لماذا يكره الشيطان الإنسان ؟

0
لأن الإنسان إمتلك المنزلة التي أراد هو اختلاسها   كيف ذلك؟  يظهر جليا من مشهد السجود لآدم، كيف أن هذا المخلوق الجديد احتل منزلة لا نظير لها، عندما أمر الله تعالى صفوة خلقه من الملائكة الكرام بالسجود له. ودلالات السجود هنا تتعدى معاني التقدير والاحترام، لتلامس آفاق الخدمة و التسخير ...؛ فهاهي ذي الحياة كلها، تسجد خدمة للإنسان، مسخرة له، يفعل فيها بيديه كيفما شاء .. ورفض الشيطان أمر السجود لهذا المخلوق الجديد؛ هو موقف تكبر وإعلان احتقار، وعدم رضى بالخدمة، وحيلولة دون التسخير له. فلم يخفي اعتقاده بأفضليته على الإنسان؛ بما يعنيه ذلك من أحقيته هو، بسجود الجميع له، وجدارته هو، لا الإنسان، بالخدمة والتسخير، وبخلافة الله على الأرض. ذاك أن الشيطان، لم يستسغ كون مخلوق ضعيف مثل الإنسان، ينال هذه المنزلة الرفيعة بهذه البساطة؛ أليس مخلوقا ضعيفا محدود القدرات الجسدية، لايقارن بما لديه هو من ملكات خارقة ...؟   ثــــــــــم: - كيف ينال الإنسان هذه الرفعة، وهو لم يخلق بعد ...؟ - كيف يسجد له الجميع، وهو في أول لحظات حياته ...؟ - كيف يكون أشرف مخلوق عند الله، ولم يعمل بعد ما يجعله أهلا لذلك ...؟ - كيف يكون خليفة لله على الأرض، إذا كان سيفسد ويظلم فيها ...؟ - والأهم من هذا كله، كيف يتقبل السجود لهذا المخلوق، وقد كان يطمع بأن يسجد له الجميع يوما ما ...؟  كلها دوافع للاعتراض وللامتعاض لدا الشيطان، تجاه هذا الإنسان، وهي تشكل أولى مبررات ردود فعله اللاحقة. قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ص : 76   ولعلها آفة القياس الجائر، التي أزلته وفتنته كما ذكر الحسن البصري وابن سيرين. فكيف يركن في المفاضلة بينه وبين الإنسان، إلى أصل الخلقة ومظاهر القدرة ... أليست الملائكة أشرف منه وأقوى ...؟ ولقد أحسن القديس ''أوغستين''، حين احتج بكون الحيوان يمتاز على الإنسان بالحس؛ كالنسر بالنظر والكلب بالشم والطير بالخفة، ولا يقال إنها أرفع منه مرتبة. وقد يخف جسم الشيطان، ولكنه يصلى بجسمه نار العذاب. وكذلك ذهب ابن كثير. لكنها حجة واهية مفضوحة، لم تنفع في ستر طموحه الشاذ، ورغبته الطاغية، في تجاوز حده والطمع بمقام لا ينبغي له.  هذا وبحسب نظرة الشيطان تلك؛ يكون الإنسان غريمه الأبدي، قد استولى على المنزلة التي تمناها، وأن الحكم الإلهي قد ظلمه ... وهي هي ذاتها الأفكار، التي بدت من بعد عبر العصور، تجهر ببراءة الشيطان، وأنما كان ضحية للقضاء الكوني

لأن الإنسان إمتلك المنزلة التي أراد هو اختلاسها 

كيف ذلك؟

يظهر جليا من مشهد السجود لآدم، كيف أن هذا المخلوق الجديد احتل منزلة لا نظير لها، عندما أمر الله تعالى صفوة خلقه من الملائكة الكرام بالسجود له. ودلالات السجود هنا تتعدى معاني التقدير والاحترام، لتلامس آفاق الخدمة و التسخير ...؛ فهاهي ذي الحياة كلها، تسجد خدمة للإنسان، مسخرة له، يفعل فيها بيديه كيفما شاء ..
ورفض الشيطان أمر السجود لهذا المخلوق الجديد؛ هو موقف تكبر وإعلان احتقار، وعدم رضى بالخدمة، وحيلولة دون التسخير له. فلم يخفي اعتقاده بأفضليته على الإنسان؛ بما يعنيه ذلك من أحقيته هو، بسجود الجميع له، وجدارته هو، لا الإنسان، بالخدمة والتسخير، وبخلافة الله على الأرض.
ذاك أن الشيطان، لم يستسغ كون مخلوق ضعيف مثل الإنسان، ينال هذه المنزلة الرفيعة بهذه البساطة؛
أليس مخلوقا ضعيفا محدود القدرات الجسدية، لايقارن بما لديه هو من ملكات خارقة ...؟ 

ثــــــــــم:
- كيف ينال الإنسان هذه الرفعة، وهو لم يخلق بعد ...؟
- كيف يسجد له الجميع، وهو في أول لحظات حياته ...؟
- كيف يكون أشرف مخلوق عند الله، ولم يعمل بعد ما يجعله أهلا لذلك ...؟
- كيف يكون خليفة لله على الأرض، إذا كان سيفسد ويظلم فيها ...؟
- والأهم من هذا كله، كيف يتقبل السجود لهذا المخلوق، وقد كان يطمع بأن يسجد له الجميع يوما ما ...؟

كلها دوافع للاعتراض وللامتعاض لدا الشيطان، تجاه هذا الإنسان، وهي تشكل أولى مبررات ردود فعله اللاحقة.
قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ص : 76 

ولعلها آفة القياس الجائر، التي أزلته وفتنته كما ذكر الحسن البصري وابن سيرين. فكيف يركن في المفاضلة بينه وبين الإنسان، إلى أصل الخلقة ومظاهر القدرة ... أليست الملائكة أشرف منه وأقوى ...؟ ولقد أحسن القديس ''أوغستين''، حين احتج بكون الحيوان يمتاز على الإنسان بالحس؛ كالنسر بالنظر والكلب بالشم والطير بالخفة، ولا يقال إنها أرفع منه مرتبة. وقد يخف جسم الشيطان، ولكنه يصلى بجسمه نار العذاب. وكذلك ذهب ابن كثير.
لكنها حجة واهية مفضوحة، لم تنفع في ستر طموحه الشاذ، ورغبته الطاغية، في تجاوز حده والطمع بمقام لا ينبغي له.

هذا وبحسب نظرة الشيطان تلك؛ يكون الإنسان غريمه الأبدي، قد استولى على المنزلة التي تمناها، وأن الحكم الإلهي قد ظلمه ... وهي هي ذاتها الأفكار، التي بدت من بعد عبر العصور، تجهر ببراءة الشيطان، وأنما كان ضحية للقضاء الكوني

#لماذا #يكره #الشيطان #الإنسان #؟
يتم التشغيل بواسطة Blogger.