فلسفة: قراءة في كتاب - الفكر الشرقي القديم - لجون كولر

0
#Philosophy #of #reading #in #the #book #of #ancient #oriental #thought #by #John #Koehler      اذا كانت نشاه الفلسفه قد صارت منذ عصور بعيده مشكله بين المشكلات التي تدرسها الفلسفه في محاوله للاجابه عن السؤال: اين نشات؟عند اليونان او في بلاد الشرق القديم؟ فقد انقسم الباحثون حيالها فريقين: الاول يؤيد النشاه في بلاد اليونان ويرى ان الشرقيه لم يكن سوى فكرا لاهوتي من الفه الى يائه، اما الاخر فقد راى ان هناك فلسفه شرقيه خاصه ترتبط بالدين احيانا وتنفصل عنه احيانا اخرى. لقد كان ارسطو اول من ردها الى بلاد اليونان عندما ذهب الى ان طاليس هو مؤسس ذلك الضرب من التفلسف، يقصد الفلسفه الطبيعيه وهكذا جعل الفلسفه تبدا بالمدرسه المالطيه طاليس ومدرسته في القرن السادس قبل الميلاد، في حيل ان ديوجنيس اللايرتي، اول من اشار الى ان الفلسفه نشات عند الشرقيين القدماء. وهكذا ظهر للعيان رايان متعارضان ان عقدت السياده للراي الاول طوال العصور القديمه، والعصور الوسيطه واستمر حتى نهايه القرن التاسع عشر وبدايه القرن العشرين، من ارسطو في القرن الرابع قبل الميلاد حتى برتراند رسل في القرن العشرين، ثم ظهرت بحوث جديده كشفت عن حضارات مزدهره وافكار جديده تقترب من ميتافيزيقا الفكر الغربي، مما غير الفكره القديمه التي غلبت الفكره الديني في حضارات الشرق. في هذا الكتاب ينتصر المؤلف جون كولر، للراي الثاني الذي يرى ان هناك فلسفات شرقيه لا تقل في عمقها ودقتها واصالتها عن فلسفات الغرب. وهو يقول انه كتب الكتاب وفي ذهنه غايتان: الاولى مساعده القارئ على فهم العقل الاسيوي. والثانيه تعريفه بالمشكلات الاساسيه في الفلسفه الشرقيه.

