لست ملاكا : غفوة

0

 

نحن نملك عيونا بلا أجفان.. لا ترمش. ولا تخلد لنوم ؛ أجفاننا المتحركة على صفحة الوجه الملموس مجرد ستائر عيوننا لا ترمش ولا تنام.. إذا ما أطبقتَ جفنيك وأسدلت ستائرك فأنت سريعا تَلتفتُ مُشرَعَ البصيرة نحو فجوتك تتفحص أفكارك وذكرياتك إننا لا ننام .. بل نحن نغوص في أعماقنا حتى إذا أوغلنا نسينا أنه كان لدينا شرفة نطل منها.. تتلاشى من حولنا تراكيب المعقول كما لو كانت دُخان وَهم يعترينا كلما أطللنا من شرفاتنا.. ثم نغوص فتتفكك سلاسل الزمن كما لو كان هو الآخر من أوهام الشرفة.. ثم نغوص فننسى من نكون .. هل ترانا وهم آخر ؟ أم أننا نواجه حقيقة أننا لسنا ما اعتدنا ... أننا لسنا من نظن لماذا تُرانا سريعا نُخدع ؟ .. لماذا نُداري طبائعنا عن غيرنا فَنَخدع ؟ .. نلبس أقنعة كي تخفينا فإذا الأقنعة ذاتها عن ذواتنا تعزلنا ثم تنفينا حتى إذا ما عُدتَ تبحث عن ذاتك طفقت تقلب أقنعتك بين يديك وأنت محتار.. هل كل هذا تزييف ؟ طبقات بعد طبقات تحفر باحثا عن وجهك الصادق مغامرٌ كالمقامر لا تدري أوجها بشوشا بالطيبة البريئة ينتظرك في القاع ، أم قطعة ليل مظلمة مكفهرة بالأحقاد ... من يدري منا حقا ما تخفيه أخاديد جوفه تِهنا بين المُداهنات ؛ نَتَملق الآخرين ثم نَتَملقنا نسير .. فنكبر .. فنظن أننا فهمنا ألغاز الحياة ونحن لغزها الأول... سريعا نقفز قفزة الشعور .. بين لم نكن شيئاً وبين الغرور أوهامنا تُغوينا.. الفهم.. القدرة.. ثم الإمتلاك

