تجريم الفن

0


(ألَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين).

قالها النمرود بن كنعان متكبرا متغطرسا ...أنا أحيي و أميت متحديا بذالك نبي الله إبراهيم ..كلما قرأت هذه الآية من كتاب الله تذكرت هؤلاء البشر الذين نصبوا أنفسهم وكلاء بسم الله المفوضون من السماء لتطبيق أحكامها...متذرعين بما سموه القصاص والحدود والشريعة..
هل تجاوز العلم الأديان؟؟ أم نحن من سحبناه نحونا إلى الأسفل إلى ما نحن عليه.. إلى قاع رذالتنا وضحالة نوايانا ...ذالك ما سيقع جليا أمام أعيننا في المستقبل القريب ..إذا ما أصررنا على الاعتماد على نفس المناهج ..وبذات العقليات فحصرنا الدين في مظاهر والعلم في رجال دين والأخلاق في مواعظ باردة والقيم في خطب جمعة موجهة سياسيا..
حينما تحطم الآلات الموسيقية وتخرب التماثيل التاريخية ..بدعوى أنها أوثان وأخرى مزامير للشيطان فهذا يدل على أن هنالك مشكل نفسي محتاج للعلاج....لا على وعي ديني والتمسك بالسنة ..
..حتى دمى الأطفال لم تسلم كونها تمثل أوثانا قد تعبد.. وتحريم الصور والفن والرسم كونه يضاهي خلق الله ...هذا قد يمثل لفئة ما الدفاع عن العقيدة وحماية الإسلام والدين من مداخل شيطانية قد تهز إيمانك وعقيدتك.
عندما ترى مثل هذه الأحداث ولا تتأسف لها ولمفتعليها ...فأعلم انك أيضا مصاب بذالك الفيروس ...لان من استطاع أن يحطم كمان أو بيانو أو تهشيم تمثال وطمس أعين دمية ونتف شعرها.. اليوم كان من السهل عليه القتل غدا وقطع الرؤوس فكلا الحادثين بوازع ديني للأسف...
قرأت سابقا تغريدة لإمرأة كتبت.. *..قديما أحرقت كثيرا من الصور النادرة من البوم العائلة بسبب فتاوى بعض الدعاة والشيوخ ..أجد صورهم الآن على مختلف القنوات وعلى الصحف و وراء الشاشات..*
أما عن القتل وقطع الرؤوس فأسترجع مقولة الفيلسوف والكاتب الفرنسي- دينيس ديدرو- حين قال(**لم يسبق أن قتل فيلسوف رجل دين واحد ..بينما قتل رجال الدين الكثير من الفلاسفة**)هنا ندرك أن الدين قد يعمي بصيرتك إذا ما سايرت هواك وأقررت في نفسك أنك صاحب المذهب الحق والدين الحق والإله الحق وأنك المفوض وأنك من أعطيت الحق وحدك ومن حملت الراية وحدك وأنت من خولك الإله الدفاع عنه وعن دينه وحدك وستجسد حرفيا مقولة * أقتلوا من في الأرض لتنكحوا من في السماء..*
العالم يترقب الحادث الأشهر إن استطاع الطبيب والجراح الايطالي *سيرجيو كانافيرو* في زراعة رأس إنسان وذالك بتثبيت رأس رجل معاق بشكل كبير على جسد رجل سليم… وبث حياة جديدة...بسم العلم...في حين أن هنالك من شيعنا من يتفننون في قطع الرؤوس بشتى الطرق.. قربانا ..بالسم الله وبالسم الدين .
فكلنا مصاب بذالك الفيروس فظاهريا نحن طيبون ومسالمون لأننا مكبوتون وبقوة القانون وتحت سطوة و سلطة الدول كما قال د عدنان إبراهيم * لاكن حين ترتفع سطوة الدول أو تنفرج قليلا ..سترى وحوشا ..وناس تقطع الرؤوس وأكباد تؤكل وقلوب تمضغ مع التكبير..*
20/12/2017

2م.