اذا كانت نشاه الفلسفه قد صارت منذ عصور بعيده مشكله بين المشكلات التي تدرسها الفلسفه في محاوله للاجابه عن السؤال: اين نشات؟عند اليونان او في بلاد الشرق القديم؟
فقد انقسم الباحثون حيالها فريقين:
الاول يؤيد النشاه في بلاد اليونان ويرى ان الشرقيه لم يكن سوى فكرا لاهوتي من الفه الى يائه، اما الاخر فقد راى ان هناك فلسفه شرقيه خاصه ترتبط بالدين احيانا وتنفصل عنه احيانا اخرى.
لقد كان ارسطو اول من ردها الى بلاد اليونان عندما ذهب الى ان طاليس هو مؤسس ذلك الضرب من التفلسف، يقصد الفلسفه الطبيعيه وهكذا جعل الفلسفه تبدا بالمدرسه المالطيه طاليس ومدرسته في القرن السادس قبل الميلاد، في حيل ان ديوجنيس اللايرتي، اول من اشار الى ان الفلسفه نشات عند الشرقيين القدماء.
وهكذا ظهر للعيان رايان متعارضان ان عقدت السياده للراي الاول طوال العصور القديمه، والعصور الوسيطه واستمر حتى نهايه القرن التاسع عشر وبدايه القرن العشرين، من ارسطو في القرن الرابع قبل الميلاد حتى برتراند رسل في القرن العشرين، ثم ظهرت بحوث جديده كشفت عن حضارات مزدهره وافكار جديده تقترب من ميتافيزيقا الفكر الغربي، مما غير الفكره القديمه التي غلبت الفكره الديني في حضارات الشرق.
في هذا الكتاب ينتصر المؤلف جون كولر، للراي الثاني الذي يرى ان هناك فلسفات شرقيه لا تقل في عمقها ودقتها واصالتها عن فلسفات الغرب.
وهو يقول انه كتب الكتاب وفي ذهنه غايتان:
الاولى مساعده القارئ على فهم العقل الاسيوي.
والثانيه تعريفه بالمشكلات الاساسيه في الفلسفه الشرقيه.
وهو يدعونا الى ان نفهم هذه الفلسفه على نحو ما فهمها اصحابها، بمعنى ان لا نحاول ان نفرض عليها مفاهيم جاهزه مستمده من الفلسفه الغربيه. ان علينا كما يقول ان ندرس الفلسفه الشرقيه في اطار معاييرها الخاصه.
ويذهب كولر الى ان فلاسفه الغرب يتهمون في بعض الاحيان بانهم يعيشون في ابراج عاجيه، عندما يعطفون على مفاهيم مجرده بعيده عن ارض الواقع، ويكتفون بتركيز اهتمامهم فيها، متجاهلين المسائل الكبرى المتعلقه بالحياه، اما فلاسفه الشرق فهم في رايه قد تجنبوا هذه التهمه عندما استمر التواصل بينهم وبين مسائل الحياه، عائدين بصفه مستمره الى محك التجربه الانسانيه.
لكن ذلك لا يعني ان فلاسفه الشرق قد ركزوا فلسفاتهم ومذاهبهم على مشكلات السلوك البشري والقيم الاخلاقيه وحدها، فنحن نجد عندك كثيرين منهم اهتماما بمشكلات ميتافيزيقيه اساسيه: فهنالك مدرسه ترى ان الذات او النفس جوهر قائم بذاته، بلوه تنظر الى الواقع نفسه من هذا المنظور، في حين تنكر مدارس اخرى فكره الجوهري وتعتبرها مجرده "وهم" لا اساس له، وهناك مدارس تؤمن بان الواقعه مؤلف من عدد هائل من العناصر النهائيه، وهي التي يسميها (الواقعيه التعدديه)، ثم تاتي مدرسه اخرى تفند هذه الواقعيه التعدديه، وترى انها تنطوي على تناقض ذاتي، لان الواقعه هو مجرد "خواء".
هناك مدارس،إذن، ترفض الجوهر والهويه والدوام او الثبات، وترى هويه الاشياء ودوامها مساله وهميه.
ومن ثم فان رؤيه الواقع من خلال منظور الجوهر هي زعم باطل لا اساس له، لان الاشياء لا تكف عن الظهور والاختفاء، فلا هويه دائمة بين الاشياء، بل عناصر تنشا وتتفرق، وتتوقف وتظهر وتختفي على نحو مستمر.
واذا كانت هناك مدارس واقعيه Realism، فان هناك ايضا مدارس مثاليه Idealism، بل "مثالية ذاتية" تغالي في مثاليتها حتى ترى ان (لا شيء موجود ما لم يكن مدركا في الوعي).
فكيف يمكن لك ان تقول: هذا لون ازرق، ما لم يقع في خبره وعين ما ..؟!
انه لا يمكن التمييز بين اللون الازرق نفسه وبين الوعي به، فهما شيء واحد، او قل: ان وجود الشيء يعني ادراكه،
مما يذكرنا بعباره الفيلسوف الايرلندي جورج باركلي الشهيره، الذي رفض ان تكون للاشياء الماديه وجود مستقل عن الذهن المدرك.
وهناك مدرسه "التاو - Tao" الشهيره التي تجعل المبدا الاول المطلقه لكل شيء وجودا لا سمه له ولا خواص، ولا تعين ولا تحديد،لكن الوجود الذي يخلو تماما من كل سماء هو "العدم"،وهكذا نجد ان البدايه التي كانت وجودا خالصا قد تحولت الى عدم خالص، وذلك هو اول مثلث في المنطق الهيجلي اذا اضفنا الصيروره.
وتستمر هذه المدرسه في منحاها الهيجلي الواضح (وان كانت سابقه على الهيجليه بقرون طويله) لتخبرنا ان الاضداد يتحول بعضها الى بعض، عندما يصل شيء ما،وهو يسير في اتجاه معين،الى حده الاقصى،فانه يعكس تجاهه،ويعود الى الاتجاه الآخر.
وينطبق هذا المبدا على عالم الماده والروحي على حد سواء.
عندما تغدو الدنيا بارده للغايه،فلابد ان نتوقع ان عكسا للامور سوف يقع بحيث يبدا الدفء في القدوم،وعندما يتفاقم الحر، يبدا في الانعدام ويظهر البرد، وهذا هو طريق الطبيعه على نحو ما نراه في تعاقب الفصول.
كذلك عندما تكون هناك حياه، يكون هناك موت.
وعندما يكون هناك موت تكون هناك حياه. وقل مثل ذلك في الامور الروحيه: فعندما يغدو شخص شديد الكبرياء والغرور فان الفضيحه والذل يعقوبان...
مما يذكرك بالجدل الهيجلي الذي يسري في الكون كله،بل ان بعض الاذكار هنا شديده الشبه بما كان يقوله هيجل (الغرور يسبق الانهيار) و(سرعانا ما تفل السكين الحاده) و(المفرط في الخداع والحيله يخدع نفسه) و (الحزن العميق يعبر عن نفسه بابتسامه).
وباختصار فان القارئ خلال صفحاتي هذا الكتاب سوف يلتقي بالفلسفات المثاليه والواقعيه والماديه والروحيه والواحديه والتعدديه..، كما سيلتقي بالنزعه العدميه ولا ادريا ومذهب الشك الفلسفي...، فضلا عن مناقشات مستفيده لمفاهيم فلسفيه اساسيه:كالجزئي والكلي والفردي والصيروره والوجود والعدم والدوام والثبات والهويه والمطلق والنسبي والمشروط والذات العارفه والموضوع المعروف والسببيه والاعتماد المتبادل والتاثير والتاثر، كما سيجد مناقشات لطرق المعرفه الممكنه او ما يسمى بنظريه المعرفه،واراء منوعه حول المنطق...
مما يؤكد لك ان العقل الاسيوي لا يقل عمقا واصاله عن العقل الغربي -اذا صح ان هناك مثل هذه القسمه للعقل البشري-كما يؤكد لك ايضا خطا القسمه التي كان يقول بها فارنجتون Farrington B ، من ان (المفكر اذا ظهر في الغرب كان فيلسوفا واذا ظهر في الشرق كان نبيا).
فسوف نجد في هذا الكتاب عددا من المفكرين الفلاسفه اصحاب مذاهب فلسفيه بل وميتافيزيقيه دون ان يكونوا انبياء على الاطلاق.

مأخوذ من مقدمة الدكتور إمام عبد الفتاح إمام

يمكنك تحميل الكتاب من هنا :

#فلسفة # #قراءة #في #كتاب #الفكر #الشرقي #القديم # #جون #كولر
#Philosophy #of #reading #in #the #book #of #ancient #oriental #thought #by #John #Koehler
يتم التشغيل بواسطة Blogger.