نحن نملك عيونا بلا أجفان.. لا ترمش. ولا تخلد لنوم ؛ أجفاننا المتحركة على صفحة الوجه الملموس مجرد ستائر
عيوننا لا ترمش ولا تنام.. إذا ما أطبقتَ جفنيك وأسدلت ستائرك فأنت سريعا تَلتفتُ مُشرَعَ البصيرة نحو فجوتك تتفحص أفكارك وذكرياتك
إننا لا ننام .. بل نحن نغوص في أعماقنا حتى إذا أوغلنا نسينا أنه كان لدينا شرفة نطل منها.. تتلاشى من حولنا تراكيب المعقول كما لو كانت دُخانَ وَهْم يعترينا كلما أطللنا من شرفاتنا.. ثم نغوص فتتفكك سلاسل الزمن كما لو كان هو الآخر من أوهام الشرفة.. ثم نغوص فننسى من نكون
.. هل ترانا وهم آخر ؟
أم أننا نواجه حقيقة أننا لسنا ما اعتدنا ... أننا لسنا من نظن
لماذا تُرانا سريعا نُخدع ؟ .. لماذا نُداري طبائعنا عن غيرنا فَنَخدع ؟ .. نلبس أقنعة كي تخفينا فإذا الأقنعة ذاتها عن ذواتنا تعزلنا ثم تنفينا
حتى إذا ما عُدتَ تبحث عن ذاتك طفقت تُقلّب أقنعتك بين يديك وأنت محتار.. هل كل هذا تزييف ؟
طبقات بعد طبقات تحفر باحثا عن وجهك الصادق
مغامرٌ كالمقامر لا تدري أوجها بشوشا بالطيبة البريئة ينتظرك في القاع ، أم قطعة ليل مظلمة مكفهرة بالأحقاد ...
من يدري منا حقا ما تخفيه أخاديد جوفه
تِهنا بين المُداهنات ؛ نَتَملق الآخرين ثم نَتَملقنا
نسير .. فنكبر .. فنظن أننا فهمنا ألغاز الحياة ونحن لغزها الأول...
سريعا نقفز قفزة الشعور .. بين لم نكن شيئاً وبين الغرور
أوهامنا تُغوينا.. الفهم.. القدرة.. ثم الإمتلاك
وغرورنا حين يزهو يُعمينا .. أننا أفلتنا في كل خطوة منها أكوانا من الأسرار وأننا على الحقيقة لم نفهم .. ولم نقدر.. ولم نملك.
وعندما نفقد شيئاً منها نجزع ونسخط .. لكنها لم تكن سوى لحظة صادقة تكشفت فيها الحياة أمامنا عارية عن أوهامنا
لحظة متعة سريعا ما تزول تكفي وحدها من تأمل حتى تبدو هذه الحياة أمامه غير جادة .. تتلاشى بين أصابع من يرجوها كالسراب
يريد اللحظة يريد الآن .. فلا يكاد يمسكه؛ يلهث خلف المجد فإذا أدركه أفلته
الحياة تراوغنا بذهاء يُضاهيها ، ترمقنا من خلف الأستار تغرينا بعبيرها بالكاد نتنسمه ، بلمحاتها الخاطفة تخطف أفئدتنا ، نتلمس في الظلمات نرجوها وهي تتستر كما لو كانت تتمنع عنا.. ليس الآن.. لم تحن اللحظة
لماذا هذا الشغف بالحياة ؟
لماذا هذا الضجر من الموت ؟
ألم نكن جميعا موتى ؟
إننا لا نعرف على وجه التحديد كيف نفكر .. وكيف ندرك وجودنا .. من أين ينطلق وعينا.. وهل نحن الوعي ذاته
ثم ندعي أننا فهمنا الحياة كلها.. ثم نقفز فنطلق أحكاما مطلقة على الغيب المبهم فنُثبت ونَنفي باستعلاء
الأجدر بنا أن نُلقى في الهوة الفارهة داخلنا علنا نسقط إلى قاع حضيضنا فلا نتطاول بعد ذلك
المدهش كيف تفتقنا من العدم وصرنا نشعر نسمع ونبصر.. نتطلع إلى الحياة فإذا أدركناها لبسناها كثوب أزلي مضمون.. ننكر على الدوام عدمنا الأول بل ونتناسى العدم الذي نغطس فيه كل ليلة
عجبا كيف نُخدع حيث نربط حلقات اليقظة المتقطعة لتغدو سلسة من الدهر المتصل فنعترف به وقد ألقينا بنصف عمرنا الآخر إلى غياهب النُكران
العجب أننا من حيث لا ندري يعترينا الشعور بالأزل كما لو كنا بلا بداية.. بل ونضجر من الموت نرجو البقاء بلا نهاية
والعجب هو من أي بُعد سحري تسلل إلى ذواتنا هذا الشعور في الأصل ونحن العدم المتجدد
والكائنات كأنها كلها ترجوه فتراها لا تستسلم للفناء إلا قليلا.. وكأن هذا الشعور السحري قد بث فيها جميعا .. أو لكأننا نحن وهي مجتمعين بعثنا من منبع واحد
يبدو كما لو كانت سلاسة ارتدائنا لأجسادنا في كل مرة نفيق فيها والشعور الحسي الفائق مع الخفة الساحرة التي يتجاوب بها الجسد مع كل رغبة؛ تعمل مجتمعة بوجه ما على تبليد شعورنا فنظن أننا أجسادنا وأننا قادرون عليها
فنجزم أننا أجسادنا وأن الحياة ما نرى من حولنا وما نسمع
بيد أنه ربما لا نعدو كوننا نطل عبر شرفات أجسادنا على هذا الشكل من الحياة ..
كيف يمكن لجسد خارج في مجمله عن سيطرتك أن يكون أنت ؟
إن أجسادنا كائنات غريبة مدهشة متقنة دقيقة ومتكاملة أقسمت على خدمتنا بكل تفان ، لا تعصي ما نأمرها فتسمع وتطيع ، هي مع ذلك على تسخيرها ويسرها مُعقدة في طُرقها فيَعسُر على الخبير المتخصص فهم أسرارها
ألا يدعو هذا لحيرة عميقة ...
أعني هذا التلازم بين اليسر في التسخير والعسر الشديد في التقدير الذي نراه في هذه الحياة من حولنا في كل شيء
ثم إني لاحظت أننا ونحن نستسلم لغيبوبة اللاشعور نغوص في بحر من الأحاسيس أو كأنها أحاسيسنا تستفيق و تنشط فالمشاعر تغدو حادة قوية تتضاعف في غمرتها الأذواق فإذا الفرح والسعادة أضعافا والخوف والحزن كذلك
فلست أدري إن كان ذلك مجرد عرض أم أنها حالتنا على أصلها البريء تخبو مشاعرها وتتبلد كلما أفاق وعينا واندمج بشكل الحياة البارد هذا
يعززه لدي ما أذكره من شذرات الطفولة الأولى حيث كانت المشاعر في الغالب تسبق الأفكار

 عجبت لمن يحذر الموت وهو يستسلم له مسترخيا كل ليلة؛ وعجبت لمن ينكر جازما الحياة بعده وهو يُبعث كل صباح

صغيري ... لقد جأرت إلى الله ذليلا أن يمن فيجعل شفاءك على يدي ... ولما لم يُجبني علمت أنه قد قضى أمره فأُسقط في يدي ... ثم لقيتك فإذا بي أرى مسحة الموت الرهيب تسكن جسدك الصغير المترنح ... ففُجعت فيك ... هكذا صار ابني ؟  ... ذابت غضاضة الحياة فيه وقد كان بالأمس القريب غُصنا طريا بهيجا
أيقنت ان موعد الفراق قد دنى
وبللت الدموع وجهي أمامك
ثم اعطاني ربي حضن الوداع وأنا غافل عنه ... أضع جسدك النحيف بين يدي ألاعبك وأنت بالكاد تشعر وتحس والألم أقرب إلى وجهك الصغير من البسمة
لم أعرف كيف أواسيك فساعة أُذكرك بما كان يَسُرك ولم يعد .. وأخرى أساعدك فترمق ما خلف النافذة بعينيك الضعيفتين كما لو كانت إطلالتك الأخيرة على حياتنا وأنا لا أدري أنها ساعات فقط ثم لا أحملك بعدها إلا مُكفنا نحو نعشك ... حبيبي.
يتم التشغيل بواسطة Blogger.