متـــــاهة ..اللاوعي.

0
حينما نمنح جسدنا بضع ساعات للنوم راجين بدالك راحة الجسد وسكونه لانفكر اننا بذالك العمل قد اطلقنا ..او فتحنا ابواب اللاشعور او اللاوعي ليتحكم في العقل لنشر صورا وافكارا قد لايكون لها معنا معين ..اوهدف محدد..فالحلام..مثلا هي المتنفس للاشعور اوالاوعي..اضافة الى زلات اللسان والهفوات ..فكل تلك العواطف.. والاحاسيس ..والتجارب السيئة.. التي قد لاتريد ان تتذكرها او التي تريد ان تكبتها يقوم العقل او بمعنى ادق الوعي الحقيقي بدفنه او بنفيه الي منطقة اللاشعور لتكون في اطمئنان وراحة في حياتك اليومية العادية ..لاكن حينما ينام الشخص يطلق العنان الي اللاوعي ليثير بذالك فوضى....فمتلا يقول علماء النفس ان اي شخص تراه في المنام لابد لك ان تكون رايته ولو مرة واحدة ....وكدا غياب المنطق قي بعض الحالات...كرؤيتنا..لاحبائنا الذين فارقو الحياة..وكانهم معنا نتحدث اليهم..ونتعامل معهم وكانهم احياء...ورؤيتنا ونحن في بلاد اخرى...او تعيش في مكان اخر بعيد لاكن في تلك اللحظة ..بذات.. لاتشعر بالدهشة او الاستغراب..فالاستغراب والدهشة تاتيك عند استيقاظك من النوم....حقيقة هنالك عالم اخر يستحود عليه العقل وكانه سله مهملات للحياة اليومية والتجارب الشخصية ..تقوم بببعثرت عقلك ليلا...والغريب في الامر ان بعض العلماء في الرياضيات والفيزياء وجدو حلولا لمعضلاتهم وهم نائمون (في حلم)...وقد مررنا بجارب متلها سابقا..لاكن الاغرب من ذالك كله وقد يكون معروفا بين الناس والذي لا اجد له اجابة ..هو كيف لي ان صديقا ما ..او قريبا من اقربائي ..تكون اخر مرة رايته فيها بالاشهر ان لم تكن بالسنوات..فور رايتي له بالمنام..اذا بيه التقيه او اراه صبيحة النهار التالي؟؟؟
...ليس تنجيما..بل قد يكون عالم الارواح والتقائهم ليلا حقيقة؟؟؟
ويبقى قزم وعينا وادراكنا للاشياء وعيشنا لها امام هدا المحيط الشاسع للاشعور الذي لايزال في توسع والتهام تلك التفاصيل التي لانعير لها اهتماما لترسخ وتتجذر في عقولنا ولتمرة مرة هنا في حلم ..ومرة هنالك في زلة لسان.
م.م
27-01-2017

التفاعل الثقافي حتمية إنسانية

0
أعني بالثقافة هنا ما عناه الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله عندما تحدث عن الثقافة في التاريخ حيث قال : والثقافة بما تتضمنه من فكرة دينية انتظمت الملحمة الانسانية في جميع أدوارها من لدن آدم عليه السلام , لا يسوغ أن تعد علما يتعلمه الانسان بل هي محيط يحيط به و إطار يتحرك داخله , فهو يغذي جنين الحضارة في أحشائه , وإنها الوسط الذي تتكون فيه جميع خصائص المجتمع المتحضر وهي الوسط الذي تتشكل فيه كل جزئية من جزئياته تبعا للغاية العليا التي رسمها المجتمع لنفسه1. (1: مالك بن نبي – مشكلة الثقافة) والسؤل المحفز هنا هو: كيف ارتدت أقوام كعاد وثمود وغيرها عن دين نوح عليه السلام..؟؟؟ , سؤال عن الكيف وعن الآلية التي انتظمت الأفكار والتصورات في سلسلة من التقهقريات المتدرجة من علياء التوحيد الخالص إلى قاع الشرك البواح.. وجانب من الإجابة في نظري شديد التعلق بظاهرة التفاعل الثقافي بين المجموعات الانسانية , تلك الظاهرة الحتمية في مسار تاريخ كل الحضارات

