لحديـــــــــــث قيــــــاس المقال 02

0
#quotestagram #text #line #font #paper #document #number #news #colorful #doc #affirmations #successquotes #liveyourbestlife #inspirationalquotes #wordsofwisdom #lettering #letteringart #typedesign #jaw #colorfulness #parallel #paralleluniverse #quotesandsayings #paperlove   عين على أحشاء حزب إسلامي جزائري  مصطفى محاوي  لقد فكرت في الرحيل  وبعد التفكير عزمت ..  لكنني وأنا أوظب أمتعتي قررت أن أقوم بجولة أخيرة،  فالتقيت بأحدهم، وكان زعيما صغيرا،  حاولت أن أفتح معه موضوعا عن مدى جدوى هذا المنهج وهذه الطريقة،  لكن وبين طيات الحديث أدركت أن الرجل يدور في دوامة أخرى من عراك الإخوة الأعداء ..  ومن شدة انشغاله عن موضوعي أظهر موافقتي في كل ما خلصت إليه من سوء حال الجماعة،  بل زاد في مداهنتي بقوله أنه على استعداد لفراقها بعد تصفية حسابه مع أخ لدود ... فتركته ...  ثم وجدتني بعدها أمام منظر مزري لأحد ضباطنا الصغار وهو يتحين الفرصة للقاء رئيس الحزب، فلما خلا به أخذ يتوسل صِلاته ومعارفَه لقضاء حاجته ..  كان شابا يافعا طيب الخُلق، متزوجا وأبا، وكان يشكوا من بطالة مزمنة رغم شهادته الجامعية .. أعاد هذا المنظر أوجاعي الدفينة فلم أتمالك نفسي، تقدمت وشاركتهما الحوار ...  بادرت رئيس الحزب بالسؤال عن مدى اهتمام القيادة العليا بأوجاع القاعدة وحاجاتها اليومية وهل ثمة إحصاء لنسبة البطالة المتفشية بين شباب الحزب ..؟ فأجابني بكل برودة: .. لا..  كان في طياتها ضِمنا، أن هذا ليس من مسؤوليات الحزب وأن على الشباب الطاعة في المنشط والمكره وأن على الجميع التضحية في سبيل أهداف الجماعة وأن صالح الجماعة فوق صالح الفرد وأن الحزب مشغول حتى الدّجر بحَبك السياسة ولا يجد وقتا لهذه الأمور الشكلية، بلا بلا بلا ... على كل، كنت قد ألقيت بهذه المبررات خلف ظهري قبل أن ألقاه ...  لكنني علمت بعد ذلك أن الشاب البطّال قد أزعجه تدخلي وعكر عليه طلبيته،  في الحقيقة أرجوا أن يسامحني فقد شعرت فعلا بأنني أخطأت في التوقيت ...  أخيرا وبعد أن لاحت لي فرصة أخرى اجتمع فيها شمل من الضباط الشباب تحت رعاية ولي العهد وكان ثمة جدل كبير وخلاف ظاهر، بدى الأمر كأن عدوى الشقاق والفرقة قد تسربت عبر الطبقات حتى لطخت القاعدة ...  كان ولي العهد منفعلا وصرخ في وجه أحدهم بعد أن أظهر الأخير امتعاضه ورفضه ...  بعد الصراخ سكن الجميع .. هل ظن ولي العهد أنه أعاد إمساك زمام الأمر ..؟ ربما ..  لكنني شككت في ذلك ...  هذه المرة لم أكرر خطئي السابق،  سكنت مع الجميع ثم لما خلى الجو انفردت بولي العهد وحدثته عن مدى جدوى هذا التظاهر بأن كل شيء على ما يرام ثم حاولت أن أدخل في لب الموضوع فقلت له:  هل يجب أن ننظر دائما إلى من يختار غير سبيلنا نظرة المتساقط على الطريق ...؟  ثم عرجت على حقيقة الفروق بين كل هذه التنظيمات وعن الاختلاف الحقيقي بين أهدافها،  لم أكن يومها أستسيغ هذا التشرذم في التيار الإسلامي الجزائري حيث لا فرق على الإطلاق بينها في الفكر والممارسة ... هناك مفرّق واحد، هو الزعامة ...  حاولت أن أسترضيه حقا عندما قلت له: إن الساحة الجزائرية لم تعد تطيق مزيدا من التفرقة ... هي متعطشة اليوم لمن يجمع .. فلتكن أنت. فلما حشره كلامي في الزاوية أكد على انفتاحه ورغبته في التعاون مع كل طاقة خيرة في هذا البلد، لكنه عاد واعترف بأنه لا يستطيع التحلّل من انتمائه الحزبي والتنظيمي وأنه لايزال يرى حزبه أفضل الموجود ...  هل يكفيك هذا حتى تفهم لم حملت حقائبي ..؟  اسمع ... عند ذلك الحد كان استمراري يعني المجاملة والتصنّع .. لكنني لم احبذ فكرة ارتداء قناع النفاق، لأنني ممثل فاشل ... أنا واحد من الذين لا يقدِمون على العمل من غير رغبة وعلى غير اقتناع ...   دعنا من هذه العنتريات ... أين كنا ...؟  نعم .. لقد هاجرت، وهنا يجب أن أقول لك شيئا ... هههه،  كنت يومها متأكدا أنني سوف أترك خلفي فراغا كبيرا داخل الجماعة وأن هذه الحركة مني سوف تهز الكثير من الرفاق ...  لكنني سرعان ما اكتشفت حقيقة حجمي وكم كنت غارقا في خداع نفسي ... مرت الشهور الطوال ولم يسأل عني أحد ... لم يتحرك جفن ... ولم أرِد على خاطر ... استمرت القافلة في المسير، وكنت أنا كلبا منسيا في الفلاة بينما الكلاب الأخرى من حولهم تنبح ...  في الحقيقة ساعدت الصدمات الأولى على تخفيف هذه، وإن كانت بوجه آخر نعمة ...  فلأن تعاقر مرارة الحقيقة خير لك من معاشرة محاسن الخداع ...
لحديـــــــــــث قيــــــاس : 02
عين على أحشاء حزب إسلامي جزائري 
مصطفى محاوي

