ربما ... لأنه يعتقد بإمكانية تغيير المستقبل والمصير...
عندما وضع الشيطان نفسه في مواجهة الخالق العظيم، أعاد ترتيب العالم في فكره بما يناسب طموحاته ...
لقد أصبحت الألوهية عنده منزلة تنال بالأسباب، وأصبح الماضي والحاضر والمستقبل لديه مستباحا لمن غلب، بل لم يعد في نظره القدر أمرا محتوما إن تمكن من أسباب قهره، لأنه يؤمن بمغالبته، والغلبة فيه لمن تجمعت لديه الأسباب ... وهو لن يدخر جهدا في جمعها ...
الشيطان لا يرتاب لحظة في حقيقة يوم الحساب، ويوقن عين اليقين بوجود الجنة والجحيم، ويوقن أن مصيره رهيب يومها عندما يدان بأفعاله ...
لكنه وفي اعتقاده، لن يحصل هذا إلا إذا فشل هو في صراعه مع الله العظيم ... شيء ما يدفعه إلى التشبث بشعرة هذا الأمل الزائف ... سراب أمل في أن ينجح ببلوغ أسباب الألوهية قبل انتهاء المهلة ؟؟... قبل أن يحين يوم الحساب. ؟؟؟...
ولعله صاحب أطول مهلة في الحياة ... فهو أطول مخلوق عمرا على الأرض ...
ولسوف يعيش إلى أن تذبل شمعة هذه الحياة، حتى نهاية المهلة التي طلبها ونالها من الله العظيم ... لكنه لن يستطيع أن يفعل أكثر مما فعل، ولسوف تنتهي مهلته، وليسقطن في يديه ويوقن يومها أنه أضل نفسه وأذلها من حيث أراد عزتها...
هل سوف يندم؟ ... لا حتما ... لأنه تجاوز الندم منذ دهر بعيد ...
إذا ماذا بعد؟ ... سوف تضطرم نار الكره في صدره ... نار أبدية لن تخبو وهو في قعر جهنم.
قال المسيح عيسى عليه السلام للشيطان:
أليس حسنا أن تعود إلى جمالك الأول وحالك الأولى، وأنت تعلم أن الملاك ميخائيل سيضربك في يوم الدينونة بسيف الله مئة ألف ضربة، وسينالك من كل ضربة عذاب عشر جحيمات ...؟
أجاب الشيطان: سنرى في ذلك اليوم أينا أكثر فعلا، فإنه سيكون لي أنصار كثيرون من الشياطين ومن أشد عبدة الأوثان قوة ... وسيعلم الله أي غلطة عظيمة ارتكب بطردي من أجل طينة نجسه ...
عندها قلت: أيها الشيطان إنك سخيف العقل فلا تعلم ما أنت قائل، فهز حينئذ الشيطان رأسه ساخرا وقال: تعال الآن ولنتم هذه المصالحة بيني وبين الله وقل أنت يا يسوع ما يجب فعله لأنك أنت صحيح العقل ...!!
أجبت يجب عليك أن تنطق بكلمتين فقط، أجاب الشيطان: وما هما؟
قلت: أن تقول أخطأت فارحمني.
فقال الشيطان: إني بمسرة أقبل هذه المصالحة إذا قال الله هاتين الكلمتين لي ...
فقلت: انصرف عني الآن أيها اللعين، لأنك الأثيم المنشيء لكل ظلم وخطيئة، ولكن الله عادل منزه عن الخطايا...
فانصرف الشيطان مولولا وهو يقول: إن الأمر ليس كذلك يا يسوع ... ولكنك تكذب لترضي الله ...
قال يسوع لتلاميذه: أنظروا الآن أنى يجد رحمة ...؟!! .
إنجيل برنابا الفصل الحادي والخمسون
#ألا #يخشى #الشيطان #عاقبة #الجحيم؟