" الصورة للملك شهرو أحد ملوك لحيان آثار مملكة لحيان الحجاز خلفاء المعينيين الثموديين"

كتبت يوما ما من أيام عام 2012

التفاعل الثقافي حتمية إنسانية

أعني بالثقافة هنا ما عناه الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله عندما تحدث عن الثقافة في التاريخ حيث قال : والثقافة بما تتضمنه من فكرة دينية انتظمت الملحمة الانسانية في جميع أدوارها من لدن آدم عليه السلام , لا يسوغ أن تعد علما يتعلمه الانسان بل هي محيط يحيط به و إطار يتحرك داخله , فهو يغذي جنين الحضارة في أحشائه , وإنها الوسط الذي تتكون فيه جميع خصائص المجتمع المتحضر وهي الوسط الذي تتشكل فيه كل جزئية من جزئياته تبعا للغاية العليا التي رسمها المجتمع لنفسه1. (1: مالك بن نبي – مشكلة الثقافة)
والسؤل المحفز هنا هو: كيف ارتدت أقوام كعاد وثمود وغيرها عن دين نوح عليه السلام..؟؟؟ , سؤال عن الكيف وعن الآلية التي انتظمت الأفكار والتصورات في سلسلة من التقهقريات المتدرجة من علياء التوحيد الخالص إلى قاع الشرك البواح..
وجانب من الإجابة في نظري شديد التعلق بظاهرة التفاعل الثقافي بين المجموعات الانسانية , تلك الظاهرة الحتمية في مسار تاريخ كل الحضارات
قوم هود عليه السلام مثلا الذين يعدّون أول تجربة انسانية بعد نوح عليه السلام تفشل في امتحان الايمان , ورغم أصولهم الآرامية الساميّة التي تحمل ميراث رسالة نوح (عليه السلام) وأسرته المؤمنة , لم يستطع أغلبهم الحفاظ على نقاء إيمانهم من التلوث بشركيات جيرانهم.
تاريخيا من المرجح أن هذا حصل نواحي الألف الثانية قبل الميلاد وإن كان تاريخ عمان القديم يكشف عن آثار لمدينة غارقة في الرمال تدعى وبار يعود عمرها لنحو 3600 سنة قبل الميلاد يظن الباحثون أنها هي إرم ذات العماد المذكورة في القرآن أما التورات الحالية فهي خالية من أي ذكر لعاد إرم و قصة هود عليه السلام ، وقد ذكر ابن خلدون قوم وبار بقوله : إنهم انتقلوا إلى جزيرة العرب من بابل لما زاحمهم فيها بنو حام فسكنوا جزيرة العرب بادية مخيمين ثم كان لكل فرقة منهم ملوك وآطام وقصور...
على كل , لا نعدم وسيلة في التحليل ان قسنا الغائب على الشاهد وحاولنا استقراء سنن قررها الله سبحانه في سلوكيات البشر وتفاعلاتهم , فالنظرية 2 (2: رشدي بدراوي – قصص الانبياء والتاريخ ج1) التي ترجع بنسب عاد الأولى إلى أصول هاجرت من جبال أرمينيا شمالا حيث استقرت الفلك بسيدنا نوح عليه السلام , وحيث تكون المجتمع المؤمن الأول الذي استخلفه الله على الأرض بعد هلاك أهلها, هذه النظرية تفترض أن القوم وافدون على منطقة جنوب الجزيرة العربية, شرق اليمن تحديدا , بعد أن اتخذوا مسارا متنقلا عبر الشام غربا وانحدارا عبر الحجاز استمر قرونا طوال ... ومن شبه المؤكد تاريخيا ان اليمن القديم لم يكن خاليا من الساكنة , فأرضه التي كانت أخصب مما هي عليه الآن حثت البشر على الاستقرار فيه منذ العصور الغابرة
كما ان استمرار آثار من عبادة أصنام ك"ود" مثلا في المنطقة العربية يدل على أن الثقافة الدينية لقوم نوح لم تنقرض بانقراضهم , وأن أقوام عديدة استمرت على شكل من أشكال الحضارة التي كانت سائدة أيام نوح عليه السلام ..
والنتيجة بحسب النظرية هذه ان عاد تأثرت بعقائد جيرانها فأدخلت الكثير من مظاهر الشرك وعبادة الأصنام إلى شعائر عباداتها ...
الشاهد الذي يسند هذه الفكرة , هو شاهد تاريخي قد يطلق عليه مجازا بالصدمة الحضارية 

