ذاكرة : كتاب غرائب وعجائب العالم - ميشال مراد

0
كانت كتب أبي الدينية صفراء الصحف عصية علي لغة ومضمونا بل وأتذكر يوم كنت أشاهد نشرة الاخبار مع والدي ولا أكاد أفهم شيئا مما تقوله المذيعة كانت تتكلم بلغة عربية غريبة غير تلك التي كنت أفهمها بسهولة في أفلام الكرتون   ومما أتذكره مجلد سميك مليء بالصور والألوان عنوانه "عجائب وغرائب العالم" كانت أمي تخبئه في أعلى الخزانة وكنت أتحين غفلتها لأقوم بتصفحه خلسة   لا زالت عالقة بذهني صور منه كذاك الرجل الصيني الذي يجر ابنه الغريق بحبل وسط الوحل بعد فيضان عظيم وأخرى لإفريقي نحيف مات من شدة الجوع وصور أطول رجل في العالم وأقصر امرأة وبرج بيزا المائل وأضخم أشجار العالم وغيرها   لم أكن اعرف شيئا عن الفضاء لكنني كنت أعرف نيل ارمسترونغ ورحلة أبولو من هذا الكتاب طبعا ومن قسم الحضانة الذي كنت فيه، فقد اعتادت مربيتنا أن تعرض علينا تمثيلية رحلة القمر بواسطة لعب صغيرة لرواد الفضاء بمركبتهم وعربتهم القمرية كانت ممتعة وملهمة، لا أكاد أذكر من لعب الحضانة إلا هذه اللعبة وأخرى كنا نجتمع فيها لنصطاد سمكات بلاستيكية في صندوق أزرق على شكل حوض بواسطة عود صغير يتدلى منه خيط ينتهي بصنارة صغيرة، كان علينا ادخال الصنارة في حلقة بفم السمكة وكنا نتبارى اينا يصطاد أكثر، كلما أتذكر تلك الأيام أحس بعبير من الثمانينات، إنه شعور لا أعرف له وصفا، كانه شيء من أحلام الطفولة أو لعلها أيام سلام وطيبة ...  أو ربما فقط لكونها سبقت أياما عصيبة وقاسية عرفناها من بعد باسم العشرية السوداء "التسعينات".


كانت كتب أبي الدينية صفراء الصحف عصية علي لغة ومضمونا، بل وأتذكر يوم كنت أشاهد نشرة الأخبار مع والدي ولا أكاد أفهم شيئا مما تقوله المذيعة، كانت تتكلم بلغة عربية غريبة غير تلك التي كنت أفهمها بسهولة في أفلام الكرتون 

ومما أتذكره مجلد سميك مليء بالصور والألوان عنوانه "عجائب وغرائب العالم"، كانت أمي تخبئه في أعلى الخزانة وكنت أتحين غفلتها لأقوم بتصفحه خلسة 

لا زالت عالقة بذهني صور منه، كذاك الرجل الصيني الذي يجر ابنه الغريق بحبل وسط الوحل بعد فيضان عظيم، وأخرى لإفريقي نحيف مات من شدة الجوع، وصور أطول رجل في العالم وأقصر امرأة وبرج بيزا المائل وأضخم أشجار العالم وغيرها

 لم أكن أعرف شيئا عن الفضاء، لكنني كنت أعرف نيل أرمسترونغ ورحلة أبولو من هذا الكتاب طبعا ومن قسم الحضانة الذي كنت فيه، فقد اعتادت مربيتنا أن تعرض علينا تمثيلية رحلة القمر بواسطة لعب صغيرة لرواد الفضاء بمركبتهم وعربتهم القمرية، كانت ممتعة وملهمة، لا أكاد أذكر من لعب الحضانة إلا هذه اللعبة وأخرى كنا نجتمع فيها لنصطاد سمكات بلاستيكية في صندوق أزرق على شكل حوض بواسطة عود صغير يتدلى منه خيط ينتهي بصنارة صغيرة، كان علينا إدخال الصنارة في حلقة بفم السمكة وكنا نتبارى أينا يصطاد أكثر، كلما أتذكر تلك الأيام أحس بعبير من الثمانينيات، إنه شعور لا أعرف له وصفا، كأنه شيء من أحلام الطفولة أو لعلها أيام سلام وطيبة ...

أو ربما فقط لكونها سبقت أياما عصيبة وقاسية عرفناها من بعد باسم العشرية السوداء "التسعينيات". 


بشار - جانفي - 2015

#مذكرة #كتاب #غرائب #وعجائب #العالم #ميشال #مراد

Memoir-of-the-book-Strange-and-Wonders-of-the-World-by-Michael-Murad


فكر إسلامي جديد : القرآنيون الجدد

0

#منظور #جديد #لفهم #الإسلام الإنتقادات #: #طاعة #النبي #واجبة جوهر #الخلاف الحديث #ليس #وحيا لا #عصمة #ولا #عدالة فهم #القرآن #بالقرآن لا #ناسخ #ولا #منسوخ الدين #والدولة من #أبرز #شخصيات #الفكر #القرآني #المعاصرة  #الدكتور #أحمد #صبحي #منصور # #مصري # الدكتور #محمد #شحرور #  # #سوري الشيخ #حسن #بن #فرحان #المالكي #  #سعودي الداعية #عدنان #إبراهيم #  #فلسطين

منظور جديد لفهم الإسلام :

قد لا يخفى على الكثير من مستعملي وسائل الميديا الحديثة ظاهرة انتشار دعاة ومفكرين عبر العديد من المواقع ( صوت ، صورة وكتابة ) يبشرون بمنظور جديد لفهم الإسلام يختلف اختلافا جذريا عن السائد والمتعارف عليه بين عموم الأمة

واشتد الجدل لذلك بين منتقد شديد الانتقاد لهذه الأفكار مع التحذير من أصحابها ومعجب متابع ، يعتبرها تجديدا للدين وأصحابها علماء باحثين عن الحق مدافعين عنه ، 

لأجل ذلك احاول في هذا العمل أن أبين أهم نقاط الاختلاف بين الفكرين مع التركيز على توضيح حجج من سميتهم بالقرآنيين الجدد

كل ذلك في وضوح وبساطة أرجو أن  لا تنتقص من قيمة الأفكار وعمقها.


الإنتقادات : طاعة النبي واجبة

تعتقد بقية الفرق من عموم الأمة على اختلافها أن القرآنيين قد خالفوا القرآن نفسه 

حيث أن امر الله واضح بطاعة النبي وقد كرر قوله تعالى في القرآن : وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ }، مرات عديدة فقرن الله طاعته بطاعة النبي ، ويفسرون هذه الآيات على أن طاعة الرسول تتمثل في الالتزام بسنته في الأحاديث النبوية


جوهر الخلاف:

ينتقد القرآنيون بقية الفرق الإسلامية على غفلتها عن الأثر السياسي المباشر وغير المباشر في تدوين الحديث ويعكس هذا غياب الوعي الكبير أو الكافي بالتاريخ الإسلامي القديم (إلى أيام التدوين) ومدى انعكاسه على التراث وخاصة (الحديث) لأنه المزود الأكبر لبقية المجالات الأخرى كالتفسير والفقه والعقائد ..


الأفكار : الحديث ليس وحيا

القرآنيون لا يعترفون بوجود وحي ثان مع القرآن وكلام النبي خارج القرآن ليس وحيا من الله وبالتالي غير ملزم للمسلمين

ولا يعترف القرآنيون من جهة أخرى بنسبة ما يسمى الأحاديث النبوية إلى الرسول محمد  ﷺ ويقول القرآنيون في ذلك أن المنهجية التي اتبعت في تصحيح الأحاديث النبوية كانت تفتقر للموضوعية ومخالفة للمنهج العلمي السليم

وأن هذه السنة المروية أو الأحاديث لم تدون إلا في القرن الثالث الهجري أي بعد ما يزيد عن المئتين والثمانين عاما على وفات الرسول

ودخول العديد من الأحاديث الموضوعة على هذه السنة قبل وخلال تدوينها في ثلاثة قرون 

لهذا يستبعد القرآنيون السنة القولية من مصادر التشريع الإسلامي فلا يجوز حسب قولهم بناء الشريعة على أسس مشكوك فيها.


الأفكار : لا عصمة ولا عدالة

يؤمن القرآنيون بعدم عصمة النبي وبأنه بشر يوحى إليه يجوز أن يخطئ مثلما يصيب باستثناء تبليغه للآيات القرآنية فهو معصوم من السهو والخطأ وفقا للنص القرآني

وكذلك لا يؤمن القرآنيون بعدالة الصحابة ويرون أنهم لا يكتسبون العصمة لمجرد رؤيتهم للرسول وقد كان منهم المنافق والفاسق وضعيف الإيمان كما كان منهم المؤمنون الصالحون ، ويخالف هذا المعتقد معتقد المسلمين السنة في كون كل شخص رأى الرسول وهو على دين الإسلام هو صحابي عدل حتى وإن كان طفلا.


الأفكار : فهم القرآن بالقرآن

منهج القرآنيين في تدبر القرآن منهج عقلي يعتمد على فهم القرآن بالقرآن

يرفضون كلمة تفسير القرآن حيث أن التفسير بفهمهم يكون للشيء الغامض أو المعقد بينما القرآن ميسر للفهم كما يرفضون روايات أسباب النزول أو التفسيرات المذكورة في كتب التراث

يرون أن عامة المسلمين يقدسون كلام البشر المشكوك في صحته وسنده أكثر من كلام الله المقطوع بصحته 

يعمل القرآنيون على فهم مصطلحات القرآن في المواضع المختلفة منه لفهم وتدبر ما تشابه منه


الأفكار : لا ناسخ ولا منسوخ

القرآنوين لا يعتقدون بنسخ الآيات المعروف عند عامة المسلمين وهو أن تلغي إحدى الأيات حكما مذكورا في آية أخرى وفقا لما جاء في القرآن الكريم : {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} 
فمفهوم الآية المذكور هو المعجزة وفقا لفهم القرآنيين، وحجة الدكتور أحمد صبحي منصور في هذا - وهي مقبولة لدى الكثير من علماء اللغة ورجال الفقه القرآني - أن النسخ يعني التدوين والإثبات وليس الإلغاء والمحو كما شاع عن التراث في تفسير هذه الآية.

الأفكار : الدين والدولة 

بحسب القرآنيين

الإسلام يدعو إلى دولة لا تفرق بين مواطنيها على أساس العرق أو الدين أو غير ذلك 
كما أنها دولة ديمقراطية يحكم فيها الشعب نفسه بنفسه

تضمن دولة الإسلام حرية الرأي والتعبير وتراعي حقوق الإنسان والحريات الشخصية

ليست الدولة مسؤولة عن إدخال مواطنيها إلى الجنة

القرآن لم يذكر أي عقوبات دنيوية ضد من يرتكب معاصي لا تضر الآخرين وتدخل في نطاق الحرية الشخصية

كما لا يذكر عقوبات ضد من يعبر عن رأيه أيا كان أو من يغير عقيدته أو يبدل دينه

بل على العكس فقد دعا إلى حرية الاعتقاد وحرية التعبير واحترام الرأي المخالف.

 

من أبرز شخصيات الفكر القرآني المعاصرة :

  1.  الدكتور أحمد صبحي منصور                مصري 
  2. الدكتور محمد شحرور                         سوري
  3. الشيخ حسن بن فرحان المالكي               سعودي
  4. الداعية عدنان إبراهيم                          فلسطين


تعقيب :
يمكن ملاحظة تأثير نموذج الفكر الغربي على المذهب القرآني في المجمل، كما لا يمكن إغفال أن أغلب رموز هذا الأخير قد عاشو ولو لبعض الوقت في دوله ، حيث يظهر الاتساق مثلا في شكل الدولة ومحاولة تبرأة الإسلام من كل ما يتعارض مع روح الحياة الغربية المعاصرة. 
وفي الأخير يظهر واضحا تطابق منهجيتهم في نقد التراث الإسلامي مع أسلوب العلمانية الغربية في نقدها للأديان عموما وللمسيحية بالخصوص.  


