ورقة بحث : قراءة في كتاب : مدينة الله لأوغسطينوس

0

 التعريف بالكاتب

القديس أغسطينوس ولد سنة 354 ، وتوفي سنة 430 ، هو كاتب وفيلسوف من أصل نوميدي-لاتيني ولد في سوق أهراس بالجزائر ، و يعد أحد أهم الشخصيات المؤثرة في المسيحية الغربية.

التعريف بالكتاب

كان كتاب "مدينة الله" للقديس أوغسطينوس نتيجة لاستيلاء القوط الغربيين على روما ونهبها سنة 410. حيث كان أتباعُ الديانات غير المسيحية يؤكدون بأن سقوط روما هو عقوبة أنزلتْها الآلهة غير المسيحية بها بسبب قانون تحريم العبادات الوثنية سنة 392. وعليه، احتدم الجدل حول العناية الإلهية في التاريخ، وكلام عن كون المسيحية على وشك أن تفضي إلى انهيار الإمبراطورية الرومانية. وفي ظل احتدام هذا الجدل، شرع أوغسطينوس في كتابة «مدينة الله».

فهرس موضوعات الكتاب

يتألف الكتاب من 22 فصلًا استغرق تأليفها ثلاثة عشر عامًا؛ فقد بدأ تأليفه وهو في عمر 59 وأنهاه عندما بلغ 72.

في الأبواب الأولى، يحاول أن يبرهن على أن ما أصاب روما من نَهْبٍ وتعذيب وأسْرٍ ليس غريبًا عن التاريخ البشري كلِّه. فإن روما ابتُليتْ بما ابتُليتْ به سائرُ الشعوب على مدى قرون من جراء سطوتها وغطرستها. لذا، فإن العناية الإلهية لا يمكن اعتبارها مسؤولة، لأن مصير الإنسان – يوضح أوغسطينوس – ليس مقررًا على هذه الأرض، ولا في نطاق حياته الجسدية. مثل هذه المصائب لا تصيب جوهر حياته، ويجب ألاَّ تقوده إلى اليأس: "فالحياة الزمنية دار ابتداء تُعِدُّ للأبدية، والمصائب ليست للمسيحي غير امتحان وتأديب.

أجاب في الفصول الخمسة الأولى على الوثنيين الذي يعبدون آلهة متعددة ويرون أن الآلهة القديمة تحمي المصالح الرومانية بشكل متفرد.

وُجّهَ الفصول من السادس حتى العاشر إلى الأفلاطونيين الجدد الذين كانوا يعيدون تفسير التقليد الوثني كدرب للتطهير؛ حيث تلعب الآلهة دور الوسطاء ما بين البشرية والعوالم السماوية.

ملخص أفكار الفصول الأولى

توحي بعض الفقرات في كتاب «مدينة الله» بتخلي أوغسطين تمامًا عن الإمبراطورية الرومانية وكل المؤسسات السياسية باعتبارها منظمات نَهمة للسلطة تسعى للهيمنة الخبيثة واضطهاد القوي للضعيف.

اعتبر أوغسطين في الكتاب أنه حانت الآن العصور المسيحية. حيث يمكن تحقيق العدالة بمعرفة إمبراطور يُقرُّ بالعبادة الحقة للرب الواحد المتجلي في المسيح، بحسب قوله،  وكأن اعتناق المسيحية كان يعيد إحياء المجتمع المُنْهَك المريض، ويتيح إمكانية تأسيس «إمبراطورية عادلة»،

فيما يتعلق بالعدالة، كانت مدينة الله متحيزةً للفقراء. ولاحظ أوغسطينوس أن أعلى المدافعين صوتًا عن الوثنية كانوا عمومًا مدافعين عن النظام الاجتماعي القديم الذي تودد فيه الفقراء إلى الأغنياء واستغلَّ الأثرياء تابعيهم الذين يعوِّلون عليهم،

بالنسبة إلى الضمير المسيحي، كانت العدالة الجنائية والخدمة العسكرية تمثلان أكثر القرارات الأخلاقية إشكالًا. شارك أوغسطينوس وجهةَ النظر التي كادت تكون عالمية للكنيسة الأولى، والتي مفادها أن التعذيب والعقوبة القصوى غير مقبولين في دولة مستقلة تستند إلى تقييم مسيحي للإنسان.

لم يرَ أوغسطينوس، شأنه في ذلك شأن أفلاطون وَأرسطو، أن مهنة السياسة منفصلة عن كافة القضايا الأخلاقية، رغم أنه لم يعتقد أن العالم العلماني قادر على إقامة مجتمع عادل بحقٍّ.

الخلاصة:

لا يمكن اعتبار كتاب «مدينة الله» كتابا في النظرية السياسية، أو على اعتبار أنه يحوي فلسفة تاريخية تستهدف استبيان نمطٍ سماوي علوي في مسار الأحداث. وحقيقة الأمر، في عدة مواضع من هذا العمل نجد أن الحجة مصممة بحيث تبيِّن كم من الصعب إدراك هذا النمط. 

يصعد نجم قُوًى عظمى ويخبو في تاريخ العالم، ولا تتجلَّى لنا قطُّ علة هذا الصعود والسقوط. وعدم إمكانية التنبؤ بالموت وبقرارات الإرادة البشرية يعني أن هناك الكثير من الأشياء غير المؤكدة. 

ويعتنق المؤمن فكرة أن ما لا ينسجم مع عقل الإنسان ينسجم مع الرب. وقد تَحْمِل الكوارث الإنسان على البكاء، لكنها لا ينبغي أن تصيبه بالذهول . ويقدِّم أوغسطينوس آمالًا أكثر للفرد مقارنةً بمؤسسات المجتمع البشري المُعرَّضَة تحديدًا أن تكون وسيلة للغرور الجمعي.


المراجع:

مدينة الله للقديس أوغسطينس ، المجلد الأول ، يوحنا الحلو ، بيروت ، 2006


تحميل البحث بصيغة PDF

 قراءة في كتاب : مدينة الله لأوغسطينوس


#Research #reading #in #the #book #City #of #God #Augustine

#بحث #القراءة #في #كتاب #مدينة #الله #أوغسطين

يتم التشغيل بواسطة Blogger.