ذاكرة : كتاب غرائب وعجائب العالم - ميشال مراد

0
كانت كتب أبي الدينية صفراء الصحف عصية علي لغة ومضمونا بل وأتذكر يوم كنت أشاهد نشرة الاخبار مع والدي ولا أكاد أفهم شيئا مما تقوله المذيعة كانت تتكلم بلغة عربية غريبة غير تلك التي كنت أفهمها بسهولة في أفلام الكرتون   ومما أتذكره مجلد سميك مليء بالصور والألوان عنوانه "عجائب وغرائب العالم" كانت أمي تخبئه في أعلى الخزانة وكنت أتحين غفلتها لأقوم بتصفحه خلسة   لا زالت عالقة بذهني صور منه كذاك الرجل الصيني الذي يجر ابنه الغريق بحبل وسط الوحل بعد فيضان عظيم وأخرى لإفريقي نحيف مات من شدة الجوع وصور أطول رجل في العالم وأقصر امرأة وبرج بيزا المائل وأضخم أشجار العالم وغيرها   لم أكن اعرف شيئا عن الفضاء لكنني كنت أعرف نيل ارمسترونغ ورحلة أبولو من هذا الكتاب طبعا ومن قسم الحضانة الذي كنت فيه، فقد اعتادت مربيتنا أن تعرض علينا تمثيلية رحلة القمر بواسطة لعب صغيرة لرواد الفضاء بمركبتهم وعربتهم القمرية كانت ممتعة وملهمة، لا أكاد أذكر من لعب الحضانة إلا هذه اللعبة وأخرى كنا نجتمع فيها لنصطاد سمكات بلاستيكية في صندوق أزرق على شكل حوض بواسطة عود صغير يتدلى منه خيط ينتهي بصنارة صغيرة، كان علينا ادخال الصنارة في حلقة بفم السمكة وكنا نتبارى اينا يصطاد أكثر، كلما أتذكر تلك الأيام أحس بعبير من الثمانينات، إنه شعور لا أعرف له وصفا، كانه شيء من أحلام الطفولة أو لعلها أيام سلام وطيبة ...  أو ربما فقط لكونها سبقت أياما عصيبة وقاسية عرفناها من بعد باسم العشرية السوداء "التسعينات".


كانت كتب أبي الدينية صفراء الصحف عصية علي لغة ومضمونا، بل وأتذكر يوم كنت أشاهد نشرة الأخبار مع والدي ولا أكاد أفهم شيئا مما تقوله المذيعة، كانت تتكلم بلغة عربية غريبة غير تلك التي كنت أفهمها بسهولة في أفلام الكرتون 

ومما أتذكره مجلد سميك مليء بالصور والألوان عنوانه "عجائب وغرائب العالم"، كانت أمي تخبئه في أعلى الخزانة وكنت أتحين غفلتها لأقوم بتصفحه خلسة 

لا زالت عالقة بذهني صور منه، كذاك الرجل الصيني الذي يجر ابنه الغريق بحبل وسط الوحل بعد فيضان عظيم، وأخرى لإفريقي نحيف مات من شدة الجوع، وصور أطول رجل في العالم وأقصر امرأة وبرج بيزا المائل وأضخم أشجار العالم وغيرها

 لم أكن أعرف شيئا عن الفضاء، لكنني كنت أعرف نيل أرمسترونغ ورحلة أبولو من هذا الكتاب طبعا ومن قسم الحضانة الذي كنت فيه، فقد اعتادت مربيتنا أن تعرض علينا تمثيلية رحلة القمر بواسطة لعب صغيرة لرواد الفضاء بمركبتهم وعربتهم القمرية، كانت ممتعة وملهمة، لا أكاد أذكر من لعب الحضانة إلا هذه اللعبة وأخرى كنا نجتمع فيها لنصطاد سمكات بلاستيكية في صندوق أزرق على شكل حوض بواسطة عود صغير يتدلى منه خيط ينتهي بصنارة صغيرة، كان علينا إدخال الصنارة في حلقة بفم السمكة وكنا نتبارى أينا يصطاد أكثر، كلما أتذكر تلك الأيام أحس بعبير من الثمانينيات، إنه شعور لا أعرف له وصفا، كأنه شيء من أحلام الطفولة أو لعلها أيام سلام وطيبة ...

أو ربما فقط لكونها سبقت أياما عصيبة وقاسية عرفناها من بعد باسم العشرية السوداء "التسعينيات". 


بشار - جانفي - 2015

#مذكرة #كتاب #غرائب #وعجائب #العالم #ميشال #مراد

Memoir-of-the-book-Strange-and-Wonders-of-the-World-by-Michael-Murad


يتم التشغيل بواسطة Blogger.