لست ملاكا : صرخات وداعك

0

 

تركت الجبل أجر خطواتي وقد أدركت أي قاع سحيق تغرق فيه نفسي وصدى كلمات السيد تتردد من حولي  السيد الذي تخيلوه في عشاءه الأخير على مائدة ملكية ومن حوله حاشيته المترفة هو الذي ربما كان يومها في الحقيقة يفترش التراب وقد كان يكابد الجوع أياما طويلة بصحبة المساكين  لقد اعتدنا تحوير الحقائق فهي في الغالب لا تناسبنا  قاسية فنلطفها.. صلبة فنلينها .. مستقيمة فنحنيها  لقد تخيلوه وهم ينظرون إلى أنفسهم على مرايا رغباتهم فكان لهم كواحد منهم فأحبوه كما يحبون أنفسهم ولو رأوه على الحقيقة المخالفة لكرهوه  كذلك نماهي الحقائق في الغالب لتناسب أهواءنا ثم بعد ذلك يلذ لنا الدافع عنها  في ذلك اليوم وجدتك.. ظننت أن صحبتنا سوف تطول.. لقد ضمن قلبي الغافل وجودك فسهيت عنك  ماذا أقول ؟ .. لقد كنت في ذهول .. لست أدري إن كانت قد صعقتني كلمات السيد .. أم أنني أبحث الآن أمامك عن مبرر مريح  صدقني لم يكن الأمر مريحا لي البتة وأنا أتذكر ما فعلت بك.. لقد بكيت عدد اللحظات التي تجاهلتك فيها  كنت تستحق مني أفضل من ذلك الذي حظيت به  ما الذي دهاني يومها ؟ .. لا أدري

تركت الجبل أجر خطواتي وقد أدركت أي قاع سحيق تغرق فيه نفسي وصدى كلمات السيد تتردد من حولي 
السيد الذي تخيلوه في عشاءه الأخير على مائدة ملكية ومن حوله حاشيته المترفة هو الذي ربما كان يومها في الحقيقة يفترش التراب وقد كان يكابد الجوع أياما طويلة بصحبة المساكين 
لقد اعتدنا تحوير الحقائق فهي في الغالب لا تناسبنا 
قاسية فنلطفها.. صلبة فنلينها .. مستقيمة فنحنيها 
لقد تخيلوه وهم ينظرون إلى أنفسهم على مرايا رغباتهم فكان لهم كواحد منهم فأحبوه كما يحبون أنفسهم ولو رأوه على الحقيقة المخالفة لكرهوه 
كذلك نماهي الحقائق في الغالب لتناسب أهواءنا ثم بعد ذلك يلذ لنا الدافع عنها 
في ذلك اليوم وجدتك.. ظننت أن صحبتنا سوف تطول.. لقد ضمن قلبي الغافل وجودك فسهيت عنك 
ماذا أقول ؟ .. لقد كنت في ذهول .. لست أدري إن كانت قد صعقتني كلمات السيد .. أم أنني أبحث الآن أمامك عن مبرر مريح 
صدقني لم يكن الأمر مريحا لي البتة وأنا أتذكر ما فعلت بك.. لقد بكيت عدد اللحظات التي تجاهلتك فيها 
كنت تستحق مني أفضل من ذلك الذي حظيت به 
ما الذي دهاني يومها ؟ .. لا أدري 
لقد ابتعدت عنك وانشغلت بنفسي ؛ لقد غرقت في دوامتي وصرت أسير بين الناس بوجه شاحب حتى لاحظوا ذلك 
كانت أول مرة أنعي فيها نفسي المشوهة.. أسجيها في نعشها وأبكيها.. وأقف على محراب الموت أرثيها 
لقد ذهلت عنك وأنا أصارع حقيقة نفسي و لم أنتبه من غفلتي إلا على صرخات وداعك 
حبييي هل يكفيني الحزن والأسف ؟ 
كان انتباهي متأخراً 
لعلك تذكر يوم أجهشت أمامك بالبكاء أرجو مسامحتك 
نظرت إلي بعينيك البريئتين.. لم أعلم إن كنت قد سامحتني.. لكنني على الأقل كنت صادقاً 
لقد فهمت أنها لحظات الوداع 
طلبت من أعماق قلبي فرصة ثانية لكنها لم تكن 
كم هي الحياة قاسية حين تذبل 
بكيتك بحسرة لم أبكيها أحدا قبلك 
وأنا على أعتاب مذلة نفسي لم أكن في حاجة لإدانة أخرى.. فكانت.. وأشد من أي شيء آخر 
قَهَرَتني فغرقت حيث كنت أجثو وتقطعت أنفاسي 
أحملك بين يدي ألفك بحزني.. 
"أجتاز بحذر المستنقع.. يعلوه عشب أخضر.. لكن قدمي إذا انزلقت أصابها الشوك المخفي تحت الوحل.. 
وله حارس من بعيد أتجنبه 
أتكئ على جداره بيميني وهو مبني بصخر ميال لزرقة كأنه مسقول.. أتحسس نهايته بحذر 
بلغت بداية درجه فقفزت بعجل من المستنقع 
صعدت الدرج 
دلفت فإذا داخله كمثل الشوارع الخالية والحوانيت إذا بنيت جميعا تحت الأرض 
وإذا أطفال ترجي في مرح وحدها .. تجتاز الشوارع الفارغة وتزور الحوانيت 
ثم صعدت درجا.. فإذا بي على سطح له شرفات كالأبراج لكل برج لون له درع وكفوف وثلاث أبواق بأعلام 
وإذا صوت يُذَكر بالليل والضحى" 
بعدما انقضى هرعت إليك حتى لا يسبقني أحد 
حضنتك.. قبلتك.. رافقتك إلى الباب فودعتك وأنا أرجو اللقاء 
صرت بعدك أتحين ستائر الليل أبكيك وحيدا 
أداري حزني عن الغير 
تخشع مقلتي كلما ذكرتك 
مثكول أنا وما رحمو يخفون الشماتة تحت اللسان حين يبدون النصح كأنهم يملكون القلوب والأقدار 
وثقلت علي نفسي بعدك حتى شاع بينهم ضعفي 
ورُميت على أعتابهم يدوسون علي فأنحني وهم يترَفعون 
ألف نفسي على جرحك لا تشفيني العبرات ولا النواح المكتوم 
فإذا ما عَتو عَتت نفسي عليهم أشدها وهي لا تسمعني تُقلب مواجعهم تَرد ألسنتهم المندلقة إلى نحورهم 
وقد علمت أنني بعد هذا لن أريح ولن أستريح ... وقد كان 
حتى وجدتني مثخنا أجر أشلائي إلى سفوح الجبل ... أريد الراحة 
تحاملت على نفسي حتى ألقيتها حيث كانت تُصيخ السمع

يتم التشغيل بواسطة Blogger.