مقال فلسفية حول نص منطق الاكتشاف العلمي لكارل بوبر

0

 المقدمة :

إن مسألة اليقين والحقيقة في مجال العلم، تعد من صميم مباحث فلسفة المعرفة عموما وفلسفة العلم على وجه التحديد، حيث أن الجدل ومنذ القديم احتدم حول قدرة العقل الإنساني على ادراك الحقائق بين اليقين المطلق والشك النسبي، ولقد كانت المعرفة المكتملة اليقينية غاية العلم قديما، لكنها لم تعد كذلك في ضوء المناهج العلمية الوضعية الراهنة بحسب الكاتب في نصه المعنون : منطق الاكتشاف العلمي. 

فماهي غاية العلم بحسب كارل بوبر؟

وماهي مبرراته التي طرحها في النص ؟

العرض:

يرى كارل بوبر أن كل الإثبات علمي يبقى خاصا ومحدودا، فلا يمكن في العلم الوصول إلى يقين مطلق، حيث أن اليقين المطلق بحسبه وثن مضلل يقف عائقا في طريق تقدم العلم. 

حجج وبراهين:

ولقد برر الكاتب موقفه هذا بأن العلم يتجه إلى غاية ليس لها نهاية وبلا حدود، وأن سبيله إليها اعتماده على النقد الجريء، الذي لا يتوقف عند الحقائق الجزئية والمسلمات المؤقتة، فيخضعها دوما للاختبار والمساءلة والتمحيص باستمرار.

النقد والتقييم:

بالنظر إلى تاريخ النهضة العلمية في أوروبا وإرثها المتراكم منذ القرن السابع عشر، يبدو موقف الكاتب متسقا إلى حد كبير مع روح العلم التجريبي في انكاره للحقائق المطلقة واصراره على مراجعة جميع المسلمات، فلولا هذا النهج ما فتحت أبواب الكشوف الهائلة في مختلف المجالات، ولا قفزت الحضارة الإنسانية إلى حيث هي الآن.

لكن ورغم كل ذلك لا يستطيع أي عالم ،ومهما كان متحيزا لمنهاج العلم التجريبي الوضعي، انكار أن هذه المناهج في عمقها مبنية على مسلمات عقلية منطقية مطلقة لا يمكن تبريرها ، ولولاها ما كان هنالك علم ولا كانت هنالك كشوفات.

الخاتمة :

أخيرا يبقى الإدراك البشري سواءا بالعقل أو بالحواس ذاتيا ومحدودا، ووجب بحسب كارل بوبر اخضاع جميع معارفنا العلمية السابقة للنقد والاختبار ، بغية تأكيد كل صحيح و إعادة النظر في كل ما تسلل إليه الشك من معرفة، حتى تتبدد الأوهام شيئا فشيئا، في نضال مستمر لا ينتهي مهما طال عمر البشرية.  



يتم التشغيل بواسطة Blogger.