التفاعل الثقافي حتمية إنسانية

0
أعني بالثقافة هنا ما عناه الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله عندما تحدث عن الثقافة في التاريخ حيث قال : والثقافة بما تتضمنه من فكرة دينية انتظمت الملحمة الانسانية في جميع أدوارها من لدن آدم عليه السلام , لا يسوغ أن تعد علما يتعلمه الانسان بل هي محيط يحيط به و إطار يتحرك داخله , فهو يغذي جنين الحضارة في أحشائه , وإنها الوسط الذي تتكون فيه جميع خصائص المجتمع المتحضر وهي الوسط الذي تتشكل فيه كل جزئية من جزئياته تبعا للغاية العليا التي رسمها المجتمع لنفسه1. (1: مالك بن نبي – مشكلة الثقافة) والسؤل المحفز هنا هو: كيف ارتدت أقوام كعاد وثمود وغيرها عن دين نوح عليه السلام..؟؟؟ , سؤال عن الكيف وعن الآلية التي انتظمت الأفكار والتصورات في سلسلة من التقهقريات المتدرجة من علياء التوحيد الخالص إلى قاع الشرك البواح.. وجانب من الإجابة في نظري شديد التعلق بظاهرة التفاعل الثقافي بين المجموعات الانسانية , تلك الظاهرة الحتمية في مسار تاريخ كل الحضارات

" الصورة للملك شهرو أحد ملوك لحيان آثار مملكة لحيان الحجاز خلفاء المعينيين الثموديين"

كتبت يوما ما من أيام عام 2012

التفاعل الثقافي حتمية إنسانية

أعني بالثقافة هنا ما عناه الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله عندما تحدث عن الثقافة في التاريخ حيث قال : والثقافة بما تتضمنه من فكرة دينية انتظمت الملحمة الانسانية في جميع أدوارها من لدن آدم عليه السلام , لا يسوغ أن تعد علما يتعلمه الانسان بل هي محيط يحيط به و إطار يتحرك داخله , فهو يغذي جنين الحضارة في أحشائه , وإنها الوسط الذي تتكون فيه جميع خصائص المجتمع المتحضر وهي الوسط الذي تتشكل فيه كل جزئية من جزئياته تبعا للغاية العليا التي رسمها المجتمع لنفسه1. (1: مالك بن نبي – مشكلة الثقافة)
والسؤل المحفز هنا هو: كيف ارتدت أقوام كعاد وثمود وغيرها عن دين نوح عليه السلام..؟؟؟ , سؤال عن الكيف وعن الآلية التي انتظمت الأفكار والتصورات في سلسلة من التقهقريات المتدرجة من علياء التوحيد الخالص إلى قاع الشرك البواح..
وجانب من الإجابة في نظري شديد التعلق بظاهرة التفاعل الثقافي بين المجموعات الانسانية , تلك الظاهرة الحتمية في مسار تاريخ كل الحضارات
قوم هود عليه السلام مثلا الذين يعدّون أول تجربة انسانية بعد نوح عليه السلام تفشل في امتحان الايمان , ورغم أصولهم الآرامية الساميّة التي تحمل ميراث رسالة نوح (عليه السلام) وأسرته المؤمنة , لم يستطع أغلبهم الحفاظ على نقاء إيمانهم من التلوث بشركيات جيرانهم.
تاريخيا من المرجح أن هذا حصل نواحي الألف الثانية قبل الميلاد وإن كان تاريخ عمان القديم يكشف عن آثار لمدينة غارقة في الرمال تدعى وبار يعود عمرها لنحو 3600 سنة قبل الميلاد يظن الباحثون أنها هي إرم ذات العماد المذكورة في القرآن أما التورات الحالية فهي خالية من أي ذكر لعاد إرم و قصة هود عليه السلام ، وقد ذكر ابن خلدون قوم وبار بقوله : إنهم انتقلوا إلى جزيرة العرب من بابل لما زاحمهم فيها بنو حام فسكنوا جزيرة العرب بادية مخيمين ثم كان لكل فرقة منهم ملوك وآطام وقصور...
على كل , لا نعدم وسيلة في التحليل ان قسنا الغائب على الشاهد وحاولنا استقراء سنن قررها الله سبحانه في سلوكيات البشر وتفاعلاتهم , فالنظرية 2 (2: رشدي بدراوي – قصص الانبياء والتاريخ ج1) التي ترجع بنسب عاد الأولى إلى أصول هاجرت من جبال أرمينيا شمالا حيث استقرت الفلك بسيدنا نوح عليه السلام , وحيث تكون المجتمع المؤمن الأول الذي استخلفه الله على الأرض بعد هلاك أهلها, هذه النظرية تفترض أن القوم وافدون على منطقة جنوب الجزيرة العربية, شرق اليمن تحديدا , بعد أن اتخذوا مسارا متنقلا عبر الشام غربا وانحدارا عبر الحجاز استمر قرونا طوال ... ومن شبه المؤكد تاريخيا ان اليمن القديم لم يكن خاليا من الساكنة , فأرضه التي كانت أخصب مما هي عليه الآن حثت البشر على الاستقرار فيه منذ العصور الغابرة
كما ان استمرار آثار من عبادة أصنام ك"ود" مثلا في المنطقة العربية يدل على أن الثقافة الدينية لقوم نوح لم تنقرض بانقراضهم , وأن أقوام عديدة استمرت على شكل من أشكال الحضارة التي كانت سائدة أيام نوح عليه السلام ..
والنتيجة بحسب النظرية هذه ان عاد تأثرت بعقائد جيرانها فأدخلت الكثير من مظاهر الشرك وعبادة الأصنام إلى شعائر عباداتها ...
الشاهد الذي يسند هذه الفكرة , هو شاهد تاريخي قد يطلق عليه مجازا بالصدمة الحضارية 

