كتبت يوم ما من أيام عام 2011 م
لم أهضم هذا الخلط
في الصباح والجميع منهمك في عمله ، إذا ببيتر ينادي عليهم جميعا ... فاجتمع الكل من حوله :
معهد باسادينا يعلن أن الإشارة تعود إلى سوبرنوفا (وهو يشير إلى عناوين تتصدر صفحات بعض المواقع على الانترنت)
هذا غير معقول ..!!! (قال البعض)
هذا محبط للغاية ..!!! (قال بعض آخر)
ربما تكون مجرد إشاعة (قال ديفد)
لا يمكن ... هذا الموقع رسمي ولا يمكنه المجازفة بسمعته (رد بيتر)
واختلط الامر في المركز ... لكن بيلي لم يكترث واستمر في تعديل برنامجه ... وآنا تراقب برودته من بعيد وتسترجع بعض ما دار بينهما من حديث ... ثم تكلم أحدهم :
يا جماعة .. الخبر ليس أكيدا.. لقد اتصلت بصديق قديم يعمل معهم ، فقال لي انه مجرد افتراض ... وأنه لا يعرف كيف خرج الخبر إلى الإعلام ..
فسكن روع الفريق قليلا ... لكن الشك بدأ يتسرب إلى القلوب ... واستمر النقاش ...
انسحبت آنا من حلقت النقاش وجلست بجانب بيلي :
إذا مثلما قلتَ تماما ... عملنا من غير جدوى (وهي تنظر إليه ، تنتظر تعليقا منه)
حتى وإن كان مجرد نجم متفجّر ، فهذا مفيد للعلم (وهو يبتسم)
لكنها ليست الحياة التي نبحث عنها ...
آنا يجب أن تفهمي اننا لا نبحث عن الحياة .. بل نبحث عن الحقيقة
حقيقة ماذا ؟؟
عن حقيقة هذه الحياة ..!!!
ألم تستوعب بعد حقيقة الحياة أيها الفيلسوف ..؟
نعم آنا .. ليس بعد .. لأجل ذلك يجب أن أعود إلى فانكوفر غدا.. وعليك أن تغطي علي هذه المرة أيضا وقولي بأنني قد عدت إلى شيكاغو لموعد الطبيب
ثانيةً !!!؟ متى سوف ينتهي فلمك وتريحني من هذا الحرج ؟
قريبا آنا.. قريبا فلا تقلقي
وفي الغد امتطى بيلي الطائرة نحو فانكوفر .. ثم إلى الجمعية الخيرية حيث جلس في المكتب ينتظر عودة الأب توماس ... ولما عاد الأب اندهش لدى رؤيته بيلي :
بني لقد عدت سريعا
لا أبتي .. فقد كانت أيامي بعيدا عنك طويلة جدا
(فابتسم الأب توماس) ربما سنعود إلى الدير إذا ..؟
لا أبتي .. ليس ذلك ضروريا ... تكفيني جلسة هنا إن اتسع الوقت لديك ... أريد أن أستوضح فيها من أبتي بعض الأمور التي أشكلت علي ... فمن غزير علمك نغترف ..
)ظل الأب مبتسما) أنا رهن إشارتك .. وفي خدمتك بني
أبتي .. إن سمحت .. أريد أن أعرف من هو المسايا الذي انتظره اليهود منذ آلاف السنين..؟
)نظر إليه الأب قليلا ثم قام وأغلق النافذة والباب بالمفتاح ثم عاد وجلس) .. بني ... هو المسيح يسوع الناصري ..
فكيف إذا رفضه اليهود و كانوا ينتظرونه على أحر من الجمر .. أليس هو من سيرد لهم ملكهم ..؟
لأن جيل اليهود ذاك، كان جيلا شريرا ... فاسقا .. لم يعرف حق المسيح وسعى لقتله مثلما قتل زكريا ويوحنا من قبل
إذا فقد فشل المسيح في تحقيق نبوءة المسايا ، بإعادة الملك لإسرائيل ..؟
لا.. ليس هكذا يا بني (وهو ينظر باستغراب إلى بيلي(
إذا لم يكن فشلا ، كان خطأً في التوقيت ... المسيح أخطأ الزمن المناسب لتحقيق نبوءته ... وإلا فلم أرسل لذلك الجيل بالضبط ..؟
بني ... (ثم صمت قليلا) ... ليس اعتباطا أن يُبعث المسيح لذلك الجيل ... ليس حسنا أن نقول هذا عن حكمة الله العظيمة التي لا نحيط بخفاياها وأسرارها مهما فعلنا لأن عقولنا قاصرة ... يبقى المسيح هو المسايا المنتظر برغم جحود اليهود به وتلك حكمة الله
أبتي ... إذا كان اليهود قد رفضوا المسيح وصلبوه يومها ، فكيف يتحمسون لعودته الآن ويبذلون كل هذه الجهود تحظيرا لتتويجه ملكا على العالم ..؟
أولا بني ... لست ممن يعتقد بصلب المسيح ، فالمسيح لم يصلب ولم يقتل ، رفع حيا مكرما مطهرا إلى السماء، وعندما يعود سيُدين اليهود الذين سعو لقتله مثلما سيدين الذين عبدو الصليب من أجله ، هذه الوثنية أُقحمت في الإنجيل إقحاما يتحمل وزره بولس الرسول الذي ابتدع قصة الخطيئة الأزلية والتضحية على الصليب ... انا لست من المخدوعين بزخرفة أقواله الفلسفية ، والمسيح بالنسبة لي بشر رسول أرسله الله مثلما أرسل موسى من قبله ..
