الشيطان والإنسان: القصة -7- الصالحون

0
الفصل السابع  تنساب بضع قطرات عرق نتنه ،عبر تجاعيد ناصيته الخبيثة، لتغور بعدها في أخاديد وجهه المظلم القبيح .. عيناه تحدقان بحدة .. ويضغط بكلتا يديه على مقابض عرشه .. ليست ترضيه وتيرة العمل .. الجهد كبير والنتائج ضئيلة .. ليس هذا ما قطع العهد به على نفسه .. هل هذا كل تهديده ووعيده الذي قابل به الله الخالق يوم الفضيحة .. تبًا .. إنه لا يريد أن يتذكرها .. ليته كان قادرا على أن يمحيها من ذاكرته وذاكرة كل من حضرها ... .. لكن .. بإمكانه أن يمحيها من ذاكرة هؤلاء ''الصغار'' ..  لم يشهدوها .. سمعوا عنها فقط .. ومنهم من تراوده الشكوك ..!!  آدم عليه السلام .. وقد أرهقته السنين الطوال ، لا يزال يتعهد هذا العدد المتزايد من بنيه .. والمشاكل لا تنتهي .. الدنيا دار الشقاء .. يبذل عليه السلام جهده في حل النزاعات ولأم الصدوع .. مرشدا بذلك من صلح من أبنائه إلى سبل العمل وطرق التطبيب والعلاج ... مجتمع كهذا لابد له من أقطاب تشد أركانه .. أقطاب يستند إليها ، وإذا ما مادت الأرض من تحته ، كان لثباتها عونا عظيما له على تجاوز المحنة.. هؤلاء الأقطاب هم قلة قليلة .. لكنها تكفي مجتمعا بأكمله ،إذا ما أدت دورها ... يُعَول عليه السلام كثيرا على من يتوسم فيهم ذلك من بنيه .. فتراه يتعهدهم محاولا السمو بهم نحو آفاق الكمال ... هم مصابيح الهدى في دياجير الظلام .. وإذا أدلج الليل .. فهم أهل الحق والخير يشعون بنوره على المجتمع فيقتبس منهم المقتبسون .. ويهتدي بهم المهتدون .. إنها لأمانة على أعتاقهم عظيمة .. لأنهم يمثلون الحق والخير والهدى .. وهم بهذا مسؤولون على كيفية إيصاله إلى الناس من حولهم .. والمعركة ضارية .. إذا ما تلون الباطل وتزين ،فعليهم هم أن يفضحو زيفه .. وأي تقصير في إيصال الحق على وجهه الأكمل النقي إلى هذه النفوس ، سيؤدي إلى خسران الحرب أمام الباطل المزكرش .. وخسران إخوانهم من حولهم وضياع المجتمع ككل .. لا سمح الله ... تخشع أنفس الصالحين من حوله عليه السلام وهو يعظهم ... قلوبهم وجلة .. إنهم يدركون أن الأمانة ثقيلة .. أمانة مجتمع قد يضيع من جراء تقصيرهم .. وأعظم من هذا ... إرادة الله الخالق في خلافة الإنسان له ، قد يحال دونها لو خسروا معركتهم الشرسة ... تُذرف الدموع الطاهرة ... ماذا لو فعلوا ما أمكنهم ، غير أن إخوانهم لم يسعفوهم وتمادوا في غيهم ..!! ماذا لو آثر إخوانهم غير سبيل الهدى ..!!؟ هل يكونون حينها مذنبين، إذا ما تركوهم يعيثون في المجتمع فسادا ..؟؟ هل ثمة من حل حينها غير المواجهة ..؟ .. غير الضرب على يد المخطئ ..؟؟ .. غير الصدام ...؟؟ .. صدام الحق بالباطل .. والغلبة للأقوى ..!!؟؟ إنها الحال الأكمل لنمو الحقد والبغض في الصدور .. كالنمو السريع للفطر السام الخبيث ... سيول الدمع على الخدود تتألق ... هل يكونون مذنبين يومها إذ يشجون أواصر المجتمع الذي كلفوا بحفظه ..!!!  أم ما العمل حينا ..؟ .. ما العمل ..؟؟؟ ولا تمهلهم الأيام حتى تتكاثر الخصومات ويتوسع الاضطراب .. هاهم يحاولون ما وسعهم ، إخمادا لنار الفتنة .. وآدم عليه السلام بين ظهرانيهم يتابع كل هذا بقلب يتحصر .. كيف لا وهو يرى كيف هتك حصنه الذي بناه .. وهو يرى الشياطين تغزوا ساحته .. وتستبيحها مثلما لم تفعل من قبل .. بل لعلها لم تكن تحلم بيوم كهذا .. هاهي وقد احتوشت عددا من بنيه .. هي توحي إليهم ... بل هي تأز بعضهم أزا ..!! إبليس اللعين رأسا هنا ..!! .. هاهو على رأس المغيرين .. إنه يومه الذي وعده آدم وبنيه .. ليحتنكن ذريته إلا قليلا .. هاهو يستنفر أتباعه .. يقذف بجنده نحو كل ركن هش ليهتكوه .. تجاه كل خلل بالأمس البعيد أوجدوه .. فاليوم موعده ليسوى بالأرض .. .. هذا يومه .. فهاهو صراخه يحتد في صخب المعركة ..!! راقبه .. هاهو ذا يختلف من مكان إلى آخر وعيناه على واحد من بني آدم .. وكأنما يتتبع خطاه بكل حرص .. وابن آدم هذا تتقد النار في صدره كأحسن ما يحب اللعين أن يرى من اللهب .. فيتسارع نبضه في غبطة قذرة ... وتتعاقب الأيام ولا يرى الشيطان إلا ملاسقا لهذا الآدمي ، أينما حل وارتحل ، كظله ... سعي حثيث .. شبيه بإرهاصات المعصية الأولى في الجنة .. ولعلها إرهاصات معصية أخرى ..!!

