ينصح بعدم القراءة لأصحاب القلوب الرهيفة
ولا حتى أصحاب القراءات السطحية أيضا
.
.
.تابع لمنشوري السابق .. عن "الحب و الزواج"
عذرا فعليا التلفظ ولو بكلام لن يستوعبه البعض منكم أحبتي ..
كلامي لنفسي أولا وإليكمُ ..
كلامي لكم أصحاب القلوب الصافية الطاهرة
لتلك القلوب النقية العطرة
القلب .. الشعور بالحب .. الخفقان أو الهذيان
المشاعر و الأحاسيس .. منبع العاطفة القلب !
وإن سمي القلب قلبا لسرعة ..خفقانه
أو لكثرة ..تقلبه
بين النظرة و النظرة غمزة ..
غمرة إعجاب و وهم حب يصاحبه ألم و حنين ..
.
.
القلب ساحر .. القلب غاذر .
العقل قائد ! العقل عاجز ؟
.
.
المشاعر جميلة .. الأحاسيس راقية
أصدق ما في الإنسان مشاعره و أحاسيسه هي خارجة من معدنه ..من أعماقه ، إذن هي بعيدة عن تمثيله و تزويره لأنه ببساطة لا يستطيع التحكم فيها .
يقول المفكر "الان واتس" في سياق كلامه عن الحب بأنه بعيدا عن كل تلك المشاعر الجميلة والتي يترتب عنها الحب .. يبقى السقوط في الحب سقوطاً ..سقوطاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى
سقوط ..بدون تفكير عقلاني ..
سقوط في وهم ..
سقوط وأنت تبتسم ..
سقوط وإستسلام .. سقوط لتسليم ..
في جهته أيضا د.مصطفى محمود يقول أن الحب و الرغبة قرينان وإنه لا تحب من لا ترغبه ..والرغبة قرينة الشهوة ! لذلك فإن الحب سجن و الشهوة هي القيد إذ إستسلم لها المحب ! ويقول أيضا أن الحب و الجنس و القسوة ثالوث متلاحم يرتبط ببعضه البعض على الدوام ..
إذا لماذا يسوَّق للحب وكأنه شيء رائع ؟
في الأغاني و المسلسلات ! في الأفلام و المنشورات !
إذا ماسر محاولتها تخطي ملكة عقولنا والركوع الخاضع لقلوبنا؟
ماسر إصرارنا للخوض في هده المغامرة الخطيرة؟
ماسر حاجتنا للنصف الآخر مثلا ؟
إن كان الناتج قسوة وسقوط ! مقابل التمتع بلذة سرعان ما تختفي ...تختفي لوهلة في لمحة قبل أن تبدأ أصلا ! في الاغاني المسلسلات و الافلام يحاول المخرج الإطالة بتبطيء للحركة " slow motion " لحركة العين وهي في حالة إنبهار و إعجاب في التقبيل أو العناق إضافة لبعض الخلفيات الموسيقية الرنامة الطربة هذا فقط لوهم المشاهد بأن الزمن قد توقف ..وتركه في تلك الحالة لمدة دقائق كاذبة و التي لا تتجاوز أجزاء من الثانية في الواقع الحي !
الحقيقة تقال لأن نورها يطمس الاعين ؛
السقوط في الحب وهم .. وهم إن لم يرتبط بالقيمة
فما هي القيمة و ماهو الوهم ؟
الوهم هو وهمك حب شخص آخر و تكلفك لمحبته
وخضوعك له مع التسليم له دون غيره !
وهم لأن الحقيقة هي أن هدا كله راجع لحبك لنفسك فقط لا غير .
لإشباع ذاتك لأنه وجب علينا التفريق...
التفريق بين حب داخلي ..ذاتي ..أناني ..نفسي آخد و حب خارجي أو ما يسمى ب "حب الباذل " "love of giving " والذي يبادر ولا ينتظر ردا أو همسا يذكر !!
وهذا ناذر إن لم نقول عنه إنقرض .
وهو حب صامت حب من أجل الحب فقط
حب لن يستلذه إلا أهله ..أهل القيم و المعرفة .
.
.
هنا أود أن أقول: إن كان غالبية الناس يريدون الشعور بمن يلين اليهم ومن يمارس الحب على أهوائهم ..فعليهم أن يفرقو سلفا بين وهمهم هدا الغادر لانفسهم .. المكبل لحراياتهم .. الواهم لكل تقديراتهم و بينما يسمونه " حباً "
ويجب أن يعلمو جليا أن الاصل في ذلك هو تلبيتهم لأنانيتهم و لمشاعرهم فقط.. بل محاولة لإشباع ضمئهم ولو بنظرة ..
فيجب كبح غرورهم و لو لفترة ..
ومراجعة أنفسهم ولو لوهلة !
هيا بنا لنبحر في معاني الوجود إذا
هيا بنا ...لنشرِّح هذا النسيج الغامض والذي لم يفصح عن نفسه لذاته بعد !
لطال ما عجزنا عن التفكير ..
لطال ما كبحنا و كبتنا كل تلك المشاعر
حرصا منا بعدم التعبير ..
إيمانا منا بفن التمثيل ...
في عالم يكبلنا ..
في مجتمعات تحبدنا أشكالا على شاكلتها .
بل تماثيل ثابتة لا تأتي بالجديد ...
لا تخطىء هههه حتما ولا تصيب .
من أين يأتي كل ذلك الشعور و كل تلك الأحاسيس المفرطة ..الساخرة لقانون العقل الكاسرة لمبادئ التفكير .
ماهي القيم في خضام كل هذا ؟
هل يرقى الحب لأرقى القيم ؟ ليصل إلى مبدأ الرحمة و المودة ؟ إستوقفني قول الرسول عليه الصلاة و السلام (لم ير للمتحابين مثل النكاح) في محاولة لتوجيه تلك الطاقة والحفاظ عليها لتخبر تجربة * المودة و الرحمة *
ولو كان فيه محاولة لتغير مسار هدا الحب و تتويجه بالزواج ! يبدو مجازفة خطيرة ! وإن تبدوا ناجحة لبعضهم ..
م.ع