شعائر أم مشاعر ؟

0
في ليلة من ليالي الزمن الغابر، في برية الأردن، جلس الحواريون من حول المسيح عليه السلام وهو يعلمهم معنى الإيمان، ويزكي قلوبهم حتى فاضت أعينهم من الدمع وخشعت أرواحهم فتاقت أنفسهم إلى الصلاة...  عندها بادر يوحنا بالقول: يا معلم ، فلنغتسل كما أمر الله على لسان موسى ...  فأجابه السيد المسيح قائلا: لا تظنوا أني قد أتيت لأبطل الشريعة وكلام الأنبياء من قبلي، لعمر الله إنما بعثت لأحفظها... والذي تقف نفسي بحضرته ، لن يرضى الله عمن يخالف وصية من وصاياه ... لكني أحب ان تفقهوا جيدا كلام الله على لسان النبي أشعيا حين قال(اغتسلوا وكونوا طاهرين ، أبعدوا أفكاركم عن عيني)  الحق أقول لكم، إن ماء البحر كله لن يغسل من كان قلبه يحب الآثام...1  للشعائر والمناسك مقصد في قلب الانسان إن بلغته فقد حققت ما فرضت من أجله ، فقلب الإنسان وضميره الخفي هو ما جاءت من أجله الرسالات وبعث في سبيله الأنبياء ، ذلك السر الباطن الذي لا يطلع عليه إلا اثنان ، العبد وربه ، ومن ثمة فلا رقيب عليه سواهما ...  ربما... من أثر العادة والاعتياد قد يظن العبد أن مبتغى الرب منه أن يتعب جسده الضعيف في طقوس غامضة لا يفهم كنهها، أو أن يقرب إليه قربانا يقتطعه من ماله وعرق جبينه ، كل ذلك لأن الرب يرجوا شقاءه في هذه الدنيا وأن شقاء الدنيا ونكدها لازم إن رغب العبد في نعيم الآخرة ..

كتبت يوما ما من أيام عام 2012م

شعائر أم مشاعر ؟.. 

في ليلة من ليالي الزمن الغابر، في برية الأردن، جلس الحواريون من حول المسيح عليه السلام وهو يعلمهم معنى الإيمان، ويزكي قلوبهم حتى فاضت أعينهم من الدمع وخشعت أرواحهم فتاقت أنفسهم إلى الصلاة... 
عندها بادر يوحنا بالقول: يا معلم ، فلنغتسل كما أمر الله على لسان موسى ... 
فأجابه السيد المسيح قائلا: لا تظنوا أني قد أتيت لأبطل الشريعة وكلام الأنبياء من قبلي، لعمر الله إنما بعثت لأحفظها... والذي تقف نفسي بحضرته ، لن يرضى الله عمن يخالف وصية من وصاياه ... لكني أحب ان تفقهوا جيدا كلام الله على لسان النبي أشعيا حين قال(اغتسلوا وكونوا طاهرين ، أبعدوا أفكاركم عن عيني) 
الحق أقول لكم، إن ماء البحر كله لن يغسل من كان قلبه يحب الآثام...1 
للشعائر والمناسك مقصد في قلب الانسان إن بلغته فقد حققت ما فرضت من أجله ، فقلب الإنسان وضميره الخفي هو ما جاءت من أجله الرسالات وبعث في سبيله الأنبياء ، ذلك السر الباطن الذي لا يطلع عليه إلا اثنان ، العبد وربه ، ومن ثمة فلا رقيب عليه سواهما ... 
ربما... من أثر العادة والاعتياد قد يظن العبد أن مبتغى الرب منه أن يتعب جسده الضعيف في طقوس غامضة لا يفهم كنهها، أو أن يقرب إليه قربانا يقتطعه من ماله وعرق جبينه ، كل ذلك لأن الرب يرجوا شقاءه في هذه الدنيا وأن شقاء الدنيا ونكدها لازم إن رغب العبد في نعيم الآخرة ... 
ثم إن صنفا آخر من الناس ، ممن كان منهم في درك الشيئية البحثة ، ليظن أن لله نصيبا مما ينفق في سبيله أو أن الله في حاجة إلى جهد عضلاته ، تعالى الله سبحانه عما يظنون علوا كبيرا 
كلا ، وألف كلا ... فلن ينال الله لحومها ولا دماؤها، ولكن يناله التقوى منكم 
إن مقصد الإنفاق هو الإيثار في النفس وتزكية ما بها عن النهم والطمع والتمسك بالأشياء 
ومقصد الجهد والمجاهدة تمحيص القلب من كل عوالق الأنا التي تشده إلى الأرض شدا 
فالشعائر بذلك رياضة تنطلق بفعلها من أعماق القلب تطهره من كل ما يشوه إنسانيته و يخون حبه المقدس لخالقه، لأن محور هذه التعاليم كلها هو امتحان مقدار هذا الحب وصدقه، فمن لم تتحقق لديه هذه الغاية في شعائر عبادته فقدت الشعائر معناها عنده بل وتفقد قيمتها حتى: 
" من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له "2 محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) 
" رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، "3 محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) 
------------------------------------------------
1 : إنجيل برنابا الفصل الثامن والثلاثون (بتصرف) 
2 : رواه ابن أبي حاتم عن عمران بن حصين (تفسير ابن كثير) 
3 : (أخرجه ابن ماجة : برقم 1690، و أحمد في المسند 2/373، 441).