ظاهرة التكلس

0
مثلما يتبخر الماء تاركا من خلفه كتلا صخرية من الكلس .. كذلك تتبخر القيم والأفكار الصالحة من الضمير الفردي والجماعي لتترك خلفها كتلا من الأشخاص والأشياء . إن التحول من الإيمان إلى الشرك، ومن الإسلام إلى كفر.. يتخذ مسارا متشعبا ومركبا عبر مراحل زمنية ليست بالقصيرة ؛ هناك مساران متوازيان يضمنان هذه الإنقلابة: - التغير النفسي الداخلي - التغير الاجتماعي الخارجي  التغير النفسي الداخلي: هو عملية التحول من حالة الإيمان الأولى وصولا إلى حالة الشرك النهائية،  ضمان هذا التحول، هو تقهقر الحالة الوجدانية للإنسان من التعلق بالأفكار المطلقة إلى التعلق بالأشخاص، ومن ثمة تتعلق في النهاية بالأشياء البحتة. هذه المعركة الوجدانية ، هي معركة تحولية ، يحاول فيها الشيطان استدراج الإنسان فكريا إلى منطقة المحظور ايمانيا ، وذلك بتغطية المقاصد الكبرى للإيمان بغايات أقل بعدا : كأن يركز على تعظيم الداعية أو النبي كشخص ، لتغيب خلف هذا التعظيم حقيقة رسالته ، وأن تعظم الشعائر والأحكام وتغيب المقاصد والغايات ..

كتبت يوما ما من أيام عام 2012

(طرحت هذه الموضوعات ببعد تاريخي لاستخلاص قاعدة تفسر تقهقر الحالة الإيمانية للأمم عبر القرون من صفاء الإيمان إلى درك الشرك ومقاومة الأنبياء والدعاة)

مثلما يتبخر الماء تاركا من خلفه كتلا صخرية من الكلس ..
كذلك تتبخر القيم والأفكار الصالحة من الضمير الفردي والجماعي لتترك خلفها كتلا من الأشخاص والأشياء .
إن التحول من الإيمان إلى الشرك، ومن الإسلام إلى كفر.. يتخذ مسارا متشعبا ومركبا عبر مراحل زمنية ليست بالقصيرة ؛
هناك مساران متوازيان يضمنان هذه الإنقلابة:
- التغير النفسي الداخلي
- التغير الاجتماعي الخارجي

التغير النفسي الداخلي: هو عملية التحول من حالة الإيمان الأولى وصولا إلى حالة الشرك النهائية، 
ضمان هذا التحول، هو تقهقر الحالة الوجدانية للإنسان من التعلق بالأفكار المطلقة إلى التعلق بالأشخاص، ومن ثمة تتعلق في النهاية بالأشياء البحتة.
هذه المعركة الوجدانية ، هي معركة تحولية ، يحاول فيها الشيطان استدراج الإنسان فكريا إلى منطقة المحظور ايمانيا ، وذلك بتغطية المقاصد الكبرى للإيمان بغايات أقل بعدا :
كأن يركز على تعظيم الداعية أو النبي كشخص ، لتغيب خلف هذا التعظيم حقيقة رسالته ، وأن تعظم الشعائر والأحكام وتغيب المقاصد والغايات .. 
فإذا ما وصل الوجدان الإنساني إلى هذه الحال ، سهل الانتقال به إلى المرحلة التي تليها ، بالانتقال من الشخصانية إلى الشيئية البحثة ، عندها تغدوا الكتابات والحروف ذاتها مقدسة لا معانيها ، ويغدوا لباس الشخص وأشياءه مقدسة لا حقيقته ، وتغدوا جدران المعابد وصخورها جليلة مهابة تبخر وتعطر وتطلى لذاتها لا لمعنى خلفها ...
عندها تصير لهذه الأشياء قوة وقدرة في وجدان الإنسان يخشاها ويرجوها، وهذا عين الشرك بالله تعالى.
(أذكر هنا اعتقادا ساد في مجتمعاتنا المغاربية غداة الغزو الفرنسي مفاده أن فرسان الزوايا المقاومون يمتلكون تعاويذ تجعل من رصاص العدو ينزل بردا وسلاما على صدورهم، كذلك ظاهرة تقديس قبور الأولياء التي تفطن لأهميتها دهاة المعمرين حتى أضحى بناء "قبة" في كل حقل ومزرعة يغني هؤلاء الأوربيين عن مراقبة عبيدهم العرب، وهي أثقال في جملة من أساطير الإرث "ما بعد الموحدين" بحسب وصف الأستاذ مالك بن نبي)
لكن الحفاظ على هذه الحالة، ببقاء العقل الإنساني مكبلا بالحواس الشيئية من حوله، يحتاج لحالة اجتماعية من حول الفرد تدعم مسار التقهقر وترفض كل دعوة للاستيقاظ.

