قال : والثقافة بما تتضمنه من فكرة دينية انتظمت الملحمة الانسانية في جميع أدوارها من لدن آدم عليه السلام , لا يسوغ أن تعد علما يتعلمه الانسان بل هي محيط يحيط به و إطار يتحرك داخله , فهو يغذي جنين الحضارة في أحشائه , وإنها الوسط الذي تتكون فيه جميع خصائص المجتمع المتحضر وهي الوسط الذي تتشكل فيه كل جزئية من جزئياته تبعا للغاية العليا التي رسمها المجتمع لنفسه1. (1: مالك بن نبي – مشكلة الثقافة)
والسؤل المحفز هنا هو: كيف ارتدت أقوام كعاد وثمود وغيرها عن دين نوح عليه السلام..؟؟؟ , سؤال عن الكيف وعن الآلية التي انتظمت الأفكار والتصورات في سلسلة من التقهقريات المتدرجة من علياء التوحيد الخالص إلى قاع الشرك البواح..
وجانب من الإجابة في نظري شديد التعلق بظاهرة التفاعل الثقافي بين المجموعات الانسانية , تلك الظاهرة الحتمية في مسار تاريخ كل الحضارات
قوم هود عليه السلام مثلا الذين يعدّون أول تجربة انسانية بعد نوح عليه السلام تفشل في امتحان الايمان , ورغم أصولهم الآرامية الساميّة التي تحمل ميراث رسالة نوح (عليه السلام) وأسرته المؤمنة , لم يستطع أغلبهم الحفاظ على نقاء إيمانهم من التلوث بشركيات جيرانهم.
تاريخيا من المرجح أن هذا حصل نواحي الألف الثانية قبل الميلاد وإن كان تاريخ عمان القديم يكشف عن آثار لمدينة غارقة في الرمال تدعى وبار يعود عمرها لنحو 3600 سنة قبل الميلاد يظن الباحثون أنها هي إرم ذات العماد المذكورة في القرآن أما التورات الحالية فهي خالية من أي ذكر لعاد إرم و قصة هود عليه السلام ، وقد ذكر ابن خلدون قوم وبار بقوله : إنهم انتقلوا إلى جزيرة العرب من بابل لما زاحمهم فيها بنو حام فسكنوا جزيرة العرب بادية مخيمين ثم كان لكل فرقة منهم ملوك وآطام وقصور...
على كل , لا نعدم وسيلة في التحليل ان قسنا الغائب على الشاهد وحاولنا استقراء سنن قررها الله سبحانه في سلوكيات البشر وتفاعلاتهم , فالنظرية 2 (2: رشدي بدراوي – قصص الانبياء والتاريخ ج1) التي ترجع بنسب عاد الأولى إلى أصول هاجرت من جبال أرمينيا شمالا حيث استقرت الفلك بسيدنا نوح عليه السلام , وحيث تكون المجتمع المؤمن الأول الذي استخلفه الله على الأرض بعد هلاك أهلها, هذه النظرية تفترض أن القوم وافدون على منطقة جنوب الجزيرة العربية, شرق اليمن تحديدا , بعد أن اتخذوا مسارا متنقلا عبر الشام غربا وانحدارا عبر الحجاز استمر قرونا طوال ... ومن شبه المؤكد تاريخيا ان اليمن القديم لم يكن خاليا من الساكنة , فأرضه التي كانت أخصب مما هي عليه الآن حثت البشر على الاستقرار فيه منذ العصور الغابرة
كما ان استمرار آثار من عبادة أصنام ك"ود" مثلا في المنطقة العربية يدل على أن الثقافة الدينية لقوم نوح لم تنقرض بانقراضهم , وأن أقوام عديدة استمرت على شكل من أشكال الحضارة التي كانت سائدة أيام نوح عليه السلام ..
والنتيجة بحسب النظرية هذه ان عاد تأثرت بعقائد جيرانها فأدخلت الكثير من مظاهر الشرك وعبادة الأصنام إلى شعائر عباداتها ...
الشاهد الذي يسند هذه الفكرة , هو شاهد تاريخي قد يطلق عليه مجازا بالصدمة الحضارية 

ظاهرة التكلس

0
مثلما يتبخر الماء تاركا من خلفه كتلا صخرية من الكلس .. كذلك تتبخر القيم والأفكار الصالحة من الضمير الفردي والجماعي لتترك خلفها كتلا من الأشخاص والأشياء . إن التحول من الإيمان إلى الشرك، ومن الإسلام إلى كفر.. يتخذ مسارا متشعبا ومركبا عبر مراحل زمنية ليست بالقصيرة ؛ هناك مساران متوازيان يضمنان هذه الإنقلابة: - التغير النفسي الداخلي - التغير الاجتماعي الخارجي  التغير النفسي الداخلي: هو عملية التحول من حالة الإيمان الأولى وصولا إلى حالة الشرك النهائية،  ضمان هذا التحول، هو تقهقر الحالة الوجدانية للإنسان من التعلق بالأفكار المطلقة إلى التعلق بالأشخاص، ومن ثمة تتعلق في النهاية بالأشياء البحتة. هذه المعركة الوجدانية ، هي معركة تحولية ، يحاول فيها الشيطان استدراج الإنسان فكريا إلى منطقة المحظور ايمانيا ، وذلك بتغطية المقاصد الكبرى للإيمان بغايات أقل بعدا : كأن يركز على تعظيم الداعية أو النبي كشخص ، لتغيب خلف هذا التعظيم حقيقة رسالته ، وأن تعظم الشعائر والأحكام وتغيب المقاصد والغايات ..

كتبت يوما ما من أيام عام 2012

(طرحت هذه الموضوعات ببعد تاريخي لاستخلاص قاعدة تفسر تقهقر الحالة الإيمانية للأمم عبر القرون من صفاء الإيمان إلى درك الشرك ومقاومة الأنبياء والدعاة)

مثلما يتبخر الماء تاركا من خلفه كتلا صخرية من الكلس ..
كذلك تتبخر القيم والأفكار الصالحة من الضمير الفردي والجماعي لتترك خلفها كتلا من الأشخاص والأشياء .
إن التحول من الإيمان إلى الشرك، ومن الإسلام إلى كفر.. يتخذ مسارا متشعبا ومركبا عبر مراحل زمنية ليست بالقصيرة ؛
هناك مساران متوازيان يضمنان هذه الإنقلابة:
- التغير النفسي الداخلي
- التغير الاجتماعي الخارجي

التغير النفسي الداخلي: هو عملية التحول من حالة الإيمان الأولى وصولا إلى حالة الشرك النهائية، 
ضمان هذا التحول، هو تقهقر الحالة الوجدانية للإنسان من التعلق بالأفكار المطلقة إلى التعلق بالأشخاص، ومن ثمة تتعلق في النهاية بالأشياء البحتة.
هذه المعركة الوجدانية ، هي معركة تحولية ، يحاول فيها الشيطان استدراج الإنسان فكريا إلى منطقة المحظور ايمانيا ، وذلك بتغطية المقاصد الكبرى للإيمان بغايات أقل بعدا :
كأن يركز على تعظيم الداعية أو النبي كشخص ، لتغيب خلف هذا التعظيم حقيقة رسالته ، وأن تعظم الشعائر والأحكام وتغيب المقاصد والغايات .. 
فإذا ما وصل الوجدان الإنساني إلى هذه الحال ، سهل الانتقال به إلى المرحلة التي تليها ، بالانتقال من الشخصانية إلى الشيئية البحثة ، عندها تغدوا الكتابات والحروف ذاتها مقدسة لا معانيها ، ويغدوا لباس الشخص وأشياءه مقدسة لا حقيقته ، وتغدوا جدران المعابد وصخورها جليلة مهابة تبخر وتعطر وتطلى لذاتها لا لمعنى خلفها ...
عندها تصير لهذه الأشياء قوة وقدرة في وجدان الإنسان يخشاها ويرجوها، وهذا عين الشرك بالله تعالى.
(أذكر هنا اعتقادا ساد في مجتمعاتنا المغاربية غداة الغزو الفرنسي مفاده أن فرسان الزوايا المقاومون يمتلكون تعاويذ تجعل من رصاص العدو ينزل بردا وسلاما على صدورهم، كذلك ظاهرة تقديس قبور الأولياء التي تفطن لأهميتها دهاة المعمرين حتى أضحى بناء "قبة" في كل حقل ومزرعة يغني هؤلاء الأوربيين عن مراقبة عبيدهم العرب، وهي أثقال في جملة من أساطير الإرث "ما بعد الموحدين" بحسب وصف الأستاذ مالك بن نبي)
لكن الحفاظ على هذه الحالة، ببقاء العقل الإنساني مكبلا بالحواس الشيئية من حوله، يحتاج لحالة اجتماعية من حول الفرد تدعم مسار التقهقر وترفض كل دعوة للاستيقاظ.

