ورقة بحث : نشأة الفلسفة الحديثة

0

 ابتداءا من القرن الرابع عشر، الذي امتاز بخصائص مختلفة، كانت ثورة على الماضي كله، حيث امتاز كل شيء بنفور شديد من المعاني المجردة ونزوع قوي إلى الواقع، أخذ في نقد المجردات ولم يرَ فيها إلا أنها أسماء أو ألفاظ جوفاء، بحيث تصح تسميته بعهد الاسمية أو اللفظية، وقاده هذا النقد إلى الشك في العقل والمعقولات، ودعا تفكير العقل فلسفة خالصة مقطوعة الصلة بالدين، ومضى في نقده من المجردات العقلية الخاصة بأرسطو ، فبددها وتحرر من سلطان أرسطو في العلم والفلسفة جميعًا، 

بل مد النقد إلى أصول الاجتماع فأيد أباطرة الجرمان والملوك في تمردهم على البابوية، وقال بوجوب الفصل بين السلطة الدينية والسلطة المدنية، ما كان يشير إلى قرب هبوب عاصفة «الإصلاح الديني»، 

رأى الفلاسفة المجددون أن المعرفة الحسية الجزئية أوضح وأوكد من المعرفة العقلية المجردة، وأقبلوا على الطبيعة يدرسونها لذاتها فوضعوا العلم الخاص المستقل عن الفلسفة، جددوا علم الفلك واهتدوا إلى قوانين جديدة للحركة، فهدموا البناء الذي شاده أرسطو «للسماء والعالم».

حين بدأتْ نظرة العصور الوسطى إلى العالم في الاختفاء خلال القرن الرابع عشر، أخذت تظهر بالتدريج قُوًى جديدة عمِلَت على تشكيل العالم الحديث كما نعرفه اليوم. فمِن الوجهة الاجتماعية، أصبح البناء الإقطاعي للمجتمع الوسيط غير مُستقر نتيجةً لظهور طبقةٍ قوية من التجَّار الذين تحالفوا مع الحُكام ضدَّ مُلاك الأرض الخارجين عن كل سلطة. ومن الوجهة السياسية، فقَدَ النبلاء قدرًا من حصانتِهم عندما ظهرت أسلحة هجومية أفضل، جعلت من المُستحيل عليهم الصمود في قلاعهم التقليدية. فإذا كانت عصِيُّ الفلاحين وفئوسهم عاجزة عن اقتحام أسوار القلعة، فإنَّ البارود قادر على ذلك.

وهناك أربع حركاتٍ كُبرى تُحدد مَعالم فترة الانتقال التي امتدَّت من وقت بدء تراجُع العصور الوسطى حتى القفزة الكُبرى إلى الأمام في القرن السابع عشر. 

- أولى هذه الحركات هي النهضة الإيطالية في القرنَين الخامس عشر والسادس عشر.

- أصبح مُفكرو عصر النهضة أكثر اهتمامًا بالإنسان، «النزعة الإنسانية»

- ظهور حركة الإصلاح الدِّيني مع مارتر لوثر 

- الثورة العلمية بداية من القرن السادس عشر 

كما أن اختراع الطباعة و الكشوف الجغرافية كان لهما الأثر الكبير في الثورة الفكرية والثقافية والاجتماعية اللاحقة.


تحميل البحث بصيغة PDF
يتم التشغيل بواسطة Blogger.