الوصف الشكلي:
الكتاب بصيغة PDF، بدون رسوم على غلافه، عنوانه نظرية المعرفة عند أرسطو، الكاتب: دكتور مصطفى النشار، الطبعة الثالثة مزيدة ومنقحة، سنة 1995م، عدد الصفحات 165.
سبب اختيار الكتاب:
من خلال بحثي عن كتاب يتحدث عن فلسفة المعرفة عند اليونان، كان كتاب مصطفى النشار الوحيد الذي صادفته في هذا المجال، رغم توفر الكثير من المراجع التي عالجت نظرية المعرفة ولكن بشكل عام أو لفترات تاريخية أخرى.
التعريف بالكاتب:
الدكتور مصطفى النشار، واحد من أهم المفكرين والفلاسفة المصريين المعاصرين، ولد في الثلاثين من سبتمبر 1953م بقرية شوبر – مركز طنطا بمحافظة الغربية بجمهورية مصر العربية، حصل على الدكتوراة في الفلسفة اليونانية عن نظرية العلم الأرسطية بمرتبة الشرف الأولى من نفس الجامعة عام 1985م، للدكتور مصطفى النشار أكثر من خمسين مؤلفا علميا في مجالات الفلسفة المختلفة وخاصة في الفلسفة اليونانية والفكر المصري القديم، ومن أبرز اسهاماته الفكرية رد الفلسفة اليونانية إلى مصادرها الشرقية وتأكيده على الأصل المصري للفلسفة عموما والفلسفة اليونانية على وجه الخصوص.
موضوعات الكتاب:
1- مقدمة: من ص 11 إلى ص 22
2- الفصل الأول: الإطار العام لمشكلة المعرفة في الفلسفة اليونانية: من ص 27 إلى ص 33
3- الفصل الثاني: المعرفة الحسية: من ص 39 إلى ص 64
4- الفصل الثالث: المعرفة العقلية: من ص 69 إلى ص 86
5- الفصل الثالث: المعرفة الحدسية: من ص 91 إلى ص 110
6- خاتمة: ص 113
قراءة في موضوعات الكتاب: (ملخص المقدمة والفصلين الأول والثاني)
المقدمة:
- أولا: مكانة أرسطو وتميزه عن أفلاطون:
بحسب الكاتب يحتل أرسطو بين فلاسفة العالم مكانة رفيعة ويكفي ان نتذكر انه مع استاذه افلاطون تقاسما التأثير على كل ما شهده العالم من فلاسفة اما ايجابا او سلبا، وقد استطاع التلميذ أرسطو أن يستوعب نظريات استاذه افلاطون، وسرعان ما استطاع ان يضيف اليها من روحه ورؤيته الخاصة ما جعله صاحب منهج ومذهب جديدين، شد اليه الانظار وأصبح من خلالهما ندا لأستاذه بل تفوق عليه في مجالات عديدة كان هو مبدعها.
يقول الكاتب ان كان دافع افلاطون دائما اخلاقيا دينيا ممتزجا بالأغراض السياسية في كتاباته، فقد كان دافع ارسطو اكثر رحابه واشد توفيقا بالنسبة لما كانت تتطلبه تلك الفترة من تاريخ الفكر البشري، وقد كان برتراند راسل على حق حينما حاول تقرير الدوافع التي قادت الناس عموما للبحث في المشكلات الفلسفية، فوجدهم احد فريقين، الاول كان منبعه ودافعه الدين والاخلاق، والآخر كان منبعه ودافعه العلم، ووضع افلاطون على راس الفريق الاول بينما وضع لوك وهيوم على راس الفريق الثاني، اما ارسطو ومعه ديكارت وبركلي فلا يمكن ضمهم الى اي فريق ، حيث ان منبعهم ودافعهم الاخلاق والدين من جهة والعلم من جهة اخرى.
