القرن الثاني عشر للميلاد ، غلطة بيار أبيلار:
بحسب (جلسون)، تعد محاولات أبيلار الفلسفية الأولى من نوعها في تاريخ أوروبا القرون الوسطى، التي كانت حينها غارقة في سبات عقلي تحت الظلال القاتمة لسلطة اللاهوت الكنسي، ورغم كون البعض يعدونه أول العقلانيين ومشعل فتيل أول شمعة للاستنارة في دجى عصور الظلمات، رغم ذلك كله، يرى (جلسون) أن محاولات أبيلار كانت عرجاء بشكل كبير، لكونها نتيجة محدودية اطلاعه على منطق العصور الوسطى، الذي كان هو الآخر ترجمات غير مكتملة لنصوص التراث القديم، حيث كان أبيلار وأتباعه لا يعرفون على وجه الدقة الحدود الفاصلة بين الفلسفة والمنطق، ووقعوا تبعا لذلك في مغالطات مزمنة، لم تأرق عصرهم فحسب بل أنتجت صداعا فلسفيا مزمنا رافق نمو العقل الغربي فيما بعد، ثم انتهى (جلسون) في دراسته لتجربة أبيلار إلى الملاحظات التالية:
- نستنتج من تجربة أبيلار أن الفلسفة لا يمكن تحصيلها عن طريق المنطق المحض.
- إذا كان المنطق يدفع إلى المزيد من الدراسة للعلوم الأخرى، فإنه في ذاته عديم الحياة وغير مثمر، ولا يمكنه أن يجعل الذهن يسلم بنتائج الفلسفة باستثناء إمكان فهم الشيء نفسه من مصدر آخر.
- كانت النتيجة النهائية لغلطة أبيلار هي ذاتها الشكوكية Scepticism . (ونحن حتما سوف نرى أخطاء مشابهة بعدها)
حيث أنه : لو كانت المفاهيم مجرد كلمات دون أي مضامين كصورة مبهمة ، لكانت كل المعرفة الكلية مجرد آراء اعتباطية.
وبالتالي : ما نسميه عادة علما لن يعود نظام علاقات عامة ضرورية، بل سيعود مختزلا إلى خيط مفكوك يربط بين وقائع متصلة تجريبيا.
*******
المرجع :