لقد فكرت في الرحيل
وبعد التفكير عزمت ..
لكنني وأنا أوظب أمتعتي قررت أن أقوم بجولة أخيرة،
فالتقيت بأحدهم، وكان زعيما صغيرا،
حاولت أن أفتح معه موضوعا عن مدى جدوى هذا المنهج وهذه الطريقة،
لكن وبين طيات الحديث أدركت أن الرجل يدور في دوامة أخرى من عراك الإخوة الأعداء ..
ومن شدة انشغاله عن موضوعي أظهر موافقتي في كل ما خلصت إليه من سوء حال الجماعة،
بل زاد في مداهنتي بقوله أنه على استعداد لفراقها بعد تصفية حسابه مع أخ لدود ... فتركته ...

ثم وجدتني بعدها أمام منظر مزري لأحد ضباطنا الصغار وهو يتحين الفرصة للقاء رئيس الحزب، فلما خلا به أخذ يتوسل صِلاته ومعارفَه لقضاء حاجته ..
كان شابا يافعا طيب الخُلق، متزوجا وأبا، وكان يشكوا من بطالة مزمنة رغم شهادته الجامعية .. أعاد هذا المنظر أوجاعي الدفينة فلم أتمالك نفسي، تقدمت وشاركتهما الحوار ...
بادرت رئيس الحزب بالسؤال عن مدى اهتمام القيادة العليا بأوجاع القاعدة وحاجاتها اليومية وهل ثمة إحصاء لنسبة البطالة المتفشية بين شباب الحزب ..؟ فأجابني بكل برودة: .. لا..