- ثانيا: أسلوب أرسطو العلمي:
كان ارسطو فيلسوفا مبدعا ومنطقيا فردا وعالما حاول تخليص العلم من الكثير من الخرافات والاساطير التي علقت به في المراحل السابقة عليه، ويشير الكاتب الى عمليه الاسلوب الذي عالج به ارسطو المشكلات العلمية التي تعرض لها، فقد كان حريصا في ابحاثه على التحقق مما يأتيه من معلومات من خلال ما يشاهده هو بعينيه ويزنه بميزان عقله،
ويتضح لنا مدى شغف ارسطو بمعرفه اسرار الكون حتى مع ادراكه ان الاسباب الصحيحة لها غير متوافره، فقد كان يثق في مدى ما يمكن ان يقدمه الاستدلال العقلي والقياس من معرفه قد تكون صائبة، خاصه إذا استند على مشاهدات وخبرات سابقه.
- ثالثا: طبيعة المنطق وارتباطه بالمعرفة:
ركز ارسطو اهتمامه على دراسة العقل وامكاناته المعرفية، ومحاوله من جانب اخر وضع القوانين اللازمة لضبط التفكير العقلي، حتى لا يشتط العقل ولا يبتعد عن المجال المعرفي الصحيح، ومن هنا اسس ارسطو المنطق وفصله عن بقية العلوم، كما بحث في نظريه المعرفة، فقد كان المنطق بالنسبة لأرسطو متميزا عن الميتافيزيقا بمعناها الدقيق كما يتصورها هو، اي باعتبارها علم الوجود،
ان ارسطو لم يفكر في فصل دراسة المعرفة عن المنطق والميتافيزيقا، فقد ظلت نظريه المعرفة عند ارسطو مختلطة بالمنطق، وكانت قيمه العلم وطرق تحصيله يشكلان سويا موضوع دراسة واحده.
- رابعا: التأثير الأرسطي:
على الرغم من كون تأثير ارسطو كان عظيما في تلك الفترة، فقد عجز فلاسفتها عن تجاوز ارسطو وفلسفته وتطوير فكره، مما جعل الكثيرين يظلمون ارسطو ويعتقدون انه سبب الجمود، كما لو كان العقبة التي اعاقت تطور الفكر البشري خاصه في النواحي العلمي،
ورغم ذلك فقد اهتم ارسطو على وجهه الخصوص بميدان العلم، واسس نظريه المعرفة التي تستند على دعائم اربعه، اولها التعريف، وثانيا القياس، وثالثا الاستقراء، ورابعا العلية، وقد ركز في التحليلات على تلك النظرية، مستندا في ذلك على تحليل راسخ لوسائل المعرفة الإنسانية وامكانات العقلي الانساني الهائلة.
- خامسا: إساءة فهم أرسطو سبب الجمود:
يرى الكاتب ان ارسطو لم يكن سببا في هذا الجمود الذي ساد الفكر البشري بعده، فقد ظلت السيادة معقوده له ولمنطقه، لا لأنه اراد ذلك، بل لان من جاءوا بعده هم الذين داروا في فلكه، وانبهروا به وبمنهجه وبأسلوبه من ناحية، كما كان لهم مصلحه في ان تظل له السيادة من ناحية اخرى، لأسباب عديده كانت في اغلبها دينيه الطابع.
- سادسا: منهج الكاتب في هذه الدراسة:
اختار الكاتب منهج دراسة نظريات ارسطو من خلال نصوصه، مع النظر اليها بمعيار العصرين، عصره وعصرنا، وكان اختيار الكاتب لهذا المنهج لأسباب منها، عدم الابتعاد عن الموضوعية في التفسير، وكذلك عدم تجميد النص في إطار عصره.
الفصل الأول:
- أولا: نشأة نظرية المعرفة، مفهومها ومجالها:
يعتبر الفيلسوف الانجليزي جون لوك اول من بحث في نظريه المعرفة كعلم مستقل في كتابه "مبحث في الفهم الانساني"، الذي نشر نهاية القرن السابع عشر سنه 1690، حيث يعد اول بحث علمي منظم يتناول بالفحص والدرس أصل المعرفة وماهيتها وحدودها ودرجه اليقين فيها.
لكن يمكن اعتبار أن ارسطو قد تطرق لنظريه المعرفة في كتاباته، النفس، الذاكرة والتذكر، والكتاب الاول من الميتافيزيقا، ورغم تركيز ارسطو بشكل عام على نظريه النفس بجانبيها التجريبي والتأملي، وكذلك مبادئه الميتافيزيقية العامة، فاهتمامه بالمعرفة والاخلاق قد شكل نقطه تلاحم مع مبادئه الميتافيزيقية، وتتمه ضرورية للأخلاق، كما القى الضوء على اسس المنطق في نظريه المعرفة عند ارسطو التي تشكل المفتاح لمذهبه.
