وســــــــــــــــط الزعــــــــــــــــــيق

0
#instafashion #instahair #hairofinstagram #eyewear #hairstyle #eyebrow #text #red #feelingpretty #glasses #lookinggood #contour #wisdom #interesting #positive #quotestoliveby #enoughsaid #qotd #visioncare #forehead #facialexpression #jaw #hairstyled #eyewearstyle #bebold #missedyouguys #hairdressers #hairtips #hairfashion #esthetician     سلمت عليه ثم جلست ، رد السلام بأدب ومسحة الحزن بادية خلف نظّاراته السميكة ثم التفتَ في هــــــــدوء ليكمل تـــــــأمله عبـــــر النــــــافذة غيــــر مهتم بوجــــودي  كنت محرجا لكن إلحاح السؤال أعطاني الجرأة اللازمة فكلمته : - ( سيد بن نبي ، ألم تكن قاسيا جدا على جمعية العلمـــــــــاء .. ؟... أعني .. أن شخصا مثلك يدرك حجم الفروقات بينكم أنتم المثقفون وبين خريجي الأزهر و الزيتونة ... ) سمعني لكنه لم يلتفت تنفس بعمق ولم يجب ، فأكملت كلامي : - ( أقر بأنك كنت تمتلك منظورا أعمق .. لكنهم ملأوا مساحات أخرى بحسب فهمهم واستعداداتهم ... )  التفت إلي ، رمقني بنظرة ثم عاد ليتأمل ما خلف النافذة على يساري ، لكنه تكلم هذه المرة :  - ( يتعاظم الفراغ الذي أحس به عندما أغوص في المشكلات ، كنت أدرك أنني المسلم الوحيد الذي يخوض مثل هذه القضايا ، حتى العلماء الذين كانوا الأقرب إلي كانوا بعيدين جدا ، لم يستطيعوا النظر إلى الأمور بعمق ، كان جوهر المأساة الدنيوية غائبا عنهم تماما ، كانوا هم أنفسهم صيغا من الزعامات الجديدة في ثوب إصلاحي خفيف كانوا يريدون الإصلاح بصدق لكنهم ظنوا أنه سوف يتحقق بالفصاحة العربية والنحو ، بقي المشكل الإنساني بعيدا عن ادراكهم ، يبدوا أن الهوس بالرجل الأوحد فكرة مشتركة لدى الشيوخ  هذا الأمر أوحى إلي بأن مناهج التكوين الديني فيها عاهة أصيلة ... )  أردت أن أقاطعه لكنني تريثت ، لعله فهمني عندما أكمل كلامه :  - ( كانت الجزائر تسلك بتأن لكن بثبات سبيل الحضارة تحت راية الإصلاح منذ عام 1925 و عندما عدت بعد 1937 لم أجد ذلك الجو ، تُركت المشاكل الواضحة من قبيل القضاء على الأمية بكل أشكالها وبناء كل ما يسمو بروح هذا المجتمع فوق وضع « ما بعد الموحدين » ، تُركت القابلية الاستعمار

