لحديـــــــــــث قيــــــاس المقال 01

0
#quotestagram #text #line #font #paper #document #number #news #colorful #doc #affirmations #successquotes #liveyourbestlife #inspirationalquotes #wordsofwisdom #lettering #letteringart #typedesign #jaw #colorfulness #parallel #paralleluniverse #quotesandsayings #paperlove     عين على أحشاء حزب إسلامي جزائري  لحديث قياس مصطفى محاوي لحديـــــــــــث قيــــــاس : 01  من أين سأبدأ ...؟ بل أين انتهيت ..؟ هههه .. حتى مجرد توصيف الحال أضحى صعبا ... أجل .. إنها الحيرة والتيه .. إنه تشتت الأوراق وتبعثر الأفكار في يوم عاصف ...  آه كم أغبطني في تلك الأيام التي كنت فيها واثقا متأكدا مما أفعله ، لا ينتابني أدنى شك في قناعاتي وأفكاري .. ولا تتجرأ الريبة على الاقتراب من منهجي ... كم كنت ساذجا .. لكنني كنت مخلصا .. أو أظن أنني كنت فيها مخلصا .. ولقد تعلمت أخيرا أن الثقة إذا سافرت فسوف يهاجر معها الإخلاص .. عموما، في خضم مثل هذه الفوضى يجب على المرء أن يبتعد ثم يجلس ويستذكر شريط حياته، يقلب صفحات عمره علّه يجد مفاتيحه التي أضاعها في زاوية من زواياه ... عندما كنت غارقا في السياسة لم أكن أجد وقتا لألتقط فيه أنفاس أفكاري،  كنت أطارد الجميع بينما كان الجميع يطاردونني ..  وعندما تكون الفريسةُ تركُض فإنها تظن أن توقفها للحظة يوقعها بين مخالب العدو ...  أنا الآن أراقب رفاق الأمس وهم يمخرون الحلبة في عدوهم وأتعجب كيف لم يتعبوا بعد، ألا تنقطع أنفاس أفكارهم ..؟  كنت إسلاميا متحمسا .. أتذكر ذلك جيدا ..  وكل الجزائريين إسلاميون متحمسون في ظاهر الأمر ..  كنت أؤمن بأن ثورة التحرير ثورة إسلامية وبأن السلطة في الجزائر افتُكت من أيدي أبناء المشروع الإسلامي، لأجل ذلك كان مشروع حياتي أن أوظف هذه النفس في رأس مال التيار الذي سيعيد الحق المغتصب ... ولا أزال لحد الآن أحس بطعم من عتب الضمير وكأنني تخاذلت عن هذا المشروع العظيم،  لكنه إحساس يتناقص شيئا فشيئا كلما شدّدت العزلة وأمعنت التفكير، وكلما تذكرت ما حملني أصلا على العزلة والتفكير ... عجبا .. كنا بيادق فعّالة ..  سمع وطاعة، ثقة وثبات، وطاقة متدفقة بعطر الشباب .. ننجز العمل بروح التعبّد، ... سحقا .. لماذا ضيعونا..؟؟ لكنني أحيانا أحمد الله على ضياعي ... فهو أرحم من عبودية مقنعة بالمبادئ والقيم ...  على كل .. أعذرني فقد بدأت اعتكافي في عزلتي بسخط عميق ...  كنت محبطا، حزينا .. وغاضبا ... ولست أعرف كيف أمكنها كلها أن تمتزج في قاع صدري ... ولا كيف تحملتها ...؟  قبل ذلك كنت أسخر، داخليا طبعا، ممن كانا نسميهم حركيا (بالمتساقطين على الطريق)  كانت نظراتنا في الغالب تزدريهم و ضمائرنا تتهمهم،  كنا كتائب في ساحة حرب والمنسحب منا خائن جبان .. والاستبسال والطاعة العمياء شجاعة ... كان الأعداء كثرا من حولنا بعدد التنظيمات والأحزاب ..  والشك معششا في عقولنا يهاجم كل تحركاتهم ونواياهم ..  كان شكنا دقيقا في متابعتهم ويكتشف صغائر التناقضات ولمم السقطات، طبعا ممن كان على غير مذهبنا وطريقتنا المثلى ... لكنني أخطأت خطيئة عظمى يوم أطعتُ أحدهم ووجّهت عدسات هذه الآلة نحو صفوفنا الأولى ... كان خطأ فادحا ...  كنت أظن أننا في معركة، وبينما كنا نتساقط في خنادق الحملات، كان جنرالاتنا يرتشفون القهوة على موائد العدو ويستلمون الهدايا من تحت الطاولة مع كل تنازل ... الحقيقة مرة ... علقم ... يصعب بلعها  يومها علمت أن المبادئ قربان يضحى به عند أولى عتبات السياسة، وعلمت أن القيم سلعة لا يتعدى رواجها طبقة الجنود ...  نحن جيل الانفتاح السياسي في الجزائر، بكل آلامه وأوجاعه، وكل أسلابه وأطماعه ... تعبنا .. حقا لقد تعبنا ...  بعد عشرين سنة من الركض ما من شيء يروي الظمأ ... هل يجب أن أصف لك الإحباط ..؟ إنه خيبة أمل كبيرة يتبعها شعور بالعجز مريع ... إنه فشل رهيب يغلّفك ...  كان يجب أن ألقي سلاحي وكان يجب أن أنسحب،  وفي عودتي إلى شوارع المجتمع المسحوق لم أستطع أن أرفع عيناي في وجوه أولئك البسطاء الذين آمنوا بنا ولا يزالون، لكننا نحن الذين كفرنا بهم ... كانوا يعتقدون أننا لا نزال نحارب، فكانوا ينتزعون لقمة العيش من أفواه أطفالهم ويطعمون بها باروناتنا ...  انعقد لساني وضيّعت الكلام، وأشعل حال هؤلاء البؤساء وحالي نيران صدري فتحول الإحباط شيئا فشيئا إلى حزن عميق ثم انتهى إلى غضب صامت ...  ... يتبـــــــــــــــــع ...عين على أحشاء حزب إسلامي جزائري
لحديث قياس
مصطفى محاوي
لحديـــــــــــث قيــــــاس : 01