- التغير الاجتماعي الخارجي: هو عملية التحول من حالة الإسلام الأولى إلى حالة الكفر النهائية،
ضمان هذا التحول، هو انقلاب المؤسسة الدينية في المجتمع من الولاء للحق، إلى الولاء للقوة ...
بداية وتماهيا مع التحول النفسي الداخلي نحو الشخصانية، يتحول الولاء داخل المؤسسة الدينية من التوجه نحو الأفكار، إلى التمحور حول الأشخاص بشيوع ثقافة الشخصانية وقبولها وعدم مقاومتها، شيوع هذه الثقافة في حد ذاته منكر يحتاج إلى نهي، لأنها تنافي التوحيد العقائدي والتوحيد الاجتماعي:
- بأن لا عصمة إلا لله وحده
- و أن جميع البشر متساوون أمام أحكامه
لأن المؤسسة الدينية هي الأمينة على سلامة المناخ العام والثقافة العامة من الانحراف نحو الباطل، فهي أمينة على بقاء الضمير الجماعي حيا بممارستها الحرة من كل قيد لفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر...
فإذا ما شاعت ثقافة الشخصانية في المؤسسة الدينية، وقاومت هي ذاتها أي محاولة للنهي عنها، كان نتيجة لذلك شيوع المظالم وظهور الفساد انطلاقا من المؤسسة ليعم المجتمع ككل أو العكس بأن يعم المجتمع ثم يجتاح المؤسسة المتقاعسة في مقاومته، ومن نتائج هذه الثقافة ، شيوع الصراع على المناصب والسلطة داخل المؤسسة ، مما يدفع العناصر الصالحة التي لا تحبذ هذا الشكل من التهالك على أعراض الدنيا .. إلى الانسحاب، وبالمقابل تجتذب هذه الفراغات الطامحين لهذه الأغراض ولو كانوا من غير أهل الدين وأمانته ..
في النهاية يتم إفراغ المؤسسة من محتواها الفكري ومن طاقتها البشرية، لتُعبأ بالأشخاص والأشياء،
ختاما، وبعد ضياع الدور الحقيقي للمؤسسة وانحراف مسارها، يتم التحالف بينها وبين السلطة السياسية للمجتمع من أجل ضمان بقاء كليهما ..
عندها تتم مواجهة أي دعوة للإصلاح بقوة وعنف، لأنها تعني لكلا الحليفين، دعوة إلى الفناء.

(أسجل هنا تحفظي على إطلاق مصطلح الشرك والكفر، وانما حاولت توضيح سلسلة من الأفكار، فلست بأي حال من الأحوال في مقام التبديع والتكفير ولا يحق ذلك لي)