الفصل السابع

تنساب بضع قطرات عرق نتنه ،عبر تجاعيد ناصيته الخبيثة، لتغور بعدها في أخاديد وجهه المظلم القبيح .. عيناه تحدقان بحدة .. ويضغط بكلتا يديه على مقابض عرشه .. ليست ترضيه وتيرة العمل .. الجهد كبير والنتائج ضئيلة .. ليس هذا ما قطع العهد به على نفسه .. هل هذا كل تهديده ووعيده الذي قابل به الله الخالق يوم الفضيحة .. تبًا .. إنه لا يريد أن يتذكرها .. ليته كان قادرا على أن يمحيها من ذاكرته هوو كل من حضرها ...
.. لكن .. بإمكانه أن يمحيها من مخيلة هؤلاء ''الصغار'' .. 
لم يشهدوها .. سمعوا عنها فقط .. ومنهم من تراوده الشكوك ..!!

آدم عليه السلام .. وقد أرهقته السنين الطوال ، لا يزال يتعهد هذا العدد المتزايد من بنيه .. والمشاكل لا تنتهي .. الدنيا دار الشقاء .. يبذل عليه السلام جهده في حل النزاعات ولأم الصدوع .. مرشدا بذلك من صلح من أبنائه إلى سبل العمل وطرق التطبيب والعلاج ...
مجتمع كهذا لابد له من أقطاب تشد أركانه .. أقطاب يستند إليها ، وإذا ما مادت الأرض من تحته ، كان لثباتها عونا عظيما له على تجاوز المحنة..
هؤلاء الأقطاب هم قلة قليلة .. لكنها تكفي مجتمعا بأكمله ،إذا ما أدت دورها ...
يُعَول عليه السلام كثيرا على من يتوسم فيهم ذلك من بنيه .. فتراه يتعهدهم محاولا السمو بهم نحو آفاق الكمال ...
هم مصابيح الهدى في دياجير الظلام .. وإذا أدلج الليل .. فهم أهل الحق والخير يشعون بنوره على المجتمع فيقتبس منهم المقتبسون .. ويهتدي بهم المهتدون ..
إنها لأمانة على أعتاقهم عظيمة .. لأنهم يمثلون الحق والخير والهدى .. وهم بهذا مسؤولون على كيفية إيصاله إلى الناس من حولهم .. والمعركة ضارية .. إذا ما تلون الباطل وتزين ،فعليهم هم أن يفضحو زيفه .. وأي تقصير في إيصال الحق على وجهه الأكمل النقي إلى هذه النفوس ، سيؤدي إلى خسران الحرب أمام الباطل المزكرش .. وخسران إخوانهم من حولهم وضياع المجتمع ككل .. لا سمح الله ...
تخشع أنفس الصالحين من حوله عليه السلام وهو يعظهم ...
قلوبهم وجلة .. إنهم يدركون أن الأمانة ثقيلة .. أمانة مجتمع قد يضيع من جراء تقصيرهم .. وأعظم من هذا ... إرادة الله الخالق في خلافة الإنسان له ، قد يحال دونها لو خسروا معركتهم الشرسة ...