من أين سأبدأ ...؟
بل أين انتهيت ..؟ هههه .. حتى مجرد توصيف الحال أضحى صعبا ...
أجل .. إنها الحيرة والتيه .. إنه تشتت الأوراق وتبعثر الأفكار في يوم عاصف ...
آه كم أغبطني في تلك الأيام التي كنت فيها واثقا متأكدا مما أفعله ، لا ينتابني أدنى شك في قناعاتي وأفكاري .. ولا تتجرأ الريبة على الاقتراب من منهجي ...
كم كنت ساذجا ..
لكنني كنت مخلصا .. أو أظن أنني كنت فيها مخلصا ..
ولقد تعلمت أخيرا أن الثقة إذا سافرت فسوف يهاجر معها الإخلاص ..
عموما، في خضم مثل هذه الفوضى يجب على المرء أن يبتعد ثم يجلس ويستذكر شريط حياته، يقلب صفحات عمره علّه يجد مفاتيحه التي أضاعها في زاوية من زواياه ...
عندما كنت غارقا في السياسة لم أكن أجد وقتا لألتقط فيه أنفاس أفكاري،
كنت أطارد الجميع بينما كان الجميع يطاردونني ..
وعندما تكون الفريسةُ تركُض فإنها تظن أن توقفها للحظة يوقعها بين مخالب العدو ...