إن الله لا يقمع التفكير

0
إن الله لا يقمع التفكير ، بل يحث على سلامة التقدير ..   قال الله تعالى:  إنه فكر وقدر, فقتل كيف قدر, ثم قتل كيف قدر                     المدثر 18 * 19 * 20  ذاك أن التفكير مجال واسع و غير محدود ؛ لأنه نعمة من الله لا يكفيها شكر ، لكنه بذلك بحر متلاطم الأمواج ، يحتاج ميزان تقدير دقيقا وسليما ،لتخلص الأفكار عبره إلى نتائج سليمة ، ليتمخض عن ماكنة التفكير هذه :  حق لا باطل  خير لا شر  والخلل الذي يحيل الخير شرا والحق باطلا ، هو خلل في كيفية التقدير .. وذاك هو القياس الجائر بوصف الحسن البصري وابن سيرين ...  لأجل ذلك ،كان الشيطان ضحية لتقديرات تفكيره الخاطئة .  هنا مفصل أساسي في مشكلة الشيطان ؛ لأن خطيئة الشيطان تتجاوز حدود الذنب ، لتسقط في قاع الكفر ..  هناك شيء ما في داخل الشيطان ... طفرة فكر أو خاطر ، غيرت نظرته لخالقه سبحانه وتعالى ، غيرت مفهومه عن الإله ، طفرة في تركيبة نفسه جعلته يتعدى في طموحاته كل المراتب، ويعتقد أن ثمة أسبابا لو امتلكها يوما ،لاستطاع بها أن يصير إله ، ولعل من تلك الأسباب عنده الخلد والملك ..

كتبت يوما ما من أيام عام 2011 م

إن الله لا يقمع التفكير ، بل يحث على سلامة التقدير .. 

قال الله تعالى: 
إنه فكر وقدر, فقتل كيف قدر, ثم قتل كيف قدر                     المدثر 18 * 19 * 20 
ذاك أن التفكير مجال واسع و غير محدود ؛ لأنه نعمة من الله لا يكفيها شكر ، لكنه بذلك بحر متلاطم الأمواج ، يحتاج ميزان تقدير دقيقا وسليما ،لتخلص الأفكار عبره إلى نتائج سليمة ، ليتمخض عن ماكنة التفكير هذه : 
حق لا باطل 
خير لا شر 
والخلل الذي يحيل الخير شرا والحق باطلا ، هو خلل في كيفية التقدير .. وذاك هو القياس الجائر بوصف الحسن البصري وابن سيرين ... 
لأجل ذلك ،كان الشيطان ضحية لتقديرات تفكيره الخاطئة . 
هنا مفصل أساسي في مشكلة الشيطان ؛ لأن خطيئة الشيطان تتجاوز حدود الذنب ، لتسقط في قاع الكفر .. 
هناك شيء ما في داخل الشيطان ... طفرة فكر أو خاطر ، غيرت نظرته لخالقه سبحانه وتعالى ، غيرت مفهومه عن الإله ، طفرة في تركيبة نفسه جعلته يتعدى في طموحاته كل المراتب، ويعتقد أن ثمة أسبابا لو امتلكها يوما ،لاستطاع بها أن يصير إله ، ولعل من تلك الأسباب عنده الخلد والملك .. 
الشيطان الذي رأى حقيقة ملكوت الله ،وعظمته ومقدرته ... كيف يختار أن يعادي الإله العظيم في ملكه ؟؟؟ ... كيف يختار لنفسه هذا المصير ؟؟.. 
كيف سمح لنفسه بهذا الجور ..؟ وكيف سمح الله العظيم بهذا الشر ..؟ 
يجيبك (ابن عنابة) القديس أوغستين ، بأن الله تعالى رأى بحكمته أن الأفضل إخراج الخير من الشر، على عدم السماح للشر أصلا بالوجود ... 
لأن الله سبحانه يخلق ، لكنه لا يكره خلقه على حبه .. كما كان يقول بول أفدوكيموف ، فلا حب مع إكراه ، والحب ثمرة الحرية ،
 لأن : 
في الحرية حب وكره 
في الحرية طاعة ومعصية 
وفي الحرية توبة وكفر 
أقول: وجوهر الفصل بين معصية الإنسان ومعصية الشيطان ، أن في الإنسان حب لله أعاده إليه بالتوبة ، وفي الشيطان كره له تعالى أبعده عنه بالكفر . 
إن مجال الحرية في الحياة شديد الأهمية ؛ لأن الله العظيم سبحانه هو الذي سمح به ، الله هو من سمح للشيطان المتمرد بالحياة وأعطاه كامل الفرصة لتحقيق أفكاره ، بل واستجاب لمطالبه .. 
لأنه ملك عظيم قوي لا يضره شيء ، خلق خلقه وأعطاهم الحرية ، فإذا ما أراد الشيطان أن يسلب خلقه حريتهم ، ألزمه حده وصانها لهم .. 
قال الله تعالى للشيطان : 
إن عبادي ليس لك عليهم سلطان                              الحجر 42 – الإسراء 65