- التغير الاجتماعي الخارجي: هو عملية التحول من حالة الإسلام الأولى إلى حالة الكفر النهائية،
ضمان هذا التحول، هو انقلاب المؤسسة الدينية في المجتمع من الولاء للحق، إلى الولاء للقوة ...
بداية وتماهيا مع التحول النفسي الداخلي نحو الشخصانية، يتحول الولاء داخل المؤسسة الدينية من التوجه نحو الأفكار، إلى التمحور حول الأشخاص بشيوع ثقافة الشخصانية وقبولها وعدم مقاومتها، شيوع هذه الثقافة في حد ذاته منكر يحتاج إلى نهي، لأنها تنافي التوحيد العقائدي والتوحيد الاجتماعي:
- بأن لا عصمة إلا لله وحده
- و أن جميع البشر متساوون أمام أحكامه
لأن المؤسسة الدينية هي الأمينة على سلامة المناخ العام والثقافة العامة من الانحراف نحو الباطل، فهي أمينة على بقاء الضمير الجماعي حيا بممارستها الحرة من كل قيد لفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر...
فإذا ما شاعت ثقافة الشخصانية في المؤسسة الدينية، وقاومت هي ذاتها أي محاولة للنهي عنها، كان نتيجة لذلك شيوع المظالم وظهور الفساد انطلاقا من المؤسسة ليعم المجتمع ككل أو العكس بأن يعم المجتمع ثم يجتاح المؤسسة المتقاعسة في مقاومته، ومن نتائج هذه الثقافة ، شيوع الصراع على المناصب والسلطة داخل المؤسسة ، مما يدفع العناصر الصالحة التي لا تحبذ هذا الشكل من التهالك على أعراض الدنيا .. إلى الانسحاب، وبالمقابل تجتذب هذه الفراغات الطامحين لهذه الأغراض ولو كانوا من غير أهل الدين وأمانته ..
في النهاية يتم إفراغ المؤسسة من محتواها الفكري ومن طاقتها البشرية، لتُعبأ بالأشخاص والأشياء،
ختاما، وبعد ضياع الدور الحقيقي للمؤسسة وانحراف مسارها، يتم التحالف بينها وبين السلطة السياسية للمجتمع من أجل ضمان بقاء كليهما ..
عندها تتم مواجهة أي دعوة للإصلاح بقوة وعنف، لأنها تعني لكلا الحليفين، دعوة إلى الفناء.

(أسجل هنا تحفظي على إطلاق مصطلح الشرك والكفر، وانما حاولت توضيح سلسلة من الأفكار، فلست بأي حال من الأحوال في مقام التبديع والتكفير ولا يحق ذلك لي)

إن الله لا يقمع التفكير

0
إن الله لا يقمع التفكير ، بل يحث على سلامة التقدير ..   قال الله تعالى:  إنه فكر وقدر, فقتل كيف قدر, ثم قتل كيف قدر                     المدثر 18 * 19 * 20  ذاك أن التفكير مجال واسع و غير محدود ؛ لأنه نعمة من الله لا يكفيها شكر ، لكنه بذلك بحر متلاطم الأمواج ، يحتاج ميزان تقدير دقيقا وسليما ،لتخلص الأفكار عبره إلى نتائج سليمة ، ليتمخض عن ماكنة التفكير هذه :  حق لا باطل  خير لا شر  والخلل الذي يحيل الخير شرا والحق باطلا ، هو خلل في كيفية التقدير .. وذاك هو القياس الجائر بوصف الحسن البصري وابن سيرين ...  لأجل ذلك ،كان الشيطان ضحية لتقديرات تفكيره الخاطئة .  هنا مفصل أساسي في مشكلة الشيطان ؛ لأن خطيئة الشيطان تتجاوز حدود الذنب ، لتسقط في قاع الكفر ..  هناك شيء ما في داخل الشيطان ... طفرة فكر أو خاطر ، غيرت نظرته لخالقه سبحانه وتعالى ، غيرت مفهومه عن الإله ، طفرة في تركيبة نفسه جعلته يتعدى في طموحاته كل المراتب، ويعتقد أن ثمة أسبابا لو امتلكها يوما ،لاستطاع بها أن يصير إله ، ولعل من تلك الأسباب عنده الخلد والملك ..

كتبت يوما ما من أيام عام 2011 م

إن الله لا يقمع التفكير ، بل يحث على سلامة التقدير .. 

قال الله تعالى: 
إنه فكر وقدر, فقتل كيف قدر, ثم قتل كيف قدر                     المدثر 18 * 19 * 20 
ذاك أن التفكير مجال واسع و غير محدود ؛ لأنه نعمة من الله لا يكفيها شكر ، لكنه بذلك بحر متلاطم الأمواج ، يحتاج ميزان تقدير دقيقا وسليما ،لتخلص الأفكار عبره إلى نتائج سليمة ، ليتمخض عن ماكنة التفكير هذه : 
حق لا باطل 
خير لا شر 
والخلل الذي يحيل الخير شرا والحق باطلا ، هو خلل في كيفية التقدير .. وذاك هو القياس الجائر بوصف الحسن البصري وابن سيرين ... 
لأجل ذلك ،كان الشيطان ضحية لتقديرات تفكيره الخاطئة . 
هنا مفصل أساسي في مشكلة الشيطان ؛ لأن خطيئة الشيطان تتجاوز حدود الذنب ، لتسقط في قاع الكفر .. 
هناك شيء ما في داخل الشيطان ... طفرة فكر أو خاطر ، غيرت نظرته لخالقه سبحانه وتعالى ، غيرت مفهومه عن الإله ، طفرة في تركيبة نفسه جعلته يتعدى في طموحاته كل المراتب، ويعتقد أن ثمة أسبابا لو امتلكها يوما ،لاستطاع بها أن يصير إله ، ولعل من تلك الأسباب عنده الخلد والملك .. 
الشيطان الذي رأى حقيقة ملكوت الله ،وعظمته ومقدرته ... كيف يختار أن يعادي الإله العظيم في ملكه ؟؟؟ ... كيف يختار لنفسه هذا المصير ؟؟.. 
كيف سمح لنفسه بهذا الجور ..؟ وكيف سمح الله العظيم بهذا الشر ..؟ 
يجيبك (ابن عنابة) القديس أوغستين ، بأن الله تعالى رأى بحكمته أن الأفضل إخراج الخير من الشر، على عدم السماح للشر أصلا بالوجود ... 
لأن الله سبحانه يخلق ، لكنه لا يكره خلقه على حبه .. كما كان يقول بول أفدوكيموف ، فلا حب مع إكراه ، والحب ثمرة الحرية ،
 لأن : 
في الحرية حب وكره 
في الحرية طاعة ومعصية 
وفي الحرية توبة وكفر 
أقول: وجوهر الفصل بين معصية الإنسان ومعصية الشيطان ، أن في الإنسان حب لله أعاده إليه بالتوبة ، وفي الشيطان كره له تعالى أبعده عنه بالكفر . 
إن مجال الحرية في الحياة شديد الأهمية ؛ لأن الله العظيم سبحانه هو الذي سمح به ، الله هو من سمح للشيطان المتمرد بالحياة وأعطاه كامل الفرصة لتحقيق أفكاره ، بل واستجاب لمطالبه .. 
لأنه ملك عظيم قوي لا يضره شيء ، خلق خلقه وأعطاهم الحرية ، فإذا ما أراد الشيطان أن يسلب خلقه حريتهم ، ألزمه حده وصانها لهم .. 
قال الله تعالى للشيطان : 
إن عبادي ليس لك عليهم سلطان                              الحجر 42 – الإسراء 65

أشباه البشر

0
يقول علماء الأنثروبولوجيا أن من أهم الخصائص التي تميز الإنسان العاقل عن أشباه البشر الذين عاشوا على هذه الأرض قبل زهاء مليونين من السنوات ، هي الروح الجمالية والفنية والقدرة على الإبداع التي ترك الانسان العاقل منها آثارا ملهمة حيث ما حل ، تتجلى روعتها في فن الرسم على جدران الصخور والكهوف وفي الدقة والاتقان الذي كان يعالج به أدوات صيده ومعيشته ، تلك الروح الإنسانية المتفاعلة مع جمال خلق الله، المستنطقة لروح هذا الابداع الرباني و المحاكية في تواضع وإخبات لدقة خلق الله وصنعته ... روح افتقدها أشباه البشر رغم تعميرهم على الأرض دهورا أكثر وآماد أطول ... لكن المتمعن لحال مجتمعاتنا اليوم قد يخلص في الأخير إلى أن أغلب من يعيشون على سطح هذه الأرض ، هم أشباه بشر.

كتبت يوم 28 يناير من عام 2013 م

أشباه البشر:

يقول علماء الأنثروبولوجيا أن من أهم الخصائص التي تميز الإنسان العاقل عن أشباه البشر الذين عاشوا على هذه الأرض قبل زهاء مليونين من السنوات ، هي الروح الجمالية والفنية والقدرة على الإبداع التي ترك الانسان العاقل منها آثارا ملهمة حيث ما حل ، تتجلى روعتها في فن الرسم على جدران الصخور والكهوف وفي الدقة والاتقان الذي كان يعالج به أدوات صيده ومعيشته ، تلك الروح الإنسانية المتفاعلة مع جمال خلق الله، المستنطقة لروح هذا الابداع الرباني و المحاكية في تواضع وإخبات لدقة خلق الله وصنعته ... روح افتقدها أشباه البشر رغم تعميرهم على الأرض دهورا أكثر وآماد أطول ...
لكن المتمعن لحال مجتمعاتنا اليوم قد يخلص في الأخير إلى أن أغلب من يعيشون على سطح هذه الأرض ، هم أشباه بشر.