مصطفى محاوي 
فبراير 2015

---------------------------

#منظور #جديد #لفهم #الإسلام

الإنتقادات #: #طاعة #النبي #واجبة

جوهر #الخلاف

الحديث #ليس #وحيا

لا #عصمة #ولا #عدالة

فهم #القرآن #بالقرآن

لا #ناسخ #ولا #منسوخ

الدين #والدولة

من #أبرز #شخصيات #الفكر #القرآني #المعاصرة

 #الدكتور #أحمد #صبحي #منصور # #مصري #

الدكتور #محمد #شحرور #  # #سوري

الشيخ #حسن #بن #فرحان #المالكي #  #سعودي

الداعية #عدنان #إبراهيم #  #فلسطين


إن الله لا يقمع التفكير

0
إن الله لا يقمع التفكير ، بل يحث على سلامة التقدير ..   قال الله تعالى:  إنه فكر وقدر, فقتل كيف قدر, ثم قتل كيف قدر                     المدثر 18 * 19 * 20  ذاك أن التفكير مجال واسع و غير محدود ؛ لأنه نعمة من الله لا يكفيها شكر ، لكنه بذلك بحر متلاطم الأمواج ، يحتاج ميزان تقدير دقيقا وسليما ،لتخلص الأفكار عبره إلى نتائج سليمة ، ليتمخض عن ماكنة التفكير هذه :  حق لا باطل  خير لا شر  والخلل الذي يحيل الخير شرا والحق باطلا ، هو خلل في كيفية التقدير .. وذاك هو القياس الجائر بوصف الحسن البصري وابن سيرين ...  لأجل ذلك ،كان الشيطان ضحية لتقديرات تفكيره الخاطئة .  هنا مفصل أساسي في مشكلة الشيطان ؛ لأن خطيئة الشيطان تتجاوز حدود الذنب ، لتسقط في قاع الكفر ..  هناك شيء ما في داخل الشيطان ... طفرة فكر أو خاطر ، غيرت نظرته لخالقه سبحانه وتعالى ، غيرت مفهومه عن الإله ، طفرة في تركيبة نفسه جعلته يتعدى في طموحاته كل المراتب، ويعتقد أن ثمة أسبابا لو امتلكها يوما ،لاستطاع بها أن يصير إله ، ولعل من تلك الأسباب عنده الخلد والملك ..

كتبت يوما ما من أيام عام 2011 م

إن الله لا يقمع التفكير ، بل يحث على سلامة التقدير .. 

قال الله تعالى: 
إنه فكر وقدر, فقتل كيف قدر, ثم قتل كيف قدر                     المدثر 18 * 19 * 20 
ذاك أن التفكير مجال واسع و غير محدود ؛ لأنه نعمة من الله لا يكفيها شكر ، لكنه بذلك بحر متلاطم الأمواج ، يحتاج ميزان تقدير دقيقا وسليما ،لتخلص الأفكار عبره إلى نتائج سليمة ، ليتمخض عن ماكنة التفكير هذه : 
حق لا باطل 
خير لا شر 
والخلل الذي يحيل الخير شرا والحق باطلا ، هو خلل في كيفية التقدير .. وذاك هو القياس الجائر بوصف الحسن البصري وابن سيرين ... 
لأجل ذلك ،كان الشيطان ضحية لتقديرات تفكيره الخاطئة . 
هنا مفصل أساسي في مشكلة الشيطان ؛ لأن خطيئة الشيطان تتجاوز حدود الذنب ، لتسقط في قاع الكفر .. 
هناك شيء ما في داخل الشيطان ... طفرة فكر أو خاطر ، غيرت نظرته لخالقه سبحانه وتعالى ، غيرت مفهومه عن الإله ، طفرة في تركيبة نفسه جعلته يتعدى في طموحاته كل المراتب، ويعتقد أن ثمة أسبابا لو امتلكها يوما ،لاستطاع بها أن يصير إله ، ولعل من تلك الأسباب عنده الخلد والملك .. 
الشيطان الذي رأى حقيقة ملكوت الله ،وعظمته ومقدرته ... كيف يختار أن يعادي الإله العظيم في ملكه ؟؟؟ ... كيف يختار لنفسه هذا المصير ؟؟.. 
كيف سمح لنفسه بهذا الجور ..؟ وكيف سمح الله العظيم بهذا الشر ..؟ 
يجيبك (ابن عنابة) القديس أوغستين ، بأن الله تعالى رأى بحكمته أن الأفضل إخراج الخير من الشر، على عدم السماح للشر أصلا بالوجود ... 
لأن الله سبحانه يخلق ، لكنه لا يكره خلقه على حبه .. كما كان يقول بول أفدوكيموف ، فلا حب مع إكراه ، والحب ثمرة الحرية ،
 لأن : 
في الحرية حب وكره 
في الحرية طاعة ومعصية 
وفي الحرية توبة وكفر 
أقول: وجوهر الفصل بين معصية الإنسان ومعصية الشيطان ، أن في الإنسان حب لله أعاده إليه بالتوبة ، وفي الشيطان كره له تعالى أبعده عنه بالكفر . 
إن مجال الحرية في الحياة شديد الأهمية ؛ لأن الله العظيم سبحانه هو الذي سمح به ، الله هو من سمح للشيطان المتمرد بالحياة وأعطاه كامل الفرصة لتحقيق أفكاره ، بل واستجاب لمطالبه .. 
لأنه ملك عظيم قوي لا يضره شيء ، خلق خلقه وأعطاهم الحرية ، فإذا ما أراد الشيطان أن يسلب خلقه حريتهم ، ألزمه حده وصانها لهم .. 
قال الله تعالى للشيطان : 
إن عبادي ليس لك عليهم سلطان                              الحجر 42 – الإسراء 65

شعائر أم مشاعر ؟

0
في ليلة من ليالي الزمن الغابر، في برية الأردن، جلس الحواريون من حول المسيح عليه السلام وهو يعلمهم معنى الإيمان، ويزكي قلوبهم حتى فاضت أعينهم من الدمع وخشعت أرواحهم فتاقت أنفسهم إلى الصلاة...  عندها بادر يوحنا بالقول: يا معلم ، فلنغتسل كما أمر الله على لسان موسى ...  فأجابه السيد المسيح قائلا: لا تظنوا أني قد أتيت لأبطل الشريعة وكلام الأنبياء من قبلي، لعمر الله إنما بعثت لأحفظها... والذي تقف نفسي بحضرته ، لن يرضى الله عمن يخالف وصية من وصاياه ... لكني أحب ان تفقهوا جيدا كلام الله على لسان النبي أشعيا حين قال(اغتسلوا وكونوا طاهرين ، أبعدوا أفكاركم عن عيني)  الحق أقول لكم، إن ماء البحر كله لن يغسل من كان قلبه يحب الآثام...1  للشعائر والمناسك مقصد في قلب الانسان إن بلغته فقد حققت ما فرضت من أجله ، فقلب الإنسان وضميره الخفي هو ما جاءت من أجله الرسالات وبعث في سبيله الأنبياء ، ذلك السر الباطن الذي لا يطلع عليه إلا اثنان ، العبد وربه ، ومن ثمة فلا رقيب عليه سواهما ...  ربما... من أثر العادة والاعتياد قد يظن العبد أن مبتغى الرب منه أن يتعب جسده الضعيف في طقوس غامضة لا يفهم كنهها، أو أن يقرب إليه قربانا يقتطعه من ماله وعرق جبينه ، كل ذلك لأن الرب يرجوا شقاءه في هذه الدنيا وأن شقاء الدنيا ونكدها لازم إن رغب العبد في نعيم الآخرة ..

كتبت يوما ما من أيام عام 2012م

شعائر أم مشاعر ؟.. 

في ليلة من ليالي الزمن الغابر، في برية الأردن، جلس الحواريون من حول المسيح عليه السلام وهو يعلمهم معنى الإيمان، ويزكي قلوبهم حتى فاضت أعينهم من الدمع وخشعت أرواحهم فتاقت أنفسهم إلى الصلاة... 
عندها بادر يوحنا بالقول: يا معلم ، فلنغتسل كما أمر الله على لسان موسى ... 
فأجابه السيد المسيح قائلا: لا تظنوا أني قد أتيت لأبطل الشريعة وكلام الأنبياء من قبلي، لعمر الله إنما بعثت لأحفظها... والذي تقف نفسي بحضرته ، لن يرضى الله عمن يخالف وصية من وصاياه ... لكني أحب ان تفقهوا جيدا كلام الله على لسان النبي أشعيا حين قال(اغتسلوا وكونوا طاهرين ، أبعدوا أفكاركم عن عيني) 
الحق أقول لكم، إن ماء البحر كله لن يغسل من كان قلبه يحب الآثام...1 
للشعائر والمناسك مقصد في قلب الانسان إن بلغته فقد حققت ما فرضت من أجله ، فقلب الإنسان وضميره الخفي هو ما جاءت من أجله الرسالات وبعث في سبيله الأنبياء ، ذلك السر الباطن الذي لا يطلع عليه إلا اثنان ، العبد وربه ، ومن ثمة فلا رقيب عليه سواهما ... 
ربما... من أثر العادة والاعتياد قد يظن العبد أن مبتغى الرب منه أن يتعب جسده الضعيف في طقوس غامضة لا يفهم كنهها، أو أن يقرب إليه قربانا يقتطعه من ماله وعرق جبينه ، كل ذلك لأن الرب يرجوا شقاءه في هذه الدنيا وأن شقاء الدنيا ونكدها لازم إن رغب العبد في نعيم الآخرة ... 
ثم إن صنفا آخر من الناس ، ممن كان منهم في درك الشيئية البحثة ، ليظن أن لله نصيبا مما ينفق في سبيله أو أن الله في حاجة إلى جهد عضلاته ، تعالى الله سبحانه عما يظنون علوا كبيرا 
كلا ، وألف كلا ... فلن ينال الله لحومها ولا دماؤها، ولكن يناله التقوى منكم 
إن مقصد الإنفاق هو الإيثار في النفس وتزكية ما بها عن النهم والطمع والتمسك بالأشياء 
ومقصد الجهد والمجاهدة تمحيص القلب من كل عوالق الأنا التي تشده إلى الأرض شدا 
فالشعائر بذلك رياضة تنطلق بفعلها من أعماق القلب تطهره من كل ما يشوه إنسانيته و يخون حبه المقدس لخالقه، لأن محور هذه التعاليم كلها هو امتحان مقدار هذا الحب وصدقه، فمن لم تتحقق لديه هذه الغاية في شعائر عبادته فقدت الشعائر معناها عنده بل وتفقد قيمتها حتى: 
" من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له "2 محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) 
" رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، "3 محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) 
------------------------------------------------
1 : إنجيل برنابا الفصل الثامن والثلاثون (بتصرف) 
2 : رواه ابن أبي حاتم عن عمران بن حصين (تفسير ابن كثير) 
3 : (أخرجه ابن ماجة : برقم 1690، و أحمد في المسند 2/373، 441).