كان في طياتها ضِمنا، أن هذا ليس من مسؤوليات الحزب وأن على الشباب الطاعة في المنشط والمكره وأن على الجميع التضحية في سبيل أهداف الجماعة وأن صالح الجماعة فوق صالح الفرد وأن الحزب مشغول حتى الدّجر بحَبك السياسة ولا يجد وقتا لهذه الأمور الشكلية، بلا بلا بلا ...
على كل، كنت قد ألقيت بهذه المبررات خلف ظهري قبل أن ألقاه ...

لكنني علمت بعد ذلك أن الشاب البطّال قد أزعجه تدخلي وعكر عليه طلبيته،
في الحقيقة أرجوا أن يسامحني فقد شعرت فعلا بأنني أخطأت في التوقيت ...

أخيرا وبعد أن لاحت لي فرصة أخرى اجتمع فيها شمل من الضباط الشباب تحت رعاية ولي العهد وكان ثمة جدل كبير وخلاف ظاهر، بدى الأمر كأن عدوى الشقاق والفرقة قد تسربت عبر الطبقات حتى لطخت القاعدة ...
كان ولي العهد منفعلا وصرخ في وجه أحدهم بعد أن أظهر الأخير امتعاضه ورفضه ...
بعد الصراخ سكن الجميع .. هل ظن ولي العهد أنه أعاد إمساك زمام الأمر ..؟ ربما ..
لكنني شككت في ذلك ...
هذه المرة لم أكرر خطئي السابق،
سكنت مع الجميع ثم لما خلى الجو انفردت بولي العهد وحدثته عن مدى جدوى هذا التظاهر بأن كل شيء على ما يرام ثم حاولت أن أدخل في لب الموضوع فقلت له:
هل يجب أن ننظر دائما إلى من يختار غير سبيلنا نظرة المتساقط على الطريق ...؟
ثم عرجت على حقيقة الفروق بين كل هذه التنظيمات وعن الاختلاف الحقيقي بين أهدافها،
لم أكن يومها أستسيغ هذا التشرذم في التيار الإسلامي الجزائري حيث لا فرق على الإطلاق بينها في الفكر والممارسة ... هناك مفرّق واحد، هو الزعامة ...

حاولت أن أسترضيه حقا عندما قلت له: إن الساحة الجزائرية لم تعد تطيق مزيدا من التفرقة ... هي متعطشة اليوم لمن يجمع .. فلتكن أنت.
فلما حشره كلامي في الزاوية أكد على انفتاحه ورغبته في التعاون مع كل طاقة خيرة في هذا البلد، لكنه عاد واعترف بأنه لا يستطيع التحلّل من انتمائه الحزبي والتنظيمي وأنه لايزال يرى حزبه أفضل الموجود ...

هل يكفيك هذا حتى تفهم لم حملت حقائبي ..؟

اسمع ... عند ذلك الحد كان استمراري يعني المجاملة والتصنّع .. لكنني لم احبذ فكرة ارتداء قناع النفاق، لأنني ممثل فاشل ... أنا واحد من الذين لا يقدِمون على العمل من غير رغبة وعلى غير اقتناع ...

دعنا من هذه العنتريات ... أين كنا ...؟

نعم .. لقد هاجرت، وهنا يجب أن أقول لك شيئا ... هههه،
كنت يومها متأكدا أنني سوف أترك خلفي فراغا كبيرا داخل الجماعة وأن هذه الحركة مني سوف تهز الكثير من الرفاق ...
لكنني سرعان ما اكتشفت حقيقة حجمي وكم كنت غارقا في خداع نفسي ...
مرت الشهور الطوال ولم يسأل عني أحد ... لم يتحرك جفن ... ولم أرِد على خاطر ...
استمرت القافلة في المسير، وكنت أنا كلبا منسيا في الفلاة بينما الكلاب الأخرى من حولهم تنبح ...

في الحقيقة ساعدت الصدمات الأولى على تخفيف هذه، وإن كانت بوجه آخر نعمة ...

فلأن تعاقر مرارة الحقيقة خير لك من معاشرة محاسن الخداع ...

مصطفى محاوي
الجمعة 06 سبتمبر 2013 م

#لحديـــــــــــث #قيــــــاس #المقال #
يتم التشغيل بواسطة Blogger.