نور الصباح

0
كانت خيوط لطيفة لضوء الفجر الآتي تتخلل رحاب مكة في صمت راكد لا صوت إلا صوت الجمال الهيم تردد صداه جبال مكة ،  لكن ما إن بزغ الفجر وارتفعت الشمس قليلا حتى تخللت أشعتها إلى الخيم والبيوت فأيقظت النائمين ، لكنهم كانوا قليلا فالباقون أغلقوا الستائر والأبواب وعادوا للنوم ،  لكن ضوء الشمس تخلل في الثقوب التي على الجدران وحواف النوافذ والأبواب وأخذ يتصبب بلطافة على النائم حتى أفاق البعض والبعض الآخر لم يستفق بل غطى نفسه وأغلق الثقوب،  لكن الشمس لم تستلم فأخذت تعلوا وتعلوا حتى أطلت على المدينة من فوقها وأخذت تلقي قذائف الدفء والحر على سقوف البيوت وجدرانها ،  بعد حين شعر النائم بالدفء ثم بالحر ثم أخذ يتصبب منه العرق فرمى الغطاء ليشعر ببعض الرطوبة لكن هذا لم يدم طويلا فبعد لحظات أخذ يتصبب منه العرق فشكل وديانا وهكذا حتى لم يطق النائم البقاء مغمورا بأوحال النوم ووديان العرق ، فأفاق وخرج ليهب عليه نسيم الصباح.  مصطفى محاوي 1995م

كتبت يوما ما من أيام عام 1995م 

نور الصباح 

كانت خيوط لطيفة لضوء الفجر الآتي تتخلل رحاب مكة في صمت راكد لا صوت إلا صوت الجمال الهيم تردد صداه جبال مكة ، 
لكن ما إن بزغ الفجر وارتفعت الشمس قليلا حتى تخللت أشعتها إلى الخيم والبيوت فأيقظت النائمين ، لكنهم كانوا قليلا فالباقون أغلقوا الستائر والأبواب وعادوا للنوم ، 
لكن ضوء الشمس تخلل في الثقوب التي على الجدران وحواف النوافذ والأبواب وأخذ يتصبب بلطافة على النائم حتى أفاق البعض والبعض الآخر لم يستفق بل غطى نفسه وأغلق الثقوب، 
لكن الشمس لم تستلم فأخذت تعلوا وتعلوا حتى أطلت على المدينة من فوقها وأخذت تلقي قذائف الدفء والحر على سقوف البيوت وجدرانها ، 
بعد حين شعر النائم بالدفء ثم بالحر ثم أخذ يتصبب منه العرق فرمى الغطاء ليشعر ببعض الرطوبة لكن هذا لم يدم طويلا فبعد لحظات أخذ يتصبب منه العرق فشكل وديانا وهكذا حتى لم يطق النائم البقاء مغمورا بأوحال النوم ووديان العرق ، فأفاق وخرج ليهب عليه نسيم الصباح.

مصطفى محاوي 1995م 

شعائر أم مشاعر ؟

0
في ليلة من ليالي الزمن الغابر، في برية الأردن، جلس الحواريون من حول المسيح عليه السلام وهو يعلمهم معنى الإيمان، ويزكي قلوبهم حتى فاضت أعينهم من الدمع وخشعت أرواحهم فتاقت أنفسهم إلى الصلاة...  عندها بادر يوحنا بالقول: يا معلم ، فلنغتسل كما أمر الله على لسان موسى ...  فأجابه السيد المسيح قائلا: لا تظنوا أني قد أتيت لأبطل الشريعة وكلام الأنبياء من قبلي، لعمر الله إنما بعثت لأحفظها... والذي تقف نفسي بحضرته ، لن يرضى الله عمن يخالف وصية من وصاياه ... لكني أحب ان تفقهوا جيدا كلام الله على لسان النبي أشعيا حين قال(اغتسلوا وكونوا طاهرين ، أبعدوا أفكاركم عن عيني)  الحق أقول لكم، إن ماء البحر كله لن يغسل من كان قلبه يحب الآثام...1  للشعائر والمناسك مقصد في قلب الانسان إن بلغته فقد حققت ما فرضت من أجله ، فقلب الإنسان وضميره الخفي هو ما جاءت من أجله الرسالات وبعث في سبيله الأنبياء ، ذلك السر الباطن الذي لا يطلع عليه إلا اثنان ، العبد وربه ، ومن ثمة فلا رقيب عليه سواهما ...  ربما... من أثر العادة والاعتياد قد يظن العبد أن مبتغى الرب منه أن يتعب جسده الضعيف في طقوس غامضة لا يفهم كنهها، أو أن يقرب إليه قربانا يقتطعه من ماله وعرق جبينه ، كل ذلك لأن الرب يرجوا شقاءه في هذه الدنيا وأن شقاء الدنيا ونكدها لازم إن رغب العبد في نعيم الآخرة ..

كتبت يوما ما من أيام عام 2012م

شعائر أم مشاعر ؟.. 

في ليلة من ليالي الزمن الغابر، في برية الأردن، جلس الحواريون من حول المسيح عليه السلام وهو يعلمهم معنى الإيمان، ويزكي قلوبهم حتى فاضت أعينهم من الدمع وخشعت أرواحهم فتاقت أنفسهم إلى الصلاة... 
عندها بادر يوحنا بالقول: يا معلم ، فلنغتسل كما أمر الله على لسان موسى ... 
فأجابه السيد المسيح قائلا: لا تظنوا أني قد أتيت لأبطل الشريعة وكلام الأنبياء من قبلي، لعمر الله إنما بعثت لأحفظها... والذي تقف نفسي بحضرته ، لن يرضى الله عمن يخالف وصية من وصاياه ... لكني أحب ان تفقهوا جيدا كلام الله على لسان النبي أشعيا حين قال(اغتسلوا وكونوا طاهرين ، أبعدوا أفكاركم عن عيني) 
الحق أقول لكم، إن ماء البحر كله لن يغسل من كان قلبه يحب الآثام...1 
للشعائر والمناسك مقصد في قلب الانسان إن بلغته فقد حققت ما فرضت من أجله ، فقلب الإنسان وضميره الخفي هو ما جاءت من أجله الرسالات وبعث في سبيله الأنبياء ، ذلك السر الباطن الذي لا يطلع عليه إلا اثنان ، العبد وربه ، ومن ثمة فلا رقيب عليه سواهما ... 
ربما... من أثر العادة والاعتياد قد يظن العبد أن مبتغى الرب منه أن يتعب جسده الضعيف في طقوس غامضة لا يفهم كنهها، أو أن يقرب إليه قربانا يقتطعه من ماله وعرق جبينه ، كل ذلك لأن الرب يرجوا شقاءه في هذه الدنيا وأن شقاء الدنيا ونكدها لازم إن رغب العبد في نعيم الآخرة ... 
ثم إن صنفا آخر من الناس ، ممن كان منهم في درك الشيئية البحثة ، ليظن أن لله نصيبا مما ينفق في سبيله أو أن الله في حاجة إلى جهد عضلاته ، تعالى الله سبحانه عما يظنون علوا كبيرا 
كلا ، وألف كلا ... فلن ينال الله لحومها ولا دماؤها، ولكن يناله التقوى منكم 
إن مقصد الإنفاق هو الإيثار في النفس وتزكية ما بها عن النهم والطمع والتمسك بالأشياء 
ومقصد الجهد والمجاهدة تمحيص القلب من كل عوالق الأنا التي تشده إلى الأرض شدا 
فالشعائر بذلك رياضة تنطلق بفعلها من أعماق القلب تطهره من كل ما يشوه إنسانيته و يخون حبه المقدس لخالقه، لأن محور هذه التعاليم كلها هو امتحان مقدار هذا الحب وصدقه، فمن لم تتحقق لديه هذه الغاية في شعائر عبادته فقدت الشعائر معناها عنده بل وتفقد قيمتها حتى: 
" من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له "2 محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) 
" رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، "3 محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) 
------------------------------------------------
1 : إنجيل برنابا الفصل الثامن والثلاثون (بتصرف) 
2 : رواه ابن أبي حاتم عن عمران بن حصين (تفسير ابن كثير) 
3 : (أخرجه ابن ماجة : برقم 1690، و أحمد في المسند 2/373، 441).