أشباه البشر

0
يقول علماء الأنثروبولوجيا أن من أهم الخصائص التي تميز الإنسان العاقل عن أشباه البشر الذين عاشوا على هذه الأرض قبل زهاء مليونين من السنوات ، هي الروح الجمالية والفنية والقدرة على الإبداع التي ترك الانسان العاقل منها آثارا ملهمة حيث ما حل ، تتجلى روعتها في فن الرسم على جدران الصخور والكهوف وفي الدقة والاتقان الذي كان يعالج به أدوات صيده ومعيشته ، تلك الروح الإنسانية المتفاعلة مع جمال خلق الله، المستنطقة لروح هذا الابداع الرباني و المحاكية في تواضع وإخبات لدقة خلق الله وصنعته ... روح افتقدها أشباه البشر رغم تعميرهم على الأرض دهورا أكثر وآماد أطول ... لكن المتمعن لحال مجتمعاتنا اليوم قد يخلص في الأخير إلى أن أغلب من يعيشون على سطح هذه الأرض ، هم أشباه بشر.

كتبت يوم 28 يناير من عام 2013 م

أشباه البشر:

يقول علماء الأنثروبولوجيا أن من أهم الخصائص التي تميز الإنسان العاقل عن أشباه البشر الذين عاشوا على هذه الأرض قبل زهاء مليونين من السنوات ، هي الروح الجمالية والفنية والقدرة على الإبداع التي ترك الانسان العاقل منها آثارا ملهمة حيث ما حل ، تتجلى روعتها في فن الرسم على جدران الصخور والكهوف وفي الدقة والاتقان الذي كان يعالج به أدوات صيده ومعيشته ، تلك الروح الإنسانية المتفاعلة مع جمال خلق الله، المستنطقة لروح هذا الابداع الرباني و المحاكية في تواضع وإخبات لدقة خلق الله وصنعته ... روح افتقدها أشباه البشر رغم تعميرهم على الأرض دهورا أكثر وآماد أطول ...
لكن المتمعن لحال مجتمعاتنا اليوم قد يخلص في الأخير إلى أن أغلب من يعيشون على سطح هذه الأرض ، هم أشباه بشر.

شعائر أم مشاعر ؟

0
في ليلة من ليالي الزمن الغابر، في برية الأردن، جلس الحواريون من حول المسيح عليه السلام وهو يعلمهم معنى الإيمان، ويزكي قلوبهم حتى فاضت أعينهم من الدمع وخشعت أرواحهم فتاقت أنفسهم إلى الصلاة...  عندها بادر يوحنا بالقول: يا معلم ، فلنغتسل كما أمر الله على لسان موسى ...  فأجابه السيد المسيح قائلا: لا تظنوا أني قد أتيت لأبطل الشريعة وكلام الأنبياء من قبلي، لعمر الله إنما بعثت لأحفظها... والذي تقف نفسي بحضرته ، لن يرضى الله عمن يخالف وصية من وصاياه ... لكني أحب ان تفقهوا جيدا كلام الله على لسان النبي أشعيا حين قال(اغتسلوا وكونوا طاهرين ، أبعدوا أفكاركم عن عيني)  الحق أقول لكم، إن ماء البحر كله لن يغسل من كان قلبه يحب الآثام...1  للشعائر والمناسك مقصد في قلب الانسان إن بلغته فقد حققت ما فرضت من أجله ، فقلب الإنسان وضميره الخفي هو ما جاءت من أجله الرسالات وبعث في سبيله الأنبياء ، ذلك السر الباطن الذي لا يطلع عليه إلا اثنان ، العبد وربه ، ومن ثمة فلا رقيب عليه سواهما ...  ربما... من أثر العادة والاعتياد قد يظن العبد أن مبتغى الرب منه أن يتعب جسده الضعيف في طقوس غامضة لا يفهم كنهها، أو أن يقرب إليه قربانا يقتطعه من ماله وعرق جبينه ، كل ذلك لأن الرب يرجوا شقاءه في هذه الدنيا وأن شقاء الدنيا ونكدها لازم إن رغب العبد في نعيم الآخرة ..