أنا الآن أراقب رفاق الأمس وهم يمخرون الحلبة في عدوهم وأتعجب كيف لم يتعبوا بعد، ألا تنقطع أنفاس أفكارهم ..؟

كنت إسلاميا متحمسا .. أتذكر ذلك جيدا ..
وكل الجزائريين إسلاميون متحمسون في ظاهر الأمر ..
كنت أؤمن بأن ثورة التحرير ثورة إسلامية وبأن السلطة في الجزائر افتُكت من أيدي أبناء المشروع الإسلامي، لأجل ذلك كان مشروع حياتي أن أوظف هذه النفس في رأس مال التيار الذي سيعيد الحق المغتصب ...
ولا أزال لحد الآن أحس بطعم من عتب الضمير وكأنني تخاذلت عن هذا المشروع العظيم،
لكنه إحساس يتناقص شيئا فشيئا كلما شدّدت العزلة وأمعنت التفكير، وكلما تذكرت ما حملني أصلا على العزلة والتفكير ...
عجبا .. كنا بيادق فعّالة ..
سمع وطاعة، ثقة وثبات، وطاقة متدفقة بعطر الشباب .. ننجز العمل بروح التعبّد، ...
سحقا .. لماذا ضيعونا..؟؟
لكنني أحيانا أحمد الله على ضياعي ... فهو أرحم من عبودية مقنعة بالمبادئ والقيم ...

على كل .. أعذرني فقد بدأت اعتكافي في عزلتي بسخط عميق ...
كنت محبطا، حزينا .. وغاضبا ... ولست أعرف كيف أمكنها كلها أن تمتزج في قاع صدري ... ولا كيف تحملتها ...؟

قبل ذلك كنت أسخر، داخليا طبعا، ممن كانا نسميهم حركيا (بالمتساقطين على الطريق)
كانت نظراتنا في الغالب تزدريهم و ضمائرنا تتهمهم،
كنا كتائب في ساحة حرب والمنسحب منا خائن جبان .. والاستبسال والطاعة العمياء شجاعة ...
كان الأعداء كثرا من حولنا بعدد التنظيمات والأحزاب ..
والشك معششا في عقولنا يهاجم كل تحركاتهم ونواياهم ..
كان شكنا دقيقا في متابعتهم ويكتشف صغائر التناقضات ولمم السقطات، طبعا ممن كان على غير مذهبنا وطريقتنا المثلى ...
لكنني أخطأت خطيئة عظمى يوم أطعتُ أحدهم ووجّهت عدسات هذه الآلة نحو صفوفنا الأولى ...
كان خطأ فادحا ...

كنت أظن أننا في معركة، وبينما كنا نتساقط في خنادق الحملات، كان جنرالاتنا يرتشفون القهوة على موائد العدو ويستلمون الهدايا من تحت الطاولة مع كل تنازل ...
الحقيقة مرة ... علقم ... يصعب بلعها

يومها علمت أن المبادئ قربان يضحى به عند أولى عتبات السياسة، وعلمت أن القيم سلعة لا يتعدى رواجها طبقة الجنود ...

نحن جيل الانفتاح السياسي في الجزائر، بكل آلامه وأوجاعه، وكل أسلابه وأطماعه ...
تعبنا .. حقا لقد تعبنا ...

بعد عشرين سنة من الركض ما من شيء يروي الظمأ ... هل يجب أن أصف لك الإحباط ..؟
إنه خيبة أمل كبيرة يتبعها شعور بالعجز مريع ... إنه فشل رهيب يغلّفك ...

كان يجب أن ألقي سلاحي وكان يجب أن أنسحب،

وفي عودتي إلى شوارع المجتمع المسحوق لم أستطع أن أرفع عيناي في وجوه أولئك البسطاء الذين آمنوا بنا ولا يزالون، لكننا نحن الذين كفرنا بهم ...
كانوا يعتقدون أننا لا نزال نحارب، فكانوا ينتزعون لقمة العيش من أفواه أطفالهم ويطعمون بها باروناتنا ...
انعقد لساني وضيّعت الكلام، وأشعل حال هؤلاء البؤساء وحالي نيران صدري فتحول الإحباط شيئا فشيئا إلى حزن عميق ثم انتهى إلى غضب صامت ...

... يتبـــــــــــــــــع ...

مصطفى محاوي
الجمعة 06 سبتمبر 2013 م

#لحديـــــــــــث #قيــــــاس #المقال #01
يتم التشغيل بواسطة Blogger.