كيف تختزن أغنية واحدة مشاعر جيل بأكمله

0
عنوان أغنية راب للفنان الجزائري لطفي دوبل كانون من ألبومه الأول "كاميكاز" الذي أصدره مع رفيقه وهاب في ديسمبر من سنة 1997 م   (جيب الطرف) الحـــالة :  من قاع الإحباط , ومن ظلمة التهميش، تتعالى آهات الملايين من الشباب الرازح تحت وطأة القفر والبطالة… عندما تُصَدُ في وجوههم الأبواب كل الأبواب, عندما يعرض المستقبل عنهم ..عندما تطردهم الحياة ويتنكر لهم المجتمع .. (جيب الطرف) هو الحل عند الغالبية…ليس حلا للمشكلات وإنما هو الحل للعقل الواعي المدرك اليقظ, إنه الحل المتحلل الذي يحلل بقايا الوعي ويذيبها في رحيق أشبه بالعلقم لكنه أرحم, إنها فضاءات اللاوعي و اللا إدراك الواسعة التي تسع الهموم والطموحات جميعا.. ذلك أن عقل الشاب الواعي والمثقف سيعجز عن فهم وتفسير الحياة من حوله بالمنطق وحتى باللا منطق , سوف يعجز ثم يعجز ثم.. وفي خاتمة المطاف تصاب خلايا دماغه بعقدة تجاه كل ما هو منطقي في هذه الحياة, تجاه المفروض والمستحسن … يساوره الشك دائما كلما قابله القبيح والحسن وكأنما تلاشت الفروقات وذوت الملامح في مجاري الحياة التي لا ترحم وتصرف كل الأشياء مهما اختلفت إلى نهاية واحدة…

كتبت يوما ما من أيام عام 2010

عنوان أغنية راب للفنان الجزائري لطفي دوبل كانون من ألبومه الأول "كاميكاز" الذي أصدره مع رفيقه وهاب في ديسمبر من سنة 1997 م 

(جيب الطرف) الحـــالة :

من قاع الإحباط , ومن ظلمة التهميش، تتعالى آهات الملايين من الشباب الرازح تحت وطأة القفر والبطالة… عندما تُصَدُ في وجوههم الأبواب كل الأبواب, عندما يعرض المستقبل عنهم ..عندما تطردهم الحياة ويتنكر لهم المجتمع .. (جيب الطرف) هو الحل عند الغالبية…ليس حلا للمشكلات وإنما هو الحل للعقل الواعي المدرك اليقظ, إنه الحل المتحلل الذي يحلل بقايا الوعي ويذيبها في رحيق أشبه بالعلقم لكنه أرحم, إنها فضاءات اللاوعي و اللا إدراك الواسعة التي تسع الهموم والطموحات جميعا.. ذلك أن عقل الشاب الواعي والمثقف سيعجز عن فهم وتفسير الحياة من حوله بالمنطق وحتى باللا منطق , سوف يعجز ثم يعجز ثم.. وفي خاتمة المطاف تصاب خلايا دماغه بعقدة تجاه كل ما هو منطقي في هذه الحياة, تجاه المفروض والمستحسن … يساوره الشك دائما كلما قابله القبيح والحسن وكأنما تلاشت الفروقات وذوت الملامح في مجاري الحياة التي لا ترحم وتصرف كل الأشياء مهما اختلفت إلى نهاية واحدة…

(جيب الطرف) الأغـــنية :

يجب أن لا ننسى تلك الفترة السوداء من تاريخ البلد (الجزائر) حيث انضاف إلى سلة الهموم الثقيلة فتنة عمياء صعب على العالم في الخارج فهمها وتصور فظاعتها, فما بالك بمن عايشها وذاق مرارتها في الداخل …الفقر , البطالة , التهميش , والظلم جميعا كأنها لا تكفي لتطل أشباح الموت والغدر والقتل والاعتقال والتعذيب والاغتيال والرعب …. وهل هناك ما هو أسوء من ذلك كله ؟؟
….أجل … بربك جد لي من المسوغات ما استطعت تبيح لعقلي تقبل استهدافك لا لشيء إلا لكونك شابا.. تغدو مطاردا أين ماكنت حللت ام ارتحلت وفي الحافلة, وأنت عائد إلى والدتك الثكلى ينصب بينك وبينها حاجز مزيف ولأنك شاب لست متهما بل أنت التهمة,.. تُجَر إلى قارعة الممر ثم وبعد التكبير تُنحر كما تنحر البهائم.. .! .! .!
هي الفتنة العمياء خلطت ما كان في الأصل مبعثرًا … والشاب المثقف, العاري والجائع والمتشرد, مات إحساسه من شدة الخوف فلم يعد يخشى شيئا يجلس عند شاطئ البحر يرقب الضفة الأخرى حيث العالم الآخر بكل ما فيه, تجسدت الأحلام في صخور شاطئه وتوالدت الآمال بعدد حصى رمله أو هكذا يخيل إليه , برغم كل ما مر عليها لاتزال تلك النفس النابضة تحلم….

(جيب الطرف) النهـــــاية :

وفي الختام, أن تتواجد وسط التحديات ليس مهما بقدر وجود التحديات ذاتها بداخلك أنت, تحدي (جيب الطرف) لوحده يعتبر إنجازا , فمواجهة تناقضات الواقع بعقل واع يقظ بدلا من الهروب إلى مغارات اللاوعي هي شجاعة كبيرة تستحق لأجلها التقدير و الاحترام… ولأن الحياة تمر, سريعة كانت أم بطيئة, فالمعركة في النهاية معركة وقت, الظافر فيها من كان أكثر صبرا وجلدا..
أعتقد أن تاريخ تحديات الشباب الجزائري لا يختلف كثيرا عنه عند بقية الشباب العربي, خصوصا في العراق وفلسطين...


باسكال في كاليفورنيا -12- إلى وقت النهاية

0
إذن ... فعلى المؤمنين ترقب العلامات ... ولكن ماذا عن رجسة الخراب هذه ...؟ بني ... هي من كلام النبي دانيال الذي رأى في رُأياه نبأ آخر الزمان وأحداثه ... فيها كلام كثير لست أدري إن كنت تستطيع استيعابه ...؟ أبتي ... ما جئت من كاليفورنيا إلى هنا وتركت عملي .. إلا لأستوعب هذا الكلام  حسنا بني ... لعلك وحدك من يبحث عن مثل هذه الأخبار في زمننا هذا (وأخرج من درجه الكتاب المقدس ثم تناول نظاراته وهو يقول)... اسمع .. كان دانيال نبيا عظيما من انبياء اليهود عندما كانوا أسرى في مملكة بابل العظيمة ، قبل الميلاد زهاء السبعة قرون ... وبلغ من مجده أن صار وزيرا لملوك متعاقبين على الحكم هناك ... وكان يرى في منامه أحداثا سرعان ما تحققها الأيام ، وكان يكتم بعضها بأمر من ملاك الله ويكتبها سرا ،لأنها من خبر آخر الأيام ... يقول في واحدة منها :( أن الدجال يشتد غيضه على المتمسكين بالعهد المقدس .. فيتخذ له بطانة من الذين خانوا عهد الله .. فيحرك أذرعه الخفية لتُنجس المقدِسَ الحصين ... و تبني الرجس المخرب عليه ... فيغوي الناس على نكث عهد الله بزخارف الحياة ... أما المؤمنون الذين لم يرتابوا في ربهم فيثبتون ويجاهدونه ... وأصحاب الفهم من المؤمنين يُعلِمون كثيرا من الناس .. فينزل الدجال بهم ضربا بالسيف والنار والسبي والنهب أياما ... وكلما انهزم المؤمنون لا يجدون من العون إلا قليلا .. فتتصل بهم أطراف كثيرة تعرض عليهم عروضا لينكثوا عهد الله ... حتى أن بعض الفاهمين يتعثرون امتحانا لهم وتطهيرا من الله للمؤمنين ... وسمع دانيال في الرؤيا قديسا من قديسي الله يقول :" إلى متى تبقى معصية الخراب على القدس ويبقى جند الله مدوسين ..؟" فأجابه قديس آخر :" ماهي إلا ليالي وأيام حتي يتبرأ القدس من هذا الرجس ".... ثم إن كثيرين سوف يُغربَلون ويمحصون ويُطهرون ... فيتيه الأشرار غير مدركين لما يجري .. ووحدهم الفاهمون يفهمون ... فطوبى لمن انتظر ... وإذا على سحب السماء كأن ابن الإنسان أتى .. ونزل بين الأطهار، فقربوه قدامهم ... فأعطي سلطانا ومجدا وملكوتا وذلت له شعوب الأرض كلها ...) ولما أتم دانيال الرؤيا قال له ملاك الرب :« أَمَّا أَنْتَ يَا دَانِيآلُ فَأَخْفِ الْكَلاَمَ وَاخْتِمِ السِّفْرَ إِلَى وَقْتِ النِّهَايَةِ. فكَثِيرُونَ سيَتَصَفَّحُونَهُ وَالْمَعْرِفَةُ ستَزْدَادُ». ثم أغلق الأب الكتاب وانتظر تعليقا من بيلي الذي أذهلته هذه الكلمات

