لست ملاكا : مجانين كلنا

0

 

مجانين كلنا نرتدي أقنعة  مجانيننا من ألقو الأقنعة  عندما كنت أرى أحدهم يمشي في الطريق وهو يجادل نفسه بصوت مسموع , يضحك ثم يغضب ... أتذكر على الحال نفسي وأنا الساكت إزاءه  أنا مثله أجادل نفسي, أضحك ثم أغضب لكنني أرتدي قناع الصمت  المجانين تحرروا منا, كُشطت شُرفاتهم  نحن المجانين المسجونون خلف شرفاتنا  نحن صاخبون لا نهدأ, نجتر ذكرياتنا كل حين ونخشى كل لحظة غَيب مقبلة  تزدحم مشاعرنا وأفكارنا على أعتاب ألسنتنا, تُغربل .. تُجز .. تُقَلم .. يتساقط منها الكثير قبل أن تعبر الحلق متبرجة على غير حقيقتها  كان لدي عم يجلس وحيداً في غرفة فإذا اشتعل غضبه فجأة أخد يجادل أشخاصا لا أراهم ويُذَكِرهم بأيام وسنين لم أكن فيها أنا حيا  كان يستبد بي العجب منه  وطالت الأيام حتى وجدتني بيني وبين نفسي أجتر ذكريات بالية فيستبد بي الغضب أكاد أفرغه على صور أصحابها وهم في خيالي .. فأتذكره  إننا درجات .. مُداراة ثم كذب ثم نفاق فخداع  مجانيننا وحدهم الصادقون

مجانين كلنا نرتدي أقنعة 
مجانيننا من ألقو الأقنعة 
عندما كنت أرى أحدهم يمشي في الطريق وهو يجادل نفسه بصوت مسموع , يضحك ثم يغضب ... أتذكر على الحال نفسي وأنا الساكت إزاءه 
أنا مثله أجادل نفسي, أضحك ثم أغضب لكنني أرتدي قناع الصمت 
المجانين تحرروا منا, كُشطت شُرفاتهم 
نحن المجانين المسجونون خلف شرفاتنا 
نحن صاخبون لا نهدأ, نجتر ذكرياتنا كل حين ونخشى كل لحظة غَيب مقبلة 
تزدحم مشاعرنا وأفكارنا على أعتاب ألسنتنا, تُغربل .. تُجز .. تُقَلم .. يتساقط منها الكثير قبل أن تعبر الحلق متبرجة على غير حقيقتها 
كان لدي عم يجلس وحيداً في غرفة فإذا اشتعل غضبه فجأة أخد يجادل أشخاصا لا أراهم ويُذَكِرهم بأيام وسنين لم أكن فيها أنا حيا 
كان يستبد بي العجب منه 
وطالت الأيام حتى وجدتني بيني وبين نفسي أجتر ذكريات بالية فيستبد بي الغضب أكاد أفرغه على صور أصحابها وهم في خيالي .. فأتذكره 
إننا درجات .. مُداراة ثم كذب ثم نفاق فخداع 
مجانيننا وحدهم الصادقون 

هل تصبر علي ان اخبرتك بأشياء فظيعة 
وأنا في سن صغيرة أخذ يجتاحني هلع على فجأة كل حين، فينبض قلبي بعنف أشعر به يكاد يخترق صدري فألقَى بين يدي أمي وأنا أصرخ : سوف أموت ... 
فيأخذها الذعر هي وأبي وجميع من في البيت 
لقد تيقنوا أنه قد مسني الجن بالصرع بعد ما أعياهم الطبيب دون أن يجد في قلبي وصدري ما يدعوه للقلق ... فلم يتركوا بعده من رُقى وأذكار وأحجب إلا وفعلوها من أجلي 
وسمعت والدي يوما يقول عني : لعله تخطى جيفة مسكونة ... 
فتذكرت كم كنا نتراكض حول المزابل حيث كانت ملاعبنا الساذجة ... فصدقته 
حتى مضت عشرات السنين والآن فقط أدركت أن حالتي يومها كانت صدمة نفسية لطفل كان يشاهد يوميا صور التفجيرات والقتلى و الأشلاء على شاشة الأخبار الوطنية 
في سنوات بشعة كنا نحن الأطفال ضحاياها غير المحسوبين 
وإني لا أزال أتذكر صور أطفال الكشافة الصغار الذين تم تفجير احتفالهم البريء في المقبرة وكيف أصابني الهلع وملامحهم الدامية لم تفارق خيالي لأيام ... 

كم تراها عدد الندبات التي أدمت طفولتنا البريئة ولا زالت تشوه نفوسنا المُعتلة حتى الآن ... 
كم من العُقد المتينة التي تعاقدت فوق بعضها وتشابكت في نسيج أفئدتنا منذ تلك الأيام ... 
هل تراها ردود أفعالنا .. نزعاتنا .. ملامح شخصياتنا حرة بعيدة عن نفوذ تلك التجارب ... 
صدقني ... وأنا أسير ... لطالما قابلتها في منعطفات الحياة وقد كنت أظن أنني نسيتها ... يفترض بالطفولة أن تكون بريئة                    
وأنت تنظر إلي والألم يعتصرك 
تريدني أن أحملك وأعيدك إلى حضني 
لا أستطيع حبيبي ... لا أقدر 
والألم يعتصرك صغيري ... ألمٌ يَهد الرجال البالغين 
لا أستطيع أن أحمله عنك يا حبيبي ... والله يشهد أني وددت ذلك 
يفترض بالأب أن يحمي ابنه 
كان مفترضا لطفولتك أن تكون بريئة ... لكنها لم تكتمل 
سامحني صغيري ... لقد خيبت أملك ... لم انتشلك مما كان قلبك الصغير يعانيه ... لقد تركتك وحيدا وسط تلك الأهوال ... حتى إذا فقدت أملك فيَ ... غدوت تُشيح بوجهك عني كلما أتيت إليك ... أكلمك فلا تجيب 
لم أكن أدري أن أحكام الحياة قاسية هكذا 
نُحِرتُ مرتين ... حين فَقدتك مرتين

يتم التشغيل بواسطة Blogger.