ماهو هدف الشيطان ؟

0
أن يصير إلهً على الأرض.  لأجل ذلك يناصب الله خالقه العداء ولأجل ذلك رفض السجود للإنسان ويوم أن أسقطه الله تعالى إلى الأرض وأنزل الإنسان إليها، وضع الشيطان نصب عينيه أن يحول دون تمام إرادة الله على الأرض ... وذلك بإفساد مشروع خلافة الإنسان ... ولن يكون ذلك إلا بإذلال الإنسان وقهره وتذكيره دوما بضعفه وبانه أحقر من أن يملك الأرض. وأن الذي يملك الأرض جميعا هو ملك واحد يذل له الجميع ويسجد له الجميع وهو الشيطان إله الأرض ...  هكذا اندلع صراع شرس عنيف على امتلاك الأرض ... بين مملكة الإنسان خليفة الله ومملكة الشيطان المتأله، في ملحمة عظيمة لم تنته فصولها بعد... هي حقا ملحمة الحياة ...  ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (76) ﴾ النساء 76  قال الله جل وعلا: ۞ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (60) وَأَنِ اعْبُدُونِي ۚ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ (61) - يس: (60 * 61)   ومنذ وقف نوح مشفقا ينادي في قومه: يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (59) - الأعراف 59   لم تدر رحى الحياة إلا على شهيد في الحق وهالك على باطل، ولم تزل الدهور تسف الأقوام خلفا من بعد سلف، تردهم ترابا إلى الأرض، إلا والوارثون لها تحار ألبابهم أي الطرق يسلكون ...؟ أي الداعين يتبعون ...؟ داعي الله أم داعي الشيطان ...؟ حتى عبد فراعنة مصر أبيب إله الليل وست القاتل المنبوذ ... وعبد ملوك حضارات الرافدين أهرمان إله الظلام ... وعبد الفلاسفة اليونانيون برومثيوس الذي تكبر على الإله وعلم الإنسان كيف يعصيه ... وعبد الأوربيون الشيطان جهارا في كنائسهم مثلما جهرت آن ماري جيورجل سنة 1335 م بالقول أن الله ملك السماء والشيطان ملك الأرض، وهما ندان متساويان سرمديان يتساجلان النصر والهزيمة ... وزادت أن الشيطان كان ينفرد بالنصر البين في عصرها ... ولم تزل مملكته الغامضة الخفية تأبى الهزيمة، تتصيد خداما لها عبر الدهور، حتى لقد بقيت بقية من نحل عباده تمخر عباب القرن العشرين وتشارك في تحريك أحداثه، تتستر باسم الماسونية لها في كل قطر من أقطار المعمورة أوكار وجمعيات، لا تزال كما كانت في باريس تستقبل المصلين حيث يقربون القرابين للشيطان، ويكررون التلاوات التي كانت ترتل في معابد النحل الشيطانية قبل قرون تؤمن مثلها بسيادة الشيطان على الدنيا ...  وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (17) - الإسراء   وللعلم فإن برومثيوس عند اليونانين هو الذي يَنصَبُ عليه غضب الأرباب وكبيرهم زيوس وهو المعلم الذي هدى الإنسان إلى سر النار وألهمه السعي في طلب البقاء وبصره بالمجهول من خفايا الكون الذي يعيش فيه وتمثله الأساطير على قسط وافر من الفطنة يغار منه رب الأرباب ويخيل إليه من أجل ذلك أنه يتعالم عليه ... أفليست بحق الصورة المثالية التي يحبذ الشيطان ترويجها عن نفسه وعن ماضيه ...؟ ولقد روى الدكتور يوسف وولف صاحب الرحلة إلى بخارى سنة 1845 م أن شيخا يهوديا يدعى ناثان زاره ومعه درويش من كشغار فسأله الدرويش ممتحنا: من خالق النار والماء؟ قال الدكتور وولف: فلما أجبته أنه الله، صاح بي قائلا: صه ... لا شيء من ذلك، لأن النار والماء من خلق الشيطان، ... وعليك أن تعلم أن الكون يحكمه إلهان ... إله الملأ العلوي وإله العالم السفلي الذي شن حربا عليه لا تزال حتى يوم الناس حامية الأوار ... وسوف تحتدم الحرب كرة أخرى فيصعد الشيطان إلى السماء السابعة تحلق معه ألوف الألوف من جنده تطير بينها الحيات والثعابين ...  أفلا تكون الصورة المتفائلة للمستقبل كما يتمناه الشيطان ويمني أتباعه به ...؟   فلا تعجب ... لأن أوريجين أيضا وجد في القرن الثالث الميلادي عارفي عصره يروون قصصا مستفيضا عن وقائع الشيطان مع الملائكة ومصيره بعد الهزيمة الحاسمة في آخر الزمان وكيف ستحتدم ملاحم الحرب بين ميخائيل رئيس الملائكة وإبليس رئيس الشياطين ... كيف يرتد جند الشيطان هلعا من الرجوم الإلهية ... كيف يتحصنون بمغاور الأرض خوفا من هجمات الملائكة الكرام والقديسين المقربين ... ثم تنشب الملحمة الأخيرة قبل القيامة حين يعود المسيح  أجل عندما يعود المسيح عيسى ابن مريم، فينصر الحق ويزهق الباطل ويقتل الدجال حليف الشيطان الاستراتيجي ويلحق بهما معا الهزيمة النكراء في ملاحم آخر الزمان ... لتختم ملحمة الحياة كما شاء الله العظيم لها وقدر، ولتتجسد إرادة الله على الأرض كل الأرض وتخضع أركانها كلها لخلافة الإنسان الراشدة على منهاج الله وشريعته ... فسبحان الله الخالق العظيم وتعالى عما يصفون علوا كبيرا.

أن يصير إلهً على الأرض.

لأجل ذلك يناصب الله خالقه العداء
ولأجل ذلك رفض السجود للإنسان
ويوم أن أسقطه الله تعالى إلى الأرض وأنزل الإنسان إليها، وضع الشيطان نصب عينيه أن يحول دون تمام إرادة الله على الأرض ... وذلك بإفساد مشروع خلافة الإنسان ... ولن يكون ذلك إلا بإذلال الإنسان وقهره وتذكيره دوما بضعفه وبانه أحقر من أن يملك الأرض.
وأن الذي يملك الأرض جميعا هو ملك واحد يذل له الجميع ويسجد له الجميع
وهو الشيطان إله الأرض ...

هكذا اندلع صراع شرس عنيف على امتلاك الأرض ... بين مملكة الإنسان خليفة الله ومملكة الشيطان المتأله، في ملحمة عظيمة لم تنته فصولها بعد...
هي حقا ملحمة الحياة ...

﴿ الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (76) ﴾
النساء 76

قال الله جل وعلا:
۞ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (60) وَأَنِ اعْبُدُونِي ۚ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ (61) - يس: (60 * 61) 

ومنذ وقف نوح مشفقا ينادي في قومه:
يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (59) - الأعراف 59 

لم تدر رحى الحياة إلا على شهيد في الحق وهالك على باطل، ولم تزل الدهور تسف الأقوام خلفا من بعد سلف، تردهم ترابا إلى الأرض، إلا والوارثون لها تحار ألبابهم أي الطرق يسلكون ...؟ أي الداعين يتبعون ...؟ داعي الله أم داعي الشيطان ...؟
حتى عبد فراعنة مصر أبيب إله الليل وست القاتل المنبوذ ...
وعبد ملوك حضارات الرافدين أهرمان إله الظلام ...
وعبد الفلاسفة اليونانيون برومثيوس الذي تكبر على الإله وعلم الإنسان كيف يعصيه ...
وعبد الأوربيون الشيطان جهارا في كنائسهم مثلما جهرت آن ماري جيورجل سنة 1335 م بالقول أن الله ملك السماء والشيطان ملك الأرض، وهما ندان متساويان سرمديان يتساجلان النصر والهزيمة ... وزادت أن الشيطان كان ينفرد بالنصر البين في عصرها ...
ولم تزل مملكته الغامضة الخفية تأبى الهزيمة، تتصيد خداما لها عبر الدهور، حتى لقد بقيت بقية من نحل عباده تمخر عباب القرن العشرين وتشارك في تحريك أحداثه، تتستر باسم الماسونية لها في كل قطر من أقطار المعمورة أوكار وجمعيات، لا تزال كما كانت في باريس تستقبل المصلين حيث يقربون القرابين للشيطان، ويكررون التلاوات التي كانت ترتل في معابد النحل الشيطانية قبل قرون تؤمن مثلها بسيادة الشيطان على الدنيا ...

وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (17) - الإسراء 

وللعلم فإن برومثيوس عند اليونانين هو الذي يَنصَبُ عليه غضب الأرباب وكبيرهم زيوس وهو المعلم الذي هدى الإنسان إلى سر النار وألهمه السعي في طلب البقاء وبصره بالمجهول من خفايا الكون الذي يعيش فيه وتمثله الأساطير على قسط وافر من الفطنة يغار منه رب الأرباب ويخيل إليه من أجل ذلك أنه يتعالم عليه ...
أفليست بحق الصورة المثالية التي يحبذ الشيطان ترويجها عن نفسه وعن ماضيه ...؟
ولقد روى الدكتور يوسف وولف صاحب الرحلة إلى بخارى سنة 1845 م أن شيخا يهوديا يدعى ناثان زاره ومعه درويش من كشغار فسأله الدرويش ممتحنا:
من خالق النار والماء؟
قال الدكتور وولف: فلما أجبته أنه الله، صاح بي قائلا:
صه ... لا شيء من ذلك، لأن النار والماء من خلق الشيطان، ... وعليك أن تعلم أن الكون يحكمه إلهان ... إله الملأ العلوي وإله العالم السفلي الذي شن حربا عليه لا تزال حتى يوم الناس حامية الأوار ... وسوف تحتدم الحرب كرة أخرى فيصعد الشيطان إلى السماء السابعة تحلق معه ألوف الألوف من جنده تطير بينها الحيات والثعابين ... 
أفلا تكون الصورة المتفائلة للمستقبل كما يتمناه الشيطان ويمني أتباعه به ...؟ 

فلا تعجب ... لأن أوريجين أيضا وجد في القرن الثالث الميلادي عارفي عصره يروون قصصا مستفيضا عن وقائع الشيطان مع الملائكة ومصيره بعد الهزيمة الحاسمة في آخر الزمان وكيف ستحتدم ملاحم الحرب بين ميخائيل رئيس الملائكة وإبليس رئيس الشياطين ... كيف يرتد جند الشيطان هلعا من الرجوم الإلهية ... كيف يتحصنون بمغاور الأرض خوفا من هجمات الملائكة الكرام والقديسين المقربين ... ثم تنشب الملحمة الأخيرة قبل القيامة حين يعود المسيح 
أجل عندما يعود المسيح عيسى ابن مريم، فينصر الحق ويزهق الباطل ويقتل الدجال حليف الشيطان الاستراتيجي ويلحق بهما معا الهزيمة النكراء في ملاحم آخر الزمان ... لتختم ملحمة الحياة كما شاء الله العظيم لها وقدر، ولتتجسد إرادة الله على الأرض كل الأرض وتخضع أركانها كلها لخلافة الإنسان الراشدة على منهاج الله وشريعته ... فسبحان الله الخالق العظيم وتعالى عما يصفون علوا كبيرا.

#ماهو #هدف #الشيطان #؟

هل الشيطان قوي ؟

0
لا... لكنه خطير ...   يقول الله الخالق العظيم تعالى:  إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (76) النساء 76   الشيطان لا يملك إلا أن يكيد للإنسان، وحتى كيده هذا فهو أهون من أن يفل عزم المؤمنين بربهم، فالشيطان لايملك شيئا من مفاتيح السماوات ولا الأرض ... لايملك الرزق لنفسه ولا حتى عد أنفاسه ... الله الخالق العظيم هو من يرزقه ويهبه الحياة لحظة بلحظة ونفسا بنفس ...  لكنها الغواية التي تطغي جبابرة الأرض، إذا ما ملكو حظا من متاع الدنيا ورأو طائفة من رقاب البعض ذلت لهم، تراهم يحسبون أنهم ملكوا كل الحياة وحكموا كل الخلق ...  إنها الغواية التي توحي لصاحبها بأنه يملك القوة على فعل ما يشاء بمن يريد، والشيطان أقدم الجبابرة ومملكته أعرق الممالك ...  الشيطان لا يملك من القوة إلا التي يستمدها من الإنسان ذاته ... فلايستطيع تغيير وقائع الحياة إلا إذا تماهى مع غرائز الإنسان ودوافعه، لأن الإنسان وحده من يغير الحياة لا الشيطان ...   الإنسان يفعل بيديه، بعد أن تعترك أفكاره التي يحاول الشيطان أن يستثير بعضها على بعض بنفثه ووساوسه ودعايته ... حتى إذا ما رأى نور الله بازغا من قلب الإنسان يحرق تدليسه، لم يسعه حينها إلا النفخ عليه:  يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) التوبة 32  لأنه كمَثل الوحش المفترس، يخشى مواجهة الإنسان، وهي خشية فطرية فيه مثلما تهاب سباع الأرض عادة الإنسان وتفر منه، لأجل ذلك لا يبادره بالهجوم إلا بغتة من الخلف أو في جنح الظلام ... ولأجل ذلك يهوى التخفي والتستر وينآى بنفسه عن مواجهة الحياة إلا من وراء حجاب ...   نعم الشيطان يملك ... على من كفر من بني جنسه من الجن، ومن أراد طوعا أن يكون في خدمته من الإنس، وهو بهما يحاول أن يدير معركته مع الله وخليفته الإنسان على الأرض ...   قال محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم:  إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة، أعظمهم فتنة. رواه مسلم   يحاول بذلك التحكم في مسار الحياة على الأرض، بإحكام سيطرته على البشر كل البشر، حتى أنه ليرصد شيطانا من جنوده لكل إنسان من أبناء آدم وحواء، مثلما ذكر ترتوليان أحد الآباء الأولين (المتوفي سنة 230 م).  ولو كان ملكه هذا ليقهر به إيمان إنسان واحد، لما تحداه الله العظيم في أن يحشر ملكه كله وعدته وعتاده وحيلته ودهاءه وينقض به على البشر...   قال الله العظيم للشيطان الرجيم:  وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (64) الإسراء 64   لأن الله خالقه وخالقهم، يعلم ضعف كيده ومحدودية قدرته ... وإنما يملي له ليتم كامل فرصته في الحياة، لتشهد عليه نفسه وأفعاله، وتشهد الحياة كلها صَغَار الشيطان وعظمة الله وكرمه، ليحق الله الحق بكلماته ويبطل ما كان يعمل الظالمون   بل لشدة ضعفه، إنه لمستعد أن يتنازل عن ملكه هذا وعن أعز حلفائه في ساح المعركة، يوم يرى أمواج الحق الهادرة تفتك بأركان مملكته:  كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) الحشر 16

لا... لكنه خطير ... 

