منهج إبن خلدون

0

 بعد أن ضبط "ابن خلدون" حدود المجال الذي يمكن للعقل أن يبحث فيه عن معرفة علمية، نجده يشير إلى الطريقة التي على العقل أن يتبعها في سبيل امتلاك معرفة صحيحة منطقيا وواقعيا، أي أنه تكلم

في منهج معين عبره فقط يستطيع الإنسان أن يكتشف العلوم بالحقائق. يصرح "ابن خلدون" أن المنهج

العلمي هو استقرائي يتبع خصائص الموضوع الذاتية من خلال الملاحظة المباشرة، والخطاب العلمي عنده يكتفي بالتعبير عن "المعاني العينية التي ما تزال الصورة الحسية عالقة بها.

بعد الفحص المعمق انتهى بابن خلدون إلى رفض المنهج السابق قبله واعتباره معرفة غير علمية، بالرغم من أن المنطق الأرسطي كانت له آنذاك مكانة مرموقة في الأوساط المعرفية الإسلامية، ومن انتقدهم هم المتأخرون من فلاسفة الإسلام، وقد أخذ على هؤلاء أنهم يوجهون كل عناياتهم إلى منطق الصورة أو الشكل، إذ يدرسون القضايا من شكلها فقط ويغفلون منطق المادة. "حيث أغفلوا النظر في الكتب الخمسة المتعلقة بمنطق المادة من كتاب أرسطو وهي: البرهان، والجدل والخطابة، والشعر والسفسطة، وهي المعتمد في هذا الفن. 

بدلا من البرهان اعتمد "ابن خلدون" على الاستقراء كمنهج، وظيفة الفكر فيه أن "يتوجه إلى واحد من الحقائق وينظر ما يعرض له لذاته واحد بعد آخر ويتمرن على ذلك، حتى يصير إلحاق العوارض بتلك الحقائق ملكة له، فيكون حينئذ علمه بما يعرض لتلك الحقيقة علما مخصوصا."

وبيان العوارض لا يكون إلا بتتبعها واحدا واحدا كما قال وهذا شأن االستقراء.

منهجية إبن خلدون:

1- الشك والتدقيق والتمحيص

2- الملاحظة المباشرة أو التشخيص المادي

3- أسلوب المقارنة أو منهج البحث المقارن

4- البحث عن الأسباب وربط الأسباب بالمسببات

عتماد "ابن خلدون" على المنهج التحليلي والمنهج الاستقرائي هدفه معرفة القوانين وإدراك العلل والأسباب:

- قانون العلية: أي ربط السبب بالمسبب، حيث سعى إلى التحقق من و جود ارتباط ضروري بين الظواهر الاجتماعية، الذي لا يمكن بدونه فهم استمرار المجتمع وتطوره.

- قانون التشابه: حيث اكتشف "ابن خلدون" أن المجتمعات البشرية كلها تتشابه مع بعض في الوجود الاجتماعي، بسبب الوحدة العقلية للجنس البشري، ووحدة الأصل الإنساني، بالإضافة إلى التقليد الذي قد يكون تقليد الرعية للحاكم أو المغلوب للغالب أو الغالب للمغلوب.

- قانون التباين: حيث يرى "ابن خلدون" أن المجتمعات ليست متماثلة بصفة مطلقة، بل توجد بينها فروق يجب أن يلاحظها المؤرخ، وهي الفروق التي ترجع إلى أسباب جغرافية واقتصادية وسياسية، فمجتمع البدو غير مجتمع الحضر، ومجتمع يقوم على الزراعة وحياة الاستقرار والرخاء غير مجتمع يعاني من الفقر والجدب.


يتم التشغيل بواسطة Blogger.