(ألَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين).
قالها النمرود بن كنعان متكبرا متغطرسا ...أنا أحيي و أميت متحديا بذالك نبي الله إبراهيم ..كلما قرأت هذه الآية من كتاب الله تذكرت هؤلاء البشر الذين نصبوا أنفسهم وكلاء بسم الله المفوضون من السماء لتطبيق أحكامها...متذرعين بما سموه القصاص والحدود والشريعة..
هل تجاوز العلم الأديان؟؟ أم نحن من سحبناه نحونا إلى الأسفل إلى ما نحن عليه.. إلى قاع رذالتنا وضحالة نوايانا ...ذالك ما سيقع جليا أمام أعيننا في المستقبل القريب ..إذا ما أصررنا على الاعتماد على نفس المناهج ..وبذات العقليات فحصرنا الدين في مظاهر والعلم في رجال دين والأخلاق في مواعظ باردة والقيم في خطب جمعة موجهة سياسيا..
حينما تحطم الآلات الموسيقية وتخرب التماثيل التاريخية ..بدعوى أنها أوثان وأخرى مزامير للشيطان فهذا يدل على أن هنالك مشكل نفسي محتاج للعلاج....لا على وعي ديني والتمسك بالسنة ..
..حتى دمى الأطفال لم تسلم كونها تمثل أوثانا قد تعبد.. وتحريم الصور والفن والرسم كونه يضاهي خلق الله ...هذا قد يمثل لفئة ما الدفاع عن العقيدة وحماية الإسلام والدين من مداخل شيطانية قد تهز إيمانك وعقيدتك.
عندما ترى مثل هذه الأحداث ولا تتأسف لها ولمفتعليها ...فأعلم انك أيضا مصاب بذالك الفيروس ...لان من استطاع أن يحطم كمان أو بيانو أو تهشيم تمثال وطمس أعين دمية ونتف شعرها.. اليوم كان من السهل عليه القتل غدا وقطع الرؤوس فكلا الحادثين بوازع ديني للأسف...
قرأت سابقا تغريدة لإمرأة كتبت.. *..قديما أحرقت كثيرا من الصور النادرة من البوم العائلة بسبب فتاوى بعض الدعاة والشيوخ ..أجد صورهم الآن على مختلف القنوات وعلى الصحف و وراء الشاشات..*
أما عن القتل وقطع الرؤوس فأسترجع مقولة الفيلسوف والكاتب الفرنسي- دينيس ديدرو- حين قال(**لم يسبق أن قتل فيلسوف رجل دين واحد ..بينما قتل رجال الدين الكثير من الفلاسفة**)هنا ندرك أن الدين قد يعمي بصيرتك إذا ما سايرت هواك وأقررت في نفسك أنك صاحب المذهب الحق والدين الحق والإله الحق وأنك المفوض وأنك من أعطيت الحق وحدك ومن حملت الراية وحدك وأنت من خولك الإله الدفاع عنه وعن دينه وحدك وستجسد حرفيا مقولة * أقتلوا من في الأرض لتنكحوا من في السماء..*
العالم يترقب الحادث الأشهر إن استطاع الطبيب والجراح الايطالي *سيرجيو كانافيرو* في زراعة رأس إنسان وذالك بتثبيت رأس رجل معاق بشكل كبير على جسد رجل سليم… وبث حياة جديدة...بسم العلم...في حين أن هنالك من شيعنا من يتفننون في قطع الرؤوس بشتى الطرق.. قربانا ..بالسم الله وبالسم الدين .
فكلنا مصاب بذالك الفيروس فظاهريا نحن طيبون ومسالمون لأننا مكبوتون وبقوة القانون وتحت سطوة و سلطة الدول كما قال د عدنان إبراهيم * لاكن حين ترتفع سطوة الدول أو تنفرج قليلا ..سترى وحوشا ..وناس تقطع الرؤوس وأكباد تؤكل وقلوب تمضغ مع التكبير..*
20/12/2017
2م.