يقول الله الخالق العظيم تعالى: 
إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (76) النساء 76 

الشيطان لا يملك إلا أن يكيد للإنسان، وحتى كيده هذا فهو أهون من أن يفل عزم المؤمنين بربهم، فالشيطان لايملك شيئا من مفاتيح السماوات ولا الأرض ... لايملك الرزق لنفسه ولا حتى عد أنفاسه ... الله الخالق العظيم هو من يرزقه ويهبه الحياة لحظة بلحظة ونفسا بنفس ... 
لكنها الغواية التي تطغي جبابرة الأرض، إذا ما ملكو حظا من متاع الدنيا ورأو طائفة من رقاب البعض ذلت لهم، تراهم يحسبون أنهم ملكوا كل الحياة وحكموا كل الخلق ... 
إنها الغواية التي توحي لصاحبها بأنه يملك القوة على فعل ما يشاء بمن يريد، والشيطان أقدم الجبابرة ومملكته أعرق الممالك ... 
الشيطان لا يملك من القوة إلا التي يستمدها من الإنسان ذاته ... فلايستطيع تغيير وقائع الحياة إلا إذا تماهى مع غرائز الإنسان ودوافعه، لأن الإنسان وحده من يغير الحياة لا الشيطان ... 

الإنسان يفعل بيديه، بعد أن تعترك أفكاره التي يحاول الشيطان أن يستثير بعضها على بعض بنفثه ووساوسه ودعايته ... حتى إذا ما رأى نور الله بازغا من قلب الإنسان يحرق تدليسه، لم يسعه حينها إلا النفخ عليه: 
يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) التوبة 32 
لأنه كمَثل الوحش المفترس، يخشى مواجهة الإنسان، وهي خشية فطرية فيه مثلما تهاب سباع الأرض عادة الإنسان وتفر منه، لأجل ذلك لا يبادره بالهجوم إلا بغتة من الخلف أو في جنح الظلام ... ولأجل ذلك يهوى التخفي والتستر وينآى بنفسه عن مواجهة الحياة إلا من وراء حجاب ... 

نعم الشيطان يملك ... على من كفر من بني جنسه من الجن، ومن أراد طوعا أن يكون في خدمته من الإنس، وهو بهما يحاول أن يدير معركته مع الله وخليفته الإنسان على الأرض ... 

قال محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم: 
إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة، أعظمهم فتنة. رواه مسلم 

يحاول بذلك التحكم في مسار الحياة على الأرض، بإحكام سيطرته على البشر كل البشر، حتى أنه ليرصد شيطانا من جنوده لكل إنسان من أبناء آدم وحواء، مثلما ذكر ترتوليان أحد الآباء الأولين (المتوفي سنة 230 م). 
ولو كان ملكه هذا ليقهر به إيمان إنسان واحد، لما تحداه الله العظيم في أن يحشر ملكه كله وعدته وعتاده وحيلته ودهاءه وينقض به على البشر... 

قال الله العظيم للشيطان الرجيم: 
وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (64) الإسراء 64 

لأن الله خالقه وخالقهم، يعلم ضعف كيده ومحدودية قدرته ... وإنما يملي له ليتم كامل فرصته في الحياة، لتشهد عليه نفسه وأفعاله، وتشهد الحياة كلها صَغَار الشيطان وعظمة الله وكرمه، ليحق الله الحق بكلماته ويبطل ما كان يعمل الظالمون 

بل لشدة ضعفه، إنه لمستعد أن يتنازل عن ملكه هذا وعن أعز حلفائه في ساح المعركة، يوم يرى أمواج الحق الهادرة تفتك بأركان مملكته: 
كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) الحشر 16

#هل #الشيطان #قوي #؟

هل الشيطان هو مصدر الشر المطلق في الحياة ؟

0
لا ... لأنه مصدر من مصادره ...  الشيطان مخلوق فاني ... وهو تحد من ضمن العديد من التحديات التي يواجهها الإنسان في حياته على الأرض، فهو مخلوق من بين الكثيرين الذين أمرهم الله سبحانه بالسجود للإنسان لحظة خلقه ... يواجه الإنسان على الأرض حياة قاسية ومحنا عاتية، تهيج لأجلها مشاعره وتضطرب بفعلها أفكاره، قد يكفي الإنسان خاطر من نفسه أو باعث من هواه ليحيد به عن جادة الصواب ويوقعه في حمأة الشرور ...  أما الشيطان فلا يعدو أن يلعب دور المقامر الذي يراهن على هذا الخاطر أو ذاك، يراقب معركة النفس البشرية، ويحاول ترجيحها إلى حيث تقضى مآربه ... وليس له فيها إلا الترويج والدعاية لا أكثر ... ولعلي لا أبالغ إن قلت، أن حياة الإنسان على الأرض في غياب الشيطان لن تكون بمثل هذا السوء طبعا ... لكنها حتما لن تكون جنة.  لأن الإنسان أكثر طموحا من الشيطان نفسه، وأوسع منه إدراكا وأحدّ منه ذكاءا وأرفع منزلة بشهادة الله الخالق، ... لكن حواسه محدودة بحدود السماء من فوقه والأرض من حوله، لأجل هذا يرتبك طموح الإنسان اللامحدود كلما اسطدم بهذه الحدود، فترتد هزات الاسطدام في نفسه وكيانه مسببة صدوعا لا يصلحها إلا بلسم الإيمان ورحابه الواسعة ... طموح الإنسان هذا هو الذي يغويه، هو الذي يثير القلاقل بين البشر...  طموح جعل الفلاسفة عبر الدهور يتساءلون عن جذوره وأسبابه ، وإلى أين قد تؤدي به مآلاته فكأن الإنسان لا يشبع ، لا من رغبة ولا من متعة ، فإذا ما نال واحدة انقلب في سعي حثيث نحو أخريات غيرها ، ولقد اعترك مفهومي هيجل وماركس عن تطلع هذا المجتمع الإنساني نحو المساواة فلم تفلح تطبيقات تابعيهما إلا في هز تاريخه بالمزيد من القلاقل ، وخلف من بعدهم خلف طلبوا الحرية واعتنقوا الليبيرالية ، فما زاد النهم الإنسان منها إلا شططا وغلوا ، فهل ثمة نقطة ختام ، تنتهي إليها رغبات خاتم البشر هذا بالإشباع ،وترتوي عندها نفسه من رحيق طموحها ...؟   وإذا كانت الجنة لم تشفي غليل الإنسان الأول في البقاء والسلطة، فهل تستطيع الدنيا ذلك ...؟ ثم إن الإنسان هذا هو من يفعل بيديه على الأرض ما لم يفعله مخلوق قبله ... الملائكة بقدرها ... والجن بقدراته، لا يمكنها أن تصنع ما صنع الإنسان على الأرض ... لا يمكنها أن تروض الحياة وقوانينها ... لا يمكنها أن تثير الخلل في ميزانها ... أي قوة يملكها هذا المخلوق حتى يمكنه تغيير الحياة هكذا...؟ الشيطان نفسه في ذهول ... لكنه لن يعترف يوما بأفضلية الإنسان عليه.  قال الإمام ابن الجوزي: إعلم أن الآدمي لما خلق ركب فيه الهوى والشهوة ليجتلب بذلك ما ينفعه، ووضع فيه الغضب ليدفع به ما يؤذيه، وأعطي العقل كالمؤدب يأمره بالعدل فيما يجتلب ويجتنب، وخلق الشيطان محرضا له على الإسراف في اجتلابه واجتنابه، فالواجب على العاقل أن يأخذ حذره من هذا العدو الذي أبان عداوته من زمن آدم عليه الصلاة والسلام وقد بذل عمره ونفسه في فساد أحوال بنيه.

لا ... لأنه مصدر من مصادره ...

الشيطان مخلوق فاني ... وهو تحد من ضمن العديد من التحديات التي يواجهها الإنسان في حياته على الأرض، فهو مخلوق من بين الكثيرين الذين أمرهم الله سبحانه بالسجود للإنسان لحظة خلقه ...
يواجه الإنسان على الأرض حياة قاسية ومحنا عاتية، تهيج لأجلها مشاعره وتضطرب بفعلها أفكاره، قد يكفي الإنسان خاطر من نفسه أو باعث من هواه ليحيد به عن جادة الصواب ويوقعه في حمأة الشرور ... 
أما الشيطان فلا يعدو أن يلعب دور المقامر الذي يراهن على هذا الخاطر أو ذاك، يراقب معركة النفس البشرية، ويحاول ترجيحها إلى حيث تقضى مآربه ... وليس له فيها إلا الترويج والدعاية لا أكثر ...
ولعلي لا أبالغ إن قلت، أن حياة الإنسان على الأرض في غياب الشيطان لن تكون بمثل هذا السوء طبعا ... لكنها حتما لن تكون جنة.

لأن الإنسان أكثر طموحا من الشيطان نفسه، وأوسع منه إدراكا وأحدّ منه ذكاءا وأرفع منزلة بشهادة الله الخالق، ... لكن حواسه محدودة بحدود السماء من فوقه والأرض من حوله، لأجل هذا يرتبك طموح الإنسان اللامحدود كلما اسطدم بهذه الحدود، فترتد هزات الاسطدام في نفسه وكيانه مسببة صدوعا لا يصلحها إلا بلسم الإيمان ورحابه الواسعة ...
طموح الإنسان هذا هو الذي يغويه، هو الذي يثير القلاقل بين البشر... 
طموح جعل الفلاسفة عبر الدهور يتساءلون عن جذوره وأسبابه ، وإلى أين قد تؤدي به مآلاته فكأن الإنسان لا يشبع ، لا من رغبة ولا من متعة ، فإذا ما نال واحدة انقلب في سعي حثيث نحو أخريات غيرها ، ولقد اعترك مفهومي هيجل وماركس عن تطلع هذا المجتمع الإنساني نحو المساواة فلم تفلح تطبيقات تابعيهما إلا في هز تاريخه بالمزيد من القلاقل ، وخلف من بعدهم خلف طلبوا الحرية واعتنقوا الليبيرالية ، فما زاد النهم الإنسان منها إلا شططا وغلوا ، فهل ثمة نقطة ختام ، تنتهي إليها رغبات خاتم البشر هذا بالإشباع ،وترتوي عندها نفسه من رحيق طموحها ...؟ 

وإذا كانت الجنة لم تشفي غليل الإنسان الأول في البقاء والسلطة، فهل تستطيع الدنيا ذلك ...؟
ثم إن الإنسان هذا هو من يفعل بيديه على الأرض ما لم يفعله مخلوق قبله ...
الملائكة بقدرها ... والجن بقدراته، لا يمكنها أن تصنع ما صنع الإنسان على الأرض ...
لا يمكنها أن تروض الحياة وقوانينها ...
لا يمكنها أن تثير الخلل في ميزانها ...
أي قوة يملكها هذا المخلوق حتى يمكنه تغيير الحياة هكذا...؟
الشيطان نفسه في ذهول ...
لكنه لن يعترف يوما بأفضلية الإنسان عليه.

قال الإمام ابن الجوزي:
إعلم أن الآدمي لما خلق ركب فيه الهوى والشهوة ليجتلب بذلك ما ينفعه، ووضع فيه الغضب ليدفع به ما يؤذيه، وأعطي العقل كالمؤدب يأمره بالعدل فيما يجتلب ويجتنب، وخلق الشيطان محرضا له على الإسراف في اجتلابه واجتنابه، فالواجب على العاقل أن يأخذ حذره من هذا العدو الذي أبان عداوته من زمن آدم عليه الصلاة والسلام وقد بذل عمره ونفسه في فساد أحوال بنيه.

