لحديث قياس المقال 03

0
#quotestagram #text #line #font #paper #document #number #news #colorful #doc #affirmations #successquotes #liveyourbestlife #inspirationalquotes #wordsofwisdom #lettering #letteringart #typedesign #jaw #colorfulness #parallel #paralleluniverse #quotesandsayings #paperlove    عين على أحشاء حزب إسلامي جزائري  مصطفى محاوي  كنت مشوشا وأنا أجتر مسيرتي منذ بدايتها،  فحاولت الاسترخاء،  تساءلت وأنا انظر عبر النافذة عن هذا التعارض الصارخ بين الأولويات الهيكلية والتنظيمية من جهة وترجيح المبادئ والأهداف من جهة اخرى  وكيف وصل بنا الحال إلى القبول ببقاء هرمية غايتنا مقلوبة ... كيف اضحت الوسائل أهم من أهدافها ؟ كنت ولا زلت أتساءل عن الجدوى من وراء كل هذا ..  عن الثمار .. وعن المستقبل ..  كانت الفكرة الأولى أشمل من أن نبقى اليوم حبيسي قفس السياسة ...  كانت فكرتنا أكبر من الدولة ..  كانت خريطة أمة ومشروع مجتمع ... لكنني تركت رفاقي خلفي يُمنون النفس بمقعد أو اثنين في البرلمان ...  تركتهم يكيلون اللكمات لإخوة الفكرة ويسارعون للتحالف مع أعداء المشروع ...  تركتهم ينادون أعداء الأمس من وراء الحجرات أن تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم، وإذا خلو بأبناء التنظيم حذروهم من خطر الأخ المؤمن الحاسد ... ربما هناك من عذر ... لست أدري ... ثلاثون سنة أو أربعون من نكد الدعوة أضرت بأرزاق الكثيرين،  شابَ بعضهم الآن وهو يحاول تدارك ما فاته من نصيب الدنيا .. ذاك حقهم مادام في حلال الله ...  لكنني لست عن هؤلاء أتحدث ولا أحمل همهم حتى ..  ما يقض مضجعي همّ مشروع تبعثرت ملفاته في أروقة السياسة ... هل تراها الجزائر تستحق رجالا خيرا منا ...؟  "حبيبتي أنت .. متى تقفين شامخة غنية لا تتسولين الأغراب وإرثك ثروات مخزنة في بنوكهم ..؟  متى يتسع حضنك الدافئ ليجد كل شاب مأوى يأوي إليك فيه ..؟ حبيبتي ... تتزين شقيقاتك لتجلب إليهن قوافل المعجبين، وانت جمالك الباهر لا يحتاج إلى تزيين ... أمي الحبيبة انت، عقّك أبناءك ولطخوا وجهك الصّبح بأدران الإهمال ... سرقوا مهرك ... وباعوا ذهبك ... وانت بنت الأشراف ومهرك لا يقدر بالآلاف ...  وبذّروا حليبك .. وتركوا عيالك جوعى لا تجدين لهم قوتا ...  ثم ... ذبحوا أطفالك على صدرك وحذروك من البكاء عليهم ... لقد أذلوك يا حبيبتي ... فهل يكفينا الاعتذار ...؟" أستسمحكَ عذرا ... فنحن كلنا نرضع حب الجزائر مع حليب أمهاتنا ... فمنا من يصدق ومنا من يخون ...  على كل، لا أستطيع إلا أن أغازل بلدا بمثل هذا الجمال، ولا أستطيع إلا أن أرثيه على مثل هذه الحال ... هناك من يعتقد أن الإسلاميين بحكم أيديولوجيتهم ينفرون من البعد الوطني وينزعون دائما إلى مفهوم الأمة بحذف الحدود ... قد يكون هذا جانبا من الحقيقة، لكن خصوصية الجزائري، تجعل من ترسيخ عدم أولوية وطنه لديه عسيرا على أية فكرة ... عموما بدأ الحديث عن الأفكار والأيديولوجيا يخفت ويفقد مفعوله، ليس عند الإسلاميين فقط ...  أظن أن للأيديولوجيا حيوية وشبابا قد لا يتجاوز في بعض الأحيان عشر سنوات أو عشرين سنة على أقصى تقدير، تصير بعدها في حكم التخريف ... نعم ... لقد لمسنا هنا عصبا حساسا ...  هل تعلم ... نحن في الجزائر نعوم في شظايا أفكار بالية، بالية للغاية ... آسنة، تفوح منها رائحة العفن ... لأن أصحابها لم يفكروا يوما في تنظيفها من أوساخ أخطائهم ولا فكروا حتى في تجديدها بحلل تليق بجيل يطالع خفايا البيت الأبيض بكبسة زر، ويتابع مسلسلات السياسة العالمية على جوّاله ... فعلا ... نحن الآن وأكثر من أي وقت مضى، نحتاج في الجزائر إلى أفكار جديدة ...  هههه ...  لكن صدقني ممن ننتظر الأفكار الجديدة ...؟  من وزراء لا يحسنون قراءة خطاب مكتوب على ورقة في محفل دولي ...؟ أم من نواب لا نعرف متى طردوا من المدارس ...؟ أم من جنرالات لم يتعلموا في حياتهم إلا فنون القتل والتخابر في مدرسة ال KGB  ينتابني ضحك جنوني ... بكل أسى ... هذه هي النخبة التي سمح لها بالتناسل في جزائر اليوم ... واذهب أنت لتبحث عن أصحاب العقول والأفكار في سويسرا ومونتريال ..  لقد طاردوهم حتى طردوهم ...  لا يمكن لعقل صاحي أن يعيش في وسط مسموم ... لأجل ذلك وجدتني الآن في هذا القطار وفي ضميري سؤال كبير: كيف وصل بنا الحال إلى هنا ...؟
لحديث قياس : 03
عين على أحشاء حزب إسلامي جزائري 
مصطفى محاوي

