مذكرات توثق الحياة جنوب غرب الجزائر : الأستاذ الملحد

0
مع بدايات القرن العشرين كان مذهب الإلحاد قد بلغ ازدهاره في أوربا بفضل جهود المبشرين به في القرن الماضي أمثال كارل ماركس، تشارلز داروين، فريدريك نيتشه وسيغموند فرويد من جهة وبدعم من اكتشافات العلم ومعجزات التصنيع من جهة أخرى، وعلى خطى طه حسين انبهرت النخب العربية بهذا الإبداع الغربي وصُعقت من هول الفجوة بين مجتمعاتهم الشرقية المتخلفة وبين مجتمعات أسيادهم، فلم ينتصف القرن حتى كانت الثقافة الغربية قد فرّخت على امتداد مستعمراتها العربية مذاهب وجماعات تدين لها بالولاء وتحتقر كل ما ورثته من تراث الشرق.

 

مع بدايات القرن العشرين كان مذهب الإلحاد قد بلغ ازدهاره في أوربا بفضل جهود المبشرين به في القرن الماضي أمثال كارل ماركس، تشارلز داروين، فريدريك نيتشه وسيغموند فرويد من جهة وبدعم من اكتشافات العلم ومعجزات التصنيع من جهة أخرى، وعلى خطى طه حسين انبهرت النخب العربية بهذا الإبداع الغربي وصُعقت من هول الفجوة بين مجتمعاتهم الشرقية المتخلفة وبين مجتمعات أسيادهم، فلم ينتصف القرن حتى كانت الثقافة الغربية قد فرّخت على امتداد مستعمراتها العربية مذاهب وجماعات تدين لها بالولاء وتحتقر كل ما ورثته من تراث الشرق.

يقول الوالد: 

في سنه 1972 دخل المعلم العربي الى المعهد التكنولوجي ببشار فترة التربص حتى ينتقل الى درجة مساعد وكان يتمتع بنظام نصف داخلي، كان الرئيس بومدين قد جاء من عدة دول عربية واسلامية بأساتذة ليكونوا المعلمين المتربصين في جميع الاطوار وقد قام بمجهودات معتبرة في هذا المجال، خاصه في ميدان اللغة العربية وسد الثغرات والفراغ الموجود والجهل المتفشي في الاوساط الشعبية نتيجة مخلفات الاستعمار الفرنسي بعد احقاب من الزمن.

 كان يدرس المعلم العربي في المعهد التكنولوجي عدة مواد مع عدد من الأساتذة مثل اللغة العربية كان استاذ مصريا والرياضيات كان يدرسه عراقي اما في التاريخ والجغرافيا فكان يدرسه جزائري ومدرس فرنسي للغة الفرنسية .

استمر تكوينه لمدة سنة كاملة في هدوء ونشاط وفي اخر السنة في شهر ماي وجوان انتهت الاختبارات واشتدت الحرارة فطلب المعلمون من استاذ الرياضيات العراقي شوقي التوقف عن العمل لأن السنة انتهت والاختبارات هي الاخرى انتهت وان بقية الأساتذة توقفوا، كان المعلم العراقي جريئا ونشيطا لا يضيع الوقت وكان متمكنا من المادة وله رغبة قوية في العمل ولديه فصاحة لسان فوقف ووضع رجله على المقعد وقال لهم ايها الطلبة إذا ماذا نفعل، حينها كان العربي جالسا في الاخير مع صديق له يدعى خارف، كان خارف شابا مراهقا قد وضع مذياعا صغيرا في جيبه وسماعة في اذنه وهو يستمع الى أغاني عبد الحليم حافظ وفجأة سقط خيط السماعة وانطلق المذياع بصوت مرتفع فسمع الاستاذ والطلبة صوت المغني داخل القسم، غضب الاستاذ وقال ما هذا فضحك خارف وقال يا استاذ هذا سحر واغلق المذياع بسرعه، فأجاب الاستاذ غاضبا لا يوجد سحر ابدا انه مجرد خرافة، فرد العربي قائلا لكن السحر مذكور في القران في عدة سور وكل ما ذكر في القران فهو موجود وقد قال الله في حق سيدنا محمد وما ينطق عن الهوى،

 عندها تغير وجه الاستاذ وقال له منفعلا القران كله كذب، فتفاجأ المعلم العربي وأحس بالخطر وتيقن ان الاستاذ كافر رغم كونه ينطق بالعربية، ضاق الامر عليه وغضب غضبا شديدا وأراد ان يدافع عن دينه وقال في نفسه اللهم يسر لي شيئا ادافع به عن دينك، في الحين تذكر قصة على علاقة بالموضوع لتكون على الاستاذ حجة، فرفع يده للأستاذ وطلب منه الكلام عن دكتور مصري نشر حوارا صحفيا في ليبيا فسمح له الاستاذ بالكلام وقد فرح من ذكر الدكتور المصري وقال للعربي تكلم وارجو أن يكون كلامك خارج عن نطاق الدين،  فحكى العربي لهم قصة استاذ في مصر يدرس مادة العلوم في كل يوم يأتي بوردة فيقول للتلاميذ هذه وردة بيضاء هل رأيتموها فيقولون نعم وهكذا في كل يوم وردة جديد بلون جديد فيسألهم هل رأيتموها فيقولون نعم وكان لديه طالب ذكي والده فقيه في الدين فقال يوما للأستاذ يبدو انك تريد منا ان نصل الى قناعة ان كل ما نراه فهو حقيقة وكل ما لا نراه فهو وهم  وباطل غير موجود فقال الاستاذ نعم اجل فأجاب الطالب نحن نؤمن بان هناك سبع سماوات و سبعة أراضين و سبعة بحور وجنة ونارا والخالق سبحانه نؤمن بها كلها  دون ان نراها  فقال الاستاذ كل من يؤمن بهذه الاشياء فهو مخبول العقل لأنه يؤمن بما لا يراه، 

فقال الطالب اسمح لي يا استاذ ان اتكلم مع التلاميذ، فقال له تكلم قال ايها الاصدقاء انظروا الى رأس الاستاذ هل ترون عقله ام انتم ترون فقط وجهه وشعره؟، فقالوا نعم لا نرى إلا وجهه وشعره، فقال: إذا لم تكونوا ترون عقل الاستاذ بأعينكم المجردة فعقل الاستاذ غير موجود وهو إذا مخبول مجنون.

هنا التفت العربي نحو استاذه العراقي فاذا به قد تغير لون وجهه وفهم جيدا مقصد القصة فتردد الاستاذ قليلا ثم قال نحن في العراق عرب نصارى ولسنا مسلمين، فرد العربي يقول: بكل صراحة كان من الواجب على الدولة الجزائرية الا تأتي بهؤلاء الشيوعيين يدرسون ابناء المسلمين في الجزائر لان هذا يعتبر تشويها للمجتمع الجزائري المسلم، ثم جلس العربي وترك الاستاذ واقفا مبهوتا لا يرد الكلام.

يمكنك مطالعة كتاب المذكرات كاملا من هنا : إضغط على الرابط 

#مذكرات #توثق #الحياة #جنوب #غرب #الجزائر #الأستاذ #الملحد

يتم التشغيل بواسطة Blogger.