#هل #الشيطان #هو #مصدر #الشر # #المطلق #في #الحياة #؟

ألا يخشى الشيطان عاقبة الجحيم؟

0
ربما ... لأنه يعتقد بإمكانية تغيير المستقبل والمصير...  عندما وضع الشيطان نفسه في مواجهة الخالق العظيم، أعاد ترتيب العالم في فكره بما يناسب طموحاته ... لقد أصبحت الألوهية عنده منزلة تنال بالأسباب، وأصبح الماضي والحاضر والمستقبل لديه مستباحا لمن غلب، بل لم يعد في نظره القدر أمرا محتوما إن تمكن من أسباب قهره، لأنه يؤمن بمغالبته، والغلبة فيه لمن تجمعت لديه الأسباب ... وهو لن يدخر جهدا في جمعها ...  الشيطان لا يرتاب لحظة في حقيقة يوم الحساب، ويوقن عين اليقين بوجود الجنة والجحيم، ويوقن أن مصيره رهيب يومها عندما يدان بأفعاله ... لكنه وفي اعتقاده، لن يحصل هذا إلا إذا فشل هو في صراعه مع الله العظيم ... شيء ما يدفعه إلى التشبث بشعرة هذا الأمل الزائف ... سراب أمل في أن ينجح ببلوغ أسباب الألوهية قبل انتهاء المهلة ؟؟... قبل أن يحين يوم الحساب. ؟؟؟... ولعله صاحب أطول مهلة في الحياة ... فهو أطول مخلوق عمرا على الأرض ... ولسوف يعيش إلى أن تذبل شمعة هذه الحياة، حتى نهاية المهلة التي طلبها ونالها من الله العظيم ... لكنه لن يستطيع أن يفعل أكثر مما فعل، ولسوف تنتهي مهلته، وليسقطن في يديه ويوقن يومها أنه أضل نفسه وأذلها من حيث أراد عزتها...  هل سوف يندم؟ ... لا حتما ... لأنه تجاوز الندم منذ دهر بعيد ... إذا ماذا بعد؟ ... سوف تضطرم نار الكره في صدره ... نار أبدية لن تخبو وهو في قعر جهنم.  قال المسيح عيسى عليه السلام للشيطان:  أليس حسنا أن تعود إلى جمالك الأول وحالك الأولى، وأنت تعلم أن الملاك ميخائيل سيضربك في يوم الدينونة بسيف الله مئة ألف ضربة، وسينالك من كل ضربة عذاب عشر جحيمات ...؟ أجاب الشيطان: سنرى في ذلك اليوم أينا أكثر فعلا، فإنه سيكون لي أنصار كثيرون من الشياطين ومن أشد عبدة الأوثان قوة ... وسيعلم الله أي غلطة عظيمة ارتكب بطردي من أجل طينة نجسه ... عندها قلت: أيها الشيطان إنك سخيف العقل فلا تعلم ما أنت قائل، فهز حينئذ الشيطان رأسه ساخرا وقال: تعال الآن ولنتم هذه المصالحة بيني وبين الله وقل أنت يا يسوع ما يجب فعله لأنك أنت صحيح العقل ...!! أجبت يجب عليك أن تنطق بكلمتين فقط، أجاب الشيطان: وما هما؟ قلت: أن تقول أخطأت فارحمني. فقال الشيطان: إني بمسرة أقبل هذه المصالحة إذا قال الله هاتين الكلمتين لي ... فقلت: انصرف عني الآن أيها اللعين، لأنك الأثيم المنشيء لكل ظلم وخطيئة، ولكن الله عادل منزه عن الخطايا... فانصرف الشيطان مولولا وهو يقول: إن الأمر ليس كذلك يا يسوع ... ولكنك تكذب لترضي الله ...  قال يسوع لتلاميذه: أنظروا الآن أنى يجد رحمة ...؟!! .  إنجيل برنابا الفصل الحادي والخمسون

ربما ... لأنه يعتقد بإمكانية تغيير المستقبل والمصير...

عندما وضع الشيطان نفسه في مواجهة الخالق العظيم، أعاد ترتيب العالم في فكره بما يناسب طموحاته ...
لقد أصبحت الألوهية عنده منزلة تنال بالأسباب، وأصبح الماضي والحاضر والمستقبل لديه مستباحا لمن غلب، بل لم يعد في نظره القدر أمرا محتوما إن تمكن من أسباب قهره، لأنه يؤمن بمغالبته، والغلبة فيه لمن تجمعت لديه الأسباب ... وهو لن يدخر جهدا في جمعها ... 
الشيطان لا يرتاب لحظة في حقيقة يوم الحساب، ويوقن عين اليقين بوجود الجنة والجحيم، ويوقن أن مصيره رهيب يومها عندما يدان بأفعاله ...
لكنه وفي اعتقاده، لن يحصل هذا إلا إذا فشل هو في صراعه مع الله العظيم ... شيء ما يدفعه إلى التشبث بشعرة هذا الأمل الزائف ... سراب أمل في أن ينجح ببلوغ أسباب الألوهية قبل انتهاء المهلة ؟؟... قبل أن يحين يوم الحساب. ؟؟؟...
ولعله صاحب أطول مهلة في الحياة ... فهو أطول مخلوق عمرا على الأرض ...
ولسوف يعيش إلى أن تذبل شمعة هذه الحياة، حتى نهاية المهلة التي طلبها ونالها من الله العظيم ... لكنه لن يستطيع أن يفعل أكثر مما فعل، ولسوف تنتهي مهلته، وليسقطن في يديه ويوقن يومها أنه أضل نفسه وأذلها من حيث أراد عزتها...

هل سوف يندم؟ ... لا حتما ... لأنه تجاوز الندم منذ دهر بعيد ...
إذا ماذا بعد؟ ... سوف تضطرم نار الكره في صدره ... نار أبدية لن تخبو وهو في قعر جهنم.

قال المسيح عيسى عليه السلام للشيطان:

أليس حسنا أن تعود إلى جمالك الأول وحالك الأولى، وأنت تعلم أن الملاك ميخائيل سيضربك في يوم الدينونة بسيف الله مئة ألف ضربة، وسينالك من كل ضربة عذاب عشر جحيمات ...؟
أجاب الشيطان: سنرى في ذلك اليوم أينا أكثر فعلا، فإنه سيكون لي أنصار كثيرون من الشياطين ومن أشد عبدة الأوثان قوة ... وسيعلم الله أي غلطة عظيمة ارتكب بطردي من أجل طينة نجسه ...
عندها قلت: أيها الشيطان إنك سخيف العقل فلا تعلم ما أنت قائل، فهز حينئذ الشيطان رأسه ساخرا وقال: تعال الآن ولنتم هذه المصالحة بيني وبين الله وقل أنت يا يسوع ما يجب فعله لأنك أنت صحيح العقل ...!!
أجبت يجب عليك أن تنطق بكلمتين فقط، أجاب الشيطان: وما هما؟
قلت: أن تقول أخطأت فارحمني.
فقال الشيطان: إني بمسرة أقبل هذه المصالحة إذا قال الله هاتين الكلمتين لي ...
فقلت: انصرف عني الآن أيها اللعين، لأنك الأثيم المنشيء لكل ظلم وخطيئة، ولكن الله عادل منزه عن الخطايا...
فانصرف الشيطان مولولا وهو يقول: إن الأمر ليس كذلك يا يسوع ... ولكنك تكذب لترضي الله ... 
قال يسوع لتلاميذه: أنظروا الآن أنى يجد رحمة ...؟!! .

إنجيل برنابا الفصل الحادي والخمسون

#ألا #يخشى #الشيطان #عاقبة #الجحيم؟

لماذا يعادي الشيطانُ اللهَ العظيم؟

0
لأنه يعتقد بإمكانية أن يصير هو يوما ما إله يعبد ...   هنا مفصل أساسي في مشكلة الشيطان؛ لأن خطيئة الشيطان تتجاوز حدود الذنب، لتسقط في قاع الكفر ...  هناك شيء ما في داخل الشيطان ... طفرة فكر أو خاطر، غيرت نظرته لخالقه سبحانه وتعالى، غيرت مفهومه عن الإله، طفرة في تركيبة نفسه جعلته يتعدى في طموحاته كل المراتب، ويعتقد أن ثمة أسبابا لو امتلكها يوما، لاستطاع بها أن يصير إله، ولعل من تلك الأسباب عنده الخلد والملك ...  الشيطان الذي رأى حقيقة ملكوت الله، وعظمته ومقدرته ... كيف يختار أن يعادي الإله العظيم في ملكه ؟؟؟ ... كيف يختار لنفسه هذا المصير ؟؟.  كيف سمح لنفسه بهذا الجور ...؟ وكيف سمح الله العظيم بهذا الشر ...؟   يجيبك القديس أوغستين، بأن الله تعالى رأى بحكمته أن الأفضل إخراج الخير من الشر، على عدم السماح للشر أصلا بالوجود ...  لأن الله سبحانه يخلق، لكنه لايكره خلقه على حبه ... كما كان يقول بول أفدوكيموف، فلا حب مع إكراه، والحب ثمرة الحرية، وفي الحرية مخاطرة على قول اللاهوتي الأرثوذكسي كاليسوس وار؛  لأن: في الحرية حب وكره  في الحرية طاعة ومعصية  وفي الحرية توبة وكفر   أقول: وجوهر الفصل بين معصية الإنسان ومعصية الشيطان، أن في الإنسان حب لله أعاده إليه بالتوبة، وفي الشيطان كره له تعالى أبعده عنه بالكفر.  إن مجال الحرية في الحياة شديد الأهمية؛ لأن الله العظيم سبحانه هو الذي سمح به، الله هو من سمح للشيطان المتمرد بالحياة وأعطاه كامل الفرصة لتحقيق أفكاره، بل واستجاب لمطالبه ...  لأنه ملك عظيم قوي لا يضره شيء، خلق خلقه وأعطاهم الحرية، فإذا ما أراد الشيطان أن يسلب خلقه حريتهم، ألزمه حده وصانها لهم ...   قال الله تعالى للشيطان:  إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ الحجر 42 – الإسراء 65   إن الله لا يقمع التفكير، بل يحث على سلامة التقدير ...  قال الله تعالى:  إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) المدثر 18 * 19 * 20   ذاك أن التفكير مجال واسع وغير محدود؛ لأنه نعمة من الله لا يكفيها شكر، لكنه بذلك بحر متلاطم الأمواج، يحتاج ميزان تقدير دقيقا وسليما، لتخلص الأفكار عبره إلى نتائج سليمة  ليتمخض عن مكانة التفكير هذه:  حق لا باطل  خير لا شر   والخلل الذي يحيل الخير شرا والحق باطلا، هو خلل في كيفية التقدير ... وذاك هو القياس الجائر الذي سبق وأن أشرنا إليه من قول الحسن وابن سيرين ...  لأجل ذلك، كان الشيطان ضحية لتقديرات تفكيره الخاطئة.   تكلم توما الأكويني (1227 * 1274) م، أحد أعلام اللاهوت المسيحي، ومحور فلسفته حول حرية الإرادة التي يملكها كل مخلوق عاقل، وأولهم الشيطان؛ لأنه كان في المنزلة العليا بين المخلوقات العلوية وكان امتحانه من ثم أعسر من امتحان سواه، وكانت قدرته كذلك على الثبات والنجاة أعظم من قدرة الآخرين، فأذهلته العظمة عن كل شيء غير نفسه وطمح إلى مساواة الله تعالى سبحانه في عظمته ومشاركته في وحدانيته، فهوى من عليائه ...

لأنه يعتقد بإمكانية أن يصير هو يوما ما إله يعبد ... 