- ثانيا: طريقة فلاسفة اليونان في وضع مشكلة المعرفة:
يرى الكاتب ان طريقه اليونان في وضع مشكله المعرفة يمكن ان تميز بصفه عامه بين اتجاهات ثلاثة رئيسيه، الاتجاه الاول: كان يركز على مشكلتي الكفاءة، فطالما كانت الفلسفة تتناول موضوعات تتعدى حدود التجربة الإنسانية، اما الاتجاه الثاني: فكان يركز على ان الفلسفة تتكلم عن ظواهر لا يمكن ان تصل اليها المعرفة الحسيه او الإدراك الحسي، وهي مباحث تم التطرق لها منذ عهد الفلاسفة قبل سقراط، والاتجاه الثالث: الذي ركز على مجموعه اخرى من المشكلات الأساسية التي تتناول من حيث المبدأ، عمليات التفكير والادارات الحسي، مثل كيف يتم الابصار؟، كيف يحدث التفكير ؟، وكيف يحدث التذكر؟.
- ثالثا: أرسطو يواصل الطريقة بصورة أفضل:
يوضح الكاتب ان ارسطو كان على حق حينما ربط بوضوح بين نظريه المعرفة ونظريته في العلم، حيث وجد ان امكانات الانسان المعرفية، ووسائله الإدراكية، تمكنه من بناء نظريات عديده، يمكنه من خلالها الكشف عن اسرار هذا العالم، وبالتالي تساهم معالجته لوسائل المعرفة، في الكشف عن قدرات الانسان الحقيقية، ومن ثم تساهم في بناء نظريه عن العلم، تمكن الانسان من تنميه المعرفة باطراد دون توقف.
الفصل الثاني:
- أولا: أهمية المعرفة الحسية عند أرسطو:
لقد أكد ارسطو ان طريقه المعرفة يجب ان تبدأ مما تعطيه لنا الحواس، ومن خلال الفهم الجيد، يمكن تبرير وتأكيد الوقائع الملاحظة.
- ثانيا: الإدراك الحسي ونقد أرسطو:
يفسر ارسطو الادراك الحسي من خلال التمييز بين الحس بالفعل والحس بالقوة، حيث يقول بداية، ان قوه الحس لا توجد بالفعل بل بالقوة فقط، والامر هنا كما هو في الوقود الذي لا يشتعل بنفسه بغير ما يشعله، فاذا اشتعل بنفسه لم تكن هناك حاجه لوجود النار المشتعلة بالفعل.
- ثالثا: مركز الإحساس وموضوعه:
يرى ارسطو ان ابتداء الحس من القلب، وهو يعني بذلك حس الاشياء التي تحس باللمس احيانا، كحس المذاق، وفي مرات اخرى يرى القلب باعتباره مبدا الحواس كلها، ويبدو من ذلك حيره ارسطو فيما يخص تحديد مركز الاحساس ومبداه في الحيوان والانسان، وان كان قد احتار في تحديد مركز الحواس، فانه يتحدث عن حواس البصر والسمع والشم بوصفها موجودة في الراس، وكذلك الذوق، اما حاسة اللمس فإنها وحدها خارج الراس.
- رابعا: تحليل الإدراك الحسي من خلال الحواس الخمس:
يؤكد ارسطو انه يجب البحث اولا عن المحسوسات، قبل النظر في اي حاسة من الحواس، فالمحسوسات بحسبه على ثلاثة انواع، نوعان بالذات ونوع بالعرض، النوعان الاولان يستحيل ان يقع الخطأ فيهما، مثال ذلك البصر في حاسة اللون والسمع في حاسة الصوت والذوق في حاسة الطعم، اما اللمس فموضوعاته مختلفة، فهذه المحسوسات التي يقول عنها ارسطو انها مدركه بالذات، اما المحسوسات المشتركة، كالحركة والسكون والعدد والشكل والمقدار، فهي محسوسات لا تخص اي حاسة بل تعمها جميعا.
- خامسا: الحس المشترك:
ان الحس المشترك هو ذلك الحس الباطن الذي تجتمع عنده جميع الاحساسات الآتية من الحواس الظاهرة، وهو لذلك بمثابة المركز لهذه الحواس، تتلاقى عنده احساساتها ويحدث فيه الاحساس في الحقيقة كما يقول ارسطو.