كنت مشوشا وأنا أجتر مسيرتي منذ بدايتها،
فحاولت الاسترخاء،
تساءلت وأنا انظر عبر النافذة عن هذا التعارض الصارخ بين الأولويات الهيكلية والتنظيمية من جهة وترجيح المبادئ والأهداف من جهة اخرى
وكيف وصل بنا الحال إلى القبول ببقاء هرمية غايتنا مقلوبة ...
كيف اضحت الوسائل أهم من أهدافها ؟
كنت ولا زلت أتساءل عن الجدوى من وراء كل هذا ..
عن الثمار .. وعن المستقبل ..
كانت الفكرة الأولى أشمل من أن نبقى اليوم حبيسي قفس السياسة ...
كانت فكرتنا أكبر من الدولة ..
كانت خريطة أمة ومشروع مجتمع ...
لكنني تركت رفاقي خلفي يُمنون النفس بمقعد أو اثنين في البرلمان ...
تركتهم يكيلون اللكمات لإخوة الفكرة ويسارعون للتحالف مع أعداء المشروع ...
تركتهم ينادون أعداء الأمس من وراء الحجرات أن تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم، وإذا خلو بأبناء التنظيم حذروهم من خطر الأخ المؤمن الحاسد ...
ربما هناك من عذر ... لست أدري ... ثلاثون سنة أو أربعون من نكد الدعوة أضرت بأرزاق الكثيرين،
شابَ بعضهم الآن وهو يحاول تدارك ما فاته من نصيب الدنيا .. ذاك حقهم مادام في حلال الله ...
لكنني لست عن هؤلاء أتحدث ولا أحمل همهم حتى ..
ما يقض مضجعي همّ مشروع تبعثرت ملفاته في أروقة السياسة ...
هل تراها الجزائر تستحق رجالا خيرا منا ...؟
"حبيبتي أنت .. متى تقفين شامخة غنية لا تتسولين الأغراب وإرثك ثروات مخزنة في بنوكهم ..؟
متى يتسع حضنك الدافئ ليجد كل شاب مأوى يأوي إليك فيه ..؟
حبيبتي ... تتزين شقيقاتك لتجلب إليهن قوافل المعجبين، وانت جمالك الباهر لا يحتاج إلى تزيين ...
أمي الحبيبة انت، عقّك أبناءك ولطخوا وجهك الصّبح بأدران الإهمال ...
سرقوا مهرك ... وباعوا ذهبك ... وانت بنت الأشراف ومهرك لا يقدر بالآلاف ...
وبذّروا حليبك .. وتركوا عيالك جوعى لا تجدين لهم قوتا ...
ثم ... ذبحوا أطفالك على صدرك وحذروك من البكاء عليهم ...
لقد أذلوك يا حبيبتي ... فهل يكفينا الاعتذار ...؟"
أستسمحكَ عذرا ... فنحن كلنا نرضع حب الجزائر مع حليب أمهاتنا ... فمنا من يصدق ومنا من يخون ...
على كل، لا أستطيع إلا أن أغازل بلدا بمثل هذا الجمال، ولا أستطيع إلا أن أرثيه على مثل هذه الحال ...
هناك من يعتقد أن الإسلاميين بحكم أيديولوجيتهم ينفرون من البعد الوطني وينزعون دائما إلى مفهوم الأمة بحذف الحدود ... قد يكون هذا جانبا من الحقيقة، لكن خصوصية الجزائري، تجعل من ترسيخ عدم أولوية وطنه لديه عسيرا على أية فكرة ...
عموما بدأ الحديث عن الأفكار والأيديولوجيا يخفت ويفقد مفعوله، ليس عند الإسلاميين فقط ...
أظن أن للأيديولوجيا حيوية وشبابا قد لا يتجاوز في بعض الأحيان عشر سنوات أو عشرين سنة على أقصى تقدير، تصير بعدها في حكم التخريف ...
نعم ... لقد لمسنا هنا عصبا حساسا ...
هل تعلم ... نحن في الجزائر نعوم في شظايا أفكار بالية، بالية للغاية ... آسنة، تفوح منها رائحة العفن ... لأن أصحابها لم يفكروا يوما في تنظيفها من أوساخ أخطائهم ولا فكروا حتى في تجديدها بحلل تليق بجيل يطالع خفايا البيت الأبيض بكبسة زر، ويتابع مسلسلات السياسة العالمية على جوّاله ...
فعلا ... نحن الآن وأكثر من أي وقت مضى، نحتاج في الجزائر إلى أفكار جديدة ...
هههه ...
لكن صدقني ممن ننتظر الأفكار الجديدة ...؟
من وزراء لا يحسنون قراءة خطاب مكتوب على ورقة في محفل دولي ...؟ أم من نواب لا نعرف متى طردوا من المدارس ...؟ أم من جنرالات لم يتعلموا في حياتهم إلا فنون القتل والتخابر في مدرسة ال KGB
ينتابني ضحك جنوني ... بكل أسى ...
هذه هي النخبة التي سمح لها بالتناسل في جزائر اليوم ...
واذهب أنت لتبحث عن أصحاب العقول والأفكار في سويسرا ومونتريال ..
لقد طاردوهم حتى طردوهم ...
لا يمكن لعقل صاحي أن يعيش في وسط مسموم ...
لأجل ذلك وجدتني الآن في هذا القطار وفي ضميري سؤال كبير:
كيف وصل بنا الحال إلى هنا ...؟

مصطفى محاوي
الجمعة 06 سبتمبر 2013 م

#لحديـــــــــــث #قيــــــاس #المقال #
يتم التشغيل بواسطة Blogger.