سلمت عليه ثم جلست ، رد السلام بأدب ومسحة الحزن بادية خلف نظّاراته السميكة ثم التفتَ في هــــــــدوء ليكمل تـــــــأمله عبـــــر النــــــافذة غيــــر مهتم بوجــــودي
كنت محرجا لكن إلحاح السؤال أعطاني الجرأة اللازمة فكلمته :
- ( سيد بن نبي ، ألم تكن قاسيا جدا على جمعية العلمـــــــــاء .. ؟... أعني .. أن شخصا مثلك يدرك حجم الفروقات بينكم أنتم المثقفون وبين خريجي الأزهر و الزيتونة ... )
سمعني لكنه لم يلتفت تنفس بعمق ولم يجب ، فأكملت كلامي :
- ( أقر بأنك كنت تمتلك منظورا أعمق .. لكنهم ملأوا مساحات أخرى بحسب فهمهم واستعداداتهم ... )
التفت إلي ، رمقني بنظرة ثم عاد ليتأمل ما خلف النافذة على يساري ، لكنه هذه المرة تكلم  :
- ( يتعاظم الفراغ الذي أحس به عندما أغوص في المشكلات ، كنت أدرك أنني المسلم الوحيد الذي يخوض مثل هذه القضايا ، حتى العلماء الذين كانوا الأقرب إلي كانوا بعيدين جدا ، لم يستطيعوا النظر إلى الأمور بعمق ، كان جوهر المأساة الدنيوية غائبا عنهم تماما ، كانوا هم أنفسهم صيغا من الزعامات الجديدة في ثوب إصلاحي خفيف
كانوا يريدون الإصلاح بصدق لكنهم ظنوا أنه سوف يتحقق بالفصاحة العربية والنحو ، بقي المشكل الإنساني بعيدا عن ادراكهم ، يبدوا أن الهوس بالرجل الأوحد فكرة مشتركة لدى الشيوخ
هذا الأمر أوحى إلي بأن مناهج التكوين الديني فيها عاهة أصيلة ... )
أردت أن أقاطعه لكنني تريثت ، لعله فهمني عندما أكمل كلامه :
- ( كانت الجزائر تسلك بتأن لكن بثبات سبيل الحضارة تحت راية الإصلاح منذ عام 1925 و عندما عدت بعد 1937 لم أجد ذلك الجو ، تُركت المشاكل الواضحة من قبيل القضاء على الأمية بكل أشكالها وبناء كل ما يسمو بروح هذا المجتمع فوق وضع « ما بعد الموحدين » ، تُركت القابلية الاستعمار
وجدتُ الجميع يتكلمون عن « الانتخابات »
كانت فوضى عارمة فر الإصلاح منها هاربا ومعه بذرة المستقبل ، كنت أعلم أن الحركة الجزائرية ستنقلب وتنتكس وتتراجع ، لقد سجلت ذلك في كتابي شروط النهضة لكن l'esprit indigènes لم يفهموا كلامي ... ) لم أرد نحر معنوياته المثيرة للشفقة أصلا ، كنت سأخبره بأن الوضع على حاله يسوء ، بعد قرابة القرن لم يتغير شيء و إسلاميو الجزائر يعيدون غلطة العلماء ولكن بأداء أسوأ :
( سيد بن نبي ، ألم يكن جيدا لك و للعلماء لو بحثتم عن نقاط تلاقي تمكنك من اختبار أفكارك على الأقل ..؟ )
ابتسم ابتسامة خفيفة :
- ( كانت
la Mentalité indigènes et La colonisabilité
تعوقان أفكاري في هذا المجتمع ، منذ تلك الفترة لم يعد « البوليتيك » الجزائري ومن ضمنه الإصلاح - رغم حسن النية – إلا لعبة في متناول الاستعمار
فالشعب الذي تم إقناعه بعد جهــــــــــــــــــود مضنية بأن « الولي الصالح » لا ينفعه ولا يستطيع تخفيف معاناته وحظه البائس
الشعب الذي تخلص بالكاد من أحبولة الزوايا ، عاود السقوط في شرك « المنتخب الصالح » القــــــــــــــــــــــــــــادر على كـل شيء وشــــــــــــــــرك « بركة ورقة الفوط » التي تحدث المعجزات ...
كانوا يحدثون الشعب عن حقوقه ويدعونه للانتخاب ، وكنت أنا أكلم الشعب عن واجباته وعن العمل
فطبعا لم يسمعني أحد
لم أقل للناس انتخبوني وارقدوا في سلام ، كنت أدعوهم أن لا ينتخبوا أحدا بالمطلق ، كنت أدعوهم للاستيقاظ من سباتهم ... )
تنهد بعمق ثم استرسل قائلا :
- ( سبق أن رأيت في احتيال بعض المرشحين نوعا من القرحة الانتخابية التي بدأت تخمر الوعي الشعبي وسط ذلك الزعيق
الإسلام ذاته أصبح لافته انتخابية
حتى الانتخابات البلدية التي خاضتها MTLD في 1947 باسم الإسلام ، مكنت أميين وخونة وتجار مرتزقين ووصوليين من الفوز
رأيت كيف تدثرت أبشع الممارسات والخيانات بلحاف الإسلام و الوطن
والحاصل أن التقاليد الجديدة للبوليتيك الجزائري بدأت تترسخ منذ ذلك الحين ... )
---------------------------------------
حوار تخيلي مستوحى من أفكاره رحمه الله
راجع كتاب العفن لمالك بن نبي
مصطفى محــــــــاوي
---------------------------------
---------------------------------
( l'esprit indigènes - la Mentalité indigènes ) = وصف يطلقه مالك بن نبي
على الأثر الرهيب للقهر الاستعماري الذي تعمق في روح وعقلية "الأهالي" الشعب
(La colonisabilité ) = مصطلح مالك المشهور بالقابلية للاستعمار
(Bolitique) = مصطلح صكه مالك تهكما على هواة السياسية السطحية العرجاء بعيدا عن العمق والفهم

#مالك #بن #نبي #وســــــــــــــــط #الزعــــــــــــــــــيق
يتم التشغيل بواسطة Blogger.