لماذا يعادي الشيطانُ اللهَ العظيم؟

0
لأنه يعتقد بإمكانية أن يصير هو يوما ما إله يعبد ...   هنا مفصل أساسي في مشكلة الشيطان؛ لأن خطيئة الشيطان تتجاوز حدود الذنب، لتسقط في قاع الكفر ...  هناك شيء ما في داخل الشيطان ... طفرة فكر أو خاطر، غيرت نظرته لخالقه سبحانه وتعالى، غيرت مفهومه عن الإله، طفرة في تركيبة نفسه جعلته يتعدى في طموحاته كل المراتب، ويعتقد أن ثمة أسبابا لو امتلكها يوما، لاستطاع بها أن يصير إله، ولعل من تلك الأسباب عنده الخلد والملك ...  الشيطان الذي رأى حقيقة ملكوت الله، وعظمته ومقدرته ... كيف يختار أن يعادي الإله العظيم في ملكه ؟؟؟ ... كيف يختار لنفسه هذا المصير ؟؟.  كيف سمح لنفسه بهذا الجور ...؟ وكيف سمح الله العظيم بهذا الشر ...؟   يجيبك القديس أوغستين، بأن الله تعالى رأى بحكمته أن الأفضل إخراج الخير من الشر، على عدم السماح للشر أصلا بالوجود ...  لأن الله سبحانه يخلق، لكنه لايكره خلقه على حبه ... كما كان يقول بول أفدوكيموف، فلا حب مع إكراه، والحب ثمرة الحرية، وفي الحرية مخاطرة على قول اللاهوتي الأرثوذكسي كاليسوس وار؛  لأن: في الحرية حب وكره  في الحرية طاعة ومعصية  وفي الحرية توبة وكفر   أقول: وجوهر الفصل بين معصية الإنسان ومعصية الشيطان، أن في الإنسان حب لله أعاده إليه بالتوبة، وفي الشيطان كره له تعالى أبعده عنه بالكفر.  إن مجال الحرية في الحياة شديد الأهمية؛ لأن الله العظيم سبحانه هو الذي سمح به، الله هو من سمح للشيطان المتمرد بالحياة وأعطاه كامل الفرصة لتحقيق أفكاره، بل واستجاب لمطالبه ...  لأنه ملك عظيم قوي لا يضره شيء، خلق خلقه وأعطاهم الحرية، فإذا ما أراد الشيطان أن يسلب خلقه حريتهم، ألزمه حده وصانها لهم ...   قال الله تعالى للشيطان:  إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ الحجر 42 – الإسراء 65   إن الله لا يقمع التفكير، بل يحث على سلامة التقدير ...  قال الله تعالى:  إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) المدثر 18 * 19 * 20   ذاك أن التفكير مجال واسع وغير محدود؛ لأنه نعمة من الله لا يكفيها شكر، لكنه بذلك بحر متلاطم الأمواج، يحتاج ميزان تقدير دقيقا وسليما، لتخلص الأفكار عبره إلى نتائج سليمة  ليتمخض عن مكانة التفكير هذه:  حق لا باطل  خير لا شر   والخلل الذي يحيل الخير شرا والحق باطلا، هو خلل في كيفية التقدير ... وذاك هو القياس الجائر الذي سبق وأن أشرنا إليه من قول الحسن وابن سيرين ...  لأجل ذلك، كان الشيطان ضحية لتقديرات تفكيره الخاطئة.   تكلم توما الأكويني (1227 * 1274) م، أحد أعلام اللاهوت المسيحي، ومحور فلسفته حول حرية الإرادة التي يملكها كل مخلوق عاقل، وأولهم الشيطان؛ لأنه كان في المنزلة العليا بين المخلوقات العلوية وكان امتحانه من ثم أعسر من امتحان سواه، وكانت قدرته كذلك على الثبات والنجاة أعظم من قدرة الآخرين، فأذهلته العظمة عن كل شيء غير نفسه وطمح إلى مساواة الله تعالى سبحانه في عظمته ومشاركته في وحدانيته، فهوى من عليائه ...

لأنه يعتقد بإمكانية أن يصير هو يوما ما إله يعبد ... 