الفن و الرسالة

0





سيبقى ذالك العمل الفني, الرائع, الشيق, المذهل.. والجميل خالدا وشامخا في عالم الفن والسينما ..ذالك الفيلم الدرامي المميز من كل النواحي والجوانب الذي لخص سيرة المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم..من تمثيل تصوير سيناريو إخراج موسيقى تصويرية كان بمثابة المرجعية الدينية لنا ونحن صغرا لسرد وقص تفاصيل السيرة العطرة فلولاه لما اكتشفنا الصحابي الجليل *حمزة* بشخصيته القوية وشجاعته *بلال* ذالك الصوت الجميل *عمار* رمز الصبر والوفاء ..* أبا طالب ..جعفر..زيد..خالد ..* والكثير من الأحداث التي صورت وأخرجت في حدث دراماتيكي وفني أقل ما يقال عنه تحفة بكل المقاييس...
كان ذالك العمل الثري والغني الوحيد واليتيم في نظري في العالم العربي والإسلامي من كل النواحي وبمختلف معايير النجاح السينمائي وفي مختلف العصور والذي وجد ترحيبا وقبولا لمختلف شرائح وطوائف العالم الإسلامي ..بخلاف بعضهم الذين لم يعجبهم أصلا كونه يعتمد على بعض المشاهد التي أخذت من أحاديث ضعيفة على غرار الحمامة في الغار وغيرها..هاؤلاء لا يؤخذ عنهم لأنهم ببساطة يفتقرون للحس الجمالي والإبداعي والفني 
.. كان كشمعة أضاءت عتمة ليل مظلم ..أنارت عقول وأفكار جيلا كاملا وأجيالا توالت في مجتمع يفتقر إلى المطالعة والقراءة كان كالمرجع والدليل لأطفال وشيوخ عندما يحاولون فهم واكتشاف وحكاية ذالك الزمن الجميل .. هو نفسه الفيلم الذي لا تمل من مشاهدته كم من مرة .. في رمضان و عيد الأضحى و الفاتح من محرم بمناسبة الهجرة وعاشوراء والمولد النبوي ..كلها مناسبات كانت بمثابة الفرجة لتعيد مشاهدة فيلمك المفضل على شاشة التلفاز.
بخلفية موسيقية تصويرية رائعة ومؤثرة وبأداء أكثر من مبهر للممثلين الذين اختيروا بعناية ..ومناظر وخلفيات تعكس لك تلك المرحلة من الزمن توقن أن العمل كان عظيما وبفريق عمل غربي كان له الأثر الكبير في جمالياته كما أنه كان في كل لقطة تصور مرتان واحدة للنسخة العربية والأخرى للإنكليزية مع اختلاف بعض الممثلين أخرج لنا فيلم الرسالة الذي أحدث ضجة كبير في شباك التذاكر الأمريكي في وقته من معارضين ومتشددين ..لاقى إقبال كبير وكان بمثابة سفير لصورة الإسلام الحسنة والجميلة.
- لم يكن بذالك العمل السهل والهين للمخرج الكبير مصطفى العقاد *رحمه الله* إذ تعرض إلى ضغوطات ومشاكل وعراقيل لإنتاجه الفيلم فبعد السعودية والمغرب استقر به الحال في ليبيا ليخرج لنا الرسالة سيخلدها التاريخ وستبقى له صدقة جارية يكتب له بها أجر كبير..
رغم التطور الكبير في مجال الفن والسينما إلى أنه لا ولم تستطيع أية من المحاولات للوصول الى جودة وفخامة الرسالة حقيقة - فجوهر الفن هو أصلا رسالة-

2م.
يتم التشغيل بواسطة Blogger.