كتبت يوما ما من أيام عام 2012م

شعائر أم مشاعر ؟.. 

في ليلة من ليالي الزمن الغابر، في برية الأردن، جلس الحواريون من حول المسيح عليه السلام وهو يعلمهم معنى الإيمان، ويزكي قلوبهم حتى فاضت أعينهم من الدمع وخشعت أرواحهم فتاقت أنفسهم إلى الصلاة... 
عندها بادر يوحنا بالقول: يا معلم ، فلنغتسل كما أمر الله على لسان موسى ... 
فأجابه السيد المسيح قائلا: لا تظنوا أني قد أتيت لأبطل الشريعة وكلام الأنبياء من قبلي، لعمر الله إنما بعثت لأحفظها... والذي تقف نفسي بحضرته ، لن يرضى الله عمن يخالف وصية من وصاياه ... لكني أحب ان تفقهوا جيدا كلام الله على لسان النبي أشعيا حين قال(اغتسلوا وكونوا طاهرين ، أبعدوا أفكاركم عن عيني) 
الحق أقول لكم، إن ماء البحر كله لن يغسل من كان قلبه يحب الآثام...1 
للشعائر والمناسك مقصد في قلب الانسان إن بلغته فقد حققت ما فرضت من أجله ، فقلب الإنسان وضميره الخفي هو ما جاءت من أجله الرسالات وبعث في سبيله الأنبياء ، ذلك السر الباطن الذي لا يطلع عليه إلا اثنان ، العبد وربه ، ومن ثمة فلا رقيب عليه سواهما ... 
ربما... من أثر العادة والاعتياد قد يظن العبد أن مبتغى الرب منه أن يتعب جسده الضعيف في طقوس غامضة لا يفهم كنهها، أو أن يقرب إليه قربانا يقتطعه من ماله وعرق جبينه ، كل ذلك لأن الرب يرجوا شقاءه في هذه الدنيا وأن شقاء الدنيا ونكدها لازم إن رغب العبد في نعيم الآخرة ... 
ثم إن صنفا آخر من الناس ، ممن كان منهم في درك الشيئية البحثة ، ليظن أن لله نصيبا مما ينفق في سبيله أو أن الله في حاجة إلى جهد عضلاته ، تعالى الله سبحانه عما يظنون علوا كبيرا 
كلا ، وألف كلا ... فلن ينال الله لحومها ولا دماؤها، ولكن يناله التقوى منكم 
إن مقصد الإنفاق هو الإيثار في النفس وتزكية ما بها عن النهم والطمع والتمسك بالأشياء 
ومقصد الجهد والمجاهدة تمحيص القلب من كل عوالق الأنا التي تشده إلى الأرض شدا 
فالشعائر بذلك رياضة تنطلق بفعلها من أعماق القلب تطهره من كل ما يشوه إنسانيته و يخون حبه المقدس لخالقه، لأن محور هذه التعاليم كلها هو امتحان مقدار هذا الحب وصدقه، فمن لم تتحقق لديه هذه الغاية في شعائر عبادته فقدت الشعائر معناها عنده بل وتفقد قيمتها حتى: 
" من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له "2 محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) 
" رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، "3 محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) 
------------------------------------------------
1 : إنجيل برنابا الفصل الثامن والثلاثون (بتصرف) 
2 : رواه ابن أبي حاتم عن عمران بن حصين (تفسير ابن كثير) 
3 : (أخرجه ابن ماجة : برقم 1690، و أحمد في المسند 2/373، 441).