كتبت يوم ما من أيام عام 2011 م

إلى وقت النهاية

إذن ... فعلى المؤمنين ترقب العلامات ... ولكن ماذا عن رجسة الخراب هذه ...؟
بني ... هي من كلام النبي دانيال الذي رأى في رُأياه نبأ آخر الزمان وأحداثه ... فيها كلام كثير لست أدري إن كنت تستطيع استيعابه ...؟
أبتي ... ما جئت من كاليفورنيا إلى هنا وتركت عملي .. إلا لأستوعب هذا الكلام 
حسنا بني ... لعلك وحدك من يبحث عن مثل هذه الأخبار في زمننا هذا (وأخرج من درجه الكتاب المقدس ثم تناول نظاراته وهو يقول)... اسمع .. كان دانيال نبيا عظيما من انبياء اليهود عندما كانوا أسرى في مملكة بابل العظيمة ، قبل الميلاد زهاء السبعة قرون ... وبلغ من مجده أن صار وزيرا لملوك متعاقبين على الحكم هناك ... وكان يرى في منامه أحداثا سرعان ما تحققها الأيام ، وكان يكتم بعضها بأمر من ملاك الله ويكتبها سرا ،لأنها من خبر آخر الأيام ... يقول في واحدة منها :( أن الدجال يشتد غيضه على المتمسكين بالعهد المقدس .. فيتخذ له بطانة من الذين خانوا عهد الله .. فيحرك أذرعه الخفية لتُنجس المقدِسَ الحصين ... و تبني الرجس المخرب عليه ... فيغوي الناس على نكث عهد الله بزخارف الحياة ... أما المؤمنون الذين لم يرتابوا في ربهم فيثبتون ويجاهدونه ... وأصحاب الفهم من المؤمنين يُعلِمون كثيرا من الناس .. فينزل الدجال بهم ضربا بالسيف والنار والسبي والنهب أياما ... وكلما انهزم المؤمنون لا يجدون من العون إلا قليلا .. فتتصل بهم أطراف كثيرة تعرض عليهم عروضا لينكثوا عهد الله ... حتى أن بعض الفاهمين يتعثرون امتحانا لهم وتطهيرا من الله للمؤمنين ... وسمع دانيال في الرؤيا قديسا من قديسي الله يقول :" إلى متى تبقى معصية الخراب على القدس ويبقى جند الله مدوسين ..؟" فأجابه قديس آخر :" ماهي إلا ليالي وأيام حتي يتبرأ القدس من هذا الرجس ".... ثم إن كثيرين سوف يُغربَلون ويمحصون ويُطهرون ... فيتيه الأشرار غير مدركين لما يجري .. ووحدهم الفاهمون يفهمون ... فطوبى لمن انتظر ... وإذا على سحب السماء كأن ابن الإنسان أتى .. ونزل بين الأطهار، فقربوه قدامهم ... فأعطي سلطانا ومجدا وملكوتا وذلت له شعوب الأرض كلها ...) ولما أتم دانيال الرؤيا قال له ملاك الرب :« أَمَّا أَنْتَ يَا دَانِيآلُ فَأَخْفِ الْكَلاَمَ وَاخْتِمِ السِّفْرَ إِلَى وَقْتِ النِّهَايَةِ. فكَثِيرُونَ سيَتَصَفَّحُونَهُ وَالْمَعْرِفَةُ ستَزْدَادُ».
ثم أغلق الأب الكتاب وانتظر تعليقا من بيلي الذي أذهلته هذه الكلمات 
أظن .. انه لا يزال أمامي الكثير لأبحث عنه ... كلما طلبتُ جوابا ، ظفرت بأسئلة جديدة ... (قال بيلي) .. لكن أبتي إن كان المسيح طالب المؤمنين بالصبر و بالوقوف شاهدين بالحق أمام الأمم ... و دانيال يصف أعداء الدجال بأنهم يُعلمون الناس ... فأين هم هؤلاء الصادعون بالحق والمعلمون ..؟ 
(فنظر إليه الأب ،ثم قال) إنهم موجودون .. لكنهم مختفون لأنهم مضطهدون ... ومهددون بالقتل يا بني ..
فكيف يجتمع الاختفاء والخوف مع الشهادة بالحق أمام جميع الأمم ..؟
بني ... لا تتعجل الفهم ... فلا تزال هنالك الكثير من الخفايا التي لا تعلمها و لا يعلمها حتى العجوز الجالس أمامك، الذي أمضى عمره كله في البحث عنها ... لأجل ذلك .. فالمسير في طريق الأسرار المقدسة يحتاج صبرا وطول نفس يا بني
وبعدما آنس الأب من بيلي الاكتفاء .. بادره بالكلام :
أما وقد حاولتُ أن أجيب عن أسئلتك الصعبة ، فاسمح لي أن أسألك سؤالا واحدا ... من أين لك بهذه المعلومات عن مسايا اليهود ..؟
من صفحات الإنترنت طبعا ..
إذا فهي فكرة سيئة .. بني ... كان الأجدر بك أن لا تقع كالفراشة الضعيفة في شبكة العنكبوت الرهيبة هذه ... كان الأجدى والأكثر أمانا لك أن تقصد المكتبات وتتصفح أوراق الكتب هناك ... فلتحترس أكثر بني 
لكن بيلي لم يعقب على كلام الأب ولزم الصمت ، 
ثم ودعه وقفل عائدا ... في المطار اتصلت به آنا جزعة وهي تقول له :
لقد جاءنا اليوم رجل ادعى أنه من الشرطة الفدرالية .. سأل عنك وعن عملك ، وطلب رؤية غرفتك لكننا تحججنا بغيابك ومنعناه ...
لا يحتاج الأمر إلى كل هذا الجزع .. فلا تقلقي .. أعتقد انها مخالفة إنترنت ، جاء الرجل ليستفسر عنها .. ليس أكثر 
وفي الطائرة أخذ يفكر بيلي في كل ما يجري من حوله وفي كلام الأنبياء الذي سمعه من الأب .. هل تراها محاولات لإرهابه وثنيه عن مواصلة طريقه في البحث عن الحقيقة ... هل بعد كل الذي عرفه يتراجع ... هل يلقي بكل هذه النبوءات خلف ظهره ... كان يتساءل عن أطهار الله الذين لا يخافون الجهر بالحق .. فلم لا يكون واحدا منهم وقد لاحت الفرصة أمامه ليختبر عزمه ... فعزم على أمره .. ما الذي سيخسره ..؟ .. بعد أن خسر نصف جسده في الحادث .. كم بقي أمامه ليعيشه في هذه الدنيا ... فلم لا يجعل لأيامه الباقية معنى ... ويعيش لفكرة تستحق الحياة والموت لأجلها ... هكذا عزم بيلي وأضمر في قلبه . 
في كاليفورنيا ... حاول بيلي طمأنة الجميع بأن الأمر ليس أكثر من مشكلة على الإنترنت .. ثم اختلى بآنا وقال لها :
ركزي معي جيدا .. فثمة أمر خطير يحدث من حولنا .. وأحتاج مساعدتك .. اسمعي جيدا ، سوف تصلك رسائل إلكترونية باسم مستعار هو "باسكال" حاولي أن ترسليها إلى أكبر عدد ممكن من الأصدقاء عندما أطلب منك ذلك ...
ما الأمر بيلي ... ما الذي يحدث ..؟
لا أستطيع أن أشرح لك كل شيء الآن ... لكنك إذا قرأت تلك الرسائل ، ستفهمين الموضوع ...
ثم اختلى ببيتر وديفد كل على حدى وطلب منهما نفس الشيء ...
وفي المساء عمد بيلي إلى الدخول إلى الإنترنت هذه المرة باسمه المستعار "باسكال" وسارع بإنشاء مجموعة من المواقع المتفرقة ونظم معلوماته التي جمعها بشكل مقالات محددة ،قام بنشرها على دفعات ثم بدأ بإرسال رسائله إلى كل من تمكن من الظفر ببريده الإلكتروني ... واستمر يعمل طيلة الليل ... 
في الصباح وعندما خرج من غرفته .. وجد رفاق سره ينظرون إليه نظرات كلها دهشة واستغراب لكن أحدا منهم لم ينبس بكلمة ... واستمر عملهم كعادته .. وفي المساء أقبل ديفد قلقا وقال لبيلي:
يجب أن نرحل فورا من هنا (فاعترضته آنا مستفسرة ، فقال لها)
هناك سيارتا شرطة معهما سيارة سوداء مصفحة في طريقها إلى هنا 
ما العمل غذا قال بيتر ..؟
يجب ان اختفي مع بيلي .. وإن سأل أحد عنا .. قولا أننا ذهبنا إلى المتنزه العام 
وفي غمرة العجلة حمل بيلي معه حاسوبه المحمول وشرائح الذاكرة ، ثم ركب مع ديفد في سيارته وأقلعا عبر طريق خلفي ملتوي ... ولم تمضي غير لحظات حتى حاصرت الشرطة المكان وأخذت تبحث عن بيلي وعندما لم تجده بدأت في التحقيق مع أفراد الفريق ...
ركن ديفد سيارته عند بيت أحد أصدقائه ... ثم طلب من صديقه السماح له باستعارة سيارته ، ولما قبل الصديق استبدل ديفد وبيلي سيارتهما وأقلعا :
إلى أين تعتقد أنه يمكننا الذهاب الآن بيلي ..؟ (قال ديفد) 
إلى فانكوفر .. ليس هناك مكان آخر ..
فانكوفر ..؟ .. سيكون الطريق طويلا و يعج بنقاط التفتيش ..؟ (ثم التفت نحو بيلي) ليس هناك أفضل من هذا يا صاااااح ... 
لم تفعل هذا ..؟
ماذا ..؟ لم أسمعك جيدا ..؟
أقصد .. لم تخاطر بنفسك من أجل شخص مجنون مثلي ..؟
هههههههههههههه .. انت مجنون حقا... تطاردك الشرطة الفدرالية .. ومطلوب لدى الأمن المركزي ... لا يحظى المرء دائما بفرصة رائعة كهاته ... سوف تظهر صورتك على شاشات التلفزة ، ألم أقل ذلك لك ..؟ أتمنى ان يختاروا لي صورة جميلة ... اسمع لا تخشى شيئا ... فقد تبادرت الآن لعقلي الداهية ،فكرة عبقرية ... أعرف كيف سنجتاز حقل الألغام هذا ... سوف نصل إلى فانكوفر عبر طرق فرعية من ابتكاري ...
أووه .. يا إلهي .. لقد نسيت دوائي ...
هذا خبر جميل ... والأجمل منه انني نسيت محفظة نقودي (قال ديفد وهو يبتسم).
و استمر مسيرهما متقطعا .. لكن ديفد عرف كيف يستفيد من بعض معارفه على الطريق ... وبدأت أعراض المرض تبدوا على بيلي من جراء عدم تناوله للدواء .. فكان يتحامل على نفسه ولا يريد أن يُظهر أي ضعف ...
في كاليفورنيا صادرت الشرطة كل حاجيات بيلي وانصرفت ... فساد الصمت والوجوم على المركز وأفراده الذين لم يستوعب بعضهم ما يجري .. وبقيت آنا مع بيتر في حيرة .. لا يدريان ما يعملان ... لا يستطيعان التواصل مع ديفد وبيلي فالخطوط مراقبة .. وآنا أكثر قلقا من أن يتسرب الأمر إلى أم بيلي ...
وبعد سفر طويل وصل الهاربان إلى ضواحي فانكوفرن وبيلي في حالة يرثى لها ... فأوصى ديفد بأن يتصل بالأب توماس ويخبره بالأمر بعد أن هداه إلى مكانه ... ولم يطل الامر حتى عاد ديفد مع الأب توماس في سيارته وهما يحملان معهما الدواء لبيلي ... ثم انطلق الثلاثة نحو دير الشهداء ...
ما الذي دعاك لتفعل ما فعلت يا بني ..؟
الداعي الذي دعا باسكال لكتابة رسائله الريفية .. يا أبتي 
بني ... لقد سلكت طريقا لا يسلكها إلا قدوسوا الله وأطهاره ... وإني لأدعو الله لك بالحفظ والبركة ... فليباركك الرب الرحيم ... بني ... بعد هذا لم يعد لك مقام في هذه البلاد ... إن أخذت بمشورتي فسيؤامن لك العبور إلى كندا عبر أصدقائي من الهنود .. سوف تجد بمعيتهم الأمن من ملاحقة هؤلاء الذئاب ... وبعدها الله الرحيم يتخد لك سبلا ...
شكرا أبتي ... لكن قبل ذلك لا يزال علي فعل شيء ما دمت على هذه الأرض ... (ثم التفت نحو ديفد) إنها ساعت "الرسائل الانشطارية" هل أنت مستعد للمضي قدما معي في هذه المغامرة ..؟
أنت تعجبني يا صاااح.. لم تخيب ظني
إذن ولحظة عبورنا للحدود قل لآنا وبيتر أن يفجرا الرسائل عبر الشبكة.
ثم انطلق الجميع عبر الغابة والتقوا بالهنود مثلما خطط الأب توماس ... ولحظة الوداع .. وديفد يتصل بآنا ... اقترب الأب من بيلي و الدموع تسيل على خديه من شدة التأثر .. ثم حضن بيلي وقال :
بني سامحني ... لقد قصرت في حقك كثيرا ... أنت تستحق أكثر مما أخذت بكثير ... أذكرني بدعائك فإن قلبك نقي وطاهر ... (ثم أخرج كتابا من جيبه) .. سامحني بني .. فلم املك الجرأة لأقول لك الحقيقة كاملة ... الحقيقة التي تبحث عنها ستجدها في هذا الكتاب (ثم دسه في ملا بس بلي) 
ثم أقبل ديفد مستبشرا كعادته:
تهانينا أيها القائد المحترم ... لقد تمت العملية بنجاح 
وتم الوداع سريعا ... واخترق الهاربان الحدود مع الهنود ... وفي طريقه أخرج بيلي الكتاب ليقرأ على غلافه "إنجيل برنابا".