هنا مفصل أساسي في مشكلة الشيطان؛ لأن خطيئة الشيطان تتجاوز حدود الذنب، لتسقط في قاع الكفر ... 
هناك شيء ما في داخل الشيطان ... طفرة فكر أو خاطر، غيرت نظرته لخالقه سبحانه وتعالى، غيرت مفهومه عن الإله، طفرة في تركيبة نفسه جعلته يتعدى في طموحاته كل المراتب، ويعتقد أن ثمة أسبابا لو امتلكها يوما، لاستطاع بها أن يصير إله، ولعل من تلك الأسباب عنده الخلد والملك ... 
الشيطان الذي رأى حقيقة ملكوت الله، وعظمته ومقدرته ... كيف يختار أن يعادي الإله العظيم في ملكه ؟؟؟ ... كيف يختار لنفسه هذا المصير ؟؟. 
كيف سمح لنفسه بهذا الجور ...؟ وكيف سمح الله العظيم بهذا الشر ...؟ 

يجيبك القديس أوغستين، بأن الله تعالى رأى بحكمته أن الأفضل إخراج الخير من الشر، على عدم السماح للشر أصلا بالوجود ... 
لأن الله سبحانه يخلق، لكنه لايكره خلقه على حبه ... كما كان يقول بول أفدوكيموف، فلا حب مع إكراه، والحب ثمرة الحرية، وفي الحرية مخاطرة على قول اللاهوتي الأرثوذكسي كاليسوس وار؛ 
لأن: في الحرية حب وكره 
في الحرية طاعة ومعصية 
وفي الحرية توبة وكفر 

أقول: وجوهر الفصل بين معصية الإنسان ومعصية الشيطان، أن في الإنسان حب لله أعاده إليه بالتوبة، وفي الشيطان كره له تعالى أبعده عنه بالكفر. 
إن مجال الحرية في الحياة شديد الأهمية؛ لأن الله العظيم سبحانه هو الذي سمح به، الله هو من سمح للشيطان المتمرد بالحياة وأعطاه كامل الفرصة لتحقيق أفكاره، بل واستجاب لمطالبه ... 
لأنه ملك عظيم قوي لا يضره شيء، خلق خلقه وأعطاهم الحرية، فإذا ما أراد الشيطان أن يسلب خلقه حريتهم، ألزمه حده وصانها لهم ... 

قال الله تعالى للشيطان: 
إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ الحجر 42 – الإسراء 65 

إن الله لا يقمع التفكير، بل يحث على سلامة التقدير ... 
قال الله تعالى: 
إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) المدثر 18 * 19 * 20 

ذاك أن التفكير مجال واسع وغير محدود؛ لأنه نعمة من الله لا يكفيها شكر، لكنه بذلك بحر متلاطم الأمواج، يحتاج ميزان تقدير دقيقا وسليما، لتخلص الأفكار عبره إلى نتائج سليمة 
ليتمخض عن مكانة التفكير هذه: 
حق لا باطل 
خير لا شر 

والخلل الذي يحيل الخير شرا والحق باطلا، هو خلل في كيفية التقدير ... وذاك هو القياس الجائر الذي سبق وأن أشرنا إليه من قول الحسن وابن سيرين ... 
لأجل ذلك، كان الشيطان ضحية لتقديرات تفكيره الخاطئة. 

تكلم توما الأكويني (1227 * 1274) م، أحد أعلام اللاهوت المسيحي، ومحور فلسفته حول حرية الإرادة التي يملكها كل مخلوق عاقل، وأولهم الشيطان؛ لأنه كان في المنزلة العليا بين المخلوقات العلوية وكان امتحانه من ثم أعسر من امتحان سواه، وكانت قدرته كذلك على الثبات والنجاة أعظم من قدرة الآخرين، فأذهلته العظمة عن كل شيء غير نفسه وطمح إلى مساواة الله تعالى سبحانه في عظمته ومشاركته في وحدانيته، فهوى من عليائه ...

#لماذا #يعادي #الشيطانُ #اللهَ #العظيم؟

لماذا يريد الشيطان إيقاع الإنسان في الخطيئة ؟

0
لأنه بذلك يثبت ضعفه وعدم جدارته بالمنزله   هنالك اختلاف شاسع، بين نوع الشيطان ونوع الإنسان؛ حيث أن لكل منهما مميزات وقدرات متباينة إلى حد بعيد. نظرة الشيطان المحتقرة لهذا المخلوق الجديد، لديها مايدعمها من الضعف البادي عليه. والشيطان يعتقد أن بإمكانه إثبات نظرته، وفضح هذا الضعف، ليس أمام من سجد للإنسان فحسب، بل أمام الله تعالى الذي خلقه وكرمه، وأمام نفس الإنسان ذاتها ليذل كبرياءها  الخطيئة، في مشهد الأكل من الشجرة المحرمة؛ هي شهادة إثبات ضعف الإنسان، يحملها الشيطان في يده، شهادة يخاطب بها الله الخالق العظيم تقول: هذا الذي كرمته علي لايستحق هذه المنزلة ... قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62) الإسراء 62   كيف استطاع الشيطان إغواء الإنسان؟  يبدو أن الشيطان لحظة خلق الإنسان، كان ذا خبرة في الحياة، كافية إلى حد التكهن باستجابات هذا المخلوق الجديد الممكنة، تجاه مسائل محددة، كالرغبة في الحياة الأبدية والملك الذي لا يزول. فالإنسان عندما أسكنه الله الجنة، كان يدرك أنه مخلوق لمهمة، وأن هذه الحياة إلى نهاية، وأن الموت لا مفر منه ... كان الإنسان في الجنة، حيث لا ينقصه شيء من متع الحياة ... لذا، نقب الشيطان عن رغبة في نفس الإنسان لا تستطيع الجنة إشباعها، فحص مكنوناته بحثا عن خلل، عن نقطة ضعف يبني عليها هيكل الخطيئة، لينهار توازنه جميعا بضربة واحدة ... لكن الشيطان، كما لو كان يبحث في نفسه هو؛ لأن الإنسان طموح ... طموح جدا كما الشيطان، حياة واحدة لا تكفيه، هو يطمح إلى الخلود ... والجنة لا تستطيع أن تعطيه الخلود ... حينها، عرف الشيطان كيف يلامس وترين حساسين في النفس البشرية:  الخلد و الملك البقاء و السلطة  ويبدو أنهما حساسان له أيضا؛ فلا يخفي هو ذاته ولعه بهما، ولقد سأل الله إطالة حياته لتكون بعمر الدنيا كلها، ونال من الله تعالى ما أراد ...  قال الله سبحانه وتعالى: وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (115) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ (116) فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ (117) إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ (119) فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ (120) فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ (121) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ (122)  طه : (115 - 122)  هل أرغم الشيطان الإنسان على المعصية؟  كلا ... هو لا يستطيع ذلك البتة ... لكنه استدرج وزين واستمال الإنسان؛ وكل هذا من باب اللعب بالأفكار لا أكثر، كل ما قام به الشيطان لإنجاح مهمته، هو شن حملة دعائية في فكر ونفس هذا المخلوق، لأنها أقصى ما يستطيع فعله، الحرب النفسية، حرب خفية، حرب التلبيس والتدليس على قول ابن الجوزي رحمه الله ...  حربٌ تزيف فيها الحقائق وتروج فيها الأكاذيب، ضد ضحية لا تزال تختبر هذه الحياة وتجرب موازينها، ضد ضحية لا تزال تكتشف ذاتها، تفكيرها وأحاسيسها ... فكانت الغلبة للخبرة... مؤقتا ...  عن ابن مسعود رضي الله عنه في حديث يرفعه قال: إن للشيطان لمة بابن آدم وللملك لمة فأما لمة الشيطان  فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق وأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق الحق...  إن الشيطان لا يستطيع إلا أن يعد ويكذب، كما أن الملك لا يستطيع أكثر من أن يعد ويصدق، كلاهما يحاوران هذه الذات ويناقشان أفكارها، كل يستميلها إلى طرفه، لكن زمام القرار والفعل بيد الإنسان، وحده يملك أن يجسد أحد الخيارين على أرض الواقع، بل ويملك أن يبدع خيارات أخرى تتجاوز حدود إدراك المخلوقين معا... أليست الملائكة الكرام، عجزت وأقرت بتفوق علم الإنسان و إدراكه في امتحان الأسماء، هناك فوق السماء ؟.  يقول العقاد: ليست الخطيئة في الإسلام أصلا كونيا يعاند الإرادة الإلهية بإرادة مثلها أو مقاسمة لها في أقطار الوجود العليا والسفلى، ولكنها اختلاس وخلل وتقصير، وله علاجه من عمل العامل نفسه بالتوبة والهداية أو بالتكفير والجزاء، ولما كانت فضيلة آدم على الملائكة والجن أنه تعلم الأسماء التي لم يتعلموها، كانت هدايته إلى التوبة كذلك بكلمات من المعرفة الإلهية ولم تكن بشيء غير عمله وقوله.

لأنه بذلك يثبت ضعفه وعدم جدارته بالمنزله 

هنالك اختلاف شاسع، بين نوع الشيطان ونوع الإنسان؛ حيث أن لكل منهما مميزات وقدرات متباينة إلى حد بعيد.
نظرة الشيطان المحتقرة لهذا المخلوق الجديد، لديها مايدعمها من الضعف البادي عليه. والشيطان يعتقد أن بإمكانه إثبات نظرته، وفضح هذا الضعف، ليس أمام من سجد للإنسان فحسب، بل أمام الله تعالى الذي خلقه وكرمه، وأمام نفس الإنسان ذاتها ليذل كبرياءها 
الخطيئة، في مشهد الأكل من الشجرة المحرمة؛ هي شهادة إثبات ضعف الإنسان، يحملها الشيطان في يده، شهادة يخاطب بها الله الخالق العظيم تقول: هذا الذي كرمته علي لايستحق هذه المنزلة ...
قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62) الإسراء 62 

كيف استطاع الشيطان إغواء الإنسان؟

يبدو أن الشيطان لحظة خلق الإنسان، كان ذا خبرة في الحياة، كافية إلى حد التكهن باستجابات هذا المخلوق الجديد الممكنة، تجاه مسائل محددة، كالرغبة في الحياة الأبدية والملك الذي لا يزول. فالإنسان عندما أسكنه الله الجنة، كان يدرك أنه مخلوق لمهمة، وأن هذه الحياة إلى نهاية، وأن الموت لا مفر منه ...
كان الإنسان في الجنة، حيث لا ينقصه شيء من متع الحياة ...
لذا، نقب الشيطان عن رغبة في نفس الإنسان لا تستطيع الجنة إشباعها، فحص مكنوناته بحثا عن خلل، عن نقطة ضعف يبني عليها هيكل الخطيئة، لينهار توازنه جميعا بضربة واحدة ...
لكن الشيطان، كما لو كان يبحث في نفسه هو؛ لأن الإنسان طموح ... طموح جدا كما الشيطان، حياة واحدة لا تكفيه، هو يطمح إلى الخلود ... والجنة لا تستطيع أن تعطيه الخلود ...
حينها، عرف الشيطان كيف يلامس وترين حساسين في النفس البشرية:

الخلد و الملك
البقاء و السلطة

ويبدو أنهما حساسان له أيضا؛ فلا يخفي هو ذاته ولعه بهما، ولقد سأل الله إطالة حياته لتكون بعمر الدنيا كلها، ونال من الله تعالى ما أراد ...

قال الله سبحانه وتعالى:
وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (115) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ (116) فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ (117) إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ (119) فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ (120) فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ (121) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ (122) 
طه : (115 - 122)

هل أرغم الشيطان الإنسان على المعصية؟

كلا ... هو لا يستطيع ذلك البتة ...
لكنه استدرج وزين واستمال الإنسان؛ وكل هذا من باب اللعب بالأفكار لا أكثر، كل ما قام به الشيطان لإنجاح مهمته، هو شن حملة دعائية في فكر ونفس هذا المخلوق، لأنها أقصى ما يستطيع فعله، الحرب النفسية، حرب خفية، حرب التلبيس والتدليس على قول ابن الجوزي رحمه الله ... 
حربٌ تزيف فيها الحقائق وتروج فيها الأكاذيب، ضد ضحية لا تزال تختبر هذه الحياة وتجرب موازينها، ضد ضحية لا تزال تكتشف ذاتها، تفكيرها وأحاسيسها ...
فكانت الغلبة للخبرة... مؤقتا ...

عن ابن مسعود رضي الله عنه في حديث يرفعه قال:
إن للشيطان لمة بابن آدم وللملك لمة
فأما لمة الشيطان 
فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق
وأما لمة الملك
فإيعاد بالخير وتصديق الحق...

إن الشيطان لا يستطيع إلا أن يعد ويكذب، كما أن الملك لا يستطيع أكثر من أن يعد ويصدق، كلاهما يحاوران هذه الذات ويناقشان أفكارها، كل يستميلها إلى طرفه، لكن زمام القرار والفعل بيد الإنسان، وحده يملك أن يجسد أحد الخيارين على أرض الواقع، بل ويملك أن يبدع خيارات أخرى تتجاوز حدود إدراك المخلوقين معا...
أليست الملائكة الكرام، عجزت وأقرت بتفوق علم الإنسان و إدراكه في امتحان الأسماء، هناك فوق السماء ؟.

