ركام أشجان -1- عند التل

0
عندالتل .. وبعد أن طويت خلفك الهضاب بعد أن واريت خلفك الجبل تلو الجبل .. بعد أن أصبحت تخترق الغابة تلو الغابة ...  أمامك وحواليك ركام الحجارة .. كان يوما مرتعا للحياة .. وأي حياة  شد ذلك المنظر تفكيري وكأنما ملك مجامع نفسي فأجلسني هناك عند التل أرمق الجدار بنظرات .. أتفحصه ، أجول ببصري هناك .. أغوص فيه .. أتفحص كل زواياه وكأنما هو كتاب فتح على مصراعيه .. تهب رياح الزمن فتطوي صفحاته ، فتتطاير تلكم العبارات والكلمات التي سالت يوما دما غزيرا .. هنا وهناك ...  أجل هناك عند زاوية الجدار أين تراكم القرميد المفحم ، وقد نبتت من حوله الأعشاب وبعض الزهور تتمايل بلونها الآسي .. وكأنما كساها الربيع حدادا بعد أن كان يكسوها سعادة .. وحق له ذلك.  أعدت بصري وأنا جالس على التل هناك وحيدا .. أعدته ولم يكن قد سافر بل كنت انا المسافر .. أعدته إلى حث كان ، عند زاوية الجدار .. عطفته قليلا ليرتسم لي باب قد توسط جدارا ، علا الفحم سقفه وتآكلت أطرافه وانسدلت من خلفه ظلمة غارت خلالها أسرار .. كأنني أراها تهيم داخل البيت ، سابحة في الظلمة ...  تلكم الأسرار ، لم تعد أسرارا .. هي تبوح بسرها دونما كلام .. الجدار .. الباب .. القرميد كلها تشترك في البوح بالذي حدث ... أجل يد الموت مرت يوما من هنا.  لعبت أياديه السوداء بملامح البيت فأحالتها أشباحا .. انتشرت داخل الغابة فأحالت جوها الهادئ اللطيف إلى فيض من الأحاسيس تجتاح كل عابر للمكان فلا تدعه إلا وقد ملأ الأسى فؤاده وقلبه

كتبت يوم ما من أيام أبريل من عام 2002 م

عندالتل .. وبعد أن طويت خلفك الهضاب
بعد أن واريت خلفك الجبل تلو الجبل .. بعد أن أصبحت تخترق الغابة تلو الغابة ... 
أمامك وحواليك ركام الحجارة .. كان يوما مرتعا للحياة .. وأي حياة 
شد ذلك المنظر تفكيري وكأنما ملك مجامع نفسي فأجلسني هناك عند التل أرمق الجدار بنظرات .. أتفحصه ، أجول ببصري هناك .. أغوص فيه .. أتفحص كل زواياه وكأنما هو كتاب فتح على مصراعيه .. تهب رياح الزمن فتطوي صفحاته ، فتتطاير تلكم العبارات والكلمات التي سالت يوما دما غزيرا .. هنا وهناك ... 
أجل هناك عند زاوية الجدار أين تراكم القرميد المفحم ، وقد نبتت من حوله الأعشاب وبعض الزهور تتمايل بلونها الآسي .. وكأنما كساها الربيع حدادا بعد أن كان يكسوها سعادة .. وحق له ذلك. 
أعدت بصري وأنا جالس على التل هناك وحيدا .. أعدته ولم يكن قد سافر بل كنت انا المسافر .. أعدته إلى حث كان ، عند زاوية الجدار .. عطفته قليلا ليرتسم لي باب قد توسط جدارا ، علا الفحم سقفه وتآكلت أطرافه وانسدلت من خلفه ظلمة غارت خلالها أسرار .. كأنني أراها تهيم داخل البيت ، سابحة في الظلمة ... 
تلكم الأسرار ، لم تعد أسرارا .. هي تبوح بسرها دونما كلام .. الجدار .. الباب .. القرميد كلها تشترك في البوح بالذي حدث ... أجل يد الموت مرت يوما من هنا. 
لعبت أياديه السوداء بملامح البيت فأحالتها أشباحا .. انتشرت داخل الغابة فأحالت جوها الهادئ اللطيف إلى فيض من الأحاسيس تجتاح كل عابر للمكان فلا تدعه إلا وقد ملأ الأسى فؤاده وقلبه

#ركام #أشجان #-1- #عند #التل #   #قصة #رواية

يتم التشغيل بواسطة Blogger.