ثانيا.. من قال إن المسايا الذي يدعي اليهود اليوم أنهم ينتظرونه ، هو المسيح يسوع الناصري ..؟
إذا فمن هو الملك الخفي الذي يدير "حكومة الأربعمئة رئيس" التي ستحكم العالم من اورشليم ..؟
بني ... ذاك هو الكذاب الذي سيدعي دجلا انه المسيح المنتظر وهو في الحقيقة ضده تماما ... المسيح يا بني سينزل من السماء أمام مرأى الناس جميعا ولن يخرج من اعماق البحر خِفية ... ذاك الوحش البحري الذي حذر منه الانبياء، هو من سيخرج في زمننا هذا...
أبتي .. سامحني .. فلم أهضم هذا الخلط ... كيف ينكر اليهود المسيح الحقيقي ويصدقون شخصا آخر كذاب بهذه البساطة ... أليس هناك علامات يفرق بها الناس بين الحقيقي والكذاب ..؟
أجل هناك علامات تميز الصادق من المفتري تكلم بها الأنبياء من قبل ... لكن جلاء الخلط من عقلك ، هو أن اتِّباع اليهود لهذا الكذاب ليس سذاجة منهم .. ولكنها الخيانة التي خانوا بها مواثيقهم مع الرب ... إنه تحالفهم الأزلي مع الشيطان ... رفضهم للمسيح الحقيقي هو رفضهم لمسايا الرب إرضاء للشيطان ... وقبولهم اليوم بالمسيح المزيف هو أيضا إرضاء للشيطان وخدمة لمشروعه ... الشيطان يريد أن يحكم العالم بواسطة هذا المسيح المزيف ... لأجل ذلك ترى هذا السعي الرهيب في تحظير الأجواء عبر العالم كله لتُقبل فكرةُ مسيح منتظر يأتي ليحكم العالم باسم الرب ... لكن الحقيقة أن لا رب يقصده هؤلاء إلا الشيطان الجاثم في أعماق المحيط...
أبتي ... هل الله بهذا الضعف ليدع مسيحه يهان بهذه الطريقة ، ومسيح الشيطان ينجح عبر العالم كله هكذا ..؟
لا .. بني حاشا الله أن يوصف بالضعف ... لكنها حكمته التي تعطي الشيطان واتباعه كامل الفرصة في هذه الحياة ليحققوا أهدافهم .. بل هي القوة عينها في تركهم بكل حرية يسعون في الأرض ... وعندما يعود المسيح الحق سوف تتبخر كل احلام الشيطان هذه ... وسوف تنهار مملكته وسوف يندم اليهود .
و متى سيعود المسيح الحقيقي يا أبتي..؟
عندما يظن الشيطان ومسيحه الكذاب انهما خدعا كل البشر .. عندما يعتقد الشيطان أنه نجح في القضاء على المؤمنين بالله وانتصر على الله في الأرض ... عندها يعود المسيح الحقيقي .. لأنه هكذا قال يسوع المسيح لتلاميذه عندما سألوه متى ستعود ..؟ قال لهم : احترسوا .. فلا يخدعكم الدجال .. فإنه سيأتي بعدي كثيرون كل يدعي أنه المسيح وسوف يضلون خلقا كثيرا وسوف تقوم حروب عظيمة .. فلا ترتاعوا واثبتوا على الحق ... فإنها فتنة مكتوبة منذ الأزل .. لأنكم يومها ستكونون مكروهين من جميع الأمم لأجل اسمي .. وسوف تطاردون وتقتلون .. لكن الذي يصبر منكم ويقف شاهدا على الحق أمام الأمم .. فهو الذي ينال الخلاص ... ومتى شاهدتم "رجسة الخراب" قائمة ببيت المقدس ... والناس يهربون إلى الجبال .. وضيقا عظيما لم يشهده العالم منذ أول الدهر يكاد يهلك جميع الناس إلا المختارين .. فإن الله لأجلهم يقصر تلك الأيام ... يومها إن قيل لكم : هو ذا المسيح هنا أو هناك ،فلا تصدقوا .. فإنه سيقوم مسيح كذاب يأتي بآيات عظيمة وعجائب تكاد تخدع حتى المختارين من الناس ... فإني الآن أخبركم .. إن قيل لكم هو في البرية فلا تخرجوا إليه وإن قيل لكم هو في المدينة فلا تتبعوه .. لأنه مثلما البرق يومض من الشرق إلى الغرب ، كذلك يكون سعيه .. لأنه حيثما تكون جيفة تجتمع النسور .. في ضيق تلك الأيام تظهر علامة ابن الإنسان في السماء .. ويأتي ابن الإنسان من السماء على السحاب بالقوة والمجد وينصر المختارين ... كمثل شجرت التين التي إذا أصبح غصنها غضا وأخرجت أوراقها آذنت بفصل الصيف ... كذلك هذه علامات لكم متى رأيتموها علمتم بها قرب عودتي ...