هنا مفصل أساسي في مشكلة الشيطان؛ لأن خطيئة الشيطان تتجاوز حدود الذنب، لتسقط في قاع الكفر ... 
هناك شيء ما في داخل الشيطان ... طفرة فكر أو خاطر، غيرت نظرته لخالقه سبحانه وتعالى، غيرت مفهومه عن الإله، طفرة في تركيبة نفسه جعلته يتعدى في طموحاته كل المراتب، ويعتقد أن ثمة أسبابا لو امتلكها يوما، لاستطاع بها أن يصير إله، ولعل من تلك الأسباب عنده الخلد والملك ... 
الشيطان الذي رأى حقيقة ملكوت الله، وعظمته ومقدرته ... كيف يختار أن يعادي الإله العظيم في ملكه ؟؟؟ ... كيف يختار لنفسه هذا المصير ؟؟. 
كيف سمح لنفسه بهذا الجور ...؟ وكيف سمح الله العظيم بهذا الشر ...؟ 

يجيبك القديس أوغستين، بأن الله تعالى رأى بحكمته أن الأفضل إخراج الخير من الشر، على عدم السماح للشر أصلا بالوجود ... 
لأن الله سبحانه يخلق، لكنه لايكره خلقه على حبه ... كما كان يقول بول أفدوكيموف، فلا حب مع إكراه، والحب ثمرة الحرية، وفي الحرية مخاطرة على قول اللاهوتي الأرثوذكسي كاليسوس وار؛ 
لأن: في الحرية حب وكره 
في الحرية طاعة ومعصية 
وفي الحرية توبة وكفر 

أقول: وجوهر الفصل بين معصية الإنسان ومعصية الشيطان، أن في الإنسان حب لله أعاده إليه بالتوبة، وفي الشيطان كره له تعالى أبعده عنه بالكفر. 
إن مجال الحرية في الحياة شديد الأهمية؛ لأن الله العظيم سبحانه هو الذي سمح به، الله هو من سمح للشيطان المتمرد بالحياة وأعطاه كامل الفرصة لتحقيق أفكاره، بل واستجاب لمطالبه ... 
لأنه ملك عظيم قوي لا يضره شيء، خلق خلقه وأعطاهم الحرية، فإذا ما أراد الشيطان أن يسلب خلقه حريتهم، ألزمه حده وصانها لهم ... 

قال الله تعالى للشيطان: 
إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ الحجر 42 – الإسراء 65 

إن الله لا يقمع التفكير، بل يحث على سلامة التقدير ... 
قال الله تعالى: 
إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) المدثر 18 * 19 * 20 

ذاك أن التفكير مجال واسع وغير محدود؛ لأنه نعمة من الله لا يكفيها شكر، لكنه بذلك بحر متلاطم الأمواج، يحتاج ميزان تقدير دقيقا وسليما، لتخلص الأفكار عبره إلى نتائج سليمة 
ليتمخض عن مكانة التفكير هذه: 
حق لا باطل 
خير لا شر 

والخلل الذي يحيل الخير شرا والحق باطلا، هو خلل في كيفية التقدير ... وذاك هو القياس الجائر الذي سبق وأن أشرنا إليه من قول الحسن وابن سيرين ... 
لأجل ذلك، كان الشيطان ضحية لتقديرات تفكيره الخاطئة. 

تكلم توما الأكويني (1227 * 1274) م، أحد أعلام اللاهوت المسيحي، ومحور فلسفته حول حرية الإرادة التي يملكها كل مخلوق عاقل، وأولهم الشيطان؛ لأنه كان في المنزلة العليا بين المخلوقات العلوية وكان امتحانه من ثم أعسر من امتحان سواه، وكانت قدرته كذلك على الثبات والنجاة أعظم من قدرة الآخرين، فأذهلته العظمة عن كل شيء غير نفسه وطمح إلى مساواة الله تعالى سبحانه في عظمته ومشاركته في وحدانيته، فهوى من عليائه ...

#لماذا #يعادي #الشيطانُ #اللهَ #العظيم؟
يتم التشغيل بواسطة Blogger.