- سادسا: تكون الصور في الحس الباطن:
لا يوجد اختلاف بين الاحساسين الظاهر والباطن عند ارسطو، وان كان ثمة اختلاف فانه اختلاف ظاهري، فهو اختلاف في الوسيلة وليس اختلافا في الماهية، ولذلك فقد أخطأ نقاد ارسطو حينما اعتبروا تلك الاختلافات الظاهرية عله للقول بانه لم يقدر على وضعي نظريه واحده للإحساسين الظاهر والباطن.
- سابعا: الخيال وتمييزه عن الإحساس والفكر:
ناقش ارسطو الخيال بالتفصيل في كتابه النفس، ورغم ان هذه الكلمة لم تظهر في الفكر السابق على سقراط، وظهرت غالبا في كتابات من قدموا اراء هؤلاء من الكتاب المتأخرين، وهي تظهر فيما نذر عند افلاطون في الجمهورية، وكان نشاط هذه القوة عنده ينحصر في تفسير خطا او صواب الاحساس.
اما ارسطو فقد بحث في الخيال بوصفه من قوى المعرفة الإنسانية، وعرفه تعريفا محددا بقوله: ان التخيل شيء مميز عن الاحساس والتفكير، ولو انه لا يمكن ان يوجد بدون احساس، وبدون تخيل لا يحصل التفكير والاعتقاد.
- ثامنا: الذاكرة واختلافها عن الحس والخيال:
يعرف ارسطو هذه القوة تعريفا دقيقا في بحثه عنها قائلا: انها ليست ادراكا حسيا وليست تصورا، اي ليست خيالا ولكنها تأثر في أحدهما بشرط قضاء مده من الزمن، وكما هو ملاحظ، ليس هناك شيء ندعوه ذاكره مما يحدث في الوقت الحاضر، لان الحاضر هو موضوع للإدراك الحسي فقط، اما المستقبل فهو موضوع للتوقع، اما موضوع الذاكرة فهو الماضي، فكل ذاكره إذا تتعلق بزمن انقضى.
- تاسعا: أهمية الإحساس والخبرة في المعرفة والاستقراء:
على الرغم من تأكيد ارسطو على اهميه الاحساس والخبرة، كدرجه من درجات المعرفة الإنسانية، الا انه نظر اليهما كمجرد درجه لها حد تتوقف عنده اهميتها، فاذا اراد الانسان الارتفاع من الجزئي الى الكلي، او اراد البرهان، فان الحواس لا تستطيع ذلك، ولا مجرد الخبرة تقدر عليه، فالأسبقية الزمانية للحس عنده لا تعني اولويته، فهو مرتبه ادنى، يجب ان نرتقي منها الى مراتب اعلى، حتى يتحقق لنا العلم ونمتلك ناصيه المعرفة الحقيقية.
- عاشرا: امتناع البرهان بطريق الحس وأخطاء الحواس:
بعد ان بين ارسطو اهميه الحواس وما تقدمه من معرفه تشكل الخبرة، اوضح لنا انه و إن كان يقدر المعرفة الحسيه، الا انه لا يفضل هذا النوع من المعرفة، لأنه يعتقد ان الفهم اقرب الى العلم اكثر من الخبرة، فنحن نعتقد ان العلماء اكثر حكمه من رجال الخبرة، ويرجع هذا الى انهم يعلمون العله والآخرون لا يعلمونها، فرجال الخبرة يعلمون ان شيئا ما هو هكذا ولكنهم لا يعرفون السبب، بينما الآخرون، اي رجال العلم، فيعرفون لماذا هو هكذا، اي يعلمون العله، ولذلك فنحن نعتقد ايضا ان من يوجهون العمل ويديرونه، اكثر اهليه لتقديرنا من العمال العاديين الذين ينفذونه، لان الاول يعرفون علل واسباب كل ما يفعل.
تحميل المقال بصيغة PDF
#قراءة #في #كتاب #نظرية #المعرفة #عند #أرسطو #للدكتور #مصطفى #النشار
#Reading #in #Aristotle's #epistemology #book #by #Dr. #Mustafa #Al-Nashar