ذاكرة : كتاب القصص

0


سنوات 1993 – 1994 

السن: 12 سنوات

كتاب القصص

الفكرة:

كنت مولعا فأفلام مغامرات الصبيان خصوصا " The Goonies - 1985"، الذي بدى تأثيره واضحا على قصة علي وامتزجت مشاهده ببعض فصولها، لم أستطيع أن أخفي شغفي بالحياة التي صورها الفلم، تلك الحياة الأمريكية من البيت الخشبي في أحياء الضواحي وسط الأشجار الكثيفة إلى ركوب الدراجة مع الرفاق و التجول عبر الطرقات الريفية وصولا إلى المنازل المهجورة والطرق السرية والمغارات وكل المجاهل والأسرار التي تخطف لب صبي مثلي لا يجد لها مثيلا في حياته البسيطة الرتيبة، وكنت على الدوام أسائل نفسي لماذا ليس لدينا منازل مثل منازلهم ولا طرقات مثل طرقاتهم ولا غابات ولا أرياف ولا نمط عيش يشبه الذي نراه عندهم في التلفاز، لم أكن أعرف أين تقع أمريكا، ولم أكن أفرق بين أمريكا وأوروبا، حيث كانت كل الأفلام مدبلجة بالفرنسية التي كنت أجهلها وأكرهها لعدة أسباب، كان ذلك العالم الأجنبي مثل كوكب خرافي بعيد عنا نحن الذين نسكن هنا في قاع الأرض، كان بالنسبة لي عالما مثالياً أقرب ما يكون إلى الجنة، لكن هذا الفلم تحديدا غرس في قلبي شغفاً آخر بكل مجلّد سميك عتيق وبالخرائط الجلدية القديمة، وكأنما نبّه عقلي الصغير بأن التراث القديم قد يحمل بين دفّاته كنوزاً وأسراراً مثيرة، ولعلّها بذرة غُرست فيه منذ ذلك الحين فأنبتت شغفاً بالتاريخ لا أزال أتتبعه إلى اليوم. 

الكتاب:

لطالما رغبت في أن يكون لي مجلد سميك من تأليفي واسمي مكتوب فوق غلافه الجلدي، تلك رغبة لم تتحقق إلى الآن على كل حال، لكنها تبدو جلية من الغلاف الكرتوني الذي اخترته لهذه القصة وطريقة زخرفته على بساطتها، لا أزل أتذكر خيبتي من قلة عدد صفحاته رغم حشري لثلاث قصص بين دفاته، فلا يزال حجم الكتاب هاجسا يرافقني في محاولاتي ولعل آخرها مذكرات والدي التي لم تتجاوز الخمسين صفحة، ربما مرجع ذلك إلى ميلي نحو الاختزال بدل الاسترسال وإلى الإيحاء بدل التفصيل في كتاباتي وإن لم تكن كلها على الحقيقة كذلك.

مغامرة علي:  محاولة اقتباس لفلم الجونيس وتكييفه ليناسب حياتي البسيطة، كيف انطلق من المدرسة والروتين الذي شكل أهم محاور حياتي آن ذاك، كيف شاركت العائلة من أم وأخت في الحدث، كيف تحول الكنز المادي إلى كتب عتيقة، كيف كان البطل وحيداً بلا أصدقاء، كلها ملاحظات تشد انتباهي الآن وأنا أتبين من خلالها ملامح شخصيتي في مراحل الصبا تلك، من الواضح أن الأحداث هنا يعوزها في الغالب المنطق والواقعية حيث تقفز بين الحين والآخر بلا أسباب ودون تفسير، تماما كالخيال الطفولي الخام، لكنني أذكر جيداً كيف استولت علي أحداثها وأنا أنسجها في عقلي قبل كتابتها حتى عشتها بتفاصيلها التي لم أستطع تدوين جميعها، كنت أكتب عن نفسي وكان علي يلعب دوري الخيالي الذي حلمت به،   

مغامرة سمير: دعني أسميها غفوة، فهي على الأرجح كذلك، ويبدو أنها أول تعبير عن تجربة الحالة بين اليقظة والنوم التي كنت أختبر فيها هذا التباين العجيب بين العالمين لا أكثر، ربما أسجل هنا أن فكرة تتبع النمل للعسل سمعتها من والدي أو من شخص آخر لا أذكره الآن.

