هل الشيطان هو مصدر الشر المطلق في الحياة ؟

0
لا ... لأنه مصدر من مصادره ...  الشيطان مخلوق فاني ... وهو تحد من ضمن العديد من التحديات التي يواجهها الإنسان في حياته على الأرض، فهو مخلوق من بين الكثيرين الذين أمرهم الله سبحانه بالسجود للإنسان لحظة خلقه ... يواجه الإنسان على الأرض حياة قاسية ومحنا عاتية، تهيج لأجلها مشاعره وتضطرب بفعلها أفكاره، قد يكفي الإنسان خاطر من نفسه أو باعث من هواه ليحيد به عن جادة الصواب ويوقعه في حمأة الشرور ...  أما الشيطان فلا يعدو أن يلعب دور المقامر الذي يراهن على هذا الخاطر أو ذاك، يراقب معركة النفس البشرية، ويحاول ترجيحها إلى حيث تقضى مآربه ... وليس له فيها إلا الترويج والدعاية لا أكثر ... ولعلي لا أبالغ إن قلت، أن حياة الإنسان على الأرض في غياب الشيطان لن تكون بمثل هذا السوء طبعا ... لكنها حتما لن تكون جنة.  لأن الإنسان أكثر طموحا من الشيطان نفسه، وأوسع منه إدراكا وأحدّ منه ذكاءا وأرفع منزلة بشهادة الله الخالق، ... لكن حواسه محدودة بحدود السماء من فوقه والأرض من حوله، لأجل هذا يرتبك طموح الإنسان اللامحدود كلما اسطدم بهذه الحدود، فترتد هزات الاسطدام في نفسه وكيانه مسببة صدوعا لا يصلحها إلا بلسم الإيمان ورحابه الواسعة ... طموح الإنسان هذا هو الذي يغويه، هو الذي يثير القلاقل بين البشر...  طموح جعل الفلاسفة عبر الدهور يتساءلون عن جذوره وأسبابه ، وإلى أين قد تؤدي به مآلاته فكأن الإنسان لا يشبع ، لا من رغبة ولا من متعة ، فإذا ما نال واحدة انقلب في سعي حثيث نحو أخريات غيرها ، ولقد اعترك مفهومي هيجل وماركس عن تطلع هذا المجتمع الإنساني نحو المساواة فلم تفلح تطبيقات تابعيهما إلا في هز تاريخه بالمزيد من القلاقل ، وخلف من بعدهم خلف طلبوا الحرية واعتنقوا الليبيرالية ، فما زاد النهم الإنسان منها إلا شططا وغلوا ، فهل ثمة نقطة ختام ، تنتهي إليها رغبات خاتم البشر هذا بالإشباع ،وترتوي عندها نفسه من رحيق طموحها ...؟   وإذا كانت الجنة لم تشفي غليل الإنسان الأول في البقاء والسلطة، فهل تستطيع الدنيا ذلك ...؟ ثم إن الإنسان هذا هو من يفعل بيديه على الأرض ما لم يفعله مخلوق قبله ... الملائكة بقدرها ... والجن بقدراته، لا يمكنها أن تصنع ما صنع الإنسان على الأرض ... لا يمكنها أن تروض الحياة وقوانينها ... لا يمكنها أن تثير الخلل في ميزانها ... أي قوة يملكها هذا المخلوق حتى يمكنه تغيير الحياة هكذا...؟ الشيطان نفسه في ذهول ... لكنه لن يعترف يوما بأفضلية الإنسان عليه.  قال الإمام ابن الجوزي: إعلم أن الآدمي لما خلق ركب فيه الهوى والشهوة ليجتلب بذلك ما ينفعه، ووضع فيه الغضب ليدفع به ما يؤذيه، وأعطي العقل كالمؤدب يأمره بالعدل فيما يجتلب ويجتنب، وخلق الشيطان محرضا له على الإسراف في اجتلابه واجتنابه، فالواجب على العاقل أن يأخذ حذره من هذا العدو الذي أبان عداوته من زمن آدم عليه الصلاة والسلام وقد بذل عمره ونفسه في فساد أحوال بنيه.

لا ... لأنه مصدر من مصادره ...