بين السقوط و الإرتقاء

0


ينصح بعدم القراءة لأصحاب القلوب الرهيفة
ولا حتى أصحاب القراءات السطحية أيضا
.
.
.تابع لمنشوري السابق .. عن "الحب و الزواج"
عذرا فعليا التلفظ ولو بكلام لن يستوعبه البعض منكم أحبتي ..
كلامي لنفسي أولا وإليكمُ ..
كلامي لكم أصحاب القلوب الصافية الطاهرة
لتلك القلوب  النقية العطرة
القلب .. الشعور بالحب .. الخفقان أو الهذيان
المشاعر و الأحاسيس .. منبع العاطفة القلب !
وإن سمي القلب قلبا لسرعة ..خفقانه
 أو لكثرة ..تقلبه
 ‏بين النظرة و النظرة ‏غمزة ..
 ‏غمرة إعجاب و وهم  حب يصاحبه ألم و حنين ..
 ‏.
 ‏.
 ‏القلب ساحر .. القلب غاذر .
 ‏العقل قائد ! العقل عاجز ؟
 ‏.
 ‏.
 ‏المشاعر جميلة .. الأحاسيس راقية
 ‏أصدق ما في الإنسان مشاعره و أحاسيسه هي خارجة من معدنه ..من أعماقه ، إذن هي بعيدة عن تمثيله و تزويره لأنه ببساطة لا يستطيع التحكم فيها .
 ‏يقول المفكر "الان واتس" في سياق كلامه عن الحب بأنه بعيدا عن كل تلك المشاعر الجميلة والتي يترتب عنها الحب .. يبقى السقوط في الحب سقوطاً ..سقوطاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى
سقوط ..بدون تفكير عقلاني ..
سقوط في وهم ..
سقوط وأنت تبتسم ..
سقوط وإستسلام .. سقوط لتسليم ..
في جهته أيضا  د.مصطفى محمود يقول أن الحب و الرغبة قرينان وإنه لا تحب من لا ترغبه ..والرغبة قرينة الشهوة ! لذلك فإن الحب سجن و الشهوة هي القيد إذ إستسلم لها المحب ! ويقول أيضا أن الحب و الجنس و القسوة ثالوث متلاحم يرتبط ببعضه البعض على الدوام ..
إذا لماذا يسوَّق للحب وكأنه شيء رائع ؟
في الأغاني و المسلسلات ! في الأفلام و المنشورات !
إذا ماسر محاولتها تخطي ملكة عقولنا والركوع الخاضع لقلوبنا؟
ماسر إصرارنا للخوض في هده المغامرة الخطيرة؟
 ‏ماسر حاجتنا للنصف الآخر مثلا ؟
 ‏إن كان الناتج قسوة وسقوط ! مقابل التمتع بلذة سرعان ما تختفي ...تختفي لوهلة في لمحة قبل أن تبدأ أصلا ! في الاغاني المسلسلات و الافلام يحاول المخرج الإطالة بتبطيء للحركة "  slow motion " لحركة العين وهي في حالة إنبهار و إعجاب في التقبيل أو العناق  إضافة لبعض الخلفيات الموسيقية الرنامة الطربة هذا فقط لوهم المشاهد بأن الزمن قد توقف ..وتركه في تلك الحالة لمدة دقائق كاذبة و التي لا تتجاوز أجزاء من الثانية في الواقع  الحي !
