سيبقى ذالك العمل الفني, الرائع, الشيق, المذهل.. والجميل خالدا وشامخا في عالم الفن والسينما ..ذالك الفيلم الدرامي المميز من كل النواحي والجوانب الذي لخص سيرة المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم..من تمثيل تصوير سيناريو إخراج موسيقى تصويرية كان بمثابة المرجعية الدينية لنا ونحن صغرا لسرد وقص تفاصيل السيرة العطرة فلولاه لما اكتشفنا الصحابي الجليل *حمزة* بشخصيته القوية وشجاعته *بلال* ذالك الصوت الجميل *عمار* رمز الصبر والوفاء ..* أبا طالب ..جعفر..زيد..خالد ..* والكثير من الأحداث التي صورت وأخرجت في حدث دراماتيكي وفني أقل ما يقال عنه تحفة بكل المقاييس...
كان ذالك العمل الثري والغني الوحيد واليتيم في نظري في العالم العربي والإسلامي من كل النواحي وبمختلف معايير النجاح السينمائي وفي مختلف العصور والذي وجد ترحيبا وقبولا لمختلف شرائح وطوائف العالم الإسلامي ..بخلاف بعضهم الذين لم يعجبهم أصلا كونه يعتمد على بعض المشاهد التي أخذت من أحاديث ضعيفة على غرار الحمامة في الغار وغيرها..هاؤلاء لا يؤخذ عنهم لأنهم ببساطة يفتقرون للحس الجمالي والإبداعي والفني
.. كان كشمعة أضاءت عتمة ليل مظلم ..أنارت عقول وأفكار جيلا كاملا وأجيالا توالت في مجتمع يفتقر إلى المطالعة والقراءة كان كالمرجع والدليل لأطفال وشيوخ عندما يحاولون فهم واكتشاف وحكاية ذالك الزمن الجميل .. هو نفسه الفيلم الذي لا تمل من مشاهدته كم من مرة .. في رمضان و عيد الأضحى و الفاتح من محرم بمناسبة الهجرة وعاشوراء والمولد النبوي ..كلها مناسبات كانت بمثابة الفرجة لتعيد مشاهدة فيلمك المفضل على شاشة التلفاز.
بخلفية موسيقية تصويرية رائعة ومؤثرة وبأداء أكثر من مبهر للممثلين الذين اختيروا بعناية ..ومناظر وخلفيات تعكس لك تلك المرحلة من الزمن توقن أن العمل كان عظيما وبفريق عمل غربي كان له الأثر الكبير في جمالياته كما أنه كان في كل لقطة تصور مرتان واحدة للنسخة العربية والأخرى للإنكليزية مع اختلاف بعض الممثلين أخرج لنا فيلم الرسالة الذي أحدث ضجة كبير في شباك التذاكر الأمريكي في وقته من معارضين ومتشددين ..لاقى إقبال كبير وكان بمثابة سفير لصورة الإسلام الحسنة والجميلة.
- لم يكن بذالك العمل السهل والهين للمخرج الكبير مصطفى العقاد *رحمه الله* إذ تعرض إلى ضغوطات ومشاكل وعراقيل لإنتاجه الفيلم فبعد السعودية والمغرب استقر به الحال في ليبيا ليخرج لنا الرسالة سيخلدها التاريخ وستبقى له صدقة جارية يكتب له بها أجر كبير..
رغم التطور الكبير في مجال الفن والسينما إلى أنه لا ولم تستطيع أية من المحاولات للوصول الى جودة وفخامة الرسالة حقيقة - فجوهر الفن هو أصلا رسالة-
2م.