اللصوص: هي فعليا محاولة يائسة لحشو الكتاب بقصة أخرى بعدما تبين لي أنه لن يتعدى بضع أوراق.      

  

النص الأصلي مع الأخطاء:

مغامرة علي:

(في يوم من الأيام الدراسية كان علي في المدرسة، إنتهى درس الرياضيات ودخلوا درس القراءة وبينما كانت المعلمة تقرأ النص فجأة قطعته وقالت: 

وفي مدينتنا هذه توجد اَحدى المخابأ التي تحتوي على كتب عن التحنيط للإنسان والمواد المستعملة والخريطة موجودة في كتاب القراءة

أخذت هذه النقطة تفكير علي إلى حين خروجه من المدرسة وليس إلى هذا الحد بل واصل إهتمامه إلى حين أخبر أخته بأنه سيغامر حتى ولو بحياته من اجل تلك الكتب وفي منتصف الليل أعدة الأخة والأم لعلي الطعام والشراب وإنارة وبينما كانت الاخة تملأ الحقيبة كان علي ينقل الخريطة. (ينسخ الخريطة)

إنطلق علي في طريقه مملوء بكل الشجاعة. ولما وصل دخل الكهف 2 وتعمق فيه إلى ان وصل إلى بقعة ماء، كان علي لا يعلم أن هذه البقعة عميقة فتقدم قليلا فغطس فيها وإن فتح عينيه حتى رأى وحش الأعماق قادم إلتفت علي يميناً وشمالاً فرأى غاراً، أسرع إليه فصعد ووجد هذا الغار يمتد الى الامام ويبعث منه النور ولما اخرج منه وجد نفسه في نصف الكهف الثاني

إذ أن بقعة الماء أصبحت وراأه وبقعة الطين أمامه إنزعج علي ثم تشجع وخطى خطوتان في الطين إذا به يغرق وصل الطين إلى عنق علي ولكنه أمسك بالحقيبة وعندما غطس جسم علي كله ظن أنه مات بل أنه تدلل ثم سقط في سجن وراء القضبان

ويوجد في دلك القفص هياكل عظمية وهذا يعني أن شيءً ما سيحدث. أحس علي أن أحداً ما قادم ووجد نفسه ملطخاً بالطين فالتسق في الجدار كي لا يرى ولما وصلى الضخم لم يجد شيء فقال لا يوجد أحد؟.. ربما كنت أتخيل الصوت ثم ذهب.

وبعدما اطمأن علي ولتفت أخد يبحث عن مخرج حتى لفت نظره فتحة صغيرة وبها طريق إلى الامام صعد علي الى تلك الفتحة ثم قدم حقيبته أمامه ليختبىء خلفها وبدأ يزحف إلى أن وصل الى

إلى آخر المسار فوجد الضخم جالساً أمام الباب، خطرة لعلي فكرة فرجع الى الفقص ونزع قبعته وقميصه ووضعهماَ فوق هيكل عظمي وصاح، ثم أسرع إلى الرجوع وبينما كان راجعاً كان الضخم قد سمع الصراخ وتأكد منه فإتجه إلى القفص وبعد أن غاب الضخم عن الأنظار نزل علي وبدأ بحث عن مفتاح الباب فلم يجده وكاد ييأس لسماع الضخم قادم فمدّ يده للباب ليجلس فدفعت يده صخرة كانت خارجة عن الباب 

فتح الباب فدخل علي و وانغلق فإذا بجهنم أمامه. بدأ علي يمشي بين العظام وينظر ذات يمين وذات شمال حتى وصل إلى واد عميق في وصطه نار. بدأ علي يعبر الواد بالحبل حتى وصل ثم تنفس صعداء 