الشيطان مخلوق فاني ... وهو تحد من ضمن العديد من التحديات التي يواجهها الإنسان في حياته على الأرض، فهو مخلوق من بين الكثيرين الذين أمرهم الله سبحانه بالسجود للإنسان لحظة خلقه ...
يواجه الإنسان على الأرض حياة قاسية ومحنا عاتية، تهيج لأجلها مشاعره وتضطرب بفعلها أفكاره، قد يكفي الإنسان خاطر من نفسه أو باعث من هواه ليحيد به عن جادة الصواب ويوقعه في حمأة الشرور ... 
أما الشيطان فلا يعدو أن يلعب دور المقامر الذي يراهن على هذا الخاطر أو ذاك، يراقب معركة النفس البشرية، ويحاول ترجيحها إلى حيث تقضى مآربه ... وليس له فيها إلا الترويج والدعاية لا أكثر ...
ولعلي لا أبالغ إن قلت، أن حياة الإنسان على الأرض في غياب الشيطان لن تكون بمثل هذا السوء طبعا ... لكنها حتما لن تكون جنة.

لأن الإنسان أكثر طموحا من الشيطان نفسه، وأوسع منه إدراكا وأحدّ منه ذكاءا وأرفع منزلة بشهادة الله الخالق، ... لكن حواسه محدودة بحدود السماء من فوقه والأرض من حوله، لأجل هذا يرتبك طموح الإنسان اللامحدود كلما اسطدم بهذه الحدود، فترتد هزات الاسطدام في نفسه وكيانه مسببة صدوعا لا يصلحها إلا بلسم الإيمان ورحابه الواسعة ...
طموح الإنسان هذا هو الذي يغويه، هو الذي يثير القلاقل بين البشر... 
طموح جعل الفلاسفة عبر الدهور يتساءلون عن جذوره وأسبابه ، وإلى أين قد تؤدي به مآلاته فكأن الإنسان لا يشبع ، لا من رغبة ولا من متعة ، فإذا ما نال واحدة انقلب في سعي حثيث نحو أخريات غيرها ، ولقد اعترك مفهومي هيجل وماركس عن تطلع هذا المجتمع الإنساني نحو المساواة فلم تفلح تطبيقات تابعيهما إلا في هز تاريخه بالمزيد من القلاقل ، وخلف من بعدهم خلف طلبوا الحرية واعتنقوا الليبيرالية ، فما زاد النهم الإنسان منها إلا شططا وغلوا ، فهل ثمة نقطة ختام ، تنتهي إليها رغبات خاتم البشر هذا بالإشباع ،وترتوي عندها نفسه من رحيق طموحها ...؟ 

وإذا كانت الجنة لم تشفي غليل الإنسان الأول في البقاء والسلطة، فهل تستطيع الدنيا ذلك ...؟
ثم إن الإنسان هذا هو من يفعل بيديه على الأرض ما لم يفعله مخلوق قبله ...
الملائكة بقدرها ... والجن بقدراته، لا يمكنها أن تصنع ما صنع الإنسان على الأرض ...
لا يمكنها أن تروض الحياة وقوانينها ...
لا يمكنها أن تثير الخلل في ميزانها ...
أي قوة يملكها هذا المخلوق حتى يمكنه تغيير الحياة هكذا...؟
الشيطان نفسه في ذهول ...
لكنه لن يعترف يوما بأفضلية الإنسان عليه.

قال الإمام ابن الجوزي:
إعلم أن الآدمي لما خلق ركب فيه الهوى والشهوة ليجتلب بذلك ما ينفعه، ووضع فيه الغضب ليدفع به ما يؤذيه، وأعطي العقل كالمؤدب يأمره بالعدل فيما يجتلب ويجتنب، وخلق الشيطان محرضا له على الإسراف في اجتلابه واجتنابه، فالواجب على العاقل أن يأخذ حذره من هذا العدو الذي أبان عداوته من زمن آدم عليه الصلاة والسلام وقد بذل عمره ونفسه في فساد أحوال بنيه.

#هل #الشيطان #هو #مصدر #الشر # #المطلق #في #الحياة #؟
يتم التشغيل بواسطة Blogger.