باسكال في كاليفورنيا -11- لم أهضم هذا الخلط

0
في الصباح والجميع منهمك في عمله ، إذا ببيتر ينادي عليهم جميعا ... فاجتمع الكل من حوله : معهد باسادينا يعلن أن الإشارة تعود إلى سوبرنوفا (وهو يشير إلى عناوين تتصدر صفحات بعض المواقع على الانترنت) هذا غير معقول ..!!! (قال البعض) هذا محبط للغاية ..!!! (قال بعض آخر) ربما تكون مجرد إشاعة (قال ديفد) لا يمكن ... هذا الموقع رسمي ولا يمكنه المجازفة بسمعته (رد بيتر) واختلط الامر في المركز ... لكن بيلي لم يكترث واستمر في تعديل برنامجه ... وآنا تراقب برودته من بعيد وتسترجع بعض ما دار بينهما من حديث ... ثم تكلم أحدهم : يا جماعة .. الخبر ليس أكيدا.. لقد اتصلت بصديق قديم يعمل معهم ، فقال لي انه مجرد افتراض ... وأنه لا يعرف كيف خرج الخبر إلى الإعلام .. فسكن روع الفريق قليلا ... لكن الشك بدأ يتسرب إلى القلوب ... واستمر النقاش ...  انسحبت آنا من حلقت النقاش وجلست بجانب بيلي : إذا مثلما قلتَ تماما ... عملنا من غير جدوى (وهي تنظر إليه ، تنتظر تعليقا منه) حتى وإن كان مجرد نجم متفجّر ، فهذا مفيد للعلم (وهو يبتسم) لكنها ليست الحياة التي نبحث عنها ... آنا يجب أن تفهمي اننا لا نبحث عن الحياة .. بل نبحث عن الحقيقة  حقيقة ماذا ؟؟ عن حقيقة هذه الحياة ..!!!  ألم تستوعب بعد حقيقة الحياة أيها الفيلسوف ..؟

كتبت يوم ما من أيام عام 2011 م

لم أهضم هذا الخلط

في الصباح والجميع منهمك في عمله ، إذا ببيتر ينادي عليهم جميعا ... فاجتمع الكل من حوله :
معهد باسادينا يعلن أن الإشارة تعود إلى سوبرنوفا (وهو يشير إلى عناوين تتصدر صفحات بعض المواقع على الانترنت)
هذا غير معقول ..!!! (قال البعض)
هذا محبط للغاية ..!!! (قال بعض آخر)
ربما تكون مجرد إشاعة (قال ديفد)
لا يمكن ... هذا الموقع رسمي ولا يمكنه المجازفة بسمعته (رد بيتر)
واختلط الامر في المركز ... لكن بيلي لم يكترث واستمر في تعديل برنامجه ... وآنا تراقب برودته من بعيد وتسترجع بعض ما دار بينهما من حديث ... ثم تكلم أحدهم :
يا جماعة .. الخبر ليس أكيدا.. لقد اتصلت بصديق قديم يعمل معهم ، فقال لي انه مجرد افتراض ... وأنه لا يعرف كيف خرج الخبر إلى الإعلام ..
فسكن روع الفريق قليلا ... لكن الشك بدأ يتسرب إلى القلوب ... واستمر النقاش ... 
انسحبت آنا من حلقت النقاش وجلست بجانب بيلي :
إذا مثلما قلتَ تماما ... عملنا من غير جدوى (وهي تنظر إليه ، تنتظر تعليقا منه)
حتى وإن كان مجرد نجم متفجّر ، فهذا مفيد للعلم (وهو يبتسم)
لكنها ليست الحياة التي نبحث عنها ...
آنا يجب أن تفهمي اننا لا نبحث عن الحياة .. بل نبحث عن الحقيقة 
حقيقة ماذا ؟؟
عن حقيقة هذه الحياة ..!!! 
ألم تستوعب بعد حقيقة الحياة أيها الفيلسوف ..؟
نعم آنا .. ليس بعد .. لأجل ذلك يجب أن أعود إلى فانكوفر غدا.. وعليك أن تغطي علي هذه المرة أيضا وقولي بأنني قد عدت إلى شيكاغو لموعد الطبيب 
ثانيةً !!!؟ متى سوف ينتهي فلمك وتريحني من هذا الحرج ؟
قريبا آنا.. قريبا فلا تقلقي 
وفي الغد امتطى بيلي الطائرة نحو فانكوفر .. ثم إلى الجمعية الخيرية حيث جلس في المكتب ينتظر عودة الأب توماس ... ولما عاد الأب اندهش لدى رؤيته بيلي :
بني لقد عدت سريعا
لا أبتي .. فقد كانت أيامي بعيدا عنك طويلة جدا 
(فابتسم الأب توماس) ربما سنعود إلى الدير إذا ..؟
لا أبتي .. ليس ذلك ضروريا ... تكفيني جلسة هنا إن اتسع الوقت لديك ... أريد أن أستوضح فيها من أبتي بعض الأمور التي أشكلت علي ... فمن غزير علمك نغترف ..
)ظل الأب مبتسما) أنا رهن إشارتك .. وفي خدمتك بني
أبتي .. إن سمحت .. أريد أن أعرف من هو المسايا الذي انتظره اليهود منذ آلاف السنين..؟
)نظر إليه الأب قليلا ثم قام وأغلق النافذة والباب بالمفتاح ثم عاد وجلس) .. بني ... هو المسيح يسوع الناصري ..
فكيف إذا رفضه اليهود و كانوا ينتظرونه على أحر من الجمر .. أليس هو من سيرد لهم ملكهم ..؟
لأن جيل اليهود ذاك، كان جيلا شريرا ... فاسقا .. لم يعرف حق المسيح وسعى لقتله مثلما قتل زكريا ويوحنا من قبل
إذا فقد فشل المسيح في تحقيق نبوءة المسايا ، بإعادة الملك لإسرائيل ..؟
لا.. ليس هكذا يا بني (وهو ينظر باستغراب إلى بيلي(
إذا لم يكن فشلا ، كان خطأً في التوقيت ... المسيح أخطأ الزمن المناسب لتحقيق نبوءته ... وإلا فلم أرسل لذلك الجيل بالضبط ..؟
بني ... (ثم صمت قليلا) ... ليس اعتباطا أن يُبعث المسيح لذلك الجيل ... ليس حسنا أن نقول هذا عن حكمة الله العظيمة التي لا نحيط بخفاياها وأسرارها مهما فعلنا لأن عقولنا قاصرة ... يبقى المسيح هو المسايا المنتظر برغم جحود اليهود به وتلك حكمة الله
أبتي ... إذا كان اليهود قد رفضوا المسيح وصلبوه يومها ، فكيف يتحمسون لعودته الآن ويبذلون كل هذه الجهود تحظيرا لتتويجه ملكا على العالم ..؟
أولا بني ... لست ممن يعتقد بصلب المسيح ، فالمسيح لم يصلب ولم يقتل ، رفع حيا مكرما مطهرا إلى السماء، وعندما يعود سيُدين اليهود الذين سعو لقتله مثلما سيدين الذين عبدو الصليب من أجله ، هذه الوثنية أُقحمت في الإنجيل إقحاما يتحمل وزره بولس الرسول الذي ابتدع قصة الخطيئة الأزلية والتضحية على الصليب ... انا لست من المخدوعين بزخرفة أقواله الفلسفية ، والمسيح بالنسبة لي بشر رسول أرسله الله مثلما أرسل موسى من قبله .. 
ثانيا.. من قال إن المسايا الذي يدعي اليهود اليوم أنهم ينتظرونه ، هو المسيح يسوع الناصري ..؟
إذا فمن هو الملك الخفي الذي يدير "حكومة الأربعمئة رئيس" التي ستحكم العالم من اورشليم ..؟
بني ... ذاك هو الكذاب الذي سيدعي دجلا انه المسيح المنتظر وهو في الحقيقة ضده تماما ... المسيح يا بني سينزل من السماء أمام مرأى الناس جميعا ولن يخرج من اعماق البحر خِفية ... ذاك الوحش البحري الذي حذر منه الانبياء، هو من سيخرج في زمننا هذا...
أبتي .. سامحني .. فلم أهضم هذا الخلط ... كيف ينكر اليهود المسيح الحقيقي ويصدقون شخصا آخر كذاب بهذه البساطة ... أليس هناك علامات يفرق بها الناس بين الحقيقي والكذاب ..؟
أجل هناك علامات تميز الصادق من المفتري تكلم بها الأنبياء من قبل ... لكن جلاء الخلط من عقلك ، هو أن اتِّباع اليهود لهذا الكذاب ليس سذاجة منهم .. ولكنها الخيانة التي خانوا بها مواثيقهم مع الرب ... إنه تحالفهم الأزلي مع الشيطان ... رفضهم للمسيح الحقيقي هو رفضهم لمسايا الرب إرضاء للشيطان ... وقبولهم اليوم بالمسيح المزيف هو أيضا إرضاء للشيطان وخدمة لمشروعه ... الشيطان يريد أن يحكم العالم بواسطة هذا المسيح المزيف ... لأجل ذلك ترى هذا السعي الرهيب في تحظير الأجواء عبر العالم كله لتُقبل فكرةُ مسيح منتظر يأتي ليحكم العالم باسم الرب ... لكن الحقيقة أن لا رب يقصده هؤلاء إلا الشيطان الجاثم في أعماق المحيط...
أبتي ... هل الله بهذا الضعف ليدع مسيحه يهان بهذه الطريقة ، ومسيح الشيطان ينجح عبر العالم كله هكذا ..؟
لا .. بني حاشا الله أن يوصف بالضعف ... لكنها حكمته التي تعطي الشيطان واتباعه كامل الفرصة في هذه الحياة ليحققوا أهدافهم .. بل هي القوة عينها في تركهم بكل حرية يسعون في الأرض ... وعندما يعود المسيح الحق سوف تتبخر كل احلام الشيطان هذه ... وسوف تنهار مملكته وسوف يندم اليهود .
و متى سيعود المسيح الحقيقي يا أبتي..؟ 