يقول العقاد:
ليست الخطيئة في الإسلام أصلا كونيا يعاند الإرادة الإلهية بإرادة مثلها أو مقاسمة لها في أقطار الوجود العليا والسفلى، ولكنها اختلاس وخلل وتقصير، وله علاجه من عمل العامل نفسه بالتوبة والهداية أو بالتكفير والجزاء، ولما كانت فضيلة آدم على الملائكة والجن أنه تعلم الأسماء التي لم يتعلموها، كانت هدايته إلى التوبة كذلك بكلمات من المعرفة الإلهية ولم تكن بشيء غير عمله وقوله.

#لماذا #يريد #الشيطان #إيقاع #الإنسان #في #الخطيئة #؟

لماذا يكره الشيطان الإنسان ؟

0
لأن الإنسان إمتلك المنزلة التي أراد هو اختلاسها   كيف ذلك؟  يظهر جليا من مشهد السجود لآدم، كيف أن هذا المخلوق الجديد احتل منزلة لا نظير لها، عندما أمر الله تعالى صفوة خلقه من الملائكة الكرام بالسجود له. ودلالات السجود هنا تتعدى معاني التقدير والاحترام، لتلامس آفاق الخدمة و التسخير ...؛ فهاهي ذي الحياة كلها، تسجد خدمة للإنسان، مسخرة له، يفعل فيها بيديه كيفما شاء .. ورفض الشيطان أمر السجود لهذا المخلوق الجديد؛ هو موقف تكبر وإعلان احتقار، وعدم رضى بالخدمة، وحيلولة دون التسخير له. فلم يخفي اعتقاده بأفضليته على الإنسان؛ بما يعنيه ذلك من أحقيته هو، بسجود الجميع له، وجدارته هو، لا الإنسان، بالخدمة والتسخير، وبخلافة الله على الأرض. ذاك أن الشيطان، لم يستسغ كون مخلوق ضعيف مثل الإنسان، ينال هذه المنزلة الرفيعة بهذه البساطة؛ أليس مخلوقا ضعيفا محدود القدرات الجسدية، لايقارن بما لديه هو من ملكات خارقة ...؟   ثــــــــــم: - كيف ينال الإنسان هذه الرفعة، وهو لم يخلق بعد ...؟ - كيف يسجد له الجميع، وهو في أول لحظات حياته ...؟ - كيف يكون أشرف مخلوق عند الله، ولم يعمل بعد ما يجعله أهلا لذلك ...؟ - كيف يكون خليفة لله على الأرض، إذا كان سيفسد ويظلم فيها ...؟ - والأهم من هذا كله، كيف يتقبل السجود لهذا المخلوق، وقد كان يطمع بأن يسجد له الجميع يوما ما ...؟  كلها دوافع للاعتراض وللامتعاض لدا الشيطان، تجاه هذا الإنسان، وهي تشكل أولى مبررات ردود فعله اللاحقة. قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ص : 76   ولعلها آفة القياس الجائر، التي أزلته وفتنته كما ذكر الحسن البصري وابن سيرين. فكيف يركن في المفاضلة بينه وبين الإنسان، إلى أصل الخلقة ومظاهر القدرة ... أليست الملائكة أشرف منه وأقوى ...؟ ولقد أحسن القديس ''أوغستين''، حين احتج بكون الحيوان يمتاز على الإنسان بالحس؛ كالنسر بالنظر والكلب بالشم والطير بالخفة، ولا يقال إنها أرفع منه مرتبة. وقد يخف جسم الشيطان، ولكنه يصلى بجسمه نار العذاب. وكذلك ذهب ابن كثير. لكنها حجة واهية مفضوحة، لم تنفع في ستر طموحه الشاذ، ورغبته الطاغية، في تجاوز حده والطمع بمقام لا ينبغي له.  هذا وبحسب نظرة الشيطان تلك؛ يكون الإنسان غريمه الأبدي، قد استولى على المنزلة التي تمناها، وأن الحكم الإلهي قد ظلمه ... وهي هي ذاتها الأفكار، التي بدت من بعد عبر العصور، تجهر ببراءة الشيطان، وأنما كان ضحية للقضاء الكوني

لأن الإنسان إمتلك المنزلة التي أراد هو اختلاسها 

كيف ذلك؟

يظهر جليا من مشهد السجود لآدم، كيف أن هذا المخلوق الجديد احتل منزلة لا نظير لها، عندما أمر الله تعالى صفوة خلقه من الملائكة الكرام بالسجود له. ودلالات السجود هنا تتعدى معاني التقدير والاحترام، لتلامس آفاق الخدمة و التسخير ...؛ فهاهي ذي الحياة كلها، تسجد خدمة للإنسان، مسخرة له، يفعل فيها بيديه كيفما شاء ..
ورفض الشيطان أمر السجود لهذا المخلوق الجديد؛ هو موقف تكبر وإعلان احتقار، وعدم رضى بالخدمة، وحيلولة دون التسخير له. فلم يخفي اعتقاده بأفضليته على الإنسان؛ بما يعنيه ذلك من أحقيته هو، بسجود الجميع له، وجدارته هو، لا الإنسان، بالخدمة والتسخير، وبخلافة الله على الأرض.
ذاك أن الشيطان، لم يستسغ كون مخلوق ضعيف مثل الإنسان، ينال هذه المنزلة الرفيعة بهذه البساطة؛
أليس مخلوقا ضعيفا محدود القدرات الجسدية، لايقارن بما لديه هو من ملكات خارقة ...؟ 

ثــــــــــم:
- كيف ينال الإنسان هذه الرفعة، وهو لم يخلق بعد ...؟
- كيف يسجد له الجميع، وهو في أول لحظات حياته ...؟
- كيف يكون أشرف مخلوق عند الله، ولم يعمل بعد ما يجعله أهلا لذلك ...؟
- كيف يكون خليفة لله على الأرض، إذا كان سيفسد ويظلم فيها ...؟
- والأهم من هذا كله، كيف يتقبل السجود لهذا المخلوق، وقد كان يطمع بأن يسجد له الجميع يوما ما ...؟

كلها دوافع للاعتراض وللامتعاض لدا الشيطان، تجاه هذا الإنسان، وهي تشكل أولى مبررات ردود فعله اللاحقة.
قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ص : 76 

ولعلها آفة القياس الجائر، التي أزلته وفتنته كما ذكر الحسن البصري وابن سيرين. فكيف يركن في المفاضلة بينه وبين الإنسان، إلى أصل الخلقة ومظاهر القدرة ... أليست الملائكة أشرف منه وأقوى ...؟ ولقد أحسن القديس ''أوغستين''، حين احتج بكون الحيوان يمتاز على الإنسان بالحس؛ كالنسر بالنظر والكلب بالشم والطير بالخفة، ولا يقال إنها أرفع منه مرتبة. وقد يخف جسم الشيطان، ولكنه يصلى بجسمه نار العذاب. وكذلك ذهب ابن كثير.
لكنها حجة واهية مفضوحة، لم تنفع في ستر طموحه الشاذ، ورغبته الطاغية، في تجاوز حده والطمع بمقام لا ينبغي له.

هذا وبحسب نظرة الشيطان تلك؛ يكون الإنسان غريمه الأبدي، قد استولى على المنزلة التي تمناها، وأن الحكم الإلهي قد ظلمه ... وهي هي ذاتها الأفكار، التي بدت من بعد عبر العصور، تجهر ببراءة الشيطان، وأنما كان ضحية للقضاء الكوني

#لماذا #يكره #الشيطان #الإنسان #؟

ماهو الشيطان في الضمير الإنساني؟

0
هل هو قيمة معنوية تفسر الشر في الحياة؟    القصة، تخبرنا أنه كيان وذات لا مجرد فكرة، تخبرنا أنه شخصية متمردة على الأمر الإلهي. والقصة تكشف أيضا، أنه ليس إله مطلقا للشر في الحياة، لكنه فاعل مهم في مجرى التاريخ الإنساني.  الشيطان؛ مخلوق آخر يختلف عن الإنسان شكلا ومضمونا، لكنه مجرد مخلوق فاني. هذا ما تؤكده أديان السماء، تخالف غيرها من وثنيات الأرض التي تعتبره إله للشر. وما اختلف علماء المسلمين واليهود والمسيحيين إلا في حقيقة جنسه: عندما يؤكد القرآن الكريم أنه كان من الجن تقول التوراه والإنجيل (الحاليين) أنه كان ملاكا من القربين  ولعل ابن عباس رضي الله عنه، ذهب للتوفيق بين التفسيرين؛ لما ذكر أن الجن حي من الملائكة، أي صنف منهم. لكنهم في العموم متفقون على رفعة مقامه عند الله تعالى.  كيف وصل الشيطان إلى ذلك المقام الرفيع؟  يوحي الكتاب المقدس أنه خلق ملاكا كاملا بمقام رفيع  ويسكت القرآن الكريم، بعد بيان خلقه من مارج من نار فاختلف لذلك المفسرون، بين قائل بخلقه في منزلته، وقائل بوصوله إليها بعمله.  فكيف سقط إذا ؟؟   الكتاب المقدس يقول: أن الخطيئة كانت في ضمير الشيطان؛ حين حدث نفسه بإمكانية تجاوز منزلته، وإدراك مقام الألوهية العالي. فتدنست نفسه، فطرده الله تعالى من حضرته السماوية، وسقط إلى الأرض ...  قال النبي أشعياء عليه السلام في مرثاته للشيطان:  كَيْفَ سَقَطْتِ مِنَ السَّمَاءِ يَا زُهَرَةُ، بِنْتَ الصُّبْحِ؟ كَيْفَ قُطِعْتَ إِلَى الأَرْضِ يَا قَاهِرَ الأُمَمِ؟ 13وَأَنْتَ قُلْتَ فِي قَلْبِكَ: أَصْعَدُ إِلَى السَّمَاوَاتِ. أَرْفَعُ كُرْسِيِّي فَوْقَ كَوَاكِبِ اللهِ، وَأَجْلِسُ عَلَى جَبَلِ الاجْتِمَاعِ فِي أَقَاصِي الشَّمَالِ. 14أَصْعَدُ فَوْقَ مُرْتَفَعَاتِ السَّحَابِ. أَصِيرُ مِثْلَ الْعَلِيِّ. 15لكِنَّكَ انْحَدَرْتَ إِلَى الْهَاوِيَةِ، إِلَى أَسَافِلِ الْجُبِّ. 16اَلَّذِينَ يَرَوْنَكَ يَتَطَلَّعُونَ إِلَيْكَ، يَتَأَمَّلُونَ فِيكَ. أَهذَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي زَلْزَلَ الأَرْضَ وَزَعْزَعَ الْمَمَالِكَ، 17الَّذِي جَعَلَ الْعَالَمَ كَقَفْرٍ، وَهَدَمَ مُدُنَهُ، الَّذِي لَمْ يُطْلِقْ أَسْرَاهُ إِلَى بُيُوتِهِمْ؟     أشعياء الأصحاح الرابع عشر  والقرآن الكريم يذكر: أن الشيطان عصى أمر الله له بالسجود مع الملائكة الكرام، لآدم لحظة خلقه تكبرا. فاستحق بذلك اللعنة والطرد من حضرة المولى عز وجل، ومن ثمة أهبط إلى الأرض ...  قال الله تعالى لرسوله الكريم:  قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (67) أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (68) مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (69) إِن يُوحَىٰ إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ (70) إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (74) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ ۖ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (76) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ (78) قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (79) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ (80) إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (81) قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83) قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85) قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (86) إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (87) وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (88) ص : (67 - 88)   عند الحديث عن تاريخ التصور الإنساني للشر والشيطان، تواجهك أطروحة تطور الفكرة الدينية عبر الزمن، والتي لم تُتَجاهل من بعض الكتاب المسلمين، كما العقاد وحتى حديثا عند هشام يحي الملاح؛ حيث تذهب الفكرة في باب مقارنة الأديان، إلى أن التصور الإنساني للشيطان بدأ متدرجا من الخوف من الأذى والضرر، وصولا إلى الفصل التام ما بين مفهومي الخير والشر، وذلك عبر أحقاب طويلة من الأديان والحضارات. كما ترمي إلى أن الأديان السماوية اقتبست مفهوم الشيطان عصر الحضارة البابلية، أيام الأسر اليهودي، وأن أحبار اليهود تأثروا بمناخ الثقافة ''الزرادشتية'' هناك، فعمدوا إلى إعادة صياغة التوراة متضمنة أفكارا جديدة عن الشيطان والمسيح المنتظر والقيامة بعد الموت. وتذهب الفكرة نزولا بالشيطان من ألوهية ''الثنوية''، تنقص من قدره كلما تناوته أديان التوحيد السماوية، مرورا باليهودية والمسيحية، حتى حطه الإسلام في الدرك الأسفل من النار مخلوقا ضعيفا لا يقدر على شيء.  الفكرة التطورية هذه؛ من مجمل إرتدادات نظرية داروين في العقل الغربي، الذي درج على قراءة الحياة وهو مكب يعبث بتراب الأرض، بعد أن كف عن التطلع إلى السماء. وعاد يحط من كل قيمة نبيلة أو فكرة راقية، برد أصلها إلى جذور الغريزة الحيوانية أو الضرورة المنفعية.  هذا، وإن كان ذلك مما يسعفهم، فإنه في أصول الأمر لا يسعفنا؛ لأن إيماننا بحقيقة النص القرآني، وبصدقية الرسالة المحمدية، يفرض علينا التعامل مع آيات الكتاب الكريم، كوثائق تاريخية ثابتة الصحة. وعندما يقول القرآن، إن الإنسان الأول عرف الشيطان حقيقة مجسدة في مخلوق فاني، فإنها بذلك تكون أصلا ينبني عليه الإدراك الإنساني فيما بعد:   وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ (116) فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ طه : (116 - 117)   ثم إن الفكرة التطورية ذاتها ، لا تستند على حقيقة ثابتة ، إلا اتباع الظن و قراءة الظواهر مع الربط مابين المتشابهات ؛ فإذا كان ''أهرمان'' إله للظلام عند الزردشتيين فنسخته العبرية إذا ''عزازيل'' ربا للقفار عند اليهود.. لكن، لم لا تكون الفكرة أصلا قد قلبت رأسا على عقب؟؛ بأن ترقت فكرت الشيطان في الضمير الإنساني، من عدو متوجس لأذاه، إلى إله للشر ينافس رب الخير في ملكه، يستحق العبادة والقرابين.   على شاكلة تحول الشجرة المحرمة رديئة الطعم، إلى شجرة الخلد والملك الذي لا يبلى. ولم لا تكون أديان السماء، قد أعادت الأمور إلى نصابها، ووضعت كلا في مكانه، تمسح عن ضمير الإنسانية ما ران عليه بعد دهور من التحريف والتجذيف ...   فإن قيل، إن تدرج الفكرة جلي في الأديان السماوية ذاتها؛ فالتوراة لم تحط من قيمة الشيطان كما حط الإنجيل والقرآن من بعده.  قلنا، أنها آفة الأفكار نفسها، التي أحالت المصلح بوذا إلها بعد قرون، والمسيح ابن مريم ربا بعد سنوات، تفعل فعلها في كل تراث روحي أو معرفي. فالتوراة هذه التي تدرس، لم تسغ إلا بعد موسى عليه السلام بما ناهز الألف سنة. وبشهادة علمائها لا تسلم من تحريف؛ فلا يبعد أن يعلوها غبار الزمن، وأن يعتريها صدأ الأهواء، يخفت من نورها الرباني الأصيل. وحتى الإنجيل، الذي زاد عليه القديس ''بولس'' من زخرفة قوله ما عكر صفوه وصدع به بنيان اتباعه، أثار بلبلة لم تفك حبائلها إلى يوم الناس هذا .. وحده القرآن، ظل صافيا ناصعا بنور الله؛ لأن الله العظيم الذي تكلم به، تكفل بحفظه.