. بدأ علي يمشي إلى أن وصل إلى الباب فدفع حجرة فإنفتح الباب ودخل علي وقال: وأخيراً وصلت، ملأ علي حقيبته وخرج فوجد الضخم يعبر الوادي فقطع علي الحبل وسقط الضخم والحبل معاً رمي علي حقيبته إلى الطرف الاخر تم قفز وأغمض عنيه وعندما أدرك أنه في أمان

فتح عينيه فوجد قيصه (قميصه) معلقاً في الجدع ويكاد يسقط تمكن علي أن يصعد إلى الجانب تم حمل حقيبته ورجع عل طريقه إلى أن وصل القفص نظر علي أمامه فوجد طريقاً ممتدّتاً إلى نور فأسرع إليه وإذا به المدخل الول (الأول) فخرج سعيداً بمغامرته.)

مغامرة سمير:

(كان في يوم من الأيام طفل إسمه سمير يسكن في الغابة وكان دائما يتجول فيها، وفي ذات يوم وكل عادة تسلق سميرٌ شجرة وأخذ ينظر إلى نسر يحوم وبينما هو هكذا فجأة أغمي عليه وحين استيقظ وجد نفسه في كهف أخذ سمير يمشي ويمشي إلى ان وصل الى منعطف سمع فيه أصواتً أطل فرأى مخلوقات غريبة ، بقى سمير في ذلك المكان وأصبح يتسلل إلى داخل مدينة المخلوقات ليلاً فيسرق ما يشتهي وينام وفي إحداها كان سمير نائماً ولماَّ فتح عيناهُ على صوت صراخ رأى تلك المخلوقات منزعجة هاربة من شيء ما وبينما هو هكذا سمع صوةً آخر ورأهُ إلتفت سمير وإذا بنملة عملاقة تلتهم الجدران وما أمامها إلتهاماً وقف سمير يصرخُ ويجري مثل تلك المخلوقات 

أخذ سمير يفكر في مهمة تبعدُ هذه المجموعة من النمل الضخم عن هذه المدينة فرأى مجموعة من القلال فيها عسل فحمل اثنتين منها، أخذ يقطرُ قطراً من العسل في إتجاه طريقه رأت النملات العسل فتبعته وصل سمير إلى وادٍ عميق فأفرغ فيه العسل وإختبأ

وصلت النملاتُ إلى الوادي وشمت رائحة العسل بدأت النملات تقفز في الوادي واحدة تلوى الأخرى 

إنتهى سمير من هذه المشكلة. وأخذ يسير في طريق العودة وصل إلى كهف يمتد إلى الأعلى فصعد ومائن خرج منها وجد نفسهُ على جذع الشجرة ورفع رأسهُ فوجدَ النسرَ مازال يحوم.)

الصوص:

(يحكى أنهُ في أحد الأريافِ كان يسكنُ رجلٌ بعائلتهِ سعيداً، وفي إحدى الليالي سمع الرجلُ ضجة في خمهِ الصغير فخرجَ إذا بشخصانِ صرقا دجاجةً وهربا دحوى (نحو) الجبل تكرت (تكررت) هذه الفعلة عدة ليالي فقرَّ (فقرر) الولدُ وأباهُ اللحاق باللصان فلحقاهما حتى وصلا إلى المخبإ في إحدى المنعطفات كان اللصوصُ يتشاورون على كيفية الإستلاء على المدينة. قال أحد اللصوص: لقد جمعنا دجاجاً كثيراً للأكل وما علينا اللا العمل. والثاني: أوافق ولكن ماهو الوقت المحدّد للبدإ. فقال قائدهم: الوقت في الأسبوع القادم.

أعدّ الأب وإبنهُ ووأهلُ المدينة خطة صارمة فحاصرو الجبلَ. واستطاعوا إمساك اللصوصْ.)


يتم التشغيل بواسطة Blogger.