عندما يظن الشيطان ومسيحه الكذاب انهما خدعا كل البشر .. عندما يعتقد الشيطان أنه نجح في القضاء على المؤمنين بالله وانتصر على الله في الأرض ... عندها يعود المسيح الحقيقي .. لأنه هكذا قال يسوع المسيح لتلاميذه عندما سألوه متى ستعود ..؟ قال لهم : احترسوا .. فلا يخدعكم الدجال .. فإنه سيأتي بعدي كثيرون كل يدعي أنه المسيح وسوف يضلون خلقا كثيرا وسوف تقوم حروب عظيمة .. فلا ترتاعوا واثبتوا على الحق ... فإنها فتنة مكتوبة منذ الأزل .. لأنكم يومها ستكونون مكروهين من جميع الأمم لأجل اسمي .. وسوف تطاردون وتقتلون .. لكن الذي يصبر منكم ويقف شاهدا على الحق أمام الأمم .. فهو الذي ينال الخلاص ... ومتى شاهدتم "رجسة الخراب" قائمة ببيت المقدس ... والناس يهربون إلى الجبال .. وضيقا عظيما لم يشهده العالم منذ أول الدهر يكاد يهلك جميع الناس إلا المختارين .. فإن الله لأجلهم يقصر تلك الأيام ... يومها إن قيل لكم : هو ذا المسيح هنا أو هناك ،فلا تصدقوا .. فإنه سيقوم مسيح كذاب يأتي بآيات عظيمة وعجائب تكاد تخدع حتى المختارين من الناس ... فإني الآن أخبركم .. إن قيل لكم هو في البرية فلا تخرجوا إليه وإن قيل لكم هو في المدينة فلا تتبعوه .. لأنه مثلما البرق يومض من الشرق إلى الغرب ، كذلك يكون سعيه .. لأنه حيثما تكون جيفة تجتمع النسور .. في ضيق تلك الأيام تظهر علامة ابن الإنسان في السماء .. ويأتي ابن الإنسان من السماء على السحاب بالقوة والمجد وينصر المختارين ... كمثل شجرت التين التي إذا أصبح غصنها غضا وأخرجت أوراقها آذنت بفصل الصيف ... كذلك هذه علامات لكم متى رأيتموها علمتم بها قرب عودتي ...

باسكال في كاليفورنيا -10- الأمن القومي

0
في الغد لم يمهل الأب بيلي ، وقام يحزم متاعهما ثم ركبا معا في السيارة وانطلقا نحو فانكوفر ... ومن ثمة وبعد استراحة خفيفة توجها إلى المطار حيث ودع الأب بيلي وداعا حارا وهو يتمنى له النجاح في عمله ...  في الطائرة ، بيلي على مقعده الخاص لم يهضم جيدا تصرفات الأب توماس ... وكأنما يخفي أشياء كثيرة ... أو ربما لم يحز بيلي على ثقته التامة ... مهما كان الأمر فما قاله عن أبناء الشيطان وسيطرتهم على الحياة في الولايات المتحدة ، كان خبرا صدمه صدمة شديدة ... فعزم بيلي على التحقق من الامر بنفسه حالما يصل إلى كاليفورنيا ...  في المطار وجد بيلي آنا في انتظاره، فأقبلت نحوه وهي تقول :  أنا مدينة لك بعشاء فاخر أيها الشقي ... أمك لم تنقطع يوما عن الاتصال بي طيلة هذا الأسبوع ، وأنا مسترسلة في خداعها ، ... نعم لقد تناول دواءه .. اجل هو بخير ...  إن كان هذا كل ما تطلبينه مقابل هذه المغامرة .. فهو قليل  هل لديك عرض أفضل ..؟  أجل ... اخبرك بسر ذهابي إلى فانكوفر  أوه .. نعم .. هذا عرض جيد أقبل به  لكن ليس الآن ..  يا لك من مخادع ...