هل هو قيمة معنوية تفسر الشر في الحياة؟ 


القصة، تخبرنا أنه كيان وذات لا مجرد فكرة، تخبرنا أنه شخصية متمردة على الأمر الإلهي. والقصة تكشف أيضا، أنه ليس إله مطلقا للشر في الحياة، لكنه فاعل مهم في مجرى التاريخ الإنساني.

الشيطان؛ مخلوق آخر يختلف عن الإنسان شكلا ومضمونا، لكنه مجرد مخلوق فاني. هذا ما تؤكده أديان السماء، تخالف غيرها من وثنيات الأرض التي تعتبره إله للشر. وما اختلف علماء المسلمين واليهود والمسيحيين إلا في حقيقة جنسه:
عندما يؤكد القرآن الكريم أنه كان من الجن
تقول التوراه والإنجيل (الحاليين) أنه كان ملاكا من القربين

ولعل ابن عباس رضي الله عنه، ذهب للتوفيق بين التفسيرين؛ لما ذكر أن الجن حي من الملائكة، أي صنف منهم. لكنهم في العموم متفقون على رفعة مقامه عند الله تعالى.

كيف وصل الشيطان إلى ذلك المقام الرفيع؟

يوحي الكتاب المقدس أنه خلق ملاكا كاملا بمقام رفيع 
ويسكت القرآن الكريم، بعد بيان خلقه من مارج من نار
فاختلف لذلك المفسرون، بين قائل بخلقه في منزلته، وقائل بوصوله إليها بعمله.

فكيف سقط إذا ؟؟ 

الكتاب المقدس يقول: أن الخطيئة كانت في ضمير الشيطان؛ حين حدث نفسه بإمكانية تجاوز منزلته، وإدراك مقام الألوهية العالي. فتدنست نفسه، فطرده الله تعالى من حضرته السماوية، وسقط إلى الأرض ...

قال النبي أشعياء عليه السلام في مرثاته للشيطان:

كَيْفَ سَقَطْتِ مِنَ السَّمَاءِ يَا زُهَرَةُ، بِنْتَ الصُّبْحِ؟ كَيْفَ قُطِعْتَ إِلَى الأَرْضِ يَا قَاهِرَ الأُمَمِ؟ 13وَأَنْتَ قُلْتَ فِي قَلْبِكَ: أَصْعَدُ إِلَى السَّمَاوَاتِ. أَرْفَعُ كُرْسِيِّي فَوْقَ كَوَاكِبِ اللهِ، وَأَجْلِسُ عَلَى جَبَلِ الاجْتِمَاعِ فِي أَقَاصِي الشَّمَالِ. 14أَصْعَدُ فَوْقَ مُرْتَفَعَاتِ السَّحَابِ. أَصِيرُ مِثْلَ الْعَلِيِّ. 15لكِنَّكَ انْحَدَرْتَ إِلَى الْهَاوِيَةِ، إِلَى أَسَافِلِ الْجُبِّ. 16اَلَّذِينَ يَرَوْنَكَ يَتَطَلَّعُونَ إِلَيْكَ، يَتَأَمَّلُونَ فِيكَ. أَهذَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي زَلْزَلَ الأَرْضَ وَزَعْزَعَ الْمَمَالِكَ، 17الَّذِي جَعَلَ الْعَالَمَ كَقَفْرٍ، وَهَدَمَ مُدُنَهُ، الَّذِي لَمْ يُطْلِقْ أَسْرَاهُ إِلَى بُيُوتِهِمْ؟    
أشعياء الأصحاح الرابع عشر

والقرآن الكريم يذكر: أن الشيطان عصى أمر الله له بالسجود مع الملائكة الكرام، لآدم لحظة خلقه تكبرا. فاستحق بذلك اللعنة والطرد من حضرة المولى عز وجل، ومن ثمة أهبط إلى الأرض ...

قال الله تعالى لرسوله الكريم:

قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (67) أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (68) مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (69) إِن يُوحَىٰ إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ (70) إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (74) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ ۖ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (76) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ (78) قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (79) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ (80) إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (81) قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83) قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85) قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (86) إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (87) وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (88) ص : (67 - 88) 

عند الحديث عن تاريخ التصور الإنساني للشر والشيطان، تواجهك أطروحة تطور الفكرة الدينية عبر الزمن، والتي لم تُتَجاهل من بعض الكتاب المسلمين، كما العقاد وحتى حديثا عند هشام يحي الملاح؛ حيث تذهب الفكرة في باب مقارنة الأديان، إلى أن التصور الإنساني للشيطان بدأ متدرجا من الخوف من الأذى والضرر، وصولا إلى الفصل التام ما بين مفهومي الخير والشر، وذلك عبر أحقاب طويلة من الأديان والحضارات. كما ترمي إلى أن الأديان السماوية اقتبست مفهوم الشيطان عصر الحضارة البابلية، أيام الأسر اليهودي، وأن أحبار اليهود تأثروا بمناخ الثقافة ''الزرادشتية'' هناك، فعمدوا إلى إعادة صياغة التوراة متضمنة أفكارا جديدة عن الشيطان والمسيح المنتظر والقيامة بعد الموت. وتذهب الفكرة نزولا بالشيطان من ألوهية ''الثنوية''، تنقص من قدره كلما تناوته أديان التوحيد السماوية، مرورا باليهودية والمسيحية، حتى حطه الإسلام في الدرك الأسفل من النار مخلوقا ضعيفا لا يقدر على شيء.

الفكرة التطورية هذه؛ من مجمل إرتدادات نظرية داروين في العقل الغربي، الذي درج على قراءة الحياة وهو مكب يعبث بتراب الأرض، بعد أن كف عن التطلع إلى السماء. وعاد يحط من كل قيمة نبيلة أو فكرة راقية، برد أصلها إلى جذور الغريزة الحيوانية أو الضرورة المنفعية.

هذا، وإن كان ذلك مما يسعفهم، فإنه في أصول الأمر لا يسعفنا؛ لأن إيماننا بحقيقة النص القرآني، وبصدقية الرسالة المحمدية، يفرض علينا التعامل مع آيات الكتاب الكريم، كوثائق تاريخية ثابتة الصحة. وعندما يقول القرآن، إن الإنسان الأول عرف الشيطان حقيقة مجسدة في مخلوق فاني، فإنها بذلك تكون أصلا ينبني عليه الإدراك الإنساني فيما بعد: 

وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ (116) فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ طه : (116 - 117) 

ثم إن الفكرة التطورية ذاتها ، لا تستند على حقيقة ثابتة ، إلا اتباع الظن و قراءة الظواهر مع الربط مابين المتشابهات ؛ فإذا كان ''أهرمان'' إله للظلام عند الزردشتيين فنسخته العبرية إذا ''عزازيل'' ربا للقفار عند اليهود.. لكن، لم لا تكون الفكرة أصلا قد قلبت رأسا على عقب؟؛ بأن ترقت فكرت الشيطان في الضمير الإنساني، من عدو متوجس لأذاه، إلى إله للشر ينافس رب الخير في ملكه، يستحق العبادة والقرابين. 

على شاكلة تحول الشجرة المحرمة رديئة الطعم، إلى شجرة الخلد والملك الذي لا يبلى. ولم لا تكون أديان السماء، قد أعادت الأمور إلى نصابها، ووضعت كلا في مكانه، تمسح عن ضمير الإنسانية ما ران عليه بعد دهور من التحريف والتجذيف ... 

فإن قيل، إن تدرج الفكرة جلي في الأديان السماوية ذاتها؛ فالتوراة لم تحط من قيمة الشيطان كما حط الإنجيل والقرآن من بعده.

قلنا، أنها آفة الأفكار نفسها، التي أحالت المصلح بوذا إلها بعد قرون، والمسيح ابن مريم ربا بعد سنوات، تفعل فعلها في كل تراث روحي أو معرفي. فالتوراة هذه التي تدرس، لم تسغ إلا بعد موسى عليه السلام بما ناهز الألف سنة. وبشهادة علمائها لا تسلم من تحريف؛ فلا يبعد أن يعلوها غبار الزمن، وأن يعتريها صدأ الأهواء، يخفت من نورها الرباني الأصيل. وحتى الإنجيل، الذي زاد عليه القديس ''بولس'' من زخرفة قوله ما عكر صفوه وصدع به بنيان اتباعه، أثار بلبلة لم تفك حبائلها إلى يوم الناس هذا .. وحده القرآن، ظل صافيا ناصعا بنور الله؛ لأن الله العظيم الذي تكلم به، تكفل بحفظه.

#ماهو #الشيطان #في #الضمير #الإنساني؟
يتم التشغيل بواسطة Blogger.