الفكرة
الرئيسية في دراسات ميخائيل باختين هي تجاوز القطيعة بين الشكلية المجردة والنزعة
الأيديولوجية في دراسة الكلمة. وقد دعا إلى التعامل مع الكلمة الفنية على أنها
كلمة حيّة تتفاعل مع الوسط الذي قيلت فيه باعتبار أنها ذات طبيعة اجتماعية ولا
تنفك من تاريخيتها التي أسهمت في تكوينها بمختلف المعاني التي ترسّبت فيها عبر
الزمن، ودون تجاوز حواريتها وسط كلمات الغير سواء قيلت من قبل أو لماّ تُقل بعدُ،
في الموضوع ذاته. وكانت له نظرة خاصة في كل ما تعلق بالكلمة من محيط اجتماعي وإيديولوجي،
وركز اهتمامه على الكلمة الحية، في أثناء تفاعلها مع الوسط الذي قيلت فيه. أما
الكلمة الفنية فهي بالنسبة له أشد تعقيدا في تفاعلها مع موضوعها. كما أننا نجده
يركز كثيرا على الكلمة من خلال الحوار الداخلي الذي يسهم، في نظره، في إنتاجها. أما
"الاستهداف" بالنسبة لباختين فهو مفهوم له دور في إثراء الكلمة أثناء
توجيهها نحو المتلقي. وتبدو نظرته المختلفة للكلمة في عصره بشكل واضح في كتابه
"الكلمة في الرواية" ودراساته لروايات "دوستويفسكي".