*بين الحكمة ..والجنون*

0


*بين الحكمة ..والجنون*
في منتصف القرن الماضي ومع مخلفات الحرب العالمية الثانية ..وبعد تجلي الغبار ..اتضحت الأثار ..عن حجم الدمار..الذي آلت إليه المنطقة فقد كانت كارثية بكل المقاييس من مادية وطبيعية ونفسية..
قبل هذا بقليل برزت بوادر بما يسمى حاليا بعلم التحليل النفسي وتجلت حينها ببعض الدراسات والتحليلات من طرف *فرويد* ثم أتمها من بعده طلابه حيث عرفت بعدها بمدرسة وبأسلوب ومنهج علاجي قائم بذاته..كانت قفزة نوعية وهائلة في مجال الطب النفسي والسيكولوجي بعد ما تم استبدال شق الجمجمة أو غرس قضيب فولاذي يخترق الدماغ أو بعض الممارسات من صنف الشعوذة والتدجيل لمعرفة سبب أو تشخيص المصاب بالصرع أو الجنون وكشف أسباب الهستيريا والهلوسة ... كان تعذيب أكثر منه تطبيب وتشخيص ..أتت هذه التحليلات من إعطاء المريض وفتح له المجال للحوار والكلام عبر التداعي الحر ..أو بالتنويم المغناطيسي وتسهيل عملية تفكيك كل ما تم بوحه من أفكار وأسرار لدى المريض أو بتحليل الأوهام والأحلام والكوابيس لدى المعتل النفسي..
ما هو العالم ..وما هي الحقيقة ..هل كل ما نشاهده ناتج عن رؤية حسية ..أم أن الفكر والعقل والسلوك لهم دور الرقابة على كل ما تستقبلهم حواسنا...؟؟؟
...أين هو العالم الأخر من ذكريات وصور وألام ..وأمال ..من أرواح غادرت ..وأيام سافرت ..ضحكات غابت ..وآهات بادت..
ما نحن إن كنا أسرى لتعقيداتنا السيكولوجية و العصبية ..إفرازاتنا الغددية .. أحاسيسنا ..تجليات الصراعات النفسية في ذكرياتنا وحياتنا اليومية ..
- كنت قد تابعت قديما ولازلت كلما أتيحت لي الفرصة أعيد مشاهدة الفيلم الرائع - Shutter Island- للمثل المبدع *ليوناردو دي كابريو* ..الذي يلعب دور المحقق في إختفاء مريضة في جزيرة معزولة بها مستشفى للأمراض العقلية حيث يتضح في الأخير أن * تيدي* المحقق ماهو إلا نزيل في المستشفى ومريض يراد علاجه من مرضه و نوبات صرعه الدائم والهلوسة الناتج عن بعض الذكرايت المرية كونه كان جنديا في الحرب العالمية الثانية وشاهد على بشاعة الجرائم الحرب..كما كان الحادث الأهم والذي لم يستطع الشفاء منه انه قد أقدم على قتل زوجته التي كانت بدورها تعاني من الصرع الذي جعلها تقتل أبنائهم الثلاتة غرقا في البحيرة ..تلك الخطيئة التي لم يغتفرها *تيدي* لنفسه حتى ولو كانت التجارب قد ادت الى شفائه..
في اللقطة الأخيرة يجسد لنا المخرج مدى الصراع القائم في نفس البطل حيث يحاور صديقه ومساعده في كون انه يفضل الموت كرجل صالح على ان يعيش كالوحش ..ذالك الذنب الذي لازمه طيلة بقائه في المستشفى جعله يرفض فكرة شفائه ورضائه بالعلاج الذي سيتم تطبيقه عليه بشق رأسه وتخريب بعض من دماغه..
يقول المثل * خد الحكمة من أفواه المجانين * ..جملة قد تلخص الجدل الحاصل والنقاش الدائم والفاصل بين العقل والجنون ..لا.. بل بين أعلى درجات وأسمى صفات النضج العقلي وهي الحكمة؟؟؟..يقال أيضا أن بين الحكمة والجنون خيط رفيع .يصعب تمييزه ..يبدو أن الإرتقاء والوصول إلى مرحلة الصفاء للعقل والنقاء للروح والعمل على جفاء الهوى وسخاء النفس بالأدب تقود إلى العلى ..قد يبدو جنونا ...هبل ..هوس ..عتها قد يرى..
2م.
يتم التشغيل بواسطة Blogger.