تُذرف الدموع الطاهرة ...
ماذا لو فعلوا ما أمكنهم ، غير أن إخوانهم لم يسعفوهم وتمادوا في غيهم ..!!
ماذا لو آثر إخوانهم غير سبيل الهدى ..!!؟
هل يكونون حينها مذنبين، إذا ما تركوهم يعيثون في المجتمع فسادا ..؟؟
هل ثمة من حل حينها غير المواجهة ..؟ .. غير الضرب على يد المخطئ ..؟؟
.. غير الصدام ...؟؟ .. صدام الحق بالباطل .. والغلبة للأقوى ..!!؟؟
إنها الحال الأكمل لنمو الحقد والبغض في الصدور .. كالنمو السريع للفطر السام الخبيث ...
سيول الدمع على الخدود تتألق ...
هل يكونون مذنبين يومها إذ يشجون أواصر المجتمع الذي كلفوا بحفظه ..!!! 
أم ما العمل حينا ..؟ .. ما العمل ..؟؟؟
ولا تمهلهم الأيام حتى تتكاثر الخصومات ويتوسع الاضطراب .. هاهم يحاولون ما وسعهم ، إخمادا لنار الفتنة .. وآدم عليه السلام بين ظهرانيهم يتابع كل هذا بقلب يتحصر .. كيف لا وهو يرى كيف هتك حصنه الذي بناه ..
وهو يرى الشياطين تغزوا ساحته .. وتستبيحها مثلما لم تفعل من قبل .. بل لعلها لم تكن تحلم بيوم كهذا .. هاهي وقد احتوشت عددا من بنيه .. هي توحي إليهم ...
بل هي تأز بعضهم أزا ..!!
إبليس اللعين رأسا هنا ..!! .. هاهو على رأس المغيرين .. إنه يومه الذي وعده آدم وبنيه .. ليحتنكن ذريته إلا قليلا .. هاهو يستنفر أتباعه .. يقذف بجنده نحو كل ركن هش ليهتكوه .. تجاه كل خلل بالأمس البعيد أوجدوه .. فاليوم موعده ليسوى بالأرض ..
.. هذا يومه .. فهاهو صراخه يحتد في صخب المعركة ..!!
راقبه .. هاهو ذا يختلف من مكان إلى آخر وعيناه على واحد من بني آدم .. وكأنما يتتبع خطاه بكل حرص .. وابن آدم هذا تتقد النار في صدره كأحسن ما يحب اللعين أن يرى من اللهب .. فيتسارع نبضه في غبطة قذرة ...
وتتعاقب الأيام ولا يرى الشيطان إلا ملاسقا لهذا الآدمي ، أينما حل وارتحل ، كظله ...
سعي حثيث .. شبيه بإرهاصات المعصية الأولى في الجنة ..
ولعلها إرهاصات معصية أخرى ..!!

*** 

مصطفى محاوي - أوت 2004

إستمع إلى البودكاست الإذاعي للحلقة من هنا :


#قصة #رواية # #الشيطان #والإنسان: #القصة #-7- #الصالحون #
يتم التشغيل بواسطة Blogger.