تقول الباحثة المصرية في التاريخ والآثار بجامعة الإسكندرية إيمان الخيوطي في بحثها بعنوان :
الأصول الإفريقية في الحضارة المصرية القديمة
- إن الكثير من العلماء يرون أن أصول الحضارة المصرية تعود إلى شمال إفريقيا ، حيث يلاحظون تشابه الفن الصخرى بين الصحراء الكبرى والفن المصرى، في الوقت الذي أظهرت فيه البحوث الحديثة التى أجراها فابريزيو موري بالكربون 14، وتحليل الزنجار للرسوم الصخرية أثبتت كون رسومات الصحراء الكبرى أبعد كثيرًا من 8000 ق.م. وبالتالي فهي أقدم من نظيراتها الرسومات المصرية
- بل حتى أن بعضهم أكد أن المصريين أنفسهم كانوا ليبين شمال إفرقيين فى الأصل
يمكننا أن نلخص تلك الصلات في انتشارالحضارة العاترية ، التي ظهرت في شرق الجزائر نواحي تبسة ببئر العاتر وبعد مرورها بليبيا حيث عثر على مواقعها بالجبل الأخضر ثم وصلت الأقوام العاترية إلى واحات سيوة ثم انتقلت جنوبا إلى نقادة حيث استقرت هناك لتظهر في نقادة أولى الحضارت المصرية المعروفة قبل الأسرات الفرعونية ويرى العلماء أن هجرة الأقوام العاترية هذه من شمال افريقيا نحو مصر كان بسبب ظهور حضارة جديدة هناك بزعامة انسان مشتى العربي مؤسس الحضارة الوهرانية التي سادت هناك على أنقاض الحضارة العاترية
قام هانز ويلكر بدراسة الرسوم الصخرية في مصر العليا في كتابه ولاحظ بما لا يدع مجالا للشك أن من سماهم الصيادين الأوائل سكان الجبال كانوا بملامح وملابس ليبية شمال إفريقية وأن سكان وادي النيل أصحاب القوارب لم يظهروا إلا لاحقا في وقت متأخر
رسومات الصيادين الأوائل سكان الجبال في مصر تتشابه إلى حد كبير بالرسومات الموجودة في التاسيلي حيث نجد الأجسام العارية يحيط بالخصر حزام ومن الخلف ذيل طويل وقد زينو أذرعهم بقلادات ووشم وكانت لهم لحى مدببة وريش فوق الرأس وسلاحهم أقواس وهراوات وهي أقدم من مثيلاتها في مصر
بل إن العالم جوردن شايلد يرى أن فن الرسوم الصخرية في مصر يرجع الفضل في وجوده إلى قدوم أقوام صحراوية اضطرت إلى الهجرة بسبب الجفاف فاكتسحت حوض النيل وبسببها ظهرت أولى حضارات ما قبل الأهرامات في مصر
تمثل حضارة نقادة أهم مرحلة في ما قبل الأسرات والأهرامات في صعيد مصر حيث يقول مكتشف هذه الحضارة العالم بتري أن حضارة نقادة من إنتاج جنس جديد على مصر وعندما درس جماجهم البالغ عددها نحو 2000 جمجمة وجد أنها تشبه جامجم الليبيين الشمال إفرقيين القدامى ألى حد بعيد وذهب إلى انهم جاؤوا إلى مصر عبر واحات الصحراء الغربية .
