ركام أشجان -2- الجلوس

0
ذلكم ما حملني على الجلوس .. المشاعر التي تجيش بداخلي  جناح الموت الأسود مسح الأرض هنا .. ترك بصمته على الجدار ، بل على الأشجار .. المنحدر يشهد .. تلك الحفر هناك كانت يوما ستغرس .. الفأس على قارعة الممر أكله الصدأ .. كان يهوي على تلك الحفر ، لكنه هوى آخر مرة على صدر صاحبه وأخذ التقاعد. عله لم يبرح مكانه ذاك منذ الذي حدث .. ربما وعدت إلى نفسي وأنا على التل أجلس القرفصاء .. ضممت ركبتي إلى صدري .. شددت على ذراعي .. ورمقت البيت بنظرة ... كانت يوما ما هنا حياة .. أجل .. الفلاح بالفأس يهوي على تلك الحفر .. البيت يعج بالحركة .. علهم كانوا يعدون طعاما .. والأطفال تحت الجدار .. هناك شيء ؟.. علب وصحون و قارورات ... أجل جمعها الأولاد .. كانوا يلعبون  الدجاج في حملة على الديدان والحشرات يسيح في الحقل ، والكلب الجاثم عند مربضه .. الفلاح يستوي قائما ، ينظر إلى الفتية وقد مسح بذراعه من على جبينه العرق .. العصافير تكاد تملأ المكان زقازيقها .. والسماء الزرقاء وتلك الغيوم البيضاء .. والغابة .. أجل الغابة بنسيمها الرطب العليل واخضرارها الفاتن ... .. كانت يوما هكذا ... وجاء الليل ... الفلاح داخل البيت جالس إلى مائدة العشاء ومن حوله الأهل .. يرمق الأبناء بنظرة وربة البيت بأخرى ... لم يكن الأمر هكذا من قبل ... كانت الجلسة ألطف وأسعد .. أما هذه .. فلا وجه الفلاح العابس والوجوم الذي اجتاح البيت نغص على الجميع العيش .. لا احد يمد يده إلى صحون الطعام البسيط .. إلا الأولاد .. هم وحدهم البعيدون عما يحدث .. لكنهم لن يكونوا كذلك بعد اليوم ... فهم ذلك الفلاح ... وأم الأولاد كذلك . راحت عينا الفلاح الغائرتان تتفحص الأولاد وهم يلهون بالطعام .. بكل أسى وحزن ، قرأت ذلك أم الأولاد من وجهه فازدادت نكدا و قامت إلى زاوية البيت فجلست وغطت وجهها .. علها كانت تبكي ... غير أن لا حسيس .

كتبت يوم ما من أيام أبريل من عام 2002 م

ذلكم ما حملني على الجلوس
.. المشاعر التي تجيش بداخلي 
جناح الموت الأسود مسح الأرض هنا .. ترك بصمته على الجدار ، بل على الأشجار .. المنحدر يشهد .. تلك الحفر هناك كانت يوما ستغرس .. الفأس على قارعة الممر أكله الصدأ .. كان يهوي على تلك الحفر ، لكنه هوى آخر مرة على صدر صاحبه وأخذ التقاعد.
عله لم يبرح مكانه ذاك منذ الذي حدث .. ربما
وعدت إلى نفسي وأنا على التل أجلس القرفصاء .. ضممت ركبتي إلى صدري .. شددت على ذراعي .. ورمقت البيت بنظرة ...
كانت يوما ما هنا حياة .. أجل .. الفلاح بالفأس يهوي على تلك الحفر .. البيت يعج بالحركة .. علهم كانوا يعدون طعاما .. والأطفال تحت الجدار .. هناك شيء ؟..
علب وصحون و قارورات ... أجل جمعها الأولاد .. كانوا يلعبون 
الدجاج في حملة على الديدان والحشرات يسيح في الحقل ، والكلب الجاثم عند مربضه .. الفلاح يستوي قائما ، ينظر إلى الفتية وقد مسح بذراعه من على جبينه العرق ..
العصافير تكاد تملأ المكان زقازيقها .. والسماء الزرقاء وتلك الغيوم البيضاء .. والغابة .. أجل الغابة بنسيمها الرطب العليل واخضرارها الفاتن ...
.. كانت يوما هكذا ... وجاء الليل ...
الفلاح داخل البيت جالس إلى مائدة العشاء ومن حوله الأهل .. يرمق الأبناء بنظرة وربة البيت بأخرى ... لم يكن الأمر هكذا من قبل ... كانت الجلسة ألطف وأسعد .. أما هذه .. فلا
وجه الفلاح العابس والوجوم الذي اجتاح البيت نغص على الجميع العيش .. لا احد يمد يده إلى صحون الطعام البسيط .. إلا الأولاد .. هم وحدهم البعيدون عما يحدث .. لكنهم لن يكونوا كذلك بعد اليوم ... فهم ذلك الفلاح ... وأم الأولاد كذلك .
راحت عينا الفلاح الغائرتان تتفحص الأولاد وهم يلهون بالطعام .. بكل أسى وحزن ، قرأت ذلك أم الأولاد من وجهه فازدادت نكدا و قامت إلى زاوية البيت فجلست وغطت وجهها .. علها كانت تبكي ... غير أن لا حسيس .

#ركام #أشجان #-2- # #الجلوس #قصة #رواية
يتم التشغيل بواسطة Blogger.