كتبت يوم ما من أيام عام 2011 م


الأمن القومي 

في الغد لم يمهل الأب بيلي ، وقام يحزم متاعهما ثم ركبا معا في السيارة وانطلقا نحو فانكوفر ... ومن ثمة وبعد استراحة خفيفة توجها إلى المطار حيث ودع الأب بيلي وداعا حارا وهو يتمنى له النجاح في عمله ... 
في الطائرة ، بيلي على مقعده الخاص لم يهضم جيدا تصرفات الأب توماس ... وكأنما يخفي أشياء كثيرة ... أو ربما لم يحز بيلي على ثقته التامة ... مهما كان الأمر فما قاله عن أبناء الشيطان وسيطرتهم على الحياة في الولايات المتحدة ، كان خبرا صدمه صدمة شديدة ... فعزم بيلي على التحقق من الامر بنفسه حالما يصل إلى كاليفورنيا ... 
في المطار وجد بيلي آنا في انتظاره، فأقبلت نحوه وهي تقول : 
أنا مدينة لك بعشاء فاخر أيها الشقي ... أمك لم تنقطع يوما عن الاتصال بي طيلة هذا الأسبوع ، وأنا مسترسلة في خداعها ، ... نعم لقد تناول دواءه .. اجل هو بخير ... 
إن كان هذا كل ما تطلبينه مقابل هذه المغامرة .. فهو قليل 
هل لديك عرض أفضل ..؟ 
أجل ... اخبرك بسر ذهابي إلى فانكوفر 
أوه .. نعم .. هذا عرض جيد أقبل به 
لكن ليس الآن .. 
يا لك من مخادع ... 
وعادا معا إلى مركز الأبحاث حيث لقي بيلي استقبالا حارا من فريق العمل ، ثم طلب ديفد من الجميع السكوت وقد جاء بهدية كبيرة مغلفة يجرها حتى قدمها إلى بيلي وطلب الجميع منه فتحها ... فإذا بها كرسيا متحركا آليا ذو دفع ذاتي وتحكم تقني عالي الجودة ... لم يخفي بيلي فرحته ، ولم يعرف كيف يشكر زملائه على هذه اللفتة الرائعة ... 
في المساء بعد الحفلة الجميلة التي أقيمة على شرفه ورغم التعب الذي تملكه بعد رحلاته الطويلة ، لم يخلد بيلي إلى النوم قبل أن يتصفح الإنترنت ، فقد عزم على تتبع المفاتيح التي ظفر بها من كلام الأب توماس، فأخد يجمع المعلومات عن محافل الماسون و تاريخ جمعية "بناي برث" ومقدار نفوذ قادتها وأعضائها في الحياة السياسية والاقتصادية للولايات المتحدة ... فاندهش لمدى ارتكاز الدوافع السياسية على البعد الديني ، ومدى حضور الخلفية الدينية في خطابات الزعماء السياسيين المؤثرين في البلد ... ثم تساءل .. كيف يعمد هؤلاء إلى إفراغ المحتوى العلمي من كل مدلول ديني ثم يقحمون التفسير الديني في أشد القضايا حساسية للأمة ... ثم استمر يجمع معلوماته عن الرموز الدينية والسرية في الطقوس الماسونية ... ليقف على دلالات رمزية معقدة ومتداخلة تجمع خليطا من المعتقدات والأديان لكنه استطاع ان يخلص منها إلى أن هؤلاء الناس يعملون على تمهيد الطريق أمام ملك سوف يظهر قريبا ، يملك العالم ويحكم باسم الرب، وبحسب التعبير اليهودي فهو "مسايا" ينتظره اليهود منذ آلاف السنين ، يعيد لليهود سيطرتهم على جميع الشعوب ويحكم العالم كله من أورشليم حيث هيكله المقدس ... 
ثم وقف على بعض الكلام عن وجوده فعلا في الوقت الحاضر ، وأنه يحكم العالم فعلا عبر حكومة خفية تسيطر على القرار في الأمم المتحدة ومجلس الأمن والبنك الدولي ... وكيف أن أغلبية الموظفين في هذه المؤسسات العالمية ينتمون إلى الماسونية ، وكيف ان هذه التنظيمات السرية هي أصلا من سعت إلى إنشاء هذه المؤسسات منذ عصبة الأمم ، وكيف لم يخفوا في خطبهم البعد الديني لمخططاتهم ... ثم قادته شبكة المعلومات هذه إلى تتبع شكل سيطرتهم على القرار في الولايات المتحدة ذاتها عبر لوبيات متعددة وحضور قوي في الكونغرس ومجلس الشيوخ ، وتحكمهم في المصالح الحيوية للبلاد من شركات الطاقة والبترول ، إلى شركات صناعة الأسلحة ... وكيف يتبجح بعضهم بالقول انهم من صنعوا أمريكا القوية ... ثم توالى ظهور نافذة في وجه بيلي تقول (عذرا .. ممنوع تصفح هذه الملفات .. خطر يهدد الأمن القومي) كلما أراد المضي قدما في بحثه ... لكن بيلي ابتسم ، لأنه يعرف جيدا كيف يتعامل مع مثل هذه الانظمة الأمنية ... 
في الصباح استيقظ بيلي متعبا من طول سهره في الليل ، قدمت له آنا فطوره الصباحي وساعدته على ركوب كريسه الآلي ، ثم أخذ جولة به في أرجاء المركز ... كان كرسيا رائعا ، سهل القيادة ، سلس الحركة ونظامه سريع الاستجابة لأوامر بيلي ، 
ثم التحق مع آنا بباقي أعضاء الفريق في مركز المعلومات حيث اطلع بيلي على آخر أخبار الإشارة .. وآخر أخبار برنامجه الذي كان يحتاج بعض التعديلات بحسب طلب المسؤولين .. فانهمك مع البقية في محاولة إعادة برمجته من جديد ... 
ومضت بضع أيام على تلك الحال ، في الصباح يعترك بيلي مع البرنامج والإشارة .. وفي المساء ينغمس في حل الشبكة المعقدة لأسرار أبناء الشيطان .. 
وذات مساء في وقت الراحة ، وأعضاء الفريق يتسلون خارجا بكرة السلة .. أخذت آنا تتجول مع بيلي : 
كنت قد وعدتني بكشف سر ذهابك إلى فانكوفر .. 
نعم ولازلت على وعدي .. 
إذا ..؟ 
ليس بهذه البساطة آنا .. الامر أشد تعقيدا من أن أكشفه هكذا في جلسة واحدة 
أوو .. يبدوا أمرا خطيرا .. فلتكشفه مجزأً إذا.. وهلم لي بجزئه الأول الآن .. بيلي.. 
هههه .. عنيدة كعادتك 
لست أكثر عنادا منك .. لكنني أطالب بحقي معك .. أم انك لا تثق بي ..؟ 
لا آنا .. لا تقولي هذا .. فليس هناك من أحد أقرب إلي منك .. ولن أنسى فضلك علي ما حييت .. الأمر وما فيه ليس شيئا شخصيا أريد أن أخفيه عنك .. الأمر وما فيه عبارة عن ... كيف يمكن أن أشرح لك ... 
إنه قلق عميق في داخلي تجاه ما نعمل الآن آنا .. هل لهذا الجهد من جدوى وراءه ..؟ 
أعنى هل نعرف جيدا ما نحن بصدد البحث عنه ..؟ 
أظن أنني لم أعد مقتنعا بجدوى البحث عن إشارة لفضائيين من السماء .. 
ما الذي دهاك بيلي.. أبعد كل هذا الجهد وهذه النتائج تقول هذا ..؟ 
إن أردت الصراحة آنا ... فإني أصبحت اكثر اقتناعا بأننا نبحث عن الله في السماء 
نبحث عن الله ..؟ 
أجل آنا ... ونحن لا ندري ... الله هو الحياة التي نبحث عنها في أقاصي الكون ... ليس هناك من حياة هناك .. في الآفاق إلا ملكوته .. حيث تختفي الأسرار ... هل تعتقدين أن بإمكاننا ، بهذه التكنلوجيا الأرضية، أن نخترق أسوار مملكته العظيمة ... كلا آنا ... لن نستطيع أبدا أن نطل على العالم الآخر من خلال عدسة تليسكوب . 
بيلي كلامك هذا بدأ يخيفني ... ما الذي وجدته في فانكوفر حتى غير تفكيرك هكذا.؟ 
لا آنا .. تفكيري هذا هو الذي اخذني إلى هناك .. ألم أقل انك لن تستطيعي فهمي .. 
لا بيلي اسمع ... أنا لا انكر وجود الله .. أنا مؤمنة وإن كنت لست مواظبة على الذهاب إلى الكنيسة ... لكن هذا شيء ذاتي لا أخلطه بأمور عملي وحياتي العلمية .. لكل مجاله ... الحياة الروحية لها مجالها الخاص بها 
هنا لب المشكلة آنا ... إن كان لكل مجاله الخاص حقا .. فلمَ يعمد ساستنا إلى الخلط بين السياسة الدين .. أليست خطبهم وكأنها آيات من التوراة والإنجيل ..؟ 
إنها بروباغاندا معهودة ... إنه اللعب على العواطف الدينية للشعب من أجل المكاسب الانتخابية 
لا آنا ... هذه خدعة ... الامر اكثر بعدا من هذا ... على كلٍ .. هذا هو الجزء الاول من الحقيقة .. ويبدوا انك لم تستطيعي استيعابه ... 
ليلا في مخدعه ، وجد بيلي رسالة تحذير في بريده الإلكتروني تقول: 
بيلي ميللر ، لقد خالفت القوانين بتعديك على خصوصية المواقع التالية ... مخالفتك هذه تقع تحت جنحة القرصنة وتهديد الامن القومي ... 
انت ممنوع من استعمال حساباتك الخاصة لمدة ... 
عليك دفع غرامة تعويضية للأضرار الناجمة عن تعديك ... 
بيلي كان يتوقع شيئا من هذا القبيل ، فعمد إلى إفراغ معلوماته التي جمعها وخزنها في شرائح للذاكرة ، وأخذ يفكر في خطوته التالية ، إنه يفكر اكثر في طبيعة تجاوب آنا مع كلامه .. وبدأ يحس بمقدار المسؤولية التي يتحملها تجاه أصدقائه الغافلين عن هذه الحقائق ، يجب ان لا يبقى مكتوف الأيدي ... يجب على أحدهم ان يتحمل مسؤولية كشف الحقائق للناس جميعا ... يجب أن لا يطمئن أبناء الشيطان هؤلاء إلى غفلة الناس وسذاجتهم بعد الآن ... يجب على أحدهم أن يضحي بحياته من أجل البسطاء من الناس ... وبيلي مستعد ليكون ذلك المغامر ... 
لكن قبل ذلك ، لا تزال بعض الغوامض تحتاج إلى إيضاح أكثر...

يتم التشغيل بواسطة Blogger.