الحقيقة تقال لأن نورها يطمس الاعين ؛
السقوط في الحب وهم .. وهم إن لم يرتبط بالقيمة
فما هي القيمة و ماهو الوهم ؟
الوهم هو وهمك حب شخص آخر و تكلفك لمحبته
وخضوعك له مع التسليم له دون غيره  !
وهم لأن الحقيقة هي أن هدا كله راجع لحبك لنفسك فقط لا غير .
لإشباع ذاتك لأنه وجب علينا التفريق...
التفريق بين حب داخلي ..ذاتي ..أناني ..نفسي آخد  و حب خارجي أو ما يسمى ب "حب الباذل " "love of giving " والذي يبادر ولا ينتظر ردا أو همسا يذكر !!
وهذا ناذر إن لم نقول عنه إنقرض  .
وهو حب صامت حب من أجل الحب فقط
حب لن يستلذه إلا أهله ..أهل القيم و المعرفة .
 ‏.
 ‏.
هنا أود أن أقول: إن كان غالبية الناس يريدون الشعور بمن يلين اليهم  ومن يمارس الحب على أهوائهم ..فعليهم أن يفرقو سلفا بين وهمهم هدا الغادر لانفسهم .. المكبل لحراياتهم .. الواهم لكل تقديراتهم و بينما يسمونه " حباً "
ويجب أن يعلمو جليا أن الاصل في ذلك هو تلبيتهم  لأنانيتهم و لمشاعرهم فقط.. بل محاولة لإشباع ضمئهم ولو بنظرة ..
فيجب كبح غرورهم و لو لفترة ..
ومراجعة أنفسهم ولو لوهلة !
هيا بنا لنبحر في معاني الوجود ‏إذا
هيا بنا ...لنشرِّح هذا النسيج الغامض والذي لم يفصح عن نفسه لذاته بعد !
 ‏لطال ما عجزنا عن التفكير ..
 ‏لطال ما كبحنا و كبتنا كل تلك المشاعر
 ‏حرصا منا بعدم التعبير ..
 ‏إيمانا منا بفن التمثيل ...
 ‏في عالم يكبلنا ..
 ‏في مجتمعات تحبدنا أشكالا على شاكلتها .
 ‏بل تماثيل ثابتة لا تأتي بالجديد ...
 ‏لا تخطىء  هههه حتما ولا تصيب .
 ‏من أين يأتي كل ذلك الشعور و كل تلك الأحاسيس المفرطة ..الساخرة لقانون العقل الكاسرة لمبادئ التفكير  .
 ‏ماهي القيم في خضام كل هذا  ؟
 ‏هل يرقى الحب لأرقى القيم ؟ ليصل إلى مبدأ الرحمة و المودة ؟ إستوقفني قول الرسول عليه الصلاة و السلام (لم ير للمتحابين مثل النكاح) في محاولة لتوجيه تلك الطاقة والحفاظ عليها لتخبر تجربة * المودة و الرحمة *
 ‏ ‏ولو كان فيه محاولة لتغير مسار هدا الحب و تتويجه بالزواج ! يبدو مجازفة خطيرة ! وإن تبدوا ناجحة لبعضهم ..
م.